انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ابن الجنيد الإسكافي»

imported>Ya zainab
لا ملخص تعديل
imported>Ya zainab
سطر ١٠٥: سطر ١٠٥:
==المباني الفقهية عند ابن الجنيد==
==المباني الفقهية عند ابن الجنيد==


انعكس الفكر [[الكلام|الكلامي]] لابن الجنيد على مبانيه [[الفقه|الفقهية]] حيث تعامل مع الآراء الفقهية للأئمة لا على أساس النقل بل على أساس الرأي ومن هنا كان يرى اختلاف الروايات الفقهية ناتجا عن اختلاف [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] {{عليهم السلام}} في الرأي و[[الاجتهاد]].<ref>الشيخ المفيد، "أجوبة المسائل السروية"، ص 224 .</ref> ومن الطبيعي حينئذ أن يعتمد في الترجيح بين الروايات معاييرَ أخرى تختلف جذريا مع المعايير المعتمدة عند سائر فقهاء الإمامية في عصره.
انعكس الفكر [[الكلام|الكلامي]] لابن الجنيد على مبانيه [[الفقه|الفقهية]] حيث تعامل مع الآراء الفقهية للأئمة لا على أساس النقل بل على أساس الرأي ومن هنا كان يرى اختلاف [[الروايات]] الفقهية ناتجا عن اختلاف [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] {{عليهم السلام}} في الرأي و[[الاجتهاد]].<ref>الشيخ المفيد، "أجوبة المسائل السروية"، ص 224 .</ref> ومن الطبيعي حينئذ أن يعتمد في الترجيح بين الروايات معاييرَ أخرى تختلف جذريا مع المعايير المعتمدة عند سائر [[الفقهاء|فقهاء]] [[الإمامية]] في عصره.


===ملاكات الترجيح بين الروايات===
===ملاكات الترجيح بين الروايات===


صحيح أنّ ابن الجنيد قد رجّح في أكثر من موضع بين الروايات وأنّه قدّم رواية على أخرى، اإا أنّه من الصعب الجزم بملاكات الترجيح عنده.
صحيح أنّ ابن الجنيد قد رجّح في أكثر من موضع بين [[الروايات]] وأنّه قدّم رواية على أخرى، اإا أنّه من الصعب الجزم بملاكات الترجيح عنده.


