مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حسان بن ثابت»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Madani طلا ملخص تعديل |
imported>Madani طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٤: | سطر ٤: | ||
|الإسم =حسان بن ثابت | |الإسم =حسان بن ثابت | ||
|لاحقة تشريفية = | |لاحقة تشريفية = | ||
|الإسم الأصلي = | |الإسم الأصلي =حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار . واسمه تيم الله. | ||
|لغة الإسم الأصلي = | |لغة الإسم الأصلي = | ||
|صورة = | |صورة = | ||
سطر ٨٨: | سطر ٨٨: | ||
فمن كنت مولاه فهذا وليُّه * فكونوا له أنصارَ صدقٍ مواليا | فمن كنت مولاه فهذا وليُّه * فكونوا له أنصارَ صدقٍ مواليا | ||
هناك دعا: اللَّهمَّ والِ وليَّه * وكُن للذي عادى عليَّاً معاديا | هناك دعا: اللَّهمَّ والِ وليَّه * وكُن للذي عادى عليَّاً معاديا | ||
== اسمه نسبه وكنيته == | |||
'''حسان بن ثابت بن خارجية''' هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار . واسمه تيم الله. ابن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم من بني مالك بن النجار يكنى أبا الوليد وقيل: أبو عبد الرحمن وأبا المضرّب(1) وقيل: أبو الحسام (2) لمناضلته عن رسول الله (ص) ولتقطيعه أعراض المشركين وأمه: الفريعة بنت خالد بن خنس بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصاري.(باركراف اضافي است انظر: ابن الأثير الجزري، ج1، ص:482.) | |||
== حياته قبل البعثة النبوية == | |||
اسمه نسبه وكنيته | |||
حسان بن ثابت بن خارجية | |||
حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار . واسمه تيم الله. ابن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم من بني مالك بن النجار يكنى أبا الوليد وقيل: أبو عبد الرحمن وأبا المضرّب(1) وقيل: أبو الحسام (2) لمناضلته عن رسول الله (ص) ولتقطيعه أعراض المشركين وأمه: الفريعة بنت خالد بن خنس بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصاري.(باركراف اضافي است انظر: ابن الأثير الجزري، ج1، ص:482.) | |||
حياته قبل البعثة النبوية | |||
يمني الأصل، ولد قبل ولادة النبي الأكرم (ص) عام الفيل(3) في مدينة يثرب وبقي فيها(4) يرجع نسبه إلى قبيلة الخرزج من طائفة بني النجار أرحام النبي (ص).(5) كان أبوه ثابت وجدّه المُنذر بن حَرام من اشراف الخرجيين ومشيايخهم.(6) وأمّه لفريعة بنت خالد هي الأخرى من بني الخزرج الأنصاري. اعتنق الاسلام بعد الهجرة النبوية مباشرة(7) وكان ينادى بابن فريعة.(8) واشتهرت مدائحه في الغسانيين، وملوك الحيرة، قبل الإسلام وكان يتردد عليهم(9) وعمي قبيل وفاته.(10) | يمني الأصل، ولد قبل ولادة النبي الأكرم (ص) عام الفيل(3) في مدينة يثرب وبقي فيها(4) يرجع نسبه إلى قبيلة الخرزج من طائفة بني النجار أرحام النبي (ص).(5) كان أبوه ثابت وجدّه المُنذر بن حَرام من اشراف الخرجيين ومشيايخهم.(6) وأمّه لفريعة بنت خالد هي الأخرى من بني الخزرج الأنصاري. اعتنق الاسلام بعد الهجرة النبوية مباشرة(7) وكان ينادى بابن فريعة.(8) واشتهرت مدائحه في الغسانيين، وملوك الحيرة، قبل الإسلام وكان يتردد عليهم(9) وعمي قبيل وفاته.(10) | ||
حسان بعد البعثة الشريفة | == حسان بعد البعثة الشريفة == | ||
