انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البويهيون»

أُضيف ٢١٬٣٤٧ بايت ،  ٢٠ نوفمبر
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ٢: سطر ٢:
{{صندوق معلومات دولة تاريخية|
{{صندوق معلومات دولة تاريخية|
|اسم الدولة=البويهيون
|اسم الدولة=البويهيون
|صورة=  
|صورة=Buyid-Dynasty.png
|تعليق توضيحي=  
|تعليق توضيحي=حدود الدولة البويهية
|سنة التأسيس= [[سنة 322 هـ]]
|سنة التأسيس=[[321هـ]]
|الإنهيار=[[سنة 448 هـ]]
|الإنهيار=[[447هـ]]
|المؤسس= [[عماد الدولة]] و[[معز الدولة]]و [[عضد الدولة]]
|المؤسس= [[علي بن بويه]] بدعم من أخويه أحمد والحسن
|أشهر الحكام=[[عضد الدولة]]، [[ركن الدولة]]
|أشهر الحكام=[[معز الدولة الديلمي]]، [[عضد الدولة الديلمي]]
|أئمة معاصرون=
|أئمة معاصرون=
|أشهر الشخصيات=
|أشهر الشخصيات=
|أشهر العلماء=  
|أشهر العلماء=
|أشهر الكتب=  
|أشهر الكتب=
|العاصمة= [[بغداد]]، [[الري]]، [[أصفهان]]
|العاصمة=
|عواصم أخرى=
|عواصم أخرى=
|مدن مشهورة=  
|مدن مشهورة=
|مساحة=
|مساحة=
|الدين والمذهب=[[إسلام]]، [[شيعة]]
|الدين والمذهب=[[إسلام]]، [[شيعة]]
|معلومات أخرى=
|معلومات أخرى=
}}
}}
'''البُوَيهيون''' أو '''بنو بُوَيْه''' أو '''آل بُوَيْه''' نسبة إلى جدهم [[أبو شجاع البويهي|أبي شجاع البُوَيهي]] الصياد من الأسر الإيرانية [[الشيعة|والشيعية]] التي كانت تقطن في [[الديلم]]. حكمت في القرنين الرابع والخامس [[الهجرة النبوية|للهجرة]] (322 - 448 هـ/ 933 - 1056 م) على معظم مناطق البلاد الإسلامية حينها وهي: [[إيران]] [[العراق|والعراق]] [[جزيرة العرب|والجزيرة العربية]] [[الشام|والشام]].
'''آل بويه''' أو '''البويهيون''' هم سلالة [[شيعية]] حكمت أجزاء من [[إيران]] و<nowiki/>[[العراق]] في الفترة التي امتدت ما بين [[322هـ|322]] إلى [[448هـ]]. مؤسس هذه السلالة هو [[علي بن بويه]] (وفاة [[338هـ]]) بدعم من أخويه أحمد والحسن. وقد سميت هذه السلالة باسم والدهم (بويه). وخلال فترة حكم هذه السلالة، كانت مراسم [[عزاء الإمام الحسين]] {{اختصار/ع}} تقام في [[يوم عاشوراء]]؛ وكذلك احتفالات [[ولاية الإمام علي(ع)|ولاية الإمام علي]] {{اختصار/ع}} في [[عيد الغدير]] بشكل رسمي وشعبي. كما كانت عبارة “[[حي على خير العمل]]” تُقرأ في [[الأذان]]، وكان استعمال [[التربة|تربة الصلاة]] و<nowiki/>[[المسبحة]] المصنوعة من التربة شائعًا في أيامهم. وقد قام حكام هذه السلالة أيضًا بإعادة بناء قبور [[أئمة الشيعة]] {{اختصار/عليهم}} في العراق، مما ساهم في زيادة انتشار [[الزيارة|زيارة مراقدهم]].


