انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوض الكوثر»

أُزيل ٩١٥ بايت ،  ٤ مارس ٢٠١٨
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Maytham
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''حوض الكوثر''' هو أحد مواقف [[يوم القيامة]] ، والإيمان به واجب كالإيمان ب[[الصراط والجنة والنار]]، وهو ماء مُحيي‌ نافع‌ لتطهير القلوب‌ ،‌ مجراه تحت [[العرش]]، عليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، حشيشها الزعفران، ورضراضها الدر والياقوت، ريحه المسك وطعمه الزنجبيل ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وأصفى من الدمع ، وأذكى من العنبر،<ref>هذه الاوصاف ماخوذة من الروايات،التي تصف الحوض وما فيه من النعيم</ref> وهو مما أعطي للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله ، والذي يتولى السقاية عليه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌ السلام.‌ والإيمان بالحوض له آثار على العبد في الدنيا ، والآخرة،  من جملتها: التخويف من أن يذاد عنه أحد، ويتدارك ذلك بالأعمال الصالحة وحسن المودّة والموالاة  للنبي صلى الله عليه واله واهل بيته الاطهار عليهم السلام،-  الذي جعلهم عدلا للكتاب الجليل في وجوب التمسك بهم-، املاً في الشرب من حوض النبي صلى الله عليه واله.
'''حوض الكوثر''' هو أحد مواقف [[يوم القيامة]] ، والإيمان به واجب كالإيمان بـ[[الصراط]] و[[الجنة]] و[[النار]]، ورد في الروايات مواصفات عديدة عن حوض الکوثر وهو مما أعطي للنبي الأكرم [[محمد (ص)]]، والذي يتولى السقاية عليه أمير المؤمنين [[علي بن ابي طالب]] (ع).‌ وحسب [[حديث الثقلين]] يرد [[القرآن]] و[[العترة]] في يوم القيامة علی النبي (ص) عند هذا الحوض.


==معنى الكوثر لغة واصطلاحا==
==معنى الكوثر لغة واصطلاحا==
سطر ٤٦: سطر ٤٦:


==صاحب الكوثر==
==صاحب الكوثر==
لاشك  ولاريب  أن حوض الكوثر مما أعطيه للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله ، إلا أن الذي يتولى السقاية  هو مولي‌ الموالي‌ علي بن ابي طالب عليه‌ السلام‌ ،  كما نصت على ذلك النصوص  من [[العامة]] <ref>رووا أن علياً  عليه السلام  [[المسؤول عن حوض الكوثر]] . انظر: السنة لابن أبي عاصم ،ص346 .</ref>  والخاصة، فعن [[الصادق عليه السلام]] عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أراد أن يتخلص من هول يوم القيامة فليتول وليي، وليتبع [[وصيي، وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب،]] فإنه صاحب حوضي يذوذ عنه أعداءه، يسقي أوليائه، فمن لم يسق منه لم يزل عطشاناً ولم يرو أبداً، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ ابداً. <ref>بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج8،ص19.</ref>
لاشك  ولاريب  أن حوض الكوثر مما أعطي للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله ، إلا أن الذي يتولى السقاية  هو مولي‌ الموالي‌ علي بن ابي طالب عليه‌ السلام‌ ،  كما نصت على ذلك النصوص  من [[العامة]] <ref>رووا أن علياً  عليه السلام  [[المسؤول عن حوض الكوثر]] . انظر: السنة لابن أبي عاصم ،ص346 .</ref>  والخاصة، فعن [[الصادق عليه السلام]] عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أراد أن يتخلص من هول يوم القيامة فليتول وليي، وليتبع [[وصيي، وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب،]] فإنه صاحب حوضي يذوذ عنه أعداءه، يسقي أوليائه، فمن لم يسق منه لم يزل عطشاناً ولم يرو أبداً، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ ابداً. <ref>بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج8،ص19.</ref>


