انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحج غير المکتمل للإمام الحسين (ع)»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٠: سطر ١٠:
::لمّا أرادَ الحسينُ (ع) التّوجُّهَ إلى [[العراق|العراقِ]]، طافَ [[بيت الله|بالبيتِ]] و<nowiki/>[[السعي بين الصفا والمروة|سعى بينَ الصّفا والمروةِ]]، وأحلَّ من [[الإحرام|إِحرامِه]] وجعلَها [[العمرة المفردة|عُمرةً]]، لأنّه لم يتمكّنْ من تمامِ [[الحج|الحجِّ]] مخافةَ أن يُقبَضَ عليه بمكّةَ فيُنفَذَ إِلى [[يزيد بن معاوية|يزيد بن معاويةَ]]، فخرجَ (ع) مُبادِراً بأهلِه وولدِه ومنِ انضمَّ إِليه من شيعتِه.<ref>المفيد، الإرشاد، 1399هـ، ج2، ص66.</ref>
::لمّا أرادَ الحسينُ (ع) التّوجُّهَ إلى [[العراق|العراقِ]]، طافَ [[بيت الله|بالبيتِ]] و<nowiki/>[[السعي بين الصفا والمروة|سعى بينَ الصّفا والمروةِ]]، وأحلَّ من [[الإحرام|إِحرامِه]] وجعلَها [[العمرة المفردة|عُمرةً]]، لأنّه لم يتمكّنْ من تمامِ [[الحج|الحجِّ]] مخافةَ أن يُقبَضَ عليه بمكّةَ فيُنفَذَ إِلى [[يزيد بن معاوية|يزيد بن معاويةَ]]، فخرجَ (ع) مُبادِراً بأهلِه وولدِه ومنِ انضمَّ إِليه من شيعتِه.<ref>المفيد، الإرشاد، 1399هـ، ج2، ص66.</ref>


وقد ذهب إلى هذا الرأي [[الفتال النيسابوري]] (وفاة: [[508هـ]]) في روضة الواعظين،<ref name=":6">الفتال النيشابوري، روضة الواعظین، منشورات رضی، ص177.</ref> والشيخ الطبرسي في إعلام الورى،<ref name=":7">الطبري، إعلام الورى، مؤسسة آل البیت، ج1، ص445.</ref> والسيد مرتضى العسكري،<ref name=":8">ينظر: العسكري، معالم المدرستين، 1401هـ، ج3َ ص57.</ref> وبعض المحدثين والمؤرخين.<ref name=":9">ينظر: المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج45، ص99. بحرانی، العوالم، مطبعة امیر، ص213. القندوزي، ينابيع المودة،‌ دار الاسوة، ج3، ص59.</ref>
وقد ذهب إلى هذا الرأي [[الفتال النيسابوري]] (وفاة: [[508هـ]]) في [[روضة الواعظين]]،<ref name=":6">الفتال النيشابوري، روضة الواعظین، منشورات رضی، ص177.</ref> و<nowiki/>[[الشيخ الطبرسي]] في [[إعلام الورى بأعلام الهدى (كتاب)|إعلام الورى]]،<ref name=":7">الطبري، إعلام الورى، مؤسسة آل البیت، ج1، ص445.</ref> و<nowiki/>[[السيد مرتضى العسكري]]،<ref name=":8">ينظر: العسكري، معالم المدرستين، 1401هـ، ج3َ ص57.</ref> وبعض المحدثين والمؤرخين.<ref name=":9">ينظر: المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج45، ص99. بحرانی، العوالم، مطبعة امیر، ص213. القندوزي، