انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وفاة النبي (ص)»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=١٧ ديسمبر ٢٠٢٤}}
{{تاريخ صدر الإسلام}}
{{تاريخ صدر الإسلام}}
'''وفاة النبي (ص)'''، وقعت في [[سنة 11 من الهجرة|السنة الحادية عشرة من الهجرة]]، يوم الإثنين كما تحدث أغلب المصادر، ولكن الآراء تضاربت في تحديد شهره وساعته. فمن [[أهل السنة]] من يعتقد بأن [[رسول الله|الرسول]] قبض في شهر [[ربيع الأول]]، بينما [[الشيعة]] تعتقد أنه كان في [[شهر صفر]] اليوم [[28 صفر|الثامن والعشرين]].
'''وفاة النبي (ص)''' هي إحدى أحداث [[سنة 11 للهجرة|سنة 11هـ]]، والتي أدّت إلى اختلاف المسلمين، وكان لهذه القضية أثر كبير في مصيرهم. وكانت وفاة [[النبي (ص)]] أو استشهاده يوم [[28 صفر]] حسب القول المشهور عند [[الشيعة]]، ويوم [[12 ربيع الأول]] حسب القول المشهور عند [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]]. كما أن مسألة وفاة النبي وعواقبها من المواضيع المهمة في التاريخ [[الإسلامي]]. وبناء على الروايات الواردة في المصادر [[الحديث|الحديثية]] لدى الشيعة والسنّة فقد صرّح [[الشيخ المفيد]] و<nowiki/>[[الشيخ الطوسي]] و<nowiki/>[[العلامة الحلي]] أن النبي (ص) توفّي مسموماً واستشهد على يد امرأة [[اليهود|يهودية]]، ولكن البعض يرى أن النبي توفّي موتاً طبيعياً. وبحسب [[جعفر مرتضى العاملي]]، الباحث في التاريخ الإسلامي، فإنّ رسول الله (ص) اغتيل عدة مرات، وتوفي مسموماً.


قد يكون فقدان الرسول منعطفاٌ مصيرياً بالنسبة [[المسلمين|للمسلمين]] كافة، كما يُعد حجر الزاوية لإنقسامهم إلى فريقين:
وبحسب المصادر التاريخية، بعد وفاة النبي (ص) حزن أهل [[المدينة]]، وخاصة ابنته [[فاطمة (ع)]]. وأصرّ [[عمر بن الخطاب]] على أن النبي لم يمت، وهدّد بقتل من يعتقد أن النبي قد مات، حتى جاء [[أبو بكر]] وهدّأه بقراءة [[الآية 144 من سورة آل عمران]]. واعتبر البعض ما قام به عمر بمثابة خطّة مسبقة لإيصال أبي بكر إلى السلطة. وفقاً للمؤرخين فإنّ [[الإمام علي (ع)]] قام ب<nowiki/>[[تجهيز الميت|تجهيز النبي]] لدفنه بمساعدة أشخاص مثل [[الفضل بن عباس بن عبد المطلب|الفضل بن عباس]] و<nowiki/>[[أسامة بن زيد]]، و<nowiki/>[[الدفن|دفنه]] في منزله. وفي وقت تجهيز ودفن النبي اجتمع بعض رؤوس [[الأنصار]] و<nowiki/>[[المهاجرين]] في [[سقيفة بني ساعدة]]، وعيّنوا [[أبا بكر]] [[الخلافة|خليفة]] للنبي، على خلاف ما أمر به رسول الله (ص).


الأول: المؤيدون لخلافة [[أبي بكر]] الذي تَعيّن في [[إجتماع السقيفة]]، وهم الذين خضعوا للأمر الواقع وشكّلوا الأغلبية فيما بعد وسمّوا بـ[[أهل السنة والجماعة]].
==المكانة والأهمية==
وكان لوفاة نبي الإسلام تأثير واضح ومهم على مصير المسلمين.<ref>ر.ك: شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، 1390ش، ص106-107.</ref> وفور وفاة النبي اجتمع مجموعة من رؤوس [[المهاجرين]] و<nowiki/>[[الأنصار]] في [[سقيفة بني ساعدة]]، واختاروا [[أبا بكر]] ليكون [[خليفة الله|خليفة]].<ref>طبري، تاريخ الطبري، 1387ش، ج3، ص201-203.</ref> وقد هاجم أعوان الخليفة بيت علي وفاطمة (صهر النبي وبنته) ليأخذوا البيعة من علي لأبي بكر.<ref>ابن‌قتيبه، الامامة والسياسة، 1410ق، ج1، ص30-31.</ref> وفي هذا الهجوم أصيبت فاطمة،<ref>مسعودي، اثبات الوصية، 1384ش، ص146.</ref> مما أدى إلى استشهادها بحسب اعتقاد الشيعة.<ref>مهدي، الهجوم، 1425ق، ص221-356.</ref> ويرى الشيعة أنّه بعد وفاة النبي لم يتم تنفيذ أوامره بخصوص خلافة الإمام علي (ع)<ref>ر.ك: شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، 1390ش، ص106-107.</ref>؟؟؟ وبذلك تحول الخلاف حول خلافة النبي إلى صراع عميق في المجتمع الإسلامي، ووضع الأساس في خلق المذهبين الرئيسيين، أي الشيعة والسنة.<ref>نگاه كنيد به طباطبايي، شيعه در اسلام، 1378ش، ص28.</ref>


والثاني: الموالون [[أهل بيت النبوة|لأهل بيت النبوة]] وعلى رأسهم [[علي بن أبي طالب]] {{ع}}، وهم الذين أصبحوا في الأقلية وسُمّوا بأتباع [[آل بيت الرسول]] (ص) وعرفوا بـ[[شيعة علي]].
تقام في مختلف دول العالم مراسم [[العزاء]] في ذكرى وفاة [[رسول الله (ص)]].<ref>[https://www.mehrnews.com/news/2998367/مراسم-سالروز-رحلت-پيامبر-اكرم-ص-در-خارج-از-كشور «مراسم سالروز رحلت پيامبر اكرم(ص) در خارج از كشور»]، خبرگزاري مهر.</ref> وفي إيران يعتبر يوم 28 صفر عطلة رسمية باعتباره يوم وفاة الرسول، ويقيمون العزاء للنبي بهذه المناسبة.<ref>براي نمونه نگاه كنيد به [https://www.tasnimnews.com/fa/news/1398/08/05/2128227 «حركت وتجمع دسته‌جات عزاداري در سالروز رحلت پيامبر اكرم(ص) در بوشهر»]، خبرگزاري تسنيم.</ref>؟؟


