انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البيعة»

أُضيف ١٣٧ بايت ،  ١٧ ديسمبر ٢٠١٥
imported>Ya zainab
imported>Ya zainab
سطر ٤٦: سطر ٤٦:


==== البيعة في العصرين الأموي والعباسي ====
==== البيعة في العصرين الأموي والعباسي ====
استمرت ظاهرة البيعة في العصرين الأموي والعباسي مع إجراء بعض التغييرات في الشكل تارة والمضمون أخرى بل فيهما معا في بعض الأحيان. فقد أحدث الأمويون تحولا كبيراً وتغييراً جوهرياً في مضمون البيعة وشكلها، حتى أن الكثير من الكتاب والمفكرين من أبناء السنّة أذعنوا بأنّ [[معاوية]] قام ولتحكيم أسس حكومته وأخذ البيعة لولده يزيد باعتماد شتّى الوسائل توزعت على الوعد والوعيد بالأطماع تارة والتهديد والقهر أخرى فضلا عن التحايل وإيقاع [[الفرقة بين المسلمين]] و.... <ref>عبدالمجيد، البيعة عند مفكري أهل السنة والعقد الاجتماعي، ص۶۰ـ۶۱ ذ</ref>
استمرت ظاهرة البيعة في العصرين [[بنو أمية|الأموي]] و[[بنو العباس|العباسي]] مع إجراء بعض التغييرات في الشكل تارة والمضمون أخرى بل فيهما معا في بعض الأحيان. فقد أحدث الأمويون تحولا كبيراً وتغييراً جوهرياً في مضمون البيعة وشكلها، حتى أن الكثير من الكتّاب والمفكرين من أبناء [[أهل السنة|السنّة]] أذعنوا بأنّ [[معاوية]] قام ولتحكيم أسس حكومته وأخذ البيعة لولده [[يزيد بن معاوية|يزيد]] باعتماد شتّى الوسائل توزعت على الوعد والوعيد بالأطماع تارة والتهديد والقهر أخرى فضلا عن التحايل وإيقاع [[الفرقة بين المسلمين]] و.... <ref>عبدالمجيد، البيعة عند مفكري أهل السنة والعقد الاجتماعي، ص۶۰ـ۶۱ ذ</ref>
ورويداً رويداً أخذت ماهية البيعة تتحول إلى عملية ممزوجة بالإكراه والتهديد وتتحول في واقع الأمر من المبايعة اختياراً إلى أخذ للبيعة بالإكراه. <ref>كتاني، نظام الحكومة النبّوية، كتاني، ج۱، ص۲۲۳ </ref> ومن نماذج ذلك ما كتبه [[يزيد]] إلى واليه على المدينة [[الوليد بن عُتبة]]: أما بعد فخذ حسينا وعبد الله بن عمر و[[عبد الله بن الزبير]] بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة. <ref>ابن جرير، تاريخ الطبري، ج۵، ص۳۳۸ </ref> وقد تحولت البيعة في ذلك العصر إلى حالة شكلية وتشريفية، وطريقة للإعلان عن الوفاء لأمر الحاكم الجديد. <ref>ابن جرير، تاريخ الطبري، ج۷، ص۳۱۱، ۴۷۱، ج۶، ص۴۲۳ </ref> بل المبايعة للحاكم المرتقب بعد الحاكم الفعلي أو ما بات يعرف اليوم بولي العهد. <ref>المسعودي، مروج الذّهب، ج۴، ص۲۱۰ـ۲۱۱ </ref>
ورويداً رويداً أخذت ماهية البيعة تتحول إلى عملية ممزوجة بالإكراه والتهديد وتتحول في واقع الأمر من المبايعة اختياراً إلى أخذ للبيعة بالإكراه. <ref>كتاني، نظام الحكومة النبّوية، كتاني، ج۱، ص۲۲۳ </ref> ومن نماذج ذلك ما كتبه [[يزيد]] إلى واليه على المدينة [[الوليد بن عُتبة]]: أما بعد فخذ [[الإمام الحسين|حسينا]] و[[عبد الله بن عمر]] و[[عبد الله بن الزبير]] بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة. <ref>ابن جرير، تاريخ الطبري، ج۵، ص۳۳۸ </ref> وقد تحولت البيعة في ذلك العصر إلى حالة شكلية وتشريفية، وطريقة للإعلان عن الوفاء لأمر الحاكم الجديد. <ref>ابن جرير، تاريخ الطبري، ج۷، ص۳۱۱، ۴۷۱، ج۶، ص۴۲۳ </ref> بل المبايعة للحاكم المرتقب بعد الحاكم الفعلي أو ما بات يعرف اليوم بولي العهد. <ref>المسعودي، مروج الذّهب، ج۴، ص۲۱۰ـ۲۱۱ </ref>
وربما تعقد البيعة في بدايات حكم الخليفة تحت التطميع وبذل الأموال الطائلة حتى أنّ الاموال التي بذلت في بيعة [[المقتدر العباسي]] بلغت ثلاثة ملايين دينار، واستحدثوا ما سمّي برزق البيعة يطالب به المبايعون من رجال الجيش والقواد. <ref>قاسمي، نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الاسلامي، ج۱، ص۲۸۶ </ref> ولعل الراغب الاصفهاني قصد هذا المعنى في تعريفه للبيعة بقوله: "بايعَ السلطان: إذا تضمّن بذل الطاعة له بما رضخ له". يضاف إلى ذلك أن المصادر التاريخية أشارت إلى البيعة الخاصّة التي يقوم بها الساسة وقادة العسكر والوزراء، للخليفة في عصر خلفاء بني العباس المنصور والمهدي وعيسى العباسي. <ref>قاسمي، نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الاسلامي، ج۱، ص۲۹۰ـ۲۹۱ </ref>
وربما تعقد البيعة في بدايات حكم [[الخليفة]] تحت التطميع وبذل الأموال الطائلة حتى أنّ الاموال التي بذلت في بيعة [[المقتدر العباسي]] بلغت ثلاثة ملايين دينار، واستحدثوا ما سمّي برزق البيعة يطالب به المبايعون من رجال الجيش والقواد. <ref>قاسمي، نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الاسلامي، ج۱، ص۲۸۶ </ref> ولعل الراغب الاصفهاني قصد هذا المعنى في تعريفه للبيعة بقوله: "بايعَ السلطان: إذا تضمّن بذل الطاعة له بما رضخ له". يضاف إلى ذلك أن المصادر التاريخية أشارت إلى البيعة الخاصّة التي يقوم بها الساسة وقادة العسكر والوزراء، للخليفة في عصر خلفاء بني العباس المنصور والمهدي وعيسى العباسي. <ref>قاسمي، نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الاسلامي، ج۱، ص۲۹۰ـ۲۹۱ </ref>
علماً أنّه قد تنقض البيعة التي عقدت لولي عهد الخليفة من قبل الخليفة نفسه ليختار خليفة وولي عهد آخر له. <ref>ابن جرير، تاريخ الطبري، ج۸، ص۹ </ref>
علماً أنّه قد تنقض البيعة التي عقدت لولي عهد الخليفة من قبل الخليفة نفسه ليختار خليفة وولي عهد آخر له. <ref>ابن جرير، تاريخ الطبري، ج۸، ص۹ </ref>


مستخدم مجهول