نعم، يمكن القول بأنّه رجّح في باب العبادات الروايات ذات الطابع [[الاحتياط|الاحتياطي]]، بمعنى أنّه يمنح الأرجحية أحيانا للروايات الاحتياطية في [[الفتوى]]<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة ج 4 ، ص 15 ، السطر 29 .</ref> <ref>الحر العاملي، محمد، وسائل الشيعة، ج 1 ، ص 144 - 146 .</ref> وإن كان الحديث المحتمل الاستناد إليه الذي رواه [[الشيخ الطوسي]] في [[تهذيب الأحكام|''التهذيب'']]<ref>الشيخ الطوسي، تهذيب الاحكام، ج 1 ، ص 410 .</ref> ساقط عن الاعتبار سنداً لضعف سنده، وذكره في التهذيب أحيانا على نحو الاحتياط<ref>كمثال لذلك راجع: العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 4 ، ص 202 ، السطر  18 .</ref>
نعم، يمكن القول بأنّه رجّح في باب العبادات الروايات ذات الطابع [[الاحتياط|الاحتياطي]]، بمعنى أنّه يمنح الأرجحية أحيانا للروايات الاحتياطية في [[الفتوى]]<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة ج 4 ، ص 15 ، السطر 29 .</ref> <ref>الحر العاملي، محمد، وسائل الشيعة، ج 1 ، ص 144 - 146 .</ref> وإن كان الحديث المحتمل الاستناد إليه الذي رواه [[الشيخ الطوسي]] في [[تهذيب الأحكام|''التهذيب'']]<ref>الشيخ الطوسي، تهذيب الاحكام، ج 1 ، ص 410 .</ref> ساقط عن الاعتبار سنداً لضعف سنده، وذكره في التهذيب أحيانا على نحو الاحتياط<ref>كمثال لذلك راجع: العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 4 ، ص 202 ، السطر  18 .</ref>
سطر ١٢٥: سطر ١٢٥:
صرح بعض الباحثين والراصدين لفكر ابن الجنيد بأنّه كان يرى حجيّة قياس [[أبي حنيفة]] وسائر فقهاء العامّة <ref>الشيخ المفيد، "المسائل الصاغانية"، ص 251 .</ref> <ref>النجاشي، الرجال، ج 1 ، ص 388 .</ref> <ref>الشيخ الطوسي، ج 1 ، ص 339 ، عدة الأصول.</ref> ولعل تصنيفه لكل من كتاب ''كشف‌ التمويه'' و''الالباس‌ على‌ اغمار الشيعة من‌ أمر القياس‌ واظهار ما ستره‌ أهل‌ العناد من‌ الرواية عن‌ أئمة العترة من‌ أمر الاجتهاد'' جاء لإضفاء الوجه العلمي وتبرير موقفه من القياس والعمل به.<ref>رجال النجاشي، ص  387 .</ref>
صرح بعض الباحثين والراصدين لفكر ابن الجنيد بأنّه كان يرى حجيّة قياس [[أبي حنيفة]] وسائر فقهاء العامّة <ref>الشيخ المفيد، "المسائل الصاغانية"، ص 251 .</ref> <ref>النجاشي، الرجال، ج 1 ، ص 388 .</ref> <ref>الشيخ الطوسي، ج 1 ، ص 339 ، عدة الأصول.</ref> ولعل تصنيفه لكل من كتاب ''كشف‌ التمويه'' و''الالباس‌ على‌ اغمار الشيعة من‌ أمر القياس‌ واظهار ما ستره‌ أهل‌ العناد من‌ الرواية عن‌ أئمة العترة من‌ أمر الاجتهاد'' جاء لإضفاء الوجه العلمي وتبرير موقفه من القياس والعمل به.<ref>رجال النجاشي، ص  387 .</ref>


ويظهر لمن تتبع كلماته وفتاويه اعتماده القياس كما في مسألة تعميم [[الزكاة]] لسائر الاجناس غير المنصوص عليها كالزيتون والعسل و... .<ref>ابن بابويه، من لايحضره الفقيه، ج 4 ، 180 .</ref> <ref>ابن براج، شرح جمل العلم و العمل، ج  1 ، ص 244 .</ref>
ويظهر لمن تتبع كلماته وفتاويه اعتماده القياس كما في مسألة تعميم [[الزكاة]] لسائر الأجناس غير المنصوص عليها كالزيتون والعسل و... .<ref>ابن بابويه، من لايحضره الفقيه، ج 4 ، 180 .</ref> <ref>ابن براج، شرح جمل العلم و العمل، ج  1 ، ص 244 .</ref>


كذلك يمكن رصد الكثير من [[الاستحسان|الاستحسانات]] في كلماته وفتاويه كما في تحديد أجل [[بيع السلف]] <ref>راجع: العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 2  ص 186 ، السطر 13 .</ref> وقد يعتمد الذوق الفقهي كما في عدم اشتراطه ضيق الوقت في التيمم.<ref>راجع: العلامة الحلي، مختلف الشيعة،ج 1 ، ص 47 ، السطر 33 .</ref>
كذلك يمكن رصد الكثير من [[الاستحسان|الاستحسانات]] في كلماته وفتاويه كما في تحديد أجل [[بيع السلف]] <ref>راجع: العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 2  ص 186 ، السطر 13 .</ref> وقد يعتمد الذوق الفقهي كما في عدم اشتراطه ضيق الوقت في التيمم.<ref>راجع: العلامة الحلي، مختلف الشيعة،ج 1 ، ص 47 ، السطر 33 .</ref>
سطر ١٣١: سطر ١٣١:
===الاحتياط===
===الاحتياط===