==التاريخ==
اعتبر بعض الباحثين - استنادًا إلى المصادر التاريخية وبالرجوع إلى الشواهد والقرائن – أنّ هذه السلالة [[شيعية]]. ومع ذلك، هناك آراء مختلفة حول ما إذا كانوا [[اثني عشرية|شيعة اثني عشرية]] منذ البداية، أم أنهم تحولوا من [[الزيدية]] إلى هذا المذهب. ومن الحكام المشهورين لهذه السلالة: ركن الدولة (حكم: [[323هـ|323]]-[[338هـ]])، ومعز الدولة (حكم [[325هـ|325]]-[[356هـ]]) وعضد الدولة (حكم [[338هـ|338]]-[[372هـ]]). وقد كُتبت العديد من المؤلفات عن آل بويه، ويُعتبر كتاب “تجارب الأمم” لابن مسكويه (كتب في القرن الخامس الهجري) من المصادر المهمة حول تاريخ هذه الأسرة.
في أواسط القرن الثالث [[هجرة النبي|للهجرة]] واجهت [[الخلافة العباسية]] حركات استقلالية سياسية في داخل حدودها حيث أنّ هذه الحركات أثرت بدورها على ضعف الخلافة تدريجيا.
هذه الحركات السياسية بلغت قمتها بين الإيرانيين الذين كانوا ينتهزون الفرصة للتخلص من اضطهاد الحكم العباسي، وذلك مع تأسيس الحكومات المحلية [[الصفاريون|كالصفارية]] [[السامانيون|والسامانية]] [[الزياريون|والزيارية]].


==حركات الديلميين==
== مكانة وأهمية آل بويه ==
في بداية القرن الرابع [[هجرة النبي|للهجرة]] قام [[الديلميون]] الذين لم يخضعوا قط لحكم [[الخلافة|الخلفاء]] بحركات جديدة، فعندها جهّز كل من [[ماكان بن كاكي]] [[أسفارين شيروية|وأسفارين شيروية]] و[[مرداويج]] عسكراّ، وخرجوا من منطقة [[ديلم]]، وكان علي والحسن ولدي صياد السمك أبي شجاع البويهي<ref>ابن الطِقطَقي، الفخري في آداب السلطانیة، ج 1، ص 378.</ref> التحقوا بـ"ماكان" الذي كان آنذاك خاضع للحكم [[السامانيين]]. فمنذ البداية كان علي بن أبي شجاع تحت أمر نصر بن أحمد الساماني،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 8، ص 483.</ref> وعندما سيطّر مرداويج على منطقة [[جرجان]] و[[طبرستان]] قام أولاد أبي شجاع الصياد بإبراز لياقاتهم عند "ماكان".<ref>ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 1، ص 275.</ref> مما أدى بهم الالتحاق بمرداويج وذلك سنة 321 هـ. وقد حظي الولدان الديلميان بمكانة سامية لدى مرداويج، وأصبحا من ثقاته، حتى قلّد مرداويج علي البويهي ولاية [[كرج]].
آل بويه؛ هي سلالة [[شيعية]] حكمت أجزاء من [[إيران]] و<nowiki/>[[العراق]] لأكثر من 120 عامًا ([[322هـ|322]]-[[448هـ]]).<ref>سجادي، «آل بويه»، ج1، ص629.</ref> وخلال فترة حكمهم، تم لأول مرة إحياء بعض الشعائر والرموز [[الشيعية]] مثل [[عزاء الإمام الحسين]] {{اختصار/ع}} والاحتفال ب<nowiki/>[[عيد الغدير]] بشكل رسمي وشعبي. ويعدّ الباحثون هذه الفترة من أزهى فترات الحضارة الإسلامية.<ref>گلي‌ زواره، «بررسي نقش دولت آل بويه در گسترش تشيع وعمران عتبات عراق»، ص122.</ref> تأسست حكومة آل بويه على يد [[علي بن بويه|علي بن أبي شجاع بويه]] بدعم من إخوته أحمد والحسن، ولذلك سميت السلالة بآل بويه أو البويهيين. كما يُطلق عليهم أيضًا '''الديالمة'''<ref>انظر: المستوفي، نزهة القلوب، ص98، 99 و 174.</ref> أو '''الديلميون'''.<ref>گلي‌ زواره، «بررسي نقش دولت آل بويه در گسترش تشيع وعمران عتبات عراق»، ص122.</ref>
ولكن سرعان ما ندم على ذلك، إلاّ أنّه قد فات الأوان؛ لأنّ الحسين بن محمد المقلب بالعميد قد أخبر علي على محتوى رسالة مرداويج التي تتضمن رجوعه من كرج، فما إن فهم علي ذلك ووقف على ندم مرادويج سرعان ما دخل كرج،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 8، ص 267 - 268.</ref> وسيطر على زمام الأمور، ومن ثم احتل حصونها وضمّها إلى حكمه، وأصبح متمكناً مقتدراً الأمر الذي أدى إلى تخوف مرادويج من ذلك. إضافة على ما تقدّم فإنّ القوات التي أرسلها مردوايج من أجل القبض على علي التحقوا بعلي وخانوا مرداويج، فاشتد بأسه وعظمت قوته ما جعلته أن يتوّجه إلى فتح [[أصفهان]].<ref>المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، ج 1، ص 131.</ref>


== البويهيون في العراق ==
== الانتماء المذهبي ==
== البويهيون في بلاد فارس ==
يرى صادق سجادی - كاتب مقال “آل بويه” في [[دائرة المعارف الإسلامية الكبرى]] - أنه لا يمكن الجزم بوضوح في مسألة مذهب آل بويه.<ref> سجادي، «آل بويه»، ج1، ص640.</ref> ومع ذلك، فإنّ آخرين ك<nowiki/>[[رسول جعفريان]]<ref> جعفريان، تاريخ تشيع در إيران، ص375.</ref> - الباحث في التاريخ الشيعي (ولد [[1964م]]) - وبعض الكتّاب<ref>جعفريان، تاريخ تشيع در إيران، ص376؛ جعفر نيا، «سياست‌ هاي حكومت آل بويه در جهت تحكيم وحدت ميان شيعة وأهل‌ سنت»، ص24.</ref> يعتبرون آل بويه [[اثني عشرية|شيعة اثني عشرية]]، وذلك استنادًا إلى المصادر التاريخية والعديد من الشواهد والقرائن. ومن بين هذه القرائن يمكن الإشارة إلى إحياء الشعائر الشيعية، ووجود وزراء شيعة، وأسماء الحكام الشيعية، وعلاقات وروابط هؤلاء الحكام مع علماء الشيعة.<ref> جعفر نيا، «سياست‌ هاي حكومت آل بويه در جهت تحكيم وحدت ميان شيعة وأهل‌ سنت»، ص24.</ref> مضافًا إلى أنّ ابن كثير الدمشقي - المؤرخ [[السني|السنّي]] في القرن الثامن الهجري - اعتبرهم شيعة و<nowiki/>[[رافضة]].<ref>ابن‌ كثير، البداية و النهاية، ج11، ص307.</ref> كما وصفهم [[عبد الجليل القزويني]] - العالم الشيعي في القرن السادس الهجري - في كتابه "النقض" بأنهم من القائلين ب<nowiki/>[[الإمامة]].<ref>القزويني، نقض، ص42.</ref>
== البويهيون و إنتشار التشيع ==
{{دول إيرانية بعد الإسلام}}
=== البويهيون يطلقون الحريات العامة ===
في حين طرح بعض المؤلفين فرضية أنّ آل بويه كانوا [[زيدية|زيديين]] في البداية، نظرًا إلى تاريخ المذهب الزيدي في [[طبرستان]]،<ref> جعفر نيا، «سياست‌ هاي حكومت آل بويه در جهت تحكيم وحدت ميان شيعة وأهل‌ سنت»، ص24.</ref> ويعتقد هؤلاء أنّ آل بويه كانوا في البداية على مذهب الزيدية ثم تحولوا لاحقًا إلى [[المذهب الإمامي]].<ref>الشيبي، الصلة بين التصوف والتشيع، ج2، ص39.</ref> {{ملاحظة|بحسب فاطمة جعفر نيا، فإن أهل الديلم تعرفوا على الإسلام والتشيع من خلال العلويين مثل ناصر الكبير (المعروف بناصر أطروش) والحسن بن القاسم بن الحسن؛ وكان الحسن بن القاسم على المذهب الزيدي، في حين أنّ هناك اختلافًا حول مذهب ناصر الكبير.(جعفر نيا، «سياست‌ هاي حكومت آل بويه در جهت تحكيم وحدت ميان شيعة وأهل‌ سنت»، ص24.)}} كما نقل رسول جعفريان من كتاب "تاريخ الرّي" لمؤلفه [[منتجب الدين الرازي]] - وهو عالم شيعي من القرن السادس الهجري - أنّ آل بويه اعتنقوا هذا المذهب على يد العالم الشيعي [[تاج الرؤساء بن أبي السعداء]].<ref>جعفريان، تاريخ تشيع در إيران، ص380.</ref> واحتمل جعفريان أنّ تحول آل بويه من الزيدية إلى الاثني عشرية ربما كان بسبب أنّ حكام آل بويه كان يجب أن يسلموا الحكم للعلويين بناءً على عقيدة مذهب الزيدية، وأما بناءً على المذهب الإمامي، فكان بإمكانهم الاحتفاظ بالحكم لأنفسهم.<ref>جعفريان، تاريخ تشيع در إيران، ص378.</ref>
=== البويهيون والعلم والأدب ===
==== إهتمام عضد الدولة بالعلماء وطلاب العلم ====
=== الكتب والمكتبات ===
== شجرة نسب آل بويه ==


