انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الوليد بن عتبة بن أبي سفيان»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٥٦: سطر ٥٦:
إحدى أهم أحداث حياة الوليد بن عتبة التي تناولتها الأخبار هو استدعاء [[الإمام الحسين (ع)]] إلى دار الإمارة في [[المدينة]] وأخذ بيعة من الإمام لـ<nowiki/>[[يزيد بن معاوية]].<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص75-83.</ref> تعد هذه الحادثة انطلاقة لحركة الإمام الحسين (ع) ونهضته، ولها صدى كبير في المصادر حتى أن بعضها تتحدث عنها بصورة عامة دون تفاصيلها،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف،1417ق، ج‌3، ص155؛ بندنیجی قادری، جامع الأنوار، 1422ق، ص71-72؛ ابن‌ حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، 1325ق، ج‌2، ص348؛ الأربلي، كشف الغمة، 1381ق، ج‌2، ص42.</ref> والأخرى تتطرق إليها بشكل كامل وبالتفاصيل.<ref>على سبيل المثال ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج‌5، ص338-340؛ الشامي، الدر النظيم، ، ص540؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص،227-228؛ ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412ق، ج‌5، ص322؛ الأعرجي، مناهل الضرب، 1419ق، ص383.</ref>
إحدى أهم أحداث حياة الوليد بن عتبة التي تناولتها الأخبار هو استدعاء [[الإمام الحسين (ع)]] إلى دار الإمارة في [[المدينة]] وأخذ بيعة من الإمام لـ<nowiki/>[[يزيد بن معاوية]].<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص75-83.</ref> تعد هذه الحادثة انطلاقة لحركة الإمام الحسين (ع) ونهضته، ولها صدى كبير في المصادر حتى أن بعضها تتحدث عنها بصورة عامة دون تفاصيلها،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف،1417ق، ج‌3، ص155؛ بندنیجی قادری، جامع الأنوار، 1422ق، ص71-72؛ ابن‌ حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، 1325ق، ج‌2، ص348؛ الأربلي، كشف الغمة، 1381ق، ج‌2، ص42.</ref> والأخرى تتطرق إليها بشكل كامل وبالتفاصيل.<ref>على سبيل المثال ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج‌5، ص338-340؛ الشامي، الدر النظيم، ، ص540؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص،227-228؛ ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412ق، ج‌5، ص322؛ الأعرجي، مناهل الضرب، 1419ق، ص383.</ref>


بعد أن مات [[معاوية بن أبي سفيان]] في [[شهر رجب]] [[سنة 60 للهجرة]]،<ref>الأعرجي، مناهل الضرب، 1419ق، ص383؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص587.</ref> بادر يزيد إلى أخذ [[بيعة]] لنفسه ممن رفض دعوة معاوية للبيعة مع يزيد، وقد ورد أن هؤلاء هم الإمام الحسين (ع)، و<nowiki/>[[عبد الله بن الزبير]]، و<nowiki/>[[عبد الله بن عمر]].<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص75.</ref> بعث يزيد رسالة إلى والي المدينة نعى فيها معاوية وطلب منه فور وصول الرسالة أن يقبض على هؤلاء وسرعان أن يأخذ بيعة منهم،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص75؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، 1415ق، ج‌2، ص69.</ref> وإن خالفوا الأمر يضرب عنقهم.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج‌2، ص241.</ref> يروى إن هذه القضية هي خطوة يزيد الأولى لقتل الإمام الحسين (ع).<ref>شاوی، با کاروان حسینی از مدینه تا مدینه، 1386ش، ج‌6، ص65.</ref>
بعد أن مات [[معاوية بن أبي سفيان]] في [[شهر رجب]] [[سنة 60 للهجرة]]،<ref>الأعرجي، مناهل الضرب، 1419ق، ص383؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص587.</ref> بادر يزيد إلى أخذ [[بيعة]] لنفسه ممن رفض دعوة معاوية للبيعة مع يزيد، وقد ورد أن هؤلاء هم الإمام الحسين (ع)، و<nowiki/>[[عبد الله بن الزبير]]، و<nowiki/>[[عبد الله بن عمر]].<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص75.</ref> بعث يزيد رسالة إلى والي المدينة نعى فيها معاوية وطلب منه فور وصول الرسالة أن يقبض على هؤلاء وسرعان أن يأخذ بيعة منهم،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص75؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، 1415ق، ج‌2، ص69.</ref> وإن خالفوا الأمر يضرب عنقهم.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج‌2، ص241.</ref> يروى إن هذه القضية هي خطوة يزيد الأولى لقتل الإمام الحسين (ع).<ref>الشاوي، مع الركب الحسيني، 1386ش، ج‌6، ص65.</ref>


