انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آل حرفوش»

أُزيل ٢٬٠٨٩ بايت ،  ٢١ أبريل ٢٠١٥
imported>Ameli
imported>Ameli
سطر ٨٠: سطر ٨٠:
و انهزم السيفي في معركة جرت بينهما في نهر الكلب كما يقول معظم المؤرخين بينما يؤكد غيرهم أنها جرت في أعزاز الواقعة في ولاية [[حلب]]. ثم قام موسى بهجوم أخر على السيفي قريبا من مركز ولايته فدهم جبة بشري في حزيران ١۶٠٢ م و نهبها بينما كان أهلها في الساحل يعملون بحل الحرير .<ref>تاريخ الأمير فخر الدين، المعلوف ص ٧۵؛  نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص269.</ref>
و انهزم السيفي في معركة جرت بينهما في نهر الكلب كما يقول معظم المؤرخين بينما يؤكد غيرهم أنها جرت في أعزاز الواقعة في ولاية [[حلب]]. ثم قام موسى بهجوم أخر على السيفي قريبا من مركز ولايته فدهم جبة بشري في حزيران ١۶٠٢ م و نهبها بينما كان أهلها في الساحل يعملون بحل الحرير .<ref>تاريخ الأمير فخر الدين، المعلوف ص ٧۵؛  نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص269.</ref>


ولما بلغ يوسف باشا ذلك جمع سكمانيته و أهل الناحية، و هم أكثر من خمسة آلاف نفس، فكبسوا بعلبك في حزيران/يونيو ١۶٠٢ م. و نهبوا المدينة فهرب أهلها إلى الشام. و التجأ شلهوب بن نبعة مع جماعة من بيت الحرفوش إلى قلعة بعلبك، وكان معهم من أهل البلاد ما يزيد على ألف رجل غير النساء و الأولاد.<ref>تاريخ الدويهي ص ۴۵۶؛نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص269.</ref>  
ولما بلغ يوسف باشا ذلك جمع سكمانيته و أهل الناحية، و هم أكثر من خمسة آلاف نفس، فكبسوا بعلبك في حزيران/يونيو ١۶٠٢ م. و نهبوا المدينة فهرب أهلها إلى الشام. و التجأ شلهوب بن نبعة مع جماعة من بيت الحرفوش إلى قلعة بعلبك، وكان معهم من أهل البلاد ما يزيد على ألف رجل غير النساء و الأولاد.<ref>تاريخ الدويهي ص ۴۵۶؛نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص269.</ref>


وبعد حوالي الأربع سنوات من هذه الحادثة،  تولى ابن سيفا قيادة جند الشام ليحارب المتمردين على السلطان، و على رأسهم ابن جانبولاد الذي وصل مع جيشه قاصدا دمشق، إلى تخوم إمارة موسى. فقصده موسى مداراة و محاماة عن أرضه و طلب إليه حبيا أن يبقى بعيدا عن إمارته. و اجتمع المعني و موسى و جانبولاد على نبع العاصي قرب [[الهرمل]] فتداولوا في الأمور، فطلب موسى اتفاقية سلام تعقد بين المتخاصمين، و تعهد بالذهاب إلى الشام و محاولة تحقيق شروط جانبولاد سلميا. فتمت الموافقة على اقتراحه. و قال له جانبولاد: «اذهب سليما و كن يا موسى كليما» فحضر إلى الشام «فرمي من عسكرها بغاية الملام و آلموه بغليظ الكلام ظنا من جهلائهم انه عليهم و ما كان ناويا إلا سوق الخير إليهم ٣» فقابل أمير الأمراء بدمشق و عرض عليه مطالب جانبولاد و حلفائه و هي:
وبعد حوالي الأربع سنوات من هذه الحادثة،  تولى ابن سيفا قيادة جند الشام ليحارب المتمردين على السلطان، و على رأسهم ابن جانبولاد الذي وصل مع جيشه قاصدا دمشق، إلى تخوم إمارة موسى. فقصده موسى مداراة و محاماة عن أرضه و طلب إليه حبيا أن يبقى بعيدا عن إمارته. و اجتمع المعني و موسى و جانبولاد على نبع العاصي قرب [[الهرمل]] فتداولوا في الأمور، فطلب موسى اتفاقية سلام تعقد بين المتخاصمين، و تعهد بالذهاب إلى الشام و محاولة تحقيق شروط جانبولاد سلميا. فتمت الموافقة على اقتراحه. فحضر إلى الشام "فرمي من عسكرها بغاية الملام" <ref>خلاصة الاثر، المحبي الجزء الرابع ص ۵٩٨؛ ؛نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص271. </ref>فقابل أمير الأمراء بدمشق و عرض عليه مطالب جانبولاد و حلفائه.<ref>تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص271.</ref>