ومن خصوصيات المدرسة الفقهية لابن الجنيد - أيضاً- الميل نحو [[الاحتياط]] حتى مع عدم تعارض الروايات، فقد حمل – غالباً- الأمر على الوجوب والنهي على الحرمة في العبادات عند التردد بينهما وبين الاستحباب والكراهة،<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 1 ، ص 56 .</ref> من قبيل حكمه بوجوب تطهير الشيء المماس للبن البنت غير البالغة.<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة ،ج 4 ، ص 96 .</ref> ووجوب [[السجدة|سجدة]] التلاوة على كل من السامع والمستمع،<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ص 100 ، السطر 30 .</ref> و تحريم التطبيق في [[الركوع]]؛ بالإضافة إلى احتياطه في المعاملات كما في مسائل [[الربا]].<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة،ج 2 ، ص 174 ، السطر 37 .</ref>
ومن خصوصيات المدرسة الفقهية لابن الجنيد - أيضاً- الميل نحو [[الاحتياط]] حتى مع عدم تعارض [[الروايات]]، فقد حمل – غالباً- الأمر على [[الوجوب]] والنهي على [[الحرام|الحرمة]] في العبادات عند التردد بينهما وبين [[الاستحباب]] و[[الكراهة]]،<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 1 ، ص 56 .</ref> من قبيل حكمه بوجوب تطهير الشيء المماس للبن البنت غير البالغة.<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة ،ج 4 ، ص 96 .</ref> ووجوب [[السجدة|سجدة]] التلاوة على كل من السامع والمستمع،<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ص 100 ، السطر 30 .</ref> و تحريم التطبيق في [[الركوع]]؛ بالإضافة إلى احتياطه في المعاملات كما في مسائل [[الربا]].<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة،ج 2 ، ص 174 ، السطر 37 .</ref>


===المباني الاستدلالية الأخرى عند ابن الجنيد===
===المباني الاستدلالية الأخرى عند ابن الجنيد===


ومن المعالم البارزة لفقه ابن الجنيد اعتماده المسلمات كمبان فقهية يستند إليها في الفتوى كالحديث النبوي «المؤذن مؤتمن» <ref>للتعرف على المصادر الحديثية السنية والشيعية راجع: الحر عاملي، وسائل الشيعة،ج 4،  618  – 619 .</ref> حيث انطلق منه إلى القول بعدم ترتب الأثر الفقهي على أذان الفاسق لعدم ائتمانه،<ref>العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 90 .</ref> ومنها الانطلاق من التفاوت بين العبد والحر في الاحكام المالية للقول بعدم جواز شهادة العبد على الحر وإن كان عادلا مخصصا لآيات الشهادة بهذا المبنى الفقهي المعتمد عنده.<ref>العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 721 ، السطر 7 .</ref> <ref>السيد المرتضى، الانتصار، ص 247 .</ref>
ومن المعالم البارزة لفقه ابن الجنيد اعتماده المسلمات كمبان فقهية يستند إليها في الفتوى ك[[الحديث]] النبوي «المؤذن مؤتمن» <ref>للتعرف على المصادر الحديثية السنية والشيعية راجع: الحر عاملي، وسائل الشيعة،ج 4،  618  – 619 .</ref> حيث انطلق منه إلى القول بعدم ترتب الأثر الفقهي على [[أذان]] [[الفسق|الفاسق]] لعدم ائتمانه،<ref>العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 90 .</ref> ومنها الانطلاق من التفاوت بين العبد والحر في الاحكام المالية للقول بعدم جواز شهادة العبد على الحر وإن كان عادلا مخصصا لآيات الشهادة بهذا المبنى الفقهي المعتمد عنده.<ref>العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 721 ، السطر 7 .</ref> <ref>السيد المرتضى، الانتصار، ص 247 .</ref>


ومن المباني الفقهية التي ترصد في فتاوى ابن الجنيد على مستوى العبادات والمعاملات القول بأصالة العنوان في تحقق الموضوع. وأنّ الموضوع يتحقق بمجرد تحقق المسمّى.<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة،، ج 2 ، ص 178 .</ref> <ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 2 ، ص 357 ، السطر 24 .</ref>
ومن المباني الفقهية التي ترصد في فتاوى ابن الجنيد على مستوى العبادات والمعاملات القول بأصالة العنوان في تحقق الموضوع. وأنّ الموضوع يتحقق بمجرد تحقق المسمّى.<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة،، ج 2 ، ص 178 .</ref> <ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 2 ، ص 357 ، السطر 24 .</ref>
سطر ١٤١: سطر ١٤١:
===الاقتراب من الفقه السنّي===
===الاقتراب من الفقه السنّي===