ويعتقد إيليا باولوفيتش بتروشفسكي (ولد [[1898م]]) - أستاذ في جامعات روسيا - أنّ مؤسسي حكومة آل بويه كانوا [[شيعة]]، ولكن الأفراد اللاحقين من هذه الأسرة، رغم ميلهم إلى التشيع، كانوا في الظاهر وعلى نحو رسمي من [[أهل السنة]].<ref>پطروشفسكي: إسلام در إيران، ص267، نقلاً عن پور أحمدي، «آل بويه ونقش آنان در برپايي مراسم ومواسم شيعة إمامية در عراق»، ص112.</ref> في حين اعتبر كاتب مقال "آل بويه ونقش آنان در برپايي مراسم ومواسم شيعة إمامية در عراق" وتعني “آل بويه ودورهم في إقامة الشعائر والمواسم الشيعية الإمامية في العراق” هذا الفهم خاطئًا، ورجّح أنّ قبول [[الخلافة العباسية]] من قبل أمراء آل بويه هو ما أدى إلى هذا الفهم.<ref>پور أحمدي، «آل بويه ونقش آنان در برپايي مراسم ومواسم شيعة إمامية در عراق»، ص112.</ref> كما أنّ المستشرق الألماني برتولد شبولر ([[1911م|1911]]-[[1990م]]) في كتابه "تاريخ إيران في القرون الإسلامية الأولى" يعتقد أنّ آل بويه كانوا منذ البداية شيعة اثني عشرية واستمرّوا على هذا الاعتقاد حتى النهاية.<ref> إشپولر، تاريخ إيران در قرون نخستين إسلامي، ج1، ص363 نقلاً عن جعفريان، تاريخ تشيع در إيران، ص375.</ref>