-أن تعطى حوران لعمرو بن مفرج البدوي من عرب الفارجة، و البقاع العزيزي لمنصور بن الفريخ.
و لكن الشيخ محمد بن سعد الدين(و هو رأس مجالس الشام و أعيانها) رفض ما تم الاتفاق عليه، فرجع الأمير موسى إلى جانبولاد مخذولا ليبلغه فشل مساعيه، فعزم جانبولاد على قصد دمشق و مهاجمتها.


-أن يؤذن للحاج كيوان نعمة بالدخول إلى الشام، و يكتب عرضا بأن جانبولاد لم يدخل إلى أرض الشام، و أن فخر الدين يؤدي ما عليه من مال السلطان، و بلاده موصوفة بالأمان.
و يحتمل المؤرخ سعدون حمادة جداً: "أن الأمير موسى عاد مرة أخرى إلى دمشق لاستكمال مساعيه التفاوضية بطلب من جانبولاد و فخر الدين اللذين عمدا إلى إبعاده لاستغلال فرصة غيابه و مهاجمة بعلبك و نهبها ثم تسليم الحكم فيها إلى يونس، خصوصا بعد الأهمية التي وصل إليها موسى، حتى استطاع أن تكون كلمته مسموعة حتى في دار السلطنة منذ زيارته لها، و أن يجند في حملاته خمسة عشر ألف مقاتل، و هذه أمور لن يتقبلها فخر الدين بطيبة خاطر بل سيسعى حسب عادته إلى التخلص منه كما فعل مع والده علي و سيفعل بعد ذلك مع يونس نفسه. و ليس الإلتزام بوساطة موسى إلا مناورة قصد المعني من ورائها ابعاده عن الحكم. و السعي إلى استبداله بحرفوشي آخر توهم فيه خور الهمة و العزيمة." <refتاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص272.></ref>


و بدا لموسى أن أهل السلطة في دمشق قد قبلوا بهذه الشروط و المطالب بعد أن عقد أمير الأمراء ديوانا لبحثها، «و اتفقوا ان حوران لعمرو و لكن في السنة المقبلة، و إعطاء البقاع لمنصور غير معقول لكونه عند الرعايا غير مقبول، و أما كيوان فيرجع و عليه الأمان» ۴.
أما الرأي السائد هو أنه لمّا "عزم ابن جانبولاذ على قصد دمشق ، هرب الأمير موسى إليها ، وأخبر أنّه ترك ابن جانبولاذ على قصد دمشق ، ثُمّ إنّ ابن جانبولاذ جاء إلى البقاع وخيّم بها ، وانحاز إليه الأمير يونس بن حسين بن الحرفوش ـ ابن عم الأمير موسى ـ ومَن معه مِن أولاد عمّه ، وقصدوا بعلبك فنهبوها ، وفرّقوا أهلها ، ووقع مِن ابن جانبولاذ بعد ذلك ما وقع مِن قصّته ، وحوصرت الشام ، وصولح ابن جانبولاذ على المال ، وصولح ابن معن على أن تكون بعلبك والبقاع للأمير يونس" الحرفوشي.<ref>تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني، ج3، ص13.</ref>
 
===وفاته===
و لكن الشيخ محمد بن سعد الدين ۵رفض ما تم الاتفاق عليه، فرجع الأمير موسى إلى جانبولاد مخذولا ليبلغه فشل مساعيه، فعزم جانبولاد على قصد دمشق و مهاجمتها.
رفض موسى أن تكون بعلبك و البقاع ليونس الحرفوش، فذهب إلى القيرانية قرب نبع العاصي، و جمع عشيرا كبيرا لقتال ابن عمه و استعادة إمارته، إلا أن المرض داهمه فصرف العشير و رجع إلى [[دمشق]] مريضا فمات يوم الجمعة في السابع عشر من صفر (١٠١۶ ه‍ ١۶٠٨ م) ، و دفن في مقبرة باب الفراديس بالقبة المعروفة ببني الحرفوش إلى جانب والده. <ref>تاريخ الشيعة في لبنان، ج1،ص272.</ref>
 