بعد أن وصلت هذه الرسالة إلى الوليد دعا [[مروان بن الحكم]]؛ ليستشيره في هذا الامر، وطلب مروان منه أن يستدعيهم، ثم يأخذ البيعة منهم، وإن رفضوا البيعة قتلهم،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص77؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج‌2، ص241.</ref> وكان يعتقد مروان إنّ هؤلاء إذا علموا بموت معاوية فروا إلى أماكن شتى ثم يظهر المخالفة ويدعون الناس إلى أنفسهم.<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص77.</ref>  
بعد أن وصلت هذه الرسالة إلى الوليد دعا [[مروان بن الحكم]]؛ ليستشيره في هذا الامر، وطلب مروان منه أن يستدعيهم، ثم يأخذ البيعة منهم، وإن رفضوا البيعة قتلهم،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص77؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج‌2، ص241.</ref> وكان يعتقد مروان إنّ هؤلاء إذا علموا بموت معاوية فروا إلى أماكن شتى ثم يظهر المخالفة ويدعون الناس إلى أنفسهم.<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص77.</ref>  
سطر ٦٥: سطر ٦٥:
فنعى الوليد معاوية إلى الإمام، وأنه مات، وطلب منه أن يبايع يزيد، واستدل الإمام على أن تكون البيعة علانية أمام أعين الناس، وتركها ليوم غد، والوليد قبل الأمر،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص80.</ref> وعندها قال مروان إلى الوليد إذا تركته لم يبايعك أبدا حتى تكثرا القتلى بين الطرفين، وطلب من الوليد أن يحبس الإمام حتى يبايع، وإذا خالف يضرب عنق الإمام،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص81.</ref> فغضب الإمام على مروان وقال له: "يا بن الزَّرْقَاءِ أَنْتَ تَقْتُلُنِي؟ كَذَبْتَ وَاللَّهِ وَأَثِمْتَ."<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص80-82.</ref>  
فنعى الوليد معاوية إلى الإمام، وأنه مات، وطلب منه أن يبايع يزيد، واستدل الإمام على أن تكون البيعة علانية أمام أعين الناس، وتركها ليوم غد، والوليد قبل الأمر،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص80.</ref> وعندها قال مروان إلى الوليد إذا تركته لم يبايعك أبدا حتى تكثرا القتلى بين الطرفين، وطلب من الوليد أن يحبس الإمام حتى يبايع، وإذا خالف يضرب عنق الإمام،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص81.</ref> فغضب الإمام على مروان وقال له: "يا بن الزَّرْقَاءِ أَنْتَ تَقْتُلُنِي؟ كَذَبْتَ وَاللَّهِ وَأَثِمْتَ."<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص80-82.</ref>  


ثم وجه الإمام الحسين (ع) خطابه إلى الوليد، وقال: "إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله"،<ref>ابن‌اعثم الکوفی، الفتوح، 1411ق، ج‌5، ص14؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص588؛ ابن‌نما حلی، مثیر الأحزان، 1406ق، ص24.</ref> فخرج الإمام الحسين (ع) من عنده وتوجه إلى بيته،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص81.</ref> ثم بعد مدة خرج من المدينة متوجها نحو مكة.<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص83؛ شیخ مفید، الإرشاد، 1413ق، ج‌2، ص32-34؛ فتال نیشابوری، روضة الواعظین، 1375ش، ج‌1، ص171.</ref>
ثم وجه الإمام الحسين (ع) خطابه إلى الوليد، وقال: "إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله"،<ref>ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 1411ق، ج‌5، ص14؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص588؛ ابن نما الحلي، مثير الأحزان، 1406ق، ص24.</ref> فخرج الإمام الحسين (ع) من عنده وتوجه إلى بيته،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص81.</ref> ثم بعد مدة خرج من المدينة متوجها نحو مكة.<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص83؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413ق، ج‌2، ص32-34؛ الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، 1375ش، ج‌1، ص171.</ref>