==مجريات ما قبل الوفاة==
==هل توفّي مسموما أو بالموت الطبيعي؟==
بحسب المصادر التاريخية ما إن ظهرت آثار المرض على رسول الله الذي توفي فيه، حتى طرأت للأمة أمور لم تكن في الحسبان. فبدأت مخالفات لأوامر الرسول تبرز إلى العلن في هذه المدة، والأمر يوحي وكأنه كان موضع ترقّب منذ زمن، من قبل بعض الشخصيات. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب أو باختصار.<ref>القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت{{هم}}، ج 2، صص 399 - 402.</ref>
هناك طائفتان من الأخبار حول هل توفي النبي موتاً طبيعياً أم مسموماً.<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الاعظم، 1385ش، ج33، ص141-158.</ref> فيرى البعض أن وفاة رسول الله كانت بسبب عوامل طبيعية،<ref>ابن‌ابي‌الحديد، شرح نهج البلاغه، 1404ق، ج10، ص266.</ref> وقد ورد في [[كتاب الكافي]] حديث عن [[الإمام الصادق (ع)]]،<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج6، ص315، حديث 3.</ref> وكذلك ورد في بصائر الدراجات<ref>صفار، بصائر الدرجات، 1404ق، ص503.</ref> وطبقات ابن سعد<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص156-155.</ref> وهو كتاب تاريخي في القرن الثالث الهجري، أخبار عن مرض النبي في أواخر حياته، بسبب تناول لحم غنم سمّته امرأة يهودية وأتت به للنبي وأصحابه بعد فتح خيبر.


===جيش أسامة===
وقد صرّح بوفاة النبي مسموماً كلّ من الشيخ المفيد،<ref>شيخ مفيد، المقنعه، 1413ق، ص456.</ref> والشيخ الطوسي،<ref>طوسي، تهذيب الاحكام، 1407ق، ج6، ص2.</ref> والعلامة الحلي،<ref>حلي، منتهي المطلب، 1412ق، ج13، ص259.</ref> وأصحاب بعض المصادر السنية كصحيح البخاري،<ref>بخاري، صحيح البخاري، 1422ق، ج6، ص9، حديث 4428.</ref> وسنن الدارمي،<ref>دارمي، سنن الدارمي، 1412ق، ج1، ص207، ح 68.</ref> والمستدرك علي الصحيحين.<ref>حاكم نيشابوري، المستدرك، 1411ق، ج3، ص61، حديث 4395.</ref> بالإضافة إلى ذلك، قام جعفر مرتضى العاملي، وهو مؤرخ شيعي، بجمع أخبار من مصادر شيعية وسنية حول محاولة اغتيال النبي،<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الاعظم، 1385ش، ج33، ص141-158.</ref> ويعتقد بتسميم النبي واستشهاده.<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الاعظم، 1385ش، ج33، ص159.</ref> ويعتبر بعض الأعداء الداخليين هم سبب تسميم النبي،<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الاعظم، 1385ش، ج33، ص159ـ193.</ref> كما ورد في تفسير العياشي عن الإمام الصادق (ع) أن اثنتين من زوجات النبي دسّتا له السمّ.<ref>عياشي، كتاب التفسير، 1380ش، ج1، ص200.</ref>
{{مفصلة|جيش أسامة}}
لقد مرض النبي بالتزامن مع تأميره [[أسامة بن زيد]] وبعْثه على رأس جيش لمواجهة الروم، حيث قُتل أبوه قبل مدة في [[معركة مؤتة]] معهم. ولما مرض رسول الله (ص) مَرَض الموت، أوفد [[أسامة بن زيد بن حارثة]] إلى مقتل أبيه، فقال له: لقد وليتك على هذا الجيش، وإن أظفرك الله بالعدو، فاقلل اللبث، وانطلق أسامة فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا وكان في ذلك الجيش، منهم [[أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[أبو عبيدة بن الجراح]] و[[سعد بن أبي وقاص]] و...<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 160 - 161.</ref> لكن حسب المصادر هذا الإنتداب لم يطل أمده لأسباب، فتخلّفوا من الإلتحاق إلى الجيش والإنقياد لأوامر قائده الفتيّ المنصوب بأمر من رسول الله بالرغم من تأكيده على تجهيز الجيش و الإسراع في بعثه.


===النبي طريح الفراش===
==قصّة اللدود==
وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج 4، ص 26.</ref> عن إبن إسحاق قال:...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج 2، ص 642.</ref>
قصة اللدود التي اعتبرها البعض مزيفة<ref>ابن‌ابي‌الحديد، شرح نهج البلاغه، 1404ق، ج13، ص32؛ نجمي، «داستاني دروغين درباره پيامبر اعظم(ص)»، ص120.</ref> والبعض الآخر خرافية،<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم، 1385ش، ج32، ص130.</ref> هي أيضًا من أحداث أيام مرض النبي (ص). ورد في صحيح البخاري وطبقات ابن سعد عن عائشة أنه في أواخر حياة النبي حيث كان يغمى عليه من شدّة المرض؛ صبّوا اللدود في فم النبي، وهو دواء مرّ، لكن النبي أشار عليهم وهو في تلك الحالة أن لا يفعلوا ذلك. ولما تحسّن النبي أمر بصبّ الدواء في أفواه جميع الحاضرين في الاجتماع، باستثناء عمه العباس،<ref>بخاري، صحيح البخاري، 1422ق، ج6، ص14، حديث 4458 وج7، ص127، حديث 5712؛ ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص181.</ref> وبحسب الباحث الشيعي محمد صادق نجمي يحتمل أنّ من اختلق هذه القصّة كانوا يبحثون عن تأكيد وتأييد لفعل [[عمر بن الخطاب]] في [[قضية القلم والدوات]]، حيث اتهم النبي بأنّه يهجر.<ref>نجمي، «داستاني دروغين درباره پيامبر اعظم(ص)»، ص120؛ نجمي، أضواء علي الصحيحين، مؤسسة المعارف الاسلامية، ص264 .</ref>