عاد موسى إلى دمشق ليخبر أهلها بنية جانبولاد و أعوانه، فاستاء الحليفان من موقفه و انحاز إليهم الأمير يونس بن حسين ابن عم موسى، و قصد الجميع بعلبك فنهبوها و فرقوا أهلها، و تسلمها يونس و سار الجميع إلى دمشق و حاصروها يوم السبت في جمادى الأولى سنة (١٠١۵ ه‍ ١۶٠٧ م) ، و انتصروا في اليوم التالي على جند الشام، وفر ابن سيفا بعد أن ترك ماية ألف قرش لتعطى لجانبولاد لكي لا يدخل المدينة. و انتهى الحصار بصلح نال فيه جانبولاد ماية و عشرين ألف غرش و رضي المعني على أن تكون بعلبك و البقاع للأمير يونس الحرفوش. أما الأمير موسى فرفض كل ذلك و ذهب إلى القيرانية قرب نبع العاصي، و جمع عشيرا كبيرا لقتال ابن عمه و استعادة إمارته، إلا أن المرض داهمه فصرف العشير و رجع إلى دمشق مريضا فمات يوم الجمعة في السابع عشر من صفر (١٠١۶ ه‍ ١۶٠٨ م) ، و دفن في مقبرة باب الفراديس بالقبة المعروفة ببني الحرفوش إلى جانب والده.
 
إن عودة الأمير موسى إلى دمشق بعد أن فشلت مهمته السلمية في المرة الأولى، و كان فيها عرضة للتشكيك و الاتهام، حتى أن رؤساء الجند «آلموه بغليظ الكلام» ، تبدو بعيدة عن حسن التصرف، و ما عرف عن موسى من الحكمة و الحصافة. فكيف يترك إمارته تحت رحمة جيش يقف ساعات قليلة بعيدا عن بعلبك و يذهب إلى الشام للانضمام إلى جنده و هم في حالة اختلاف و ضعف خبرها شخصيا في زيارته الأولى؟
 
إن أقل ما يمكن أن يقوم به موسى، إذا لم يكن راضيا عن مسار الأمور، أن يلتزم جانب الحياد، و يذهب إلى مركز إمارته لمراقبة مجرى الأحداث و الدفاع عنها في حالة الحاجة.
 
خصوصا أن الخلاف بين جانبولاد و المعني من جهة، و أمراء الشام من جهة أخرى، قد انتهى سلميا بدون قتال، و تبين أن طلب إعطاء البقاع لمنصور بن فريخ كان مناورة سياسية غايتها طرح إمارة البقاعين العزيزي و البعلبكي، على بساط البحث لاستبدال موسى بابن عمه يونس الوثيق الصلة بفخر الدين. إن الذي نراه أقرب إلى واقع الأمور، أن الأمير موسى عاد مرة أخرى إلى دمشق لاستكمال مساعيه التفاوضية بطلب من جانبولاد و فخر الدين اللذين عمدا إلى إبعاده لاستغلال فرصة غيابه و مهاجمة بعلبك و نهبها ثم تسليم الحكم فيها إلى يونس، خصوصا بعد الأهمية التي وصل إليها موسى، حتى استطاع أن تكون كلمته مسموعة حتى في دار السلطنة منذ زيارته لها، و أن يجند في حملاته خمسة عشر ألف مقاتل، و هذه أمور لن يتقبلها فخر الدين بطيبة خاطر بل سيسعى حسب عادته إلى التخلص منه كما فعل مع والده علي و سيفعل بعد ذلك مع يونس نفسه. و ليس الإلتزام بوساطة موسى إلا مناورة قصد المعني من ورائها ابعاده عن الحكم. و السعي إلى استبداله بحرفوشي آخر توهم فيه خور الهمة و العزيمة.


=== يونس===
=== يونس===
مستخدم مجهول