مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الرجعة»
←أدلة إثباتها
imported>Foad |
imported>Foad |
||
سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
*إنّ هذه الفكرة لها تطبيقات في الاُمم والنبوات السابقة على الإسلام وقد حكى [[القرآن الكريم]] هذه التطبيقات بنحو مؤكد، مما يدلّل بوضوح على أنّ فكرة [[الرجعة]] ليست أنها لا تتصادم مع العقيدة الإسلامية فحسب، بل إنها من متطلباتها ومستلزماتها، ذلك أن القرآن الكريم لا يحدّث بما ينافي [[التوحيد]]، بل لا يأتي إلاّ بما يدعم قضية التوحيد ويؤكد على ما فيه، والملاحظ للقرآن الكريم يجد أنه لا يكتفي بإشارة عابرة واحدة إلى حصول مسألة [[الرجعة]] وتحققها في الاُمم السابقة على [[الإسلام]]، بل يكرر هذه الإشارة بالنحو الذي يفيد أنه يريد التأكيد عليها، مما يدل على أن فكرة [[الرجعة]] تعود بنفع مؤكد على التوحيد. ففي [[سورة البقرة]] نقرأ قوله تعالى: {{قرآن|أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}}.<ref>البقرة: 243.</ref> | *إنّ هذه الفكرة لها تطبيقات في الاُمم والنبوات السابقة على الإسلام وقد حكى [[القرآن الكريم]] هذه التطبيقات بنحو مؤكد، مما يدلّل بوضوح على أنّ فكرة [[الرجعة]] ليست أنها لا تتصادم مع العقيدة الإسلامية فحسب، بل إنها من متطلباتها ومستلزماتها، ذلك أن القرآن الكريم لا يحدّث بما ينافي [[التوحيد]]، بل لا يأتي إلاّ بما يدعم قضية التوحيد ويؤكد على ما فيه، والملاحظ للقرآن الكريم يجد أنه لا يكتفي بإشارة عابرة واحدة إلى حصول مسألة [[الرجعة]] وتحققها في الاُمم السابقة على [[الإسلام]]، بل يكرر هذه الإشارة بالنحو الذي يفيد أنه يريد التأكيد عليها، مما يدل على أن فكرة [[الرجعة]] تعود بنفع مؤكد على التوحيد. ففي [[سورة البقرة]] نقرأ قوله تعالى: {{قرآن|أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}}.<ref>البقرة: 243.</ref> | ||
ونقرأ أيضاً قوله تعالى: | ونقرأ أيضاً قوله تعالى: {{قرآن|وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}}<ref>البقرة: 55 ــ 56.</ref> وفيها روى المفسرون ـ ومنهم الطبري ـ أنهم ماتوا جميعاً بعد قولهم ذلك وأن [[موسى]] لم يزل يناشد ربه {{عز وجل}} ويطلب منه إحيائهم حتى رد إليهم أرواحهم.<ref>الطبري، تفسير الطبري، ج 1، ص 290 ــ 293.</ref> | ||
ونقرأ أيضاً قوله تعالى: | ونقرأ أيضاً قوله تعالى: {{قرآن| أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }}.<ref>البقرة: 259.</ref> | ||
وقد ذكر المفسرون ـ ومنهم [[محمد بن جرير الطبري]] ـ عدداً من الروايات تفيد إنّ [[عزير]] أو [[أرميا]] مرّ على [[بيت المقدس]] بعد أن خربها [[نبوخذنصر]] ، فأراه اللّه قدرته على ذلك بضربه المثل له في نفسه بالصورة التي قصتها الآية.<ref>تفسير | وقد ذكر المفسرون ـ ومنهم [[محمد بن جرير الطبري]] ـ عدداً من [[الروايات]] تفيد إنّ [[عزير]] أو [[أرميا]] مرّ على [[بيت المقدس]] بعد أن خربها [[نبوخذنصر]] ، فأراه اللّه قدرته على ذلك بضربه المثل له في نفسه بالصورة التي قصتها الآية.<ref>الطبري، تفسير الطبري، ج 3، ص 28 ــ 47.</ref> | ||
وهناك آيات اُخرى تثبت إمكان وقوع [[الرجعة]] بعد الموت إذا شاء اللّه ذلك في الإنسان والحيوان، منها الآيات: | وهناك آيات اُخرى تثبت إمكان وقوع [[الرجعة]] بعد الموت إذا شاء اللّه ذلك في الإنسان والحيوان، منها [[الآيات]]: | ||
{{قرآن|فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}}.<ref>البقرة: 73.</ref> | |||
{{قرآن|وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِيَنكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}}.<ref>البقرة: 260.</ref> | |||
{{قرآن|إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَي يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيَما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}}.<ref>آل عمران: 55.</ref> | |||
{{قرآن|مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهيدٌ}}.<ref>المائدة: 117.</ref> | |||
ومن مجموع ذلك نلاحظ تركيز [[القرآن الكريم]] على هذا المفهوم من خلال تأكيد وقوعه مرّة بعد اُخرى ، وفي أطوار مختلفة في استعراض وقائع حصلت في الاُمم السابقة الأمر الذي لابدّ وأن يكون من ورائه غرض يرمي [[القرآن الكريم]] الى تحقيقه ، ولابدّ أن يكون ذلك الغرض مما يعود الى قضية [[التوحيد]] والعقيدة بالنفع على نحو التعميق والتأكيد. | ومن مجموع ذلك نلاحظ تركيز [[القرآن الكريم]] على هذا المفهوم من خلال تأكيد وقوعه مرّة بعد اُخرى ، وفي أطوار مختلفة في استعراض وقائع حصلت في الاُمم السابقة الأمر الذي لابدّ وأن يكون من ورائه غرض يرمي [[القرآن الكريم]] الى تحقيقه ، ولابدّ أن يكون ذلك الغرض مما يعود الى قضية [[التوحيد]] والعقيدة بالنفع على نحو التعميق والتأكيد. |