انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الخلود»

ط
سطر ٤١: سطر ٤١:
وذهب [[المعتزلة]] إلى أن [[الفاسق]] وإن لم يكن كافرا ولا مؤمنا، وكانت [[منزلة بين المنزلتين]]، فإنه مخلد في نار جهنم.<ref> الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص474؛ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص115، 118 ـ 119؛ القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص650.</ref> من ناحية أخرى، يرى [[الكلام الشيعي|متكلمي الشيعة]] أن الخلود في النار مختص بالكافرين،<ref>المفيد، أوائل المقالات، ص14؛ المفيد، شرح عقائد الصدوق، ص55؛ الطوسي، تجريد الاعتقاد، ص304؛ العلامة الحلي، كشف المراد، ص561؛ الفاضل المقداد، اللوامع الإلهية، ص441 ـ 443.</ref> وأن الفاسق لا يُخلد في النار، وكلمة الخلود في آيات مثل [[الآية 14 من سورة النساء]] تعني المكوث لمدة طويلة، أو أنها مختصة بالكافرين.<ref>الطوسي، تجريد الاعتقاد، ص304؛ العلامة الحلي، كشف المراد، ص561 ـ 563؛ الفاضل المقداد، اللوامع الإلهية، ص443 ـ 445.</ref> وبحسب التفتازاني كان [[الأشاعرة|للأشاعرة]] نفس هذا الرأي.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص131.</ref>
وذهب [[المعتزلة]] إلى أن [[الفاسق]] وإن لم يكن كافرا ولا مؤمنا، وكانت [[منزلة بين المنزلتين]]، فإنه مخلد في نار جهنم.<ref> الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص474؛ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص115، 118 ـ 119؛ القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص650.</ref> من ناحية أخرى، يرى [[الكلام الشيعي|متكلمي الشيعة]] أن الخلود في النار مختص بالكافرين،<ref>المفيد، أوائل المقالات، ص14؛ المفيد، شرح عقائد الصدوق، ص55؛ الطوسي، تجريد الاعتقاد، ص304؛ العلامة الحلي، كشف المراد، ص561؛ الفاضل المقداد، اللوامع الإلهية، ص441 ـ 443.</ref> وأن الفاسق لا يُخلد في النار، وكلمة الخلود في آيات مثل [[الآية 14 من سورة النساء]] تعني المكوث لمدة طويلة، أو أنها مختصة بالكافرين.<ref>الطوسي، تجريد الاعتقاد، ص304؛ العلامة الحلي، كشف المراد، ص561 ـ 563؛ الفاضل المقداد، اللوامع الإلهية، ص443 ـ 445.</ref> وبحسب التفتازاني كان [[الأشاعرة|للأشاعرة]] نفس هذا الرأي.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص131.</ref>
===مخالفة العذاب الأبدي===
===مخالفة العذاب الأبدي===
ومن بين علماء المسلمين، هناك مجموعة من المفكرين ذوي الميول العرفانية والفلسفية يخالفون أصل الخلود في العذاب،<ref>ساطع ورفيعا، «مقایسه دیدگاه امام خمینی در باب خلود با سایر آرا مخالف و موافق»، ص79.</ref> منهم: محيي الدين بن عربي،<ref>ابن عربي، الفتوحات المكية، ج1، ص114، 303.</ref> وعبد الرزاق الكاشي،<ref>الكاشي، شرح فصوص الحكم، ص123.</ref> وداوود القيصري،<ref>القيصري، شرح فصوص الحكم، ص726.</ref> والملا صدرا في بعض مؤلفاته الفلسفية.<ref>الملا صدرا، الأسفار، ج2، ص347 ـ 349؛ الملا صدرا، الشواهد الربوبية، ص385.</ref> ولقد ذكر الملا صدرا أن الذين يقولون بالعذاب الأبدي لا يعلمون أن رحمة الله العامة والواسعة تصل إلى كل شيء.<ref>الملا صدرا، المبدأ والمعاد، ص460.</ref>
ومن بين علماء [[المسلمين]]، هناك مجموعة من المفكرين ذوي الميول [[العرفان|العرفانية]] و<nowiki/>[[الفلسفة|الفلسفية]] يخالفون أصل الخلود في العذاب،<ref>ساطع ورفيعا، «مقایسه دیدگاه امام خمینی در باب خلود با سایر آرا مخالف و موافق»، ص79.</ref> منهم: [[محيي الدين بن عربي]]،<ref>ابن عربي، الفتوحات المكية، ج1، ص114، 303.</ref> وعبد الرزاق الكاشي،<ref>الكاشي، شرح فصوص الحكم، ص123.</ref> وداوود القيصري،<ref>القيصري، شرح فصوص الحكم، ص726.</ref> و<nowiki/>[[الملا صدرا]] في بعض مؤلفاته الفلسفية.<ref>الملا صدرا، الأسفار، ج2، ص347 ـ 349؛ الملا صدرا، الشواهد الربوبية، ص385.</ref> ولقد ذكر الملا صدرا أن الذين يقولون بالعذاب الأبدي لا يعلمون أن رحمة الله العامة والواسعة تصل إلى كل شيء.<ref>الملا صدرا، المبدأ والمعاد، ص460.</ref>


ولكن ذكر في كتاب العرشية،<ref>الملا صدرا، العرشية، ص95.</ref> أن عذاب جهنم دائم،<ref>الآشتياني، شرح حال و آرای فلسفی ملاصدرا، ص255 ـ 256.</ref> وفي الأسفار ذكر أن خلوة الكفار في النار إنما هو لفساد عقائدهم؛ لأن فساد الاعتقاد يؤدي إلى فساد ذات الروح، ويؤدي في النهاية إلى هلاكها، على عكس الفساد في العمل الذي من المحتمل رفعه.<ref>الملا صدرا، الأسفار، ج4، ص307 ـ 310.</ref>
ولكن ذكر في كتاب العرشية،<ref>الملا صدرا، العرشية، ص95.</ref> أن عذاب جهنم دائم،<ref>الآشتياني، شرح حال و آرای فلسفی ملاصدرا، ص255 ـ 256.</ref> وفي [[الأسفار]] ذكر أن خلود الكفار في النار إنما هو لفساد عقائدهم؛ لأن فساد الاعتقاد يؤدي إلى فساد ذات [[الروح]]، ويؤدي في النهاية إلى هلاكها، على عكس الفساد في العمل الذي من المحتمل رفعه.<ref>الملا صدرا، الأسفار، ج4، ص307 ـ 310.</ref>


وقد ذكر في نقد ابن عربي وبعض أتباعه، أن هذا الرأي لا يتوافق مع سياق آيات القرآن في العذاب والخلود في النار، وهو مخالف لإجماع أهل الإسلام.<ref>الثقفي الطهراني، روان جاويد، ج1، ص153 ـ 156.</ref>
وقد ذكر في نقد ابن عربي وبعض أتباعه، أن هذا الرأي لا يتوافق مع سياق آيات القرآن في العذاب و<nowiki/>[[الخلود في النار]]، وهو مخالف [[الإجماع|لإجماع]] أهل الإسلام.<ref>الثقفي الطهراني، روان جاويد، ج1، ص153 ـ 156.</ref>


==الخلود ومعرفة النفس==
==الخلود ومعرفة النفس==
confirmed، movedable، templateeditor
٧٬٨٩٤

تعديل