يعد حسان من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. وكان يهوديّا فأسلم. عاش ستين سنة في الجاهلية.(11) وذهب بروكلمان الى القول بأنّ سنّه حين أسلم لم يتجاوز الستين عاماً.(12) | يعد حسان من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. وكان يهوديّا فأسلم. عاش ستين سنة في الجاهلية.(11) وذهب بروكلمان الى القول بأنّ سنّه حين أسلم لم يتجاوز الستين عاماً.(12) | ||
عدم المشاركة في الغزوات | === عدم المشاركة في الغزوات === | ||
عرف– كما تذكر بعض المصادر- عن حسان بن ثابت الجبن وعدم المشاركة في الغزوات والحروب التي خاضها المسلمون.(13) ومع ذلك كان يعتد بنفسه ويتظاهر بالشجاعة والبسالة حتى أنّه أنشد النبي شعراً في شجاعته، فضحك. قال الزّبير: وحدّثني عليّ بن صالح عن جدّي أنّه سمع أن حسّان بن ثابت أنشد رسول الله (ص): | عرف– كما تذكر بعض المصادر- عن حسان بن ثابت الجبن وعدم المشاركة في الغزوات والحروب التي خاضها المسلمون.(13) ومع ذلك كان يعتد بنفسه ويتظاهر بالشجاعة والبسالة حتى أنّه أنشد النبي شعراً في شجاعته، فضحك. قال الزّبير: وحدّثني عليّ بن صالح عن جدّي أنّه سمع أن حسّان بن ثابت أنشد رسول الله (ص): | ||
لقد غدوت أمام القوم منتطقاً ... بصارمٍ مثل لون الملح قطّاع | لقد غدوت أمام القوم منتطقاً ... بصارمٍ مثل لون الملح قطّاع | ||
سطر ١٢١: | سطر ١٠١: | ||
قال: فضحك رسول الله (ص)؛ فظنّ حسّان أنه ضحك من صفته نفسه مع جبنه.(14) | قال: فضحك رسول الله (ص)؛ فظنّ حسّان أنه ضحك من صفته نفسه مع جبنه.(14) | ||
شعره في هجاء خصوم الرسالة | === شعره في هجاء خصوم الرسالة === | ||
كان حسان على درجة عالية من الشاعرية وكان شديد الذب في شعره عن الرسول والرسالة وهجاء المشركين وخصوم النبي(ص) فكان (ص) يحفظ له موقفه هذا ويجلّه كثيراً.(15) وكان يُنصب له منبر في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله (ص) يقول: "إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله".(16) | كان حسان على درجة عالية من الشاعرية وكان شديد الذب في شعره عن الرسول والرسالة وهجاء المشركين وخصوم النبي(ص) فكان (ص) يحفظ له موقفه هذا ويجلّه كثيراً.(15) وكان يُنصب له منبر في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله (ص) يقول: "إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله".(16) | ||
روي أنه لما أراد حسان هجاء قريش قال له رسول الله (ص): " كيف تهجوهم وأنا منهم؟ فقال: يا رسول الله لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين فقال (ص): ائت أبا بكر فإنّه أعلم بأنساب القوم منك. فكان يمضي إلى أبي بكر ليقفه على أنسابهم. فجعل يهجوهم.وقيل أنه لما هجاهم حسان قال (ص): هجاهم حسان فشفى واشتفى(17) | روي أنه لما أراد حسان هجاء قريش قال له رسول الله (ص): " كيف تهجوهم وأنا منهم؟ فقال: يا رسول الله لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين فقال (ص): ائت أبا بكر فإنّه أعلم بأنساب القوم منك. فكان يمضي إلى أبي بكر ليقفه على أنسابهم. فجعل يهجوهم.وقيل أنه لما هجاهم حسان قال (ص): هجاهم حسان فشفى واشتفى(17) | ||
وروى بعض المؤرخين أنّ أوّل من قدم إلى النبي (ص) بعد تبوك، وفد بني تميم وفيه من مشايخهم: عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس من بني دارم بن مالك، والحتات بن زيد، والأقرع بن حابس، والزّبرقان بن بدر من بني سعد، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم وهما من بني منقر، ونعيم بن زيد ومعهم عيينة بن حصن الفزاريّ. وقد كان الأقرع وعيينة شهدا فتح مكة وخيبر و حصار الطائف، ثم جاءا مع وفد بني تميم، فلمّا دخلوا المسجد نادوا من وراء الحجرات فنزلت