الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام محمد الجواد عليه السلام»
←الزوجات والأولاد
M.shukrian (نقاش | مساهمات) |
M.shukrian (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٥٠: | سطر ٥٠: | ||
ولد الإمام الجواد (ع) في أواخر أيام أبيه (ع)، ولم يكن للإمام الرضا (ع) ولد قبله؛ لذلك بثّ بعض المخالفين بين المسلمين بأنّ الإمام الرضا (ع) لم يورث، وأنّ [[الإمامة]] ستنتهي به، والواقع أنّهم أرادوا بهذه الشبهة إظهار بطلان كلام [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) عندما قال: «الأئمة من بعدي اثنا عشر إماماً»؛ لأن الإمام الرضا (ع) لم يعقّب، وأنّ سلسلة [[الإمامة]] قد ختمت بالإمام الثامن! لكن حينما ولد الإمام الجواد (ع) وجاؤوا به إلى أبيه وهو صغير قال (ع): «هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 50، ص 20 و23 و35.</ref> | ولد الإمام الجواد (ع) في أواخر أيام أبيه (ع)، ولم يكن للإمام الرضا (ع) ولد قبله؛ لذلك بثّ بعض المخالفين بين المسلمين بأنّ الإمام الرضا (ع) لم يورث، وأنّ [[الإمامة]] ستنتهي به، والواقع أنّهم أرادوا بهذه الشبهة إظهار بطلان كلام [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) عندما قال: «الأئمة من بعدي اثنا عشر إماماً»؛ لأن الإمام الرضا (ع) لم يعقّب، وأنّ سلسلة [[الإمامة]] قد ختمت بالإمام الثامن! لكن حينما ولد الإمام الجواد (ع) وجاؤوا به إلى أبيه وهو صغير قال (ع): «هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 50، ص 20 و23 و35.</ref> | ||
===الزوجات | ===الزوجات=== | ||
تزوج الإمام الجواد (ع) في [[سنة 215 هـ]] أو ([[سنة 214 هـ|214 هـ]]) من [[أم الفضل]] ابنة [[المأمون العباسي]].<ref>وقد ذكر الطبري أنّ زواج الإمام الجواد من أم الفضل كان سنة 202 هـ راجع: الطبري، محمد بن جرير، التاريخ، ج 7، بيروت: مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بلا تا، ص 149. (نقلا عن القرص المدمج، مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية).</ref> وقد حصل الزواج بطلب من المأمون، فوافق الإمام الجواد (ع) على ذلك، وعيّن لها من [[الصداق]] مهر جدته [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|السيدة الزهراء]] (ع) أي 500 درهم. ولم تنجب أم الفضل ولداً للإمام (ع)،<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 380.</ref> فجميع أولاد الإمام كانوا من زوجته الأخرى [[سمانة المغربية]]،<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 235.</ref>وهي كانت [[الجارية|جارية]] تم شراؤها بأمر من الإمام الجواد{{ع}}.<ref>الحسون، أعلام النساء المؤمنات، ص 517.</ref> | تزوج الإمام الجواد (ع) في [[سنة 215 هـ]] أو ([[سنة 214 هـ|214 هـ]]) من [[أم الفضل]] ابنة [[المأمون العباسي]].<ref>وقد ذكر الطبري أنّ زواج الإمام الجواد من أم الفضل كان سنة 202 هـ راجع: الطبري، محمد بن جرير، التاريخ، ج 7، بيروت: مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بلا تا، ص 149. (نقلا عن القرص المدمج، مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية).</ref> وقد حصل الزواج بطلب من المأمون، فوافق الإمام الجواد (ع) على ذلك، وعيّن لها من [[الصداق]] مهر جدته [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|السيدة الزهراء]] (ع) أي 500 درهم. ولم تنجب أم الفضل ولداً للإمام (ع)،<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 380.</ref> فجميع أولاد الإمام كانوا من زوجته الأخرى [[سمانة المغربية]]،<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 235.</ref>وهي كانت [[الجارية|جارية]] تم شراؤها بأمر من الإمام الجواد{{ع}}.<ref>الحسون، أعلام النساء المؤمنات، ص 517.</ref> | ||
سطر ٥٦: | سطر ٥٦: | ||
وذهب ابن كثير إلى القول بأنّ عقد الزواج بينهما تمّ في حياة الإمام الرضا (ع) والزواج [[سنة 215 هجرية]] حيث قال: «في أواخر [[المحرم]] من سنة خمس عشرة ومائتين ركب المأمون في العساكر من [[بغداد]] قاصداً بلاد [[الروم]] لغزوهم، فلمّا كان بـ[[تكريت]] تلقاه محمد بن علي بن موسى (ع) من [[المدينة]]، فأذن له المأمون في الدخول على ابنته أم الفضل بنت المأمون. وكان معقود العقد عليها في حياة أبيه [[الإمام الرضا عليه السلام|علي بن موسى]] (ع)».<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 295.</ref> ولا منافاة بين هذا الكلام وبين من قال بأنّ زواجه (ع) كان في [[سنة 202 هـ]]، لكنه لا ينسجم مع ما ورد من مناظرةٍ مشهورةٍ للإمام (ع) مع [[يحيى بن أكثم]] <ref>وقد وردت بقية هذه المناظرة في فقرات آتية من هذا البحث.</ref> في بغداد. | وذهب ابن كثير إلى القول بأنّ عقد الزواج بينهما تمّ في حياة الإمام الرضا (ع) والزواج [[سنة 215 هجرية]] حيث قال: «في أواخر [[المحرم]] من سنة خمس عشرة ومائتين ركب المأمون في العساكر من [[بغداد]] قاصداً بلاد [[الروم]] لغزوهم، فلمّا كان بـ[[تكريت]] تلقاه محمد بن علي بن موسى (ع) من [[المدينة]]، فأذن له المأمون في الدخول على ابنته أم الفضل بنت المأمون. وكان معقود العقد عليها في حياة أبيه [[الإمام الرضا عليه السلام|علي بن موسى]] (ع)».<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 295.</ref> ولا منافاة بين هذا الكلام وبين من قال بأنّ زواجه (ع) كان في [[سنة 202 هـ]]، لكنه لا ينسجم مع ما ورد من مناظرةٍ مشهورةٍ للإمام (ع) مع [[يحيى بن أكثم]] <ref>وقد وردت بقية هذه المناظرة في فقرات آتية من هذا البحث.</ref> في بغداد. | ||
قال [[الشيخ المفيد]] أنّ المأمون كان مبهورا بأخلاق، وعلم وأدب [[الجواد (ع)|محمد بن علي]] (ع)؛ ولهذا تمّ الزواج بطلب من المأمون نفسه.<ref> المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 281.</ref> لكن المؤرخ رسول جعفريان يرى أنه تم هذا الزواج من قبل المأمون بدوافع سياسية، منها السيطرة على تحركات الإمام وعلاقته بالشيعة، <ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 109.</ref> أو إظهار نفسه كمحب لأهل البيت (عليهم السلام) بغية التخلص من خطر ثورات العلويين.<ref>پیشوایی، سیره پیشوایان، ۱۳۷۹ش، ص۵۵۸.</ref> وقد اعترض بعض حواشي المأمون لهذه الزيجة لخشيتهم بانتقال الخلافة من [[العباسيين]] إلى [[العلويين]].<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 281.</ref> | |||
===الأولاد=== | ===الأولاد=== |