ومن خلال‌ هذا الحديث والاحاديث التي جاءتنا من النبي صلى الله عليه واله والتي تصب في هذا المعنى، علينا ان نقوي ارتباطنا وموالاتنا لعلي عليه‌ السلام‌ ؛  حتى  نتخلص من [[أهوال يوم القيامة‌]] ، ونسقى‌ من‌ ماء الكوثر، من يد مولانا امير المؤمنين عليه السلام.  ومن‌ عاداه‌ ولم‌ يعظّم‌  مقامه‌، وزاغ عن  [[الحق]] وأهله ، جاء يوم القيامة عطشاناً يلتهب‌ كبده‌ ظمأً ، ولا سبيل‌ له‌ للدنوّ من‌ حوضه‌، لانّ ماء الكوثر محرّم‌ شربه  علي  [[المنافقين‌ والكافرين‌]] .‌
ومن خلال‌ هذا الحديث والاحاديث التي جاءتنا من النبي صلى الله عليه واله والتي تصب في هذا المعنى، علينا ان نقوي ارتباطنا وموالاتنا لعلي عليه‌ السلام‌ ؛  حتى  نتخلص من [[أهوال يوم القيامة‌]] ، ونسقى‌ من‌ ماء الكوثر، من يد مولانا امير المؤمنين عليه السلام.  ومن‌ عاداه‌ ولم‌ يعظّم‌  مقامه‌، وزاغ عن  [[الحق]] وأهله ، جاء يوم القيامة عطشاناً يلتهب‌ كبده‌ ظمأً ، ولا سبيل‌ له‌ للدنوّ من‌ حوضه‌، لانّ ماء الكوثر محرّم‌ شربه  علي  [[المنافقين‌ والكافرين‌]] .‌
سطر ٥٢: سطر ٥٢:
==ورود الثقلين‌ علي رسول‌ الله‌ عند حوض‌ الكوثر==
==ورود الثقلين‌ علي رسول‌ الله‌ عند حوض‌ الكوثر==
قرن النبي صلى الله عليه واله عترته الطاهرة  بالكتاب الجليل، وجعلهما قدوة لأولي الالباب،  وأخبر أنهما لا يفترقان ، وجعل فيهما الامن والامان و[[الهدى]] لمن تمسك بهما، وأنذر بضلال من تخلف عنهما إلى يوم الحساب، حيث قال صلى الله عليه واله:  اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا [[كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض]] ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . <ref>روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه: محمد تقي المجلسي ، ج11،ص250.</ref>
قرن النبي صلى الله عليه واله عترته الطاهرة  بالكتاب الجليل، وجعلهما قدوة لأولي الالباب،  وأخبر أنهما لا يفترقان ، وجعل فيهما الامن والامان و[[الهدى]] لمن تمسك بهما، وأنذر بضلال من تخلف عنهما إلى يوم الحساب، حيث قال صلى الله عليه واله:  اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا [[كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض]] ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . <ref>روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه: محمد تقي المجلسي ، ج11،ص250.</ref>