الآيات في إنكار ذلك عليهم. ولمّا خرج (ص) قالوا: جئنا نفاخرك بخطيبنا وشاعرنا فأذن لهم، فخطب عطار وفاخر ويقال والأقرع بن حابس، ثم أنشد الزبرقان بن بدر شعراً بالمفاخرة، ودعا رسول الله (ص) ثابت بن قيس بن الشماس من بني الحرث بن الخزرج فخطب وحسّان بن ثابت فأنشد مساجلين لهم، فأذعنوا للخطبة والشعر والسؤدد والحلم، وقالوا: هذا الرجل هو مؤيد من الله أخطب من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتهم أعلى من أصواتنا. ثم أسلموا وأحسن رسول الله (ص) جوائزهم.(18) | وروى بعض المؤرخين أنّ أوّل من قدم إلى النبي (ص) بعد تبوك، وفد بني تميم وفيه من مشايخهم: عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس من بني دارم بن مالك، والحتات بن زيد، والأقرع بن حابس، والزّبرقان بن بدر من بني سعد، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم وهما من بني منقر، ونعيم بن زيد ومعهم عيينة بن حصن الفزاريّ. وقد كان الأقرع وعيينة شهدا فتح مكة وخيبر و حصار الطائف، ثم جاءا مع وفد بني تميم، فلمّا دخلوا المسجد نادوا من وراء الحجرات فنزلت الآيات في إنكار ذلك عليهم. ولمّا خرج (ص) قالوا: جئنا نفاخرك بخطيبنا وشاعرنا فأذن لهم، فخطب عطار وفاخر ويقال والأقرع بن حابس، ثم أنشد الزبرقان بن بدر شعراً بالمفاخرة، ودعا رسول الله (ص) ثابت بن قيس بن الشماس من بني الحرث بن الخزرج فخطب وحسّان بن ثابت فأنشد مساجلين لهم، فأذعنوا للخطبة والشعر والسؤدد والحلم، وقالوا: هذا الرجل هو مؤيد من الله أخطب من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتهم أعلى من أصواتنا. ثم أسلموا وأحسن رسول الله (ص) جوائزهم.(18) | ||
قصة الافك | === قصة الافك === | ||
سجلت المصادر التاريخة أنّ حسان بن ثابت ممن خاض في قضية الإفك المعروفة الا أنه اعتذر لعائشة وأنشد فيها شعراً فقبل الرسول (ص) وعائشه منه اعتذاره.(19) | سجلت المصادر التاريخة أنّ حسان بن ثابت ممن خاض في قضية الإفك المعروفة الا أنه اعتذر لعائشة وأنشد فيها شعراً فقبل الرسول (ص) وعائشه منه اعتذاره.(19) | ||
دعاء النبي (ص) لحسان | === دعاء النبي (ص) لحسان === | ||
قالوا إنّ الرسول (ص) دعا له بقوله: "اللهم أيده بروح القدس".(20) وهذا الدعاء مشروط بثبات حسان على الطريق ودفاعه عن الرسول والرسالة وهذا ما يؤيده قوله (ص): "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله و رسوله".(21) | قالوا إنّ الرسول (ص) دعا له بقوله: "اللهم أيده بروح القدس".(20) وهذا الدعاء مشروط بثبات حسان على الطريق ودفاعه عن الرسول والرسالة وهذا ما يؤيده قوله (ص): "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله و رسوله".(21) | ||
والجدير بالذكر أن الدعاء المذكور روي بأكثر من صيغة منها: "اللهم أيده بروح القدس لمناضلته عن المسلمين"(22) وجاء في رواية أخرى: "إنّ اللّه يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول اللّه".(23) | والجدير بالذكر أن الدعاء المذكور روي بأكثر من صيغة منها: "اللهم أيده بروح القدس لمناضلته عن المسلمين"(22) وجاء في رواية أخرى: "إنّ اللّه يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول اللّه".(23) | ||
حسان والعثمانية | == حسان والعثمانية == | ||
