مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «زواج النبي من خديجة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Raghdan |
imported>Raghdan لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
== السيدة خديجة هي أولى زوجات النبي {{صل}} == | == السيدة خديجة هي أولى زوجات النبي {{صل}} == | ||
جاء في | جاء في [[كتاب الخصال|الخصال]]، عن [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}}: "تزوج رسول الله {{صل}} بخمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة منهن، وقبض عن تسع، فأمّا اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسني، وأما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن فأولهن خديجة بنت خويلد<ref>الخصال [[الشيخ الصدوق|للصدوق]]، ص 419.</ref> | ||
وفي البداية والنهاية: | وفي البداية والنهاية: أنّه {{عليه السلام}} توفي عن تسع وهنّ: عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية، وحفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموية، وزينب بنت جحش الأسدية، وأم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وسودة بنت زمعة العامرية، وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، وصفية بنت حيي بن أخطب النضرية الإسرائيلية الهارونية، رضي الله عنهم وأرضاهن. وكانت له سريتان وهما، مارية بنت شمعون القبطية المصرية من كورة أنصنا وهي أم ولده إبراهيم عليه السلام، وريحانة بنت شمعون القرظية.<ref>ابن کثير، البداية و النهاية، ج5، ص312-313.</ref> | ||
وقد اتفقت المصادر التاريخية على أنّ أوّل زوجات النبي الأكرم {{صل}} هي السيدة خديجة بنت خويلد، وانه {{صل}} لم يتزوج غيرها في حياتها.<ref>ابن عبدالبر ، الاستيعاب، ج1، ص25.</ref> | وقد اتفقت المصادر التاريخية على أنّ أوّل زوجات النبي الأكرم {{صل}} هي السيدة خديجة بنت خويلد، وانه {{صل}} لم يتزوج غيرها في حياتها.<ref>ابن عبدالبر ، الاستيعاب، ج1، ص25.</ref> | ||
==منزلة وفضل خديجة في الإسلام== | ==منزلة وفضل خديجة (س) في الإسلام== | ||
أجمعت المصادر التاريخية على أنّ أوّل امرأة آمنت بالنبي الأكرم {{صل}}، وصدّقت برسالته هي زوجته خديجة بنت خويلد. وفي رواية ابن عباس أنّ أوّل | أجمعت المصادر التاريخية على أنّ أوّل امرأة آمنت بالنبي الأكرم {{صل}}، وصدّقت برسالته هي زوجته خديجة بنت خويلد. وفي رواية [[ابن عباس]] أنّ أوّل مَن آمن به وصلّى خلفه ابن عمّه [[الإمام علي بن أبي طالب|عليّ]] {{عليه السلام}}، وزوجته خديجة بنت خويلد<ref>انظر: أسد الغابة، ج3، ص 414 - 415؛ تهذيب الكمال، ج20، ص185؛ سير أعلام النبلاء، ج1، ص 463؛ تاريخ اليعقوبي، ج2، ص23؛ </ref> | ||
وعن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله {{صل}}: أفضل نساء [أهل]الجنة أربع: خديجة بنت خويلد، | وعن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله {{صل}}: أفضل نساء [أهل]الجنة أربع: خديجة بنت خويلد، و[[فاطمة الزهراء سلام الله عليها|فاطمة بنت محمد]]، و[[مريم بنت عمران]]، و[[آسية بنت مزاحم]] امرأة فرعون).<ref>الخصال، ص206؛ تهذيب الكمال، ج35، ص 249 – 250؛ سير أعلام النبلاء، ج2، ص126؛ </ref>. | ||
==مكانة خديجة عند النبي {{صل}}== | ==مكانة خديجة (س) عند النبي {{صل}}== | ||
حظيت السيدة خديجة من بين زوجات النبي {{صل}} بمكانة رفيعة ومنزلة خاصّة عنده{{صل}ْ}، فقد أكّدت الوثائق التأريخية أنّه{{صل}} بقي طيلة حياته يذكرها بخير، ويؤكد على مكانتها في قلبه الشريف، وكان يثني عليها ولا يرى من يوازيها في تلك المنزلة الرفعية. | حظيت السيدة خديجة من بين زوجات النبي {{صل}} بمكانة رفيعة ومنزلة خاصّة عنده{{صل}ْ}، فقد أكّدت الوثائق التأريخية أنّه{{صل}} بقي طيلة حياته يذكرها بخير، ويؤكد على مكانتها في قلبه الشريف، وكان يثني عليها ولا يرى من يوازيها في تلك المنزلة الرفعية. | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
==وقوفها إلى جانب النبي {{صل}} في تبليغ رسالته== | ==وقوفها إلى جانب النبي {{صل}} في تبليغ رسالته== | ||
وفقت السيّدة خديجة الى جانب النبي {{صل}} تشاركه آلامه وآماله، وتسليه على ما يصيبه من مشاقّ ومصاعب في سبيل الدفاع عن رسالته.<ref>ابن العمراني، الأنباء في تاريخ الخلفا، ص46.</ref> بل وصفت بعض المصادر التاريخية خديجة بأنّها كانت لرسول الله {{صل}} وزير صدق بنفسها ومالها رضى الله عنها وأرضاها.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص 61 ؛ ابن اثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج1، ص26.</ref> | |||
وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول {{صل}} والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عدّ ذلك من النعم التي أنعمها الله تعالى عليه {{صل}}: «وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى»<ref>الضحى/ 8.</ref> وكان {{صل}} يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلاً: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج19، ص 63.</ref> وكان {{صل}} يعتق بمالها الرقيق ويؤدّي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في [[شعب أبي طالب]] وعند المحاصرة مال خديجة ومال [[أبو طالب|أبي طالب]]، حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة: «فأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما»<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج19، ص 16.</ref> | |||
ومن الشواهد على ذلك أن أبا جهل بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي [[حكيم بن حزام]] بن خويلد ابن أسد، ومعه غلام يحمل قمحاً يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله {{صل}}، ومعه في الشّعب، فتعلّق به وقال: أ تذهب بالطعام إلى [[بني هاشم]]؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك ب[[مكة]]. فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري: طعام كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثت إليه فيه، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها!.<ref>ابن هشام، سيرة النبي، ترجمة: رسولي محلاتي، ج1، ص 221.</ref> | |||
فقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الخلال الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول {{صل}} ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم محمد بن عبدالله {{صل}}.<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج3، ص 320.</ref> وكان الرسول {{صل}} لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.<ref>ابن عبدالبر، الاستيعاب، ج4، ص 1817.</ref> | فقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الخلال الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول {{صل}} ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم محمد بن عبدالله {{صل}}.<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج3، ص 320.</ref> وكان الرسول {{صل}} لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.<ref>ابن عبدالبر، الاستيعاب، ج4، ص 1817.</ref> | ||
==المصادر== | ==المصادر== |