هناك رأيان، فيما يتعلق بالمكان الذي قضى رسول الله مدة مرضه فيه وقبض:
==الوفاة والدفن==
*الرأي الذي يقول بتمريض الرسول في بيت (أو حجرة) [[عائشة]] وبالتالي وفاته ودفنه هناك.  
[[ملف:عزاداری رحلت پیامبر در حرم امام علی.jpg|220px|تصغير|مراسم [[العزاء|عزاء]] وفاة النبي في [[حرم الامام علي (ع)]] (28 صفر 1445هـ)]]
توفي نبي الإسلام [[سنة 11هـ]]<ref>شيخ مفيد، الارشاد، 1410ق، ج1، ص182؛ طبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج3، ص200.</ref> بـ<nowiki/>[[المدينة المنورة]].<ref>شيخ مفيد، الارشاد، 1413ق، ج1، ص182؛ طبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج3، ص195.</ref> وقد اتّفق جميع المؤرخين أنّ وفاته كانت يوم الاثنين.<ref>جعفريان، سيره رسول خدا(ص)، 1383ش، ص682.</ref> ومن علماء الشيعة اعتبره [[الشيخ المفيد]] و<nowiki/>[[الشيخ الطوسي]] يوم [[28 صفر]].<ref>شيخ مفيد، الارشاد، 1413ق، ج1، ص189؛ شيخ طوسي، تهذيب الاحكام، 1407ق، ج6، ص2.</ref> واعتقد [[الشيخ عباس القمي]] أنّه رأي معظم علماء الشيعة.<ref>قمي، منتهي الامال، 1379ش، ج1، ص249.</ref> وبحسب رسول جعفريان، المؤرخ الشيعي، لا يوجد رواية لهذا التاريخ.<ref>جعفريان، سيره رسول خدا(ص)، 1383ش، ص682.</ref> وقد قبل الشيعة هذا التاريخ اتباعا للمفيد والطوسي.<ref>جعفريان، سيره رسول خدا(ص)، 1383ش، ص682.</ref>


إن هذا الرأي يستند على العموم إلى الروايات المنسوبة إلى [[عائشة]]، ومنها رواية عن [[الشيخين (توضيح)|الشيخين]] (البخاري ومسلم) عن عائشة قالت: "إن مِن أنعُم الله عليَّ أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري (وفي رواية) بين حاقنتي وداقنتي وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت، فدخل عليَّ عبد الرحمن وبيده سواك..."<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج 12، ص 261.</ref> إلا أن الجمع بينها والرواية المنسوبة إليها أيضاً يوجب رفع أحدهما حيث قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 232 - 233.</ref> وذكره الآخرون نقلاً عن مصادر أخرى.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج 32، ص 342.</ref>
وقد ذكر [[أهل السنة]] وفاة النبي في [[1 ربيع الأول|اليوم الأول]]<ref>ابن‌كثير، البدايه والنهايه، 1407ق، ج5، ص254؛ سهيلي، الروض الانف، 1412ق، ج7، ص579.</ref> أو [[2 ربيع الأول|الثاني]]<ref>طبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج3، ص200؛ سهيلي، الروض الانف، 1412ق، ج7، ص579.</ref> من ربيع الأول، وذكرت جماعة أيضاً اليوم [[12 ربيع الأول|الثاني عشر]] من هذا الشهر،<ref>ابن‌كثير، البدايه والنهايه، 1407ق، ج5، ص276؛ واقدي، المغازي للواقدي، 1409ق، ج3، ص1089؛ خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، 1415ق، ص46؛ مسعودي، مروج الذهب، 1409ق، ج2، ص280.</ref> وقد اعتبره البعض القول المشهور عند أهل السنة،<ref>تاري جليل، «تاملي در تاريخ وفات پيامبر(ص)»، ص12.</ref> إلا أن اثنين من علماء [[الشيعة]]، وهما [[الكليني]] و<nowiki/>[[ابن رستم الطبري]] يعتقدان أيضًا أن النبي توفي يوم 12 ربيع الأول.<ref>كليني، الكافي، 1362ش، ج4، ص439؛ طبري، المسترشد، 1415ق، ص 115.</ref>  


*الرأي الذي يقول بمبيت النبي في بيت غير بيت عائشة، في اللحظات الأخيرة، وفوته ودفنه هناك، وفي ذلك يستندون إلى:
يحتوي مصادر مثل السيرة النبوية لابن هشام (وفاة: 218هـ)،<ref>ابن‌هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج2، ص649-666.</ref> والطبقات الكبرى لمحمد بن سعد (وفاة: 230هـ)،<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص129-253.</ref> و<nowiki/>[[تاريخ اليعقوبي]] لـ<nowiki/>[[أحمد بن أبي يعقوب]] (وفاة: 284هـ)،<ref>يعقوبي، تاريخ يعقوبي، دار صادر، ج2، ص113-115.</ref> و<nowiki/>[[الإرشاد]] لـ<nowiki/>[[الشيخ المفيد|لشيخ مفيد]] (وفاة: 413هـ)<ref>شيخ مفيد، الارشاد، 1413ق، ج1، ص179-192.</ref> و<nowiki/>[[الصحيح من سيرة النبي الأعظم]] لـ<nowiki/>[[جعفر مرتضى العاملي]] (وفاة: 1441هـ)<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الاعظم، 1385ش، ج33، ص125-355 وص5-230.</ref> على مواضيع تتعلق بوفاة النبي (ص).
{{Div col|1}}
[[ملف:Dome of Prophet's Mosque - Medina.jpg|250px|تصغير|يسار|القبة الخضراء على مدفن الرسول (ص) في [[المدينة]]]]
#ما نقل على لسان [[علي]] في كلامه وخطبه من أن نفس النبي قد فاضت وهو على صدر علي.<ref>المجلسي، البحار، ج 22، ص 542.</ref>
===تجهيزه وتدفينه===
#ما روي عن عائشة، التي أقرت بعدم العلم بدفن رسول الله حتى سماع صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 232 - 233.</ref>
وفقاً لرواية ابن سعد في الطبقات الكبرى فإنّه بعد وفاة النبي (ص) حزن الناس حزناً شديداً،<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص238.</ref> وظلت ابنته [[فاطمة (ع)]] تبكي ولم يره أحد يبتسم منذ وفاة النبي.<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص237-238.</ref> وفي [[نهج البلاغة]] روي عن [[الإمام علي (ع)]]: «وَلَقَد وُلّيتُ غُسلَهُ وَالمَلَائِكَهُ أعَواَنيِ فَضَجّتِ الدّارُ وَالأَفنِيَهُ مَلَأٌ يَهبِطُ وَمَلَأٌ يَعرُجُ وَمَا فَارَقَت سمَعيِ هَينَمَهٌ مِنهُم يُصَلّونَ عَلَيهِ حَتّي وَارَينَاهُ فِي ضَرِيحِهِ».<ref>سيد رضي، نهج‌البلاغة (صبحي صالح1414ق، ص311، خطبهٔ 197.</ref>
#الرواية التي تقول بأنه ما دُفن نبي قطّ إلا في مكانه الذي توفي فيه،<ref>أعيان الشيعة، ج 11، ص 122؛ البداية والنهاية لإبن كثير، ج 5، ص 287.</ref>وكان مما أوصى به النبي، أن يدفن في بيته الذي قبض فيه و...<ref>الصحيح للعاملي، ج 32، ص 153 نقلاً عن البحار للمجلسي، ج 22، ص 493 - 494.</ref>
{{Div col end}}
فعلى هذا من الممكن إبتداء مرض النبي في بيت، ولكن من المؤكد إنتقاله إلى بيت آخر  ووفاته ودفنه فیه. هذا فضلاً عن الفرضية التي ترى بأنه لامانع في أن يكون مرضه قد ابتدأ في حجرة عائشة، ولكن يجزم في أنه (ص) قد انتقل منها إلى بيت آخر تسكنه فاطمة (س) إبنة الرسول (ص)، ووافته المنية هناك وفيه دُفن، لأنه حين صلاة الفجر (في اليوم الإثنين) كان لا يزال في دار عائشة التي كانت لجهة القبلة -حسب الروايات الواردة في صلاة أبي بكر- وقد رواه البخاري أيضاً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 32، ص 292؛ الصحيح للعاملي، ج 33، ص 138 نقلاَ عن البخاري (ط سنة 1309 هـج 3، ص 61 وج 1، ص 82...</ref>