وقف حسان بن ثابت إبّان الثورة ضد الخليفة عثمان بن عفان إلى جنبه مدافعا عنه(24) وإن ذهب البعض الى إلقول بأن الشعر المنسوب إلى حسان في الدفاع عن عثمان وهجاء الثوار لم يثبت بطريق معتبر.(25) وقد صرح شوقي ضيف(26) بأنّه كان من وضع الأمويين لإزالة وصمة العار التي الحقها هجاء حسان بقريش. | وقف حسان بن ثابت إبّان الثورة ضد الخليفة عثمان بن عفان إلى جنبه مدافعا عنه(24) وإن ذهب البعض الى إلقول بأن الشعر المنسوب إلى حسان في الدفاع عن عثمان وهجاء الثوار لم يثبت بطريق معتبر.(25) وقد صرح شوقي ضيف(26) بأنّه كان من وضع الأمويين لإزالة وصمة العار التي الحقها هجاء حسان بقريش. | ||
الامتناع عن مبايعة الإمام علي (ع) | == الامتناع عن مبايعة الإمام علي (ع) == | ||
بعد مقتل عثمان بن عفان وانثيال الناس على أمير المؤمنين (ع) يبايعونه أمسك البعض عن مبايعته عليه السلام منهم حسان بن ثابت.(27) قال | بعد مقتل عثمان بن عفان وانثيال الناس على أمير المؤمنين (ع) يبايعونه أمسك البعض عن مبايعته عليه السلام منهم حسان بن ثابت.(27) قال الشيخ المفيد (ره): تخلف عن بيعته عليه السلام عبد الله بن عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وحسان بن ثابت وأسامة بن زيد. روى الشعبي قال: لما اعتزل سعد من سميناه أمير المؤمنين (ع) وتوقفوا عن بيعته حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي ... وهذه بيعة عامة من رغب عنها رغب عن دين الإسلام واتبع غير سبيل أهله ولم تكن بيعتكم إياي فلتة وليس أمري وأمركم واحداً وإني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم... وقد بلغني عن سعد وابن مسلمة وأسامة وعبد الله وحسان بن ثابت أمور كرهتها والحق بيني وبينهم. | ||
وفاته | == وفاته == | ||
كان حسان من المُخَرمين و قال صاحب الاغاني: عاش حسان مائة وعشرين سنة، ومما يحقّق ذلك ما أخبرني به الحسن بن عليّ ....عن حسّان بن ثابت قال: إنّي لغلامٌ يفعةٌ ابن سبع سنين أو ثمانٍ، إذا بيهوديّ بيثرب يصرخ ذات غداةٍ: يا معشر يهود؛ فلما اجتمعوا إليه قالوا: ويلك! مالك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يولد به في هذه الليلة. قال: ثم أدركه اليهوديّ ولم يؤمن به. فهذا يدلّ على مدّة عمره في الجاهليّة؛ لأنه ذكر أنّه أدرك ليلة ولد النبيّ (ص)، وله يومئذ ثمان سنين، والنبيّ (ص) بعث وله أربعون سنةً، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنةً، فقدم المدينة ولحسّان يومئذ، على ما ذكره، ستّون سنةً أو إحدى وستون سنة. وعمّر حسّان بن ثابت عشرين ومائة سنةٍ: ستّين في الجاهليّة وستّين في الإسلام.(29) كانت وفاته ما بين سنة 40 و54 هجرية حسب اختلاف الروايات.(30) | كان حسان من المُخَرمين و قال صاحب الاغاني: عاش حسان مائة وعشرين سنة، ومما يحقّق ذلك ما أخبرني به الحسن بن عليّ ....عن حسّان بن ثابت قال: إنّي لغلامٌ يفعةٌ ابن سبع سنين أو ثمانٍ، إذا بيهوديّ بيثرب يصرخ ذات غداةٍ: يا معشر يهود؛ فلما اجتمعوا إليه قالوا: ويلك! مالك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يولد به في هذه الليلة. قال: ثم أدركه اليهوديّ ولم يؤمن به. فهذا يدلّ على مدّة عمره في الجاهليّة؛ لأنه ذكر أنّه أدرك ليلة ولد النبيّ (ص)، وله يومئذ ثمان سنين، والنبيّ (ص) بعث وله أربعون سنةً، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنةً، فقدم المدينة ولحسّان يومئذ، على ما ذكره، ستّون سنةً أو إحدى وستون سنة. وعمّر حسّان بن ثابت عشرين ومائة سنةٍ: ستّين في الجاهليّة وستّين في الإسلام.(29) كانت وفاته ما بين سنة 40 و54 هجرية حسب اختلاف الروايات.(30) | ||
مكانته الشعرية | == مكانته الشعرية == | ||