==الهوامش==
== إحياء الشعائر الشيعية ==
{{مراجع}}
قام آل بويه ببعض الإجراءات في ترويج شعائر الشيعة الإمامية، منها:
* إقامة مراسم [[العزاء الحسيني|عزاء يوم عاشوراء]]: حيث تمّ إعلان الحداد العام في [[يوم عاشوراء]] عام [[۳۵۲هـ]] بأمر من معزّ الدولة الديلمي، وطُلب من الناس [[لبس السواد]] لإظهار حزنهم. ووفقًا لابن خلدون، كانت النساء في هذا اليوم يخرجن مسبّلات الشعور ومسوّدات الوجوه، ويشققن ثيابهن ويضربن وجوههن ويبكين على [[الإمام الحسين]] {{اختصار/ع}}.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3، ص425.</ref> كما ذكر ابن‌ الجوزي (وفاة [[597هـ]]) أنّ الأعمال توقفت في هذا اليوم وأقيمت خيام في الأسواق، لتُقام مراسم العزاء والنواح على الإمام الحسين {{اختصار/ع}}.<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، ج7، ص15.</ref> ويعتقد الكاتب كامل شيبي أيضًا أنّ مواكب العزاء ظهرت لأول مرة في عام [[۳۵۲هـ]].<ref>الشيبي، الصلة بين التصوف والتشيع، ج2، ص39.</ref>
* إقامة احتفال [[عيد الغدير]]: بدأ الاحتفال بعيد الغدير في [[بغداد]] من عام [[۳۵۱هـ]] بأمر من معز الدولة الديلمي.<ref>انظر: ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3، ص425-420.</ref> واستمر حكام آل بويه اللاحقون في إقامة هذا الاحتفال.<ref>انظر: ابن‌ الجوزي، المنتظم، ج6، ص163.</ref>
* دعم [[الزيارة|زيارة مراقد الأئمة الشيعة]]: قام آل بويه بترميم وإعادة بناء قبور الأئمة {{اختصار/عليهم}} المدفونين في [[العراق]]، وبناء قباب وأضرحة على قبورهم،<ref> الذهبي، العبر من خبر من غبر، ص232.</ref> وتقديم [[النذر|النذور]] وتخصيص [[الأوقاف]] للمزارات، وتوفير التسهيلات للزوار وتشجيع الناس على السكن بجوار الأضرحة، وتقديم الرواتب والصلات لمجاوريها.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج1، ص424.</ref>
* [[الأذان]]: أصبح قول “[[حي على خير العمل]]” في الأذان شائعًا منذ عام [[۳۵۶هـ]]، واستمر حتى أوائل سيطرة [[السلاجقة]].<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، ج8، ص164؛ ابن خلدون، تاريخ ابن‌ خلدون، ج3، ص460.</ref>
* تشجيع استخدام [[تربة الإمام الحسين]] {{اختصار/ع}} في [[الصلاة]]: ففي عهد آل بويه، كان الناس يصنعون المسابح وتُرَب الصلاة من تربة الإمام الحسين {{اختصار/ع}} ويوزعونها على الناس.<ref>الثعالبي، يتيمة الدهر، ج3، ص183.</ref>
وقد ذكر بعض الكتّاب وجود عملة نقدية ترجع إلى عهد آل بويه تحمل عبارة “الله، محمد رسول الله، وعلي ولي الله”.<ref>انظر: جعفريان، تاريخ تشيع در إيران، ص380.</ref>
 