فالتسائل الذي طرحه البعض كالمعتزلي وغيره، وهو أنه كيف غُسّل وجُهّز ودُفن الرسول في نفس اليوم في بيت عائشة من دون أن تعلم كل ذلك -وهي تسكن البيت- يكون في محله، رغم أنه يأتي بإحتمالات أخرى لتبريره على لسان الآخرين.<ref>الصحيح، ج 32، ص 339 نقلاً عن شرح النهج للمعتزلي، ج 13، ص 40.</ref>
وفقاً للمصادر التاريخية، توفي النبي في أحضان الإمام علي،<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص201.</ref> وتولّى علي [[غسل الميت|تغسيل]] النبي بمساعدة [[الفضل بن عباس بن عبد المطلب|الفضل بن عباس]] و<nowiki/>[[أسامة بن زيد]] وآخرين من على قميصه، ثمّ [[الكفن|كفّنوه]].<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص212و214؛ ابن‌هشام، السيرة النبوية، دارالمعرفة، ج2، ص662-263.</ref> وبناء على اقتراح علي بن أبي طالب (ع)<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص220؛ يعقوبي، تاريخ يعقوبي، دار صادر، ج2، ص114.</ref> دخل الناس بيت النبي أفواجاً، و<nowiki/>[[صلاة الميت|صلّوا على النبي]] دون أن يؤمّهم أحد، واستمر ذلك إلى اليوم التالي.<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص220؛ يعقوبي، تاريخ يعقوبي، دار صادر، ج2، ص114.</ref>و بحسب ما ورد في بعض الروايات فقد تعدّدت الاقتراحات حول مكان [[الدفن|دفن]] النبي، ولكن مع تأكيد الإمام علي (ع) على أن الله يتوفى [[الأنبياء]] في أطهر الأماكن، وافق الجميع على أن يُدفن جثمان النبي في نفس مكان وفاته (يعني في داره وحيث عاشت عائشة).<ref>اِربلي، كشف الغمه، 1381ق، ج1، ص19.</ref> وقد جهّز القبر [[أبو عبيدة الجراح]] و<nowiki/>[[زيد بن سهل]]،<ref>ابن‌هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج2، ص263.</ref> ودفن علي (ع) جسد النبي بمساعدة الفضل بن عباس وأسامة بن زيد.<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج2، ص229.</ref>


وتقول المصادر، بأنه خرج (في اليوم الأخير) فصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم وضع يديه على عاتق علي والأخرى على عاتق أسامة، ثم انطلقا به إلى بيت فاطمة فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها...<ref>العاملي، الصحيح، ج 33، ص 133 نقلاً عن أمالي الصدوق، مجلس 92، ص 569 و...</ref> فيذكرون قضية استئذان [[ملك الموت|ملك الموت]]،<ref>الصحيح من سيرة النبي، العاملي، ج 32، ص 336 نقلاً عن البحار للمجلسي، ج 22، ص 528 عن مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 116 والأنوار البهية، ص 38، و...</ref> وبعد ما مضى الرسول في بيت فاطمة آخر لحظات حياته ووافته المنية، فلابدّ وأنه قد دفن فيه، بحسب الروايات الواردة في تطابق محل موته ودفنه.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 33، ص 131.</ref>
==مسألة خلافة الرسول==
لقد كان مسألة [[خلافة النبي]] ورئاسة حكومة المسلمين بعد وفاته من أهم القضايا والسبب الرئيسي للفرقة بين [[المسلمين]].<ref>مادلونگ، جانشيني حضرت محمد(ص)، 1377ش، ص13.</ref> وعليه، فإن الأحداث التي سبقت وفاة نبي الإسلام وبعدها بفترة قصيرة، تعتبر من أكثر الأحداث حساسيةً، وتمّ وصفها بالسرّية والتعقيد.<ref>غلامي، پس از غروب، 1388ش، ص21.</ref> وبناء على تحليل المصادر [[الشيعية]]، حاول [[النبي (ص)]] ومن أجل تثبيت خلافة علي بن أبي طالب (ع) بعد إعلانها في [[يوم الغدير]]، إبعاد المعارضين المحتملين لخلافة علي من [[المدينة]]؛ من خلال إرسالهم إلى [[جيش أسامة]]،<ref>شيخ مفيد، الارشاد، 1413ق، ج1، ص180.</ref> ويكتب وصية حول خليفته من بعده،<ref>بخاري، صحيح البخاري، 1422ق، ج6، ص9، حديث 4432.</ref> وقد أكّد النبي (ص) على [[حديث الثقلين]] عدة مرات،<ref>شيخ مفيد، الأمالي‏، 1413ق، ص135؛ ابن‌حجر هيثمي، الصواعق المحرقه، 1417ق، ج2، ص438 و440.</ref> وقدّم خليفة من بعده،<ref>شيخ مفيد، الارشاد، 1413ق، ج1، ص185؛ ذهبي، تاريخ الاسلام، 1413ق، ج11، ص224؛ ابن‌كثير، البدايه والنهايه، 1407ق، ج7، ص359.</ref> ومنع [[أبا بكر]] من إقامة [[صلاة الجماعة]].<ref>جعفريان، سيره رسول خدا، 1383ش، ص679؛ سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس، 1378ش، ص420.</ref>