اتفق الرواة والنقَّاد على أنّ حسان بن ثابت أشعر أهل المدر في عصره، وأشعر أهل اليمن قاطبةً، قال ابن سلام بعد ذكر أسماء جماعة من الشعراء: أشعرهم حسان بن ثابت. | اتفق الرواة والنقَّاد على أنّ حسان بن ثابت أشعر أهل المدر في عصره، وأشعر أهل اليمن قاطبةً، قال ابن سلام بعد ذكر أسماء جماعة من الشعراء: أشعرهم حسان بن ثابت. | ||
وهو كثير الشعر جيدة.(31) وكان لشعره طراوة يبعث النشاط في سامعية.(32) وقد احتفظ حسان بجودة شعره وتقدمه فيه في الجاهلية والاسلام.(33) إلا أنّ الأصمعي(34) يرى أفول شعر حسان في الإسلام. | وهو كثير الشعر جيدة.(31) وكان لشعره طراوة يبعث النشاط في سامعية.(32) وقد احتفظ حسان بجودة شعره وتقدمه فيه في الجاهلية والاسلام.(33) إلا أنّ الأصمعي(34) يرى أفول شعر حسان في الإسلام. | ||
ولحسان الكثير من عيون الشعر(35) منها ما جادت به قريحته في مدحه لملوك الغساسنة في العصر الجاهلي(36) وكان حسان من أصحاب المذهبات- وربما كان يقصد بهذا الاسم أنها تستحق أن تكتب بالذهب- وهي لشعراء من الأنصار "الأوس والخزرج" خاصة، منهم: بالاضافة الى حسان بن ثابت، عبد الله بن رواحة، ومالك بن العجلان، وقيس بن الخطيم و...(37) ومع ذلك لم يرق شعره الذي أنشده في سوق عُكاظ مقابل الاعشى والخنساء للنابغة الذبياني. وروي أنّ الحطيئة وقف على حسّان بن ثابت وحسّان ينشد من شعره؛ فقال له حسّان وهو لا يعرفه: كيف تسمع هذا الشعر يا أعرأبي؟ قال الحطيئة: لا أرى به بأساً. فغضب حسّان.(38) | ولحسان الكثير من عيون الشعر(35) منها ما جادت به قريحته في مدحه لملوك الغساسنة في العصر الجاهلي(36) وكان حسان من أصحاب المذهبات- وربما كان يقصد بهذا الاسم أنها تستحق أن تكتب بالذهب- وهي لشعراء من الأنصار "الأوس والخزرج" خاصة، منهم: بالاضافة الى حسان بن ثابت، عبد الله بن رواحة، ومالك بن العجلان، وقيس بن الخطيم و...(37) ومع ذلك لم يرق شعره الذي أنشده في سوق عُكاظ مقابل الاعشى والخنساء للنابغة الذبياني. وروي أنّ الحطيئة وقف على حسّان بن ثابت وحسّان ينشد من شعره؛ فقال له حسّان وهو لا يعرفه: كيف تسمع هذا الشعر يا أعرأبي؟ قال الحطيئة: لا أرى به بأساً. فغضب حسّان.(38) | ||
ديوان حسان | == ديوان حسان == | ||
روى شعر حسان الكثير من الشعراء والأدباء منهم ابن حبيب المتوفى 238 ق، وقاموا بجمعها وشرحها، وقد خلف حسان ديوانًا ضخمًا، غير أن كثيرًا من الشعر المصنوع دخله بعد أن دسّه القرشيون في ديوانه.(40) يضاف إلى ذلك وقوع الخلط بين شعر حسان وشعر كل من ولده عبد الرحمان وكعب بن مالك الانصاري وعبد الله بن رواحة وغيرهم.(41) | روى شعر حسان الكثير من الشعراء والأدباء منهم ابن حبيب المتوفى 238 ق، وقاموا بجمعها وشرحها، وقد خلف حسان ديوانًا ضخمًا، غير أن كثيرًا من الشعر المصنوع دخله بعد أن دسّه القرشيون في ديوانه.(40) يضاف إلى ذلك وقوع الخلط بين شعر حسان وشعر كل من ولده عبد الرحمان وكعب بن مالك الانصاري وعبد الله بن رواحة وغيرهم.(41) | ||
مميزات شعر حسان | == مميزات شعر حسان == | ||
رصد الوقائع التاريخية | === رصد الوقائع التاريخية === | ||
اتسم شعر حسان بن ثابت برصده للوقائع التاريخة وتسجيله للاحداث التي جرت في سيرة النبي الاكرم (ص) والحروب والغزوات التي خاضها مما اضفى على شعره قيمة علمية وجعله في مصاف المصادر التاريخية التي تعرضت لتاريخ المسلمين؛ ومن تلك الوقائع التي رصدها حسان واقعة الغدير المعروفة فكان له السبق الأدبي فيها وقد سجلت قصيدته كأول غديرية.(43) | |||
الذود عن ساحة النبي الاكرم (ص) | === الذود عن ساحة النبي الاكرم (ص) === | ||