ولفهم فقرات الحديث بدقة، يقول الأستاذ [[توفيق أبو علم]] :...  إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  قرنهم بكتاب الله العزيز، الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فلا يفترق أحدهما عن الآخر. ومن الطبيعي أن صدور أية مخالفة لأحكام الدين تعد افتراقا عن الكتاب العزيز، وقد صرح النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بعدم افتراقهما حتى يردا على الحوض. فدلالته( اي [[حديث الثقلين]]) على [[العصمة]] ظاهرة جلية. وقد كرر النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  هذا الحديث في مواقف كثيرة، لأنه يهدف إلى صيانة الأمة والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرها، إن تمسكت بأهل البيت ولم تتقدم عليهم، ولم تتأخر عنهم...<ref>أهل البيت: ص78</ref>
ولفهم فقرات الحديث بدقة، يقول الأستاذ [[توفيق أبو علم]] :...  إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  قرنهم بكتاب الله العزيز، الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فلا يفترق أحدهما عن الآخر. ومن الطبيعي أن صدور أية مخالفة لأحكام الدين تعد افتراقا عن الكتاب العزيز، وقد صرح النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بعدم افتراقهما حتى يردا على الحوض. فدلالته( اي [[حديث الثقلين]]) على [[العصمة]] ظاهرة جلية. وقد كرر النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  هذا الحديث في مواقف كثيرة، لأنه يهدف إلى صيانة الأمة والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرها، إن تمسكت بأهل البيت ولم تتقدم عليهم، ولم تتأخر عنهم...<ref>أهل البيت: ص78</ref>
وإذا تمعنا اكثر إلى قوله  صلى الله عليه وآله وسلم  ( لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) يتضح  لنا  شيئان فى غاية الأهمية الاول: ابطال الحديث القائل: إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض  .<ref>المستدرك: الحاكم النيسابوري،ج1،93.</ref> فهذا الحديث  يتناقض مع أحاديث الحوض المروية في [[البخاري]] والتي تشير إلى ردة الصحاب - الذين يمثلون  ([[سنة النبي]]) عند العامة-  وما ستؤول أمورهم إليه حتى أن النبي  صلى الله عليه وآله  قال فيهم : ( فلا أراه يخلص منهم الا مثل [[همل النعم]]). <ref>البخاري:ج7 ص 209 كتاب الرقاق باب في الحوض.</ref> أي أقل القليل .
وإذا تمعنا اكثر إلى قوله  صلى الله عليه وآله وسلم  ( لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) يتضح  لنا  شيئان فى غاية الأهمية الاول: ابطال الحديث القائل: إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض  .<ref>المستدرك: الحاكم النيسابوري،ج1،93.</ref> فهذا الحديث  يتناقض مع أحاديث الحوض المروية في [[البخاري]] والتي تشير إلى ردة الصحاب - الذين يمثلون  ([[سنة النبي]]) عند العامة-  وما ستؤول أمورهم إليه حتى أن النبي  صلى الله عليه وآله  قال فيهم : ( فلا أراه يخلص منهم الا مثل [[همل النعم]]). <ref>البخاري:ج7 ص 209 كتاب الرقاق باب في الحوض.</ref> أي أقل القليل .


ثانيا: يبين لنا الحديث ، على وجود  إمام مفترض الطاعة من ال البيت يلازم القران في كل زمن، يبين الإسلام  للناس، حتى يلتقيا مع النبي صلى الله عليه واله عند  الحوض . قال ابن حجر: وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك. <ref>الصواعق المحرقة : أحمد بن حجر الهيتمي: ص151</ref>. وقال [[السمهودي]] - مؤكدا هذا المعنى -:  هذا الخبر يفهم منه وجود من يكون أهلا للتمسك به من عترته  صلى الله عليه وآله وسلم  في كل زمن إلى قيام الساعة، حتى توجه الحث المذكور على التمسك به، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولذا كانوا أمانا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض . <ref>خلاصة عبقات الأنوار: السيد حامد النقوي، ج1،ص327.</ref>
ثانيا: يبين لنا الحديث ، على وجود  إمام مفترض الطاعة من ال البيت يلازم القران في كل زمن، يبين الإسلام  للناس، حتى يلتقيا مع النبي صلى الله عليه واله عند  الحوض . قال ابن حجر: وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك. <ref>الصواعق المحرقة : أحمد بن حجر الهيتمي: ص151</ref>. وقال [[السمهودي]] - مؤكدا هذا المعنى -:  هذا الخبر يفهم منه وجود من يكون أهلا للتمسك به من عترته  صلى الله عليه وآله وسلم  في كل زمن إلى قيام الساعة، حتى توجه الحث المذكور على التمسك به، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولذا كانوا أمانا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض . <ref>خلاصة عبقات الأنوار: السيد حامد النقوي، ج1،ص327.</ref>
مستخدم مجهول