===سبب مرض الرسول===
وبناءً على الروايات التاريخية فإنّ [[الصحابة]] اتخذوا موقفين في مسألة [[خلافة النبي]]: قال جماعة منهم إنّ النبي لم يعيّن أحداً، واجتمعوا في [[سقيفة بني ساعدة]] واختاروا [[أبا بكر]] ليكون خليفة النبي.<ref>ابن‌قتيبه، الإمامة والسياسة، 1410ق، ج1، ص22؛ ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، دار صادر، ج2، ص327.</ref> وفريق آخر أغلبهم من [[بني هاشم]] اعتقدوا -بناءً على كلام النبي- أن النبي استخلف علياً، ولهذا السبب لم يبايعوا أبا بكر لبعض الوقت.<ref>يعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص124؛ عسكري، سقيفه: بررسي نحوه شكل‌گيري حكومت پس از پيامبر، 1387ش، ص99.</ref> وأدّت الخلافات بين هاتين الجماعتين إلى الهجوم على بيت الإمام علي.<ref>يعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص124؛ عسكري، سقيفه: بررسي نحوه شكل‌گيري حكومت پس از پيامبر، 1387ش، ص99.</ref> وبحسب بعض الروايات، لم يبايع علي بن أبي طالب أبا بكر إلا بعد [[استشهاد فاطمة]].<ref>ابن‌قتيبه، الامامة والسياسة، 1413ق، ج1، ص30-31.</ref> وقد ورد في [[كتاب سليم بن القيس]] وغيره من المصادر أنّه تآمر عدد من الناس في حياة النبي على تحديد مهمة الخلافة، وقد اشتهر هذا الحدث في المصادر المذكورة بـ"[[الصحيفة الملعونة]]".<ref>سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس، 1378ش، ص269؛ قمي، سفينة البحار، 1414ق، ج5، ص56؛ سيد ابن طاووس، طرف من الأنباء والمناقب، نشر تاسوعا، ص564؛ شيخ مفيد، الفصول المختارة، 1413ق، ج1، ص232.</ref>
{{مفصلة|محاولات إغتيال النبي}}
من المؤرخين من يرى بأن العلة الرئيسية لمرض النبي المودي بحياته هو تسمّمه بالسمّ الذي دسّته إمرأة من [[اليهود]] في طعامه يوم [[فتح خيبر]] إنتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 677 - 678؛ الصحيح من السيرة للعاملي، ج 32، ص 213 نقلاً عن الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج 12، ص 247.</ref>


بحسب المصادر، في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان [[علي بن أبي طالب]] قد تولّى أموره، خاصة وأن الفترة تزامنت إرسال [[جيش أسامة]] لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة الجراح وغيرهم.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 159.</ref>
==دراسات حوله==
وقد كتبت في موضوع وفاة النبي (ص) بعض المؤلفات المستقلة، أغلبها لكتّاب من أهل السنة؛ منها:


=====حكاية صلاة أبي بكر =====
*'''وفاة النبي (ص)''': تأليف عبد الواحد المظفر، ويتضمّن أسباب وفاته، ومرض الرسول ومدته وسببه، وأحداث قبيل وفاته، وتجهيزه وتدفينه، والعزاء عليه.<ref>المظفر، عبدالواحد، 1386ش، ص3.</ref>
{{مفصلة|صلاة أبي بكر نيابة عن الرسول}}
*'''وفاة النبي محمد (ص)''': للشيخ حسين الدرازي البحراني، من إصدار مؤسسة البلاغ في بيروت.<ref>درازي، وفاة النبي محمد(ص)، 1428ق، ص2.</ref>
شهدت الأخبار التي خصت الصلاة نيابة عن الرسول في مرضه، بعض التناقضات وأثارت التساؤلات لكثير من المؤرخين والمحدثين حيث رؤوا فيها من التجاذبات الداخلية ومحاولات لإستغلالها، ما يبعث على التأمل.
*'''وفاة رسول الله (ص) وموضع قبره''' كتبه نبيل الحسني، وتحدّث فيه عن كيفية وفاة النبي (ص) ومكان دفنه والخلاف بين الصحابة في هذا الشأن.<ref>[https://www.ghbook.ir/index.php?option=com_dbook&task=viewbook&book_id=15681&lang=fa «وفاة رسول الله (ص) و موضع قبره»بازار کتاب قائميه.</ref>
 
*'''وفاة النبي (ص) واظلمت المدينة'''، تأليف نزار النعلاواني العسقلاني، صدر عام 1424هـ عن دار المنهاج في بيروت.<ref>النعلاواني، وفاة النبي(ص)، 1424ق، ص2.</ref>
===وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب ===
*'''سَلْوةُ الكَئيب بوفاة الحبيب(ص)''' تأليف ابن ناصر الدين وقام بتحقيقه صالح يوسف معتوق. ويحتوي الكتاب أحداث ما بعد وفاة الرسول، وعزاء الملائكة، وتغسيل جسده على يد علي بن أبي طالب، وكذلك معلومات عن أولاد النبي وزوجاته.<ref>ابن‌ناصرالدين، سلوة الکئيب، دار البحوث للدراسات الإسلامية، 2007م، ص211.</ref>
إضافة إلى المرات التي سبقت وأن أوصى على كثير من الأمور وفي مناسبات عديدة، أوعز الرسول{{صل}} في فترة مرضه -الذي أدى إلى وفاته- إلى بعض ما سبق بوجه خاص، وأكد على بعض المستجدات أيضاً.
====أهم ما أمر ليقضى في حياته====
*تجهيز [[جيش أسامة]] وبعثه
*التصدق بالدنانير المتبقية عنده
*الصلاة بالناس نيابة عنه
 
====أهم ما وصّى لما بعد مماته====
*وصية النبي لعلي
*وصاياه حول تجهيزه ودفنه
 
=====رزية يوم الخميس=====
{{مفصلة|رزية يوم الخميس}}
قالوا بأنه لما إشتد برسول الله وجعه قال: "إيتوني بكتاب (أو بكتف ودواة) أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده" أو "لا يَظلمون ولا يُظلمون"، وكان في البيت لغط، فنكل عمر، فرفضها رسول الله (ص). فقال عمر: إن النبي غلبه الوجع، (أو مدّ عليه الوجع)، (أو أن النبي يهجر) ".<ref>الصحيح للعاملي، ج 32، ص 220 نقلاً عن الخفاجي في شرح الشفاء، ج 4، ص 278.</ref>وعندنا كتاب الله، (أو وعندكم القرآن) حسبنا كتاب الله.<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 39.</ref>
 
فاختلف أهل البيت [من كان حاضراً في البيت] واختصموا، واختلفوا، أو كثر اللغط، بين من يقول: قربوا يكتب لكم، وبين من يقول: القول ما قال عمر... فقال (ص): "قوموا عني، ولا ينبغي عندي، (أو عند نبي) تنازع".<ref> الصحيح للعاملي، نقلاً عن سبل الهدى والرشاد، ج 12، ص 248 عن أبي يعلى بسند صحيح عن جابر وعن ابن عباس كذلك، والطبقات الكبرى لإبن سعد (ط ليدن) ج 2، ق، ص 37؛ مسند أحمد، ص 324 - 326.</ref>
 