كان حسان من أبرز الشعراء الذي ذبوا عن حريم الرسول (ص) مدافعا عنه بالكثير من المقاطع الشعرية التي اتسمت بصبغة جديدة معتمدا فيها مفردات عصرية تنسجم مع الرسالة الإسلامية وكلمات لم تكن متعارفة بين الشعراء الجاهليين؛ ومن هنا عدّ صاحب مدرسة وطريقة شعرية خاصة.(44) | كان حسان من أبرز الشعراء الذي ذبوا عن حريم الرسول (ص) مدافعا عنه بالكثير من المقاطع الشعرية التي اتسمت بصبغة جديدة معتمدا فيها مفردات عصرية تنسجم مع الرسالة الإسلامية وكلمات لم تكن متعارفة بين الشعراء الجاهليين؛ ومن هنا عدّ صاحب مدرسة وطريقة شعرية خاصة.(44) | ||
صناعة البديع | | ||
=== صناعة البديع === | |||
توزع شعر حسان بين المدح والفخر والهجاء والرثاء(45) ويرى عمر فروخ(46) إمكانية عدّ حسان بن ثابت كصاحب أوّل بديعية لما توفر عليه شعره من صناعة البديع. | توزع شعر حسان بين المدح والفخر والهجاء والرثاء(45) ويرى عمر فروخ(46) إمكانية عدّ حسان بن ثابت كصاحب أوّل بديعية لما توفر عليه شعره من صناعة البديع. | ||
الهوامش | == الهوامش == | ||
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" > | |||
{{مراجع|2}} | |||
</div> | |||
== المصادر == | |||
{{Div col|2}} | |||
* حسن بن بشر الآمدي، المؤتلف والمختلف في أسماءالشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم، في محمد بن عمران المرزباني، معجم الشعراء، طبعة ف.كرنكو، بيروت، 1402/1982. | |||
*ابن الأثير، أسد الغابة، بيروت، دار الفكر، 1409هـ ق. | |||
*ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، طبعة علي محمد بجاوي، بيروت، 1412هـ ق/ 1992م. | |||
*ابن حجر العسقلاني، الإصابة، بيروت، دار الكتب العلمية،الاولى، 1415هـ ق. | |||
*ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، طبعة محمود محمد شاكر، (القاهرة 1952م). | |||
*ابن عبد البر، الاستيعاب، بيروت، دار الجيل، الأولى، 1412هـ ق. | |||
*ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، طبعة علي شيري، بيروت، 1415ـ 1421هـ ق/ 1995 ـ2001م. | |||
*ابن قتيبة، الشعر والشعراء، طبعة احمد محمد شاكر، (القاهرة) 1386ـ1387هـ ق/ 1966 ـ1967م. | |||
*ابو الفرج الأصفهاني. | |||
* عبد الملك بن قريب الإصمعي، كتاب فحولة الشعراء، طبعة تشارلز تورّي، بيروت، 1400هـ ق/1980م. | |||
*عبد الحسين الأميني، الغدير في الكتاب والسنة و الأدب، قم، 1416ـ1422هـ ق/ 1995ـ2002م. | |||
*كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج1، نقله الي العربية عبد الحليم نجار، القاهرة، 1974م. | |||
*بطرس البستاني، أدباء العرب، بيروت، 1988ـ1990م. | |||
*حسّان بن ثابت، ديوان، طبعة وليد عرفات، لندن، 1971م. | |||
*فؤاد سزگين، تاريخ التراث العربي، الجزء2، نقله الي العربية محمود فهمي حجازي، (رياض) 1403هـ ق/1983م، طبعة افست قم، 1412هـ ق. | |||
*سُليم بن قيس هلالي، كتاب سُليم بن قيس الهلالي، طبعة محمد باقر الأنصاري الزنجاني، قم، 1384هـ ش. | |||
*شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، ج 2، القاهرة، 1972م. | |||
*الطبري، تاريخ (ليدن). | |||
*عمر فروّخ، تاريخ الادب العربي، ج1، بيروت، 1984. | |||
*محمدبن محمد المفيد، الإرشاد، قم: مكتبة بصيرتي، بلا تا. | |||
*محمدبن محمد المفيد، الإرشاد، ترجمه رسولي محلاتي، طهران، إسلامية، الطبعة الثانية، بلا تا. | |||
*محمد بن محمد المفيد ، الجَمَل والنُصرة لسيد العترة في حرب البصرة، طبعة علي مير شريفي، قم، 1374هـ ش. | |||
{{Div col end}} | |||