== الأمراء المشهورون ==
ومن بين حكام آل بويه المشهورين يمكن الإشارة إلى:
* [[علي بن بويه]] الملقب بعماد الدولة الديلمي، ابن أبي شجاع الديلمي، ومؤسس حكومة آل بويه في [[بلاد فارس]].
* [[الحسن بن بويه]] الملقب بركن الدولة، ابن أبي شجاع الديلمي، وحاكم منطقة جبال. قام بعدة حروب لتوسيع نطاق حكم آل بويه في بلاد الري وجبال وطبرستان وجرجان.
* [[أحمد بن بويه]] الملقب بمعز الدولة الديلمي، شقيق علي والحسن ابني بويه، الذي فتح [[بغداد]] في عام [[334هـ]].، وأمر بإقامة [[العزاء الحسيني|مراسم العزاء]] في [[يوم عاشوراء]]<ref>ابن‌ خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3، ص527.</ref> والاحتفال ب<nowiki/>[[عيد الغدير]] في هذه المدينة.<ref>ابن‌ الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص549.</ref>
* [[عضد الدولة الديلمي]] ابن الحسن بن بويه، الذي خلف عمّه عماد الدولة في بلاد فارس بعد وفاته. كان من أقوى أمراء [[الشيعة]] في [[إيران]]، وحكم مناطق واسعة من الأراضي الإسلامية والإيرانية. ومن أهم أعماله: إعادة بناء خراب بغداد،<ref>ابن‌ مسكويه، تجارب‌ الأمم، ج6، ص477 و 478.</ref> وإنشاء خزانات مياه كبيرة في فارس،<ref>فرشاد، تاريخ علم در إيران، ج2، ص790.</ref> وبناء "البيمارستان العضدي" في بغداد،<ref>فرشاد، تاريخ علم در إيران، ج2، ص849-851.</ref> وإعادة بناء قبور الأئمة مثل [[حرم الكاظمين]]<ref>آل ياسين، تاريخ المشهد الكاظمي، ص24.</ref> و<nowiki/>[[حرم العسكريين]]،<ref>محلاتي، مآثر الكبرا، ج1، ص321.</ref> وبناء سور حول [[المدينة المنورة]].<ref>السمهودي، وفاء الوفاء، ج2، ص269-270.</ref>
 
== تاريخ النشأة ==
[[ملف:سکک.jpg|تصغير|عيّنة من العملة المسكوكة في أيام البويهيين عام [[410هـ]]،''' (مركز وجه العملة): لا إله إلا الله محمد رسول الله، (حاشية وجه العملة): بسم الله ضرب هذا الدينار بسيراف سنة عشر وأربع مائة (مركز ظهر العملة): الله محمد رسول الله علي ولي الله (حاشية ظهر العملة): محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون]]
بدأ الديلميون في أوائل القرن الرابع الهجري بتحرّكات في [[إيران]] ضد [[الخلافة العباسية]].<ref>سجادي، «آل بويه»، ج1، ص629.</ref> حيث خرج كلّ من "ماكان بن كاكي" و"أسفار بن شيرويه" و"مرداويج الزياري" في جيش من الديلم. فانضم علي والحسن ابنا أبي شجاع إلى "ماكان" القائد الساماني.<ref>ابن الطقطقي، الفخري في آداب السلطانية، ج1، ص378.</ref> وفي عام [[321هـ]]، سيطر مرداويج الزياري على [[جرجان]] و<nowiki/>[[طبرستان]]، وانضم إليه علي والحسن بعد إقناع "ماكان".<ref>ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 1، ص 275.</ref> عيّن مرداويج عليًّا حاكمًا على منطقة "كرج".<ref>ابن‌ الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص267.</ref> فذهب علي إلى كرج واستولى على القلاع المحيطة بها مما أثار حفيظة مرداويج. وكان علي يعتزم في البداية السيطرة على [[أصفهان]]<ref>المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، ج1، ص131.</ref> لكنه هُزم على يد جيش شقيق مرداويج، وبعد فترة استولى على أرّجان ونوبندجان، واستولى شقيقه الحسن على كازرون بأمر منه.<ref>المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، ج1، ص131.</ref> وفي عام [[322هـ]]، سيطر علي على [[شيراز]] وأسس دولة آل بويه هناك.<ref>ابن‌ تغري، النجوم الزاهرة، ج3، ص244-245.</ref> غير أنّ بعض المؤرّخين اعتبر أنّ فتح أرّجان ([[321هـ]]/[[932م]]) بداية تأسيس دولة آل بويه.<ref>سجادي، «آل بويه»، ج1، ص629.</ref> وخلال 12 عامًا بعد ذلك، سيطر الحسن وأحمد أيضًا على الري، وكرمان، والعراق، وقُسّمت دولة آل بويه إلى ثلاثة فروع كبيرة، وفرع صغير في كرمان وعُمان.<ref>سجادي، «آل بويه»، ج1، ص629.</ref>
 