ويعرف هذا اليوم بيوم الرزية أو [[رزية يوم الخميس]] أيضاً، فكان [[إبن عباس]] كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من قلم وقرطاس (أو كَتِف) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.<ref>إبن كثير، السيرة النبوية، ج 4، ص 451.</ref>
 
==أحداث الوفاة وما بعدها==
{{مفصلة|واقعة سقيفة بني ساعدة}}
المشهور أن رسول الله (ص) قد توفي في يوم الإثنين وتضاربت الأقوال في وقته؛ حين زاغت الشمس، أي ظهراً،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 273-274 و305 و441.</ref> وقيل قبل أن ينتصف النهار<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 271 و275 و292.</ref> أيضاً في وقت دفنه فقيل دفن يوم الأربعاء،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 292.</ref> وقيل ليلة الأربعاء،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص455؛</ref> وقيل توفي في الضحى وجزم به ابن اسحاق. وقيل الأكثر على أنه اشتد الضحى،<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج 32، ص 337 ، نقلاً عن الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج 12، ص 305 عن المنهل.</ref> وقيل توفي آخر يوم الإثنين.<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج 32، ص 337 نقلاً عن ابن كثير، السيرة النبوية، ج 4، ص 506.</ref>
 
تعتقد غالبية [[الإمامية]] أن النبي قبض في يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر السنة 11 من الهجرة، وهو قول [[الشيخ الطوسي]] وغيره، ولو أخذنا ما ذكروه -بأن الرسول قد توفي بعد حجه بثمانين، أو بإحدى وثمانين يوماً- بعين الإعتبار، يتوافق مع ما عليه أغلب الإمامية، يعني 28 من صفر، هذا إذا كان مبدأ حساب الثمانين من يوم عرفة "فإن الحج عرفة" كما رووا.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج 32، ص 346.</ref>
 
كما تضاربت الأقوال في وقت دفنه أيضاً، فقيل دفن يوم الأربعاء<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج 12، ص 330 و333.</ref>وقيل دفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 34.</ref>ويرى الواقدي بأن رسول الله دفن ليلة الثلاثاء.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 3، ص 68</ref> وعن [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، قالت: ماعلمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثة في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 305.</ref> واتفق الزهري وابن كثير [[العلامة المجلسي|والعلامة المجلسي]] وابن سعد على دفن النبي في نفس اليوم الذي توفي فيه أي الإثنين من غير تحديد.<ref>العاملي، الصحيح، ج 32، ص 341-342.</ref>
 
===أين كبار الصحابة===
مكان تواجد [[الصحابة]] والمقرّبين من رسول الله في لحظات إشتداده والتي يلفظ فيها آخر أنفاسه يحمل في طياته من الدلالات ما تساعد إلى إستدراك القضايا المترابطة فيما بعد.
====لحظة الوفاة====
*تضاربت الروايات فيما يتعلق بمكان تواجد [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] حين وفاة رسول الله:
{{Div col|1}}
#على بعض الروايات أنه كان حاضراً عند النبي وعلى رواية كان قد ذهب لزيارة عشيرة من عشائر أهل [[المدينة]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 443.</ref>
#حسب روايات أخرى لم يكن أبو بكر حاضراً لا في المسجد ولا عند النبي ولم تذكر مكان تواجده بالتحديد حينذاك.<ref>اإبن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 265-269؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 200-202.</ref>
#على القول المشهور كان أبو بكر في السُّنْح خارج المدينة،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 442؛ الريشهري، موسوعة الإمام علي، ج 2، ص 15.</ref> فذهب سالم بن عبيد فأعلمه بوفاة رسول الله.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 244.</ref>
{{Div col end}}
*بالنسبة إلى [[عمر بن الخطاب]] الظاهر أنه قد حضر عند البيت بمعية أسامة وأبوعبيدة الجراح، بعدما وصلهم الخبر بأن النبي على وشك الموت قبيل أن يغادروا المعسكر، ولم يكن عمر يصدّق بأن النبي (ص) قد قبض، وكان يتوعد الناس بالقتل، حتى أنه قال: "إن رسول الله لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح [[موسى |موسى]<ref>ابن سعد، الطبقات الكبري، ج 2، ص 266.</ref> ثم جاء أبوبكر وكان عمر يخاطب الناس فأمره بالصمت بعبارة: "على رسلك يا عمر" فأنصت، أو عبارة "أسكت فسكت" إبن الخطاب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 267؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 442.</ref> ثم صعد أبو بكر فاستشهد بآي من [[القرآن الكريم]]،<ref>"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" (الزمر:30) أو "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ" (آل عمران: 144)</ref>حتى فرغ منها ثم أردف: من كان يعبد [[محمد (ص)|محمداً]] قد مات ومن كان يعبد [[الله]] حيّ لا يموت.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 267</ref>
*هناك روايات تدلّ على أن [[علي بن أبي طالب]] كان المصاحب الأخير للرسول  وفاضت نفس النبي واضعاً رأسه في حجر [[علي]]،  فبناء على هذا يعتبرونه آخر شخص عهد به الرسول قبل رحيله، ويتأكّد ذلك من خلال خطبه والروايات الدالة عليه،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 32، ص 292.</ref>منها:
{{Div col|1}}
#إن علياً يقول: "فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين سحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون".<ref>المجلسي، البحار، ج 22، ص 542.</ref>
#ولقد قبض رسول الله (ص) وإن رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي، فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله (ص) والملائكة أعواني.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 179.</ref>
#ما رواه ابن سعد بسنده إلى الشعبي، قال: توفي رسول الله (ص)، ورأسه في حجر علي...<ref>الصحيح للعاملي، ج 32، ص 334 نقلاً عن الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 2، ص 263 وفتح الباري، ج 8، ص 107 وغيره.</ref>
{{Div col end}}
 
====في تجهيز النبي ومدفنه====
[[ملف:Dome of Prophet's Mosque - Medina.jpg|250px|تصغير|يسار|القبة الخضراء لمسجد الرسول (ص) في المدينة]]
قام علي بن إبي طالب [[العباس بن عبدالمطلب|والعباس بن عبدالمطلب]] بتجهيز النبي (ص). يقول العاملي بأن علياً وبني هاشم لم يحضروا اجتماع السقيفة يوم الإثنين، لأنهم كانوا مشغولين بجهاز رسول الله (ص).<ref>العاملي، الصحيح، ج 33، ص 11.</ref>
وما عدا هؤلاء، و الأناس العادّيين من أهل المدينة، بقية الوجهاء من الصحابة بما فيهم من المهاجرين والأنصار، كانوا في سقيفة بني ساعدة.<ref>الصحيح للعاملي، ج 33، ص 15.</ref>
 