أدّى وجود هذه الخصوصيات والمباني في مدرسة ابن الجنيد إلى ابتعاده– إلى حد ما- عن الفقه الرائج في المدرسة [[الإمامية]] والاقتراب به إلى المدرسة [[أهل السنة|السنية]]. ومع ما قيل من أنّه الأقرب إلى خصوص فقه [[أبي حنيفة]]<ref>الشيخ المفيد، "المسائل الصاغانية"، ص 249 .</ref> إلا أنّه يبتعد عنه أحياناً ليقترب من فقه الإمام مالك كما في مسألة استدبار القبلة واستقبالها ومسألة التيقّن من الطهارة والشك في الحدث.<ref>راجع: العلامة، مختلف الشيعة ،ج 2،  صص 18 ، 19 .</ref> <ref>ابن هبيرة، الافصاح، ج 1 ، ص 60 .</ref> بل قد ينفرد بآراء بعيدة عن المدرستين [[الشيعة|الشيعية]] و[[أهل السنة|السنية]] معا.<ref>كمثال لذلك راجع: العلامة، خلاصة الأقوال، ص 17 .</ref>
أدّى وجود هذه الخصوصيات والمباني في مدرسة ابن الجنيد إلى ابتعاده– إلى حد ما- عن الفقه الرائج في المدرسة [[الإمامية]] والاقتراب به إلى المدرسة [[أهل السنة|السنية]]. ومع ما قيل من أنّه الأقرب إلى خصوص فقه [[أبي حنيفة]]<ref>الشيخ المفيد، "المسائل الصاغانية"، ص 249 .</ref> إلا أنّه يبتعد عنه أحياناً ليقترب من فقه الإمام مالك كما في مسألة استدبار [[القبلة]] واستقبالها ومسألة التيقّن من [[الطهارة]] والشك في [[الحدث]].<ref>راجع: العلامة، مختلف الشيعة ،ج 2،  صص 18 ، 19 .</ref> <ref>ابن هبيرة، الافصاح، ج 1 ، ص 60 .</ref> بل قد ينفرد بآراء بعيدة عن المدرستين [[الشيعة|الشيعية]] و[[أهل السنة|السنية]] معا.<ref>كمثال لذلك راجع: العلامة، خلاصة الأقوال، ص 17 .</ref>


والعجيب أنّ ابن الجنيد وقف إلى جانب [[أبي حنيفة]] والأباضية وبعض المحدثين في مسألة ناقضية القهقة للوضوء بالرغم من أن المسألة تركت في منتصف القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي.<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 2 ، ص 18 ، السطر 3 .</ref> <ref>ابن هبيرة، الافصاح، ج 1 ، ص 64 .</ref><ref>ابن بركة، الجامع، ج 1 ، صص 595 ، 403 .</ref><ref>الطوسي، محمد، ج 1 ، ص 25 ، الخلاف.</ref> <ref>المقدسي، محمد، ج 1 ، ص 40 ، أحسن التقاسيم.</ref>
والعجيب أنّ ابن الجنيد وقف إلى جانب [[أبي حنيفة]] و[[الأباضية]] وبعض المحدثين في مسألة ناقضية القهقهة [[الوضوء|للوضوء]] بالرغم من أن المسألة تركت في منتصف القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي.<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، ج 2 ، ص 18 ، السطر 3 .</ref> <ref>ابن هبيرة، الافصاح، ج 1 ، ص 64 .</ref><ref>ابن بركة، الجامع، ج 1 ، صص 595 ، 403 .</ref><ref>الطوسي، محمد، ج 1 ، ص 25 ، الخلاف.</ref> <ref>المقدسي، محمد، ج 1 ، ص 40 ، أحسن التقاسيم.</ref>


==كلام ابن الجنيد==
==كلام ابن الجنيد==
مستخدم مجهول