===عزله من إمارة المدينة===
===عزله من إمارة المدينة===
سطر ٧٥: سطر ٧٥:
يروى أن الوليد كان لا يجب أن يتخذ إجراء حاسما ضد [[الإمام الحسين (ع)]]، ومن أجل هذا الترديد عزل عن منصبه،<ref>تقی‌زاده داوری، تصویر امامان شیعة در دایرة المعارف اسلام، 1385ش، ص150.</ref> وفي الأخبار التي تنقل عن [[أبو مخنف الأزدي|أبي مخنف]]<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج‌5، ص340؛ ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412ق، ج‌5، ص322.</ref> ورد أن الوليد رجل يطلب العافية،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص81.</ref> وورد أنه كان يبتعد عن الفتنة، وبناء عليه كان لا يريد أن ينازع الإمام الحسين (ع) في هذا الأمر، وعندما امتنع الإمام (ع) من البيعة ليزيد، لم يجبره على [[البيعة]]، حتى أنه لم يمنع من خروج الإمام والذهاب إلى مكة.<ref>مجلسی، زندگانی حضرت امام حسین(ع)، 1364ش، ج‌2، ص403.</ref>
يروى أن الوليد كان لا يجب أن يتخذ إجراء حاسما ضد [[الإمام الحسين (ع)]]، ومن أجل هذا الترديد عزل عن منصبه،<ref>تقی‌زاده داوری، تصویر امامان شیعة در دایرة المعارف اسلام، 1385ش، ص150.</ref> وفي الأخبار التي تنقل عن [[أبو مخنف الأزدي|أبي مخنف]]<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج‌5، ص340؛ ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412ق، ج‌5، ص322.</ref> ورد أن الوليد رجل يطلب العافية،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417ق، ص81.</ref> وورد أنه كان يبتعد عن الفتنة، وبناء عليه كان لا يريد أن ينازع الإمام الحسين (ع) في هذا الأمر، وعندما امتنع الإمام (ع) من البيعة ليزيد، لم يجبره على [[البيعة]]، حتى أنه لم يمنع من خروج الإمام والذهاب إلى مكة.<ref>مجلسی، زندگانی حضرت امام حسین(ع)، 1364ش، ج‌2، ص403.</ref>


وكان يعتقد مؤلف كتاب أعيان الشيعة السيد محسن الأمين، السبب من موقف الوليد من الإمام وعدم امتناعه، هو أن الوليد كان لديه معرفة بمكانة الإمام، وليس مجرد طلب العافية،<ref>الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص588.</ref> ويظهر من حوار الوليد مع [[مروان بن الحكم|مروان]] اعتقاده برفيع منزلة الإمامة، كما أنه وبعد معاتبة مروان إياه على عدم حبس وقتل الإمام، قال له الوليد: "والله ما أحب ان أملك الدنيا بأسرها واني قتلت حسينا"، ويرى أن في قتل الإمام خسارة الآخرة ولا ينظر إليه الله [[يوم القيامة]]، وسينال عذابا أليما.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص588؛ با کمی اختلاف: ابن‌اعثم الکوفی، الفتوح، 1411ق، ج‌5، ص14؛ الطبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج‌5، ص340؛‌ شیخ مفید، الإرشاد، 1413ق، ج‌2، ص34؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص228.</ref>
وكان يعتقد مؤلف كتاب أعيان الشيعة السيد محسن الأمين، السبب من موقف الوليد من الإمام وعدم امتناعه، هو أن الوليد كان لديه معرفة بمكانة الإمام، وليس مجرد طلب العافية،<ref>الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص588.</ref> ويظهر من حوار الوليد مع [[مروان بن الحكم|مروان]] اعتقاده برفيع منزلة الإمامة، كما أنه وبعد معاتبة مروان إياه على عدم حبس وقتل الإمام، قال له الوليد: "والله ما أحب ان أملك الدنيا بأسرها واني قتلت حسينا"، ويرى أن في قتل الإمام خسارة الآخرة ولا ينظر إليه الله [[يوم القيامة]]، وسينال عذابا أليما.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، 1403ق، ج‌1، ص588؛ مع اختلاف يسير: ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 1411ق، ج‌5، ص14؛ الطبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج‌5، ص340؛‌ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413ق، ج‌2، ص34؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص228.</ref>


==موقفه من رأس الإمام الحسين (ع)==
==موقفه من رأس الإمام الحسين (ع)==
مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، movedable، إداريون، templateeditor
٦٬٥٨٢

تعديل