قد ورد في إحتجاج لعلي بن أبي طالب والمعروف بحديث المناشدة في [[يوم الشورى]] الذي قال: هل فيكم أحد غسل رسول الله (ص) غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول الله (ص) غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال فأنشدكم الله: هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول الله (ص) غيري؟ قالوا: اللهم لا.<ref>الحيح للعاملي، ج 33، ص 21 نقلاً عن الأمالي للشيخ الطوسي، ج 2 ،ص 7-8.</ref> أو قال: فهل فيكم من كفن رسول الله (ص) ووضعه في حفرته غيري.<ref>الصحيح، ج 33، ص 57 نقلاً عن البحار، ج 22، ص 543 والأمالي للصدوق، ج 2، ص 4 و6.</ref>
 
يعتقد الباحثون بأن دفنه كان نفس اليوم الذي توفي فيه عند العتمة، فإن تجهيز النبي وتغسيله وتكفينه ودفنه منذ أن قبضه الله لم يستغرق إلا نحو ساعتين، أو بضع ساعات.<ref>الصحيح، ج 32، ص 342.</ref>
 
===في السقيفة===
في اليوم الذي إنتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى، أخذت وجوه من الصحابة تتناقش في سقيفة بني ساعدة لحسم أمر [[الخلافة]] بعد [[الرسول الأعظم]]. منهم [[الشيخان]] [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] من جانب المهاجرين [[سعد بن عبادة|وسعد بن عبادة]] وغيرهم من جانب الانصار.<ref>الجوهري، السقيفة وفدك، ص 46.‏</ref>
 
ويذكر بأن ما جرى بين المهاجرين والأنصار في السقيفة كله قد وقع في بقية يوم الإثنين حتى الليل وشغلهم عن تجهيز رسول الله من تغسيله وتكفينه ودفنه الذي تمّ في نفس اليوم عند العتمة، وأنهم لم يعرفوا بدفنه إلا حين سمعوا صوت المساحي، فيتبين هنا بأن التجهيز لم يستغرق إلا بضع ساعات.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج 32، ص 342.</ref>والدليل على ذلك ما رواه ابن سعد والبيهقي عن عائشة، أو ما هو منقول عن الزهري الذي قال -نقلاً عن شيوخ من الأنصار في بني غنم-: سمعنا صوت المساحي آخر الليل، ليلة الثلاثاء، أو -بحسب ابن كثير- ما رواه سيف عن هشام عن أَبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين وغسّل يوم الإثنين ودفن ليلة الثلاثاء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 232-233.</ref>
 
==مواضيع ذات صلة==
*[[اغتيال النبي]]
==الهوامش==
==الهوامش==
{{مراجع}}
{{مراجع}}
==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
{{المصادر}}
{{المصادر}}
*ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، '''شرح نهج البلاغة'''، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار إحياء الكتب العربية، 1961 م.
 
*ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، '''أسد لغابة في معرفة الصحابة'''، تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.  
*ابن‌أثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، بي‌تا.
*ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، '''المنتظم في تاريخ الملوك والأمم'''، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.  
*ابن‌ابي‌الحديد، عبدالحميد بن هبةالله، شرح نهج البلاغة، تحقيق وتصحيح محمد ابوالفضل ابراهيم،‏ قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، چاپ اول، 1404ق.
*ابن سعد، محمد، '''الطبقات الكبرى'''، بيروت، دار صادر، د.ت.
*ابن‌حجر هيتمي، احمد بن محمد، الصواعق المحرقه علي اهل الرفض والضلال والزندقه، بيروت، مؤسسةالرسالة، چاپ اول، 1417ق.
*ابن كثير، إسماعيل بن عمر، '''البداية والنهاية'''، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1988 م.
*ابن‌سعد، محمد، الطبقات الكبري، تحقيق محمد عبدالقادر عطاء، بيروت، دارالكتب العلميه، چاپ اول، 1410ق.
*ابن كثير، إسماعيل بن عمر، '''السيرة النبوية'''، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، بيروت، دار المعرفة، 1395 هـ/ 1976 م.
*ابن‌طاووس، علي بن موسي، طرف من الأنباء والمناقب في شرف سيد الأنبياء وعترته الأطائب وطرف من تصريحه بالوصية بالخلافة لعلي بن أبي طالب، تصحيح قيس عطار، تحقيق مؤسسه پژوهش ومطالعات عاشورا، مشهد، نشر تاسوعا، 1420ق.
*البخاري، محمد بن إسماعيل، '''صحيح البخاري'''، الأزهر - مصر، الناشر: مكتبة محمد علي صبيح، د.ت.
*ابن‌قتيبه، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، تحقيق علي شيري، بيروت، دار الاضواء، 1410ق.
*الجوهري، أحمد بن عبد العزيز، '''السقيفة وفدك'''،‏ المحقق والمصحح: محمد هادي الأميني، طهران - إيران،‏ الناشر: مكتبة نينوى الحديثة، د.ت.
*ابن‌كثير دمشقي‏، اسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دارالفكر، 1407ق.
*الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، '''سبل الهدى والرشاد من سيرة خير العباد'''، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمي، د.ت.
*ابن‌ناصر الدين، سلوة الكئيب بوفاة الحبيب، امارات، دار البحوث للدراسات الإسلامية، بي‌تا.
*الطبري، محمد بن جرير، '''تاريخ الطبري'''، د.م، ط ليدن، 1879 م
*ابن‌هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق مصطفي السقا وابراهيم الأبياري وعبدالحفيظ شلبي، بيروت، دار المعرفة، چاپ اول، بي‌تا.
*العاملي، جعفر مرتضى، '''الصحيح من سيرة النبي الأعظم'''، قم، دار الحديث للطباعة والنشر، 1426 هـ.
*اربلي، علي بن عيسي‏، كشف الغمه، تحقيق سيد هاشم رسولي محلاتي، تبريز، نشر بني‌هاشمي، ‏چاپ اول‏، 1381ق.
*القرشي، باقر شريف، '''موسوعة سيرة أهل البيت{{هم}}'''، تحقيق: مهدي باقر القرشي، النجف الأشرف - العراق، الناشر: دار المعروف - مؤسسة الإمام الحسن{{ع}}، ط 2، 1433 هـ - 2012 م.
*بخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، تحقيق محمد زهير الناصر، دمشق، دار طوق النجاة، چاپ اول، 1422ق.
*العلامة المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
*تاري، جليل، «تاملي در تاريخ وفات پيامبر(ص)»، در مجله تاريخ اسلام، شماره 5، بهار 1380ش.
*المفيد، محمد بن النعمان، '''الأمالي'''، تحقيق: الحسين استاد ولي وعلي اكبر الغفاري،قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.
*جعفريان، رسول، سيره رسول خدا(ص)، دليل ما، قم، 1383ش.
*حاكم نيشابوري، محمد بن عبدالله، المستدرك علي الصحيحين، تحقيق عبدالقادر مصطفي، بيروت، دارالكتب العلمية، چاپ اول، 1411ق.
*[https://www.tasnimnews.com/fa/news/1398/08/05/2128227 «حركت وتجمع دسته‌جات عزاداري در سالروز رحلت پيامبر اكرم(ص) در بوشهر»]، خبرگزاري تسنيم، تاريخ درج مطلب: 5 آبان 1398ش، تاريخ بازديد: 1 مرداد 1403ش.
*حلّي، حسن بن يوسف، منتهي المطلب في تحقيق المذهب، مشهد، مجمع البحوث الاسلاميّه، 1412ق.
*خليفه بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، تحقيق نجيب فواز، بيروت، دارالكتب العلميه، 1415ق.
*دارمي، عبد الله بن عبد الرحمن، سنن الدارمي، تحقيق حسين سليم الداراني، عربستان سعودي، دار المغني للنشر والتوزيع، چاپ اول، 1412ق.
*درازي البحراني، شيخ حسين، وفاة النبي محمد(ص) بيروت، مؤسسهٔ بلاغ، چاپ اول، 1428ق.
*ذهبي، محمد بن احمد، تاريخ الاسلام، تحقيق عمر عبد السلام، بيروت، دار الكتاب العربي، چاپ دوم، 1413ق.
*سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس، تحقيق محمدباقر انصاري زنجاني، قم، نشر الهادي، الطبعة الاولي: 1420ق/1378ش.
*سهيلي، عبد الرحمن، الروض الانف في شرح السيرة النبوية، بيروت، دار احياء التراث العربي، چاپ اول، 1412ق.
*سيد رضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، قم، هجرت، چاپ اول، 1414ق.
*شهيدي، سيد جعفر، تاريخ تحليلي اسلام، تهران، مركز نشر دانشگاهي، 1390ش.
*شيخ طوسي، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام، تصحيح محمد آخوندي، تهران، دارالكتب الاسلاميه، چاپ چهارم، 1407ق.
*شيخ مفيد، محمد بن محمد، الأمالي‏، تحقيق حسين استادولي، علي‌اكبر غفاري، قم‏، كنگره شيخ مفيد، چاپ اول‏، 1413ق.
*شيخ مفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد. قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، 1413ق.
*شيخ مفيد، محمد بن محمد، الفصول المختارة من العيون والمحاسن، گردآوري سيد مرتضي، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، 1413ق.
*شيخ مفيد، محمد بن محمد، المقنعه، قم، كنگره جهاني هزاره شيخ مفيد، چاپ اول، 1413ق.
*صفار، محمد بن حسن، قم، بصائر الدرجات، كتابخانه آيت‌الله مرعشي، چاپ دوم، 1404ق.
*طباطبايي، سيد محمدحسين، شيعه در اسلام، جامعه مدرسين حوزه علميه قم، دفتر انتشارات اسلامي، 1378ش.
*طبري، محمد بن جرير بن رستم، المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي‌طالب(ع)، تحقيق احمد محمودي، تهران، مؤسسه الثقافه الإسلاميه لكوشانپور، 1415ق.
*طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري (تاريخ الامم والملوك)، تحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم، بيروت، دار التراث، چاپ دوم، 1387ق.
*عاملي، سيد جعفرمرتضي، الصحيح من سيرة النبيّ الاعظم، قم، دارالحديث، چاپ اول، 1385ش.
*عسكري، سيد مرتضي، سقيفه: بررسي نحوه شكل‌گيري حكومت پس از رحلت پيامبر، به‌كوشش مهدي دشتي، قم، دانشكده اصول الدين، 1387ش.
*عياشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي، تهران، المطبعة العلميّه، چاپ اول، 1380ق.
*قمي، شيخ عباس، منتهي الآمال، قم، دليل ما، چاپ اول، 1379ش.
*كليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق وتصحيح علي‌اكبر غفاري ومحمد آخوندي، تهران، دارالكتب الإسلامية، چاپ چهارم، 1407ق.
*مادلونگ، ويلفرد، جانشيني حضرت محمد(ص): پژوهشي پيرامون خلافت نخستين، ترجمه احمد نمايي وجواد قاسمي ومحمدجواد مهدوي وحيدر رضا ضابط، مشهد، بنياد پژوهش‌هاي اسلامي آستان قدس، 1377ش.
*[https://www.mehrnews.com/news/2998367/مراسم-سالروز-رحلت-پيامبر-اكرم-ص-در-خارج-از-كشور «مراسم سالروز رحلت پيامبر اكرم(ص) در خارج از كشور»]، خبرگزاري مهر، تاريخ نشر: 22 آذر 1394ش، تاريخ بازديد: 6 دي 1402ش،
*مسعودي، علي بن حسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق اسعد داغر يوسف، قم، موسسه دارالهجره، 1409ق.
*المظفر، عبدالواحد، وفاة النبي(ص)، قم، انتشارات المكتبه الحيدريه، چاپ اول، 1386ش.
*مهدي، عبدالزهراء، الهجوم علي بيت فاطمه، تهران، انتشارات برگ رضوان، 1425ق.
*نجمي، محمدصادق، «[https://ensani.ir/fa/article/245333/ داستاني دروغين درباره پيامبر اعظم(ص)]»، در فصلنامه ميقات حج، شماره 58، زمستان 1385ش.
*النعلاواني العسقلاني، نزار، وفاة النبي(ص) وأظلمت المدينة، بيروت، دار المِنهاج، 1434ق.
*واقدي، محمد بن عمر، المغازي للواقدي، تصحيح مارزدن جونز، بيروت، مؤسسه الأعلمي للمطبوعات، 1409ق.
*[https://www.ghbook.ir/index.php?option=com_dbook&task=viewbook&book_id=15681&lang=fa «وفاة رسول الله (ص) وموضع قبره»]، بازار كتاب قائميه، تاريخ بازديد: 17 دي 1402ش.
*يعقوبي، احمد بن أبي يعقوب‏، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، چاپ اول، بي‌تا.
*[https://india.shafaqna.com/EN/photos-mourning-of-imam-alis-as-shrine-servants-on-the-occasion-of-28th-of-safar <nowiki>«[Photos] Mourning of Imam Ali’s (AS) shrine servants on the occasion of 28th of Safar"</nowiki>]، خبرگزاري شفقنا، تاريخ درج مطلب: 14 سپتامبر 2023م، تاريخ بازديد: 22 ژوئن 2024م.
{{نهاية}}
{{نهاية}}
{{محمد بن عبد الله (ص)}}
{{محمد بن عبد الله (ص)}}
{{المناسبات الشيعية}}
{{المناسبات الشيعية}}
١٢٬٧٢٦

تعديل