ووفقًا لعلي أصغر فقيهي - الباحث في التاريخ الشيعي (وفاة [[1424هـ]]) – فإنّ كتاب “تجارب الأمم” يُعتبر من المصادر الرئيسية للمؤلفين في مجال تاريخ آل بويه.<ref>فقيهي، تاريخ آل بويه، 1378ش، ص17.</ref> حيث كان ابن مسكويه ([[320هـ|320]]-[[420هـ]]) مؤلف الكتاب معاصرًا لحكومتهم.<ref>فقيهي، تاريخ آل بويه، 1378ش، ص17.</ref>
 
== دراسات حول آل بويه ==
تمّ تأليف العديد من الكتب التي تُعنى بتاريخ الدولة البويهية بعدة لغات ونذكر منها:
* التاجي في أخبار الدولة الديلمية: تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن الهلال بن إبراهيم الحراني الصابي (وفاة [[384هـ]]). يتناول تاريخ آل بويه في عهد عضد الدولة، وفضائل الأسرة الديلمية.<ref>نقلاً عن مقدمة كتاب "أخبار أئمة الزيدية في طبرستان وديلمان وجيلان، [https://mondearabe.fr/ar/taryx-alealm-alslamy/2734-xbar-mp-alzydyp-fy-tbrtsan-wdylman-wjylan.html موقع مكتبة العالم العربي].</ref>
* كتاب تاريخ آل بويه: تأليف علي أصغر فقيهي (1296-1382ش). كتاب باللغة الفارسية، يتناول تاريخ آل زيّار وآل بويه وأوضاع زمانهم. تم اعتماده كمنهج دراسي في الجامعات الإيرانية عام 1378ش، وقد تُرجم إلى اللغة العربية.<ref>فقيهي، تاريخ آل بويه، 1378ش، ص4.</ref>
* النهضة الثقافية في عهد آل بويه: تأليف جويل إل كرامير (joel.l.kremer). وهو كتاب باللغة الإنجليزية يناقش الازدهار الفكري والثقافي في مراكز حكم آل بويه، خاصة في بغداد. وقد تُرجم إلى الفارسية.<ref>[https://www.gisoom.com/book/1106268 «إحياي فرهنگي در عهد آل‌ بويه: انسان‌ گرايي در عصر رنسانس إسلامي»]، شبكة جامع كتاب گيسوم.</ref>
* الحياة العلمية في العراق خلال العصر البويهي: تأليف رشاد عباس معتوق، وهي أطروحة دكتوراه تناولت جوانب الحياة العلمية في العراق أيام سيطرة آل بويه على البلاد هناك.<ref>[https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8 رابط الكتاب في مكتبة نور الإلكترونية].</ref>
* تاريخ الدولة البويهية: تأليف حسن منيمنة، وهو سياسي وصحفي [[لبناني]]، يتناول كتابه الدولة البويهية منذ نشأتها وحتى سقوطها، مع التركيز على الدولة البويهية في بلاد فارس.<ref>[https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%8A%D9%87%D9%8A%D9%87-pdf-1614128001 رابط الكتاب في مكتبة نور الإلكترونية].</ref>
 
==الهوامش==  
 
{{مراجع}}
 
==الملاحظات==
 
{{ملاحظات}}  


==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
{{المصادر}}
{{المصادر}}
*ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، '''الكامل في التاريخ'''، بيروت، دار صادر، 1965 م.
*[https://www.gisoom.com/book/1106268 «إحياي فرهنگي در عهد آل‌ بويه: إنسان‌ گرايي در عصر رنسانس إسلامي»]، شبكة جامع كتاب گيسوم، تاريخ المشاهدة: 4/10/2022م.
*ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، '''الكامل في التاريخ'''، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، ط 1، 1417 هـ/ 1997 م.
*[https://www.gisoom.com/book/1276823 «حيات علمي در عهد آل‌بويه»]، شبكة جامع كتاب گيسوم، تاريخ المشاهدة: 4/10/2022م.
*المقريزي، أحمد بن علي، '''السلوك لمعرفة دول الملوك'''، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1418 هـ/ 1997 م.
*آل ياسين، محمد حسن، تاريخ المشهد الكاظمي، الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، 1435هـ/2014م.
*ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1965م/1399هـ.
*ابن‌ الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، حيدر آباد دكن، دائرة المعارف العثمانية، 1358هـ.
*ابن‌ خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1391هـ.
*ابن‌ مسكويه، أحمد بن محمد، تجارب الأمم وتعاقب الهمم، المحقق: آمدروز، القاهرة، مطبعة شركة التمدن الصناعية، 1332هـ.
*ابن‌ كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407هـ/1986ش.
*ابن‌‌ تغري‌، يوسف‌ بن‌ تغري‌، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، القاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة، 1392هـ/1972م.
*الثعالبي، عبد الملك بن محمد، يتيمة الدهر، بيروت، دار الكتاب العربي، 1352هـ.
*الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد أو مدينة السلام منذ تأسيسها حتى سنة 463هـ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1407هـ.
*الذهبي، شمس‌ الدين محمد، العبر من خبر من غبر، المحقق: أبو هاجر محمد، بيروت، دار الكتب، العربية، 1405هـ.
*السمهودي‌، علي ‌بن‌ أحمد، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تعليق خالد عبد الغني محفوظ، بيروت، دار الكتب العلمية، 2006م.
*الشيبي، كامل مصطفى، الصلة بين التصوف والتشيع، دار الأندلس، بيروت، 1982م.
*القزويني، عبد الجليل، نقض، تصحيح محدث أرموي، محدث، طهران، أنجمن آثار ملي، (د.ت).
*المستوفي، حمد الله بن أبي‌ بكر، نزهة القلوب، قزوين، حديث إمروز، 1381ش.
*المقريزي، أحمد بن علي، السلوك لمعرفة دول الملوك، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط1، 1418هـ/ 1997م.
*جعفر نيا، فاطمة، «[http://ensani.ir/fa/article/383821 سياست‌ هاي حكومت آل بويه در جهت تحكيم وحدت ميان شيعة وأهل‌سنت]»، مجلة الخوارزمي التاريخية، رقم22، صيف1397ش.
*جعفريان، رسول، تاريخ تشيع در إيران، طهران، دار علم للنشر، 1387ش.
*سجادي، صادق، «آل بويه»، في دائرة المعارف بزرگ إسلامي، طهران، مركز دائرة المعارف بزرگ إسلامي، 1369ش.
*فرشاد، مهدي، تاريخ علم در إيران، طهران، مؤسسة أمير كبير للنشر، الطبعة الأولى، 1366ش.
*فقيهي، علي‌ أصغر، تاريخ آل بويه، طهران، سازمان مطالعة وتدوين كتب علوم إسلامي دانشگاه‌ ها (سمت)، 1378ش.
*محلاتي، ذبيح‌ الله، مآثر الكبراء في تاريخ سامراء، قم، المكتبة الحيدرية، 1384ش/1426هـ.
*پور أحمدي، حسين، «[http://ensani.ir/fa/article/45142 آل بويه ونقش آنان در برپايي مراسم ومواسم شيعة إمامية در عراق]»، مجلة شيعة شناسي الفصلية، رقم 3 و 4، 1382ش.
*گلي‌ زواره، غلام رضا، «بررسي نقش دولت آل بويه در گسترش تشيع وعمران عتبات عراق»، زيارت، رقم37، 1397ش.
{{نهاية}}
{{نهاية}}
{{دول شيعية}}
{{دول شيعية}}
{{العوائل الشيعية}}
{{فصائل شيعية}}
 


<onlyinclude>{{الجودة
<onlyinclude>{{الجودة
confirmed، movedable، templateeditor
٢٬٩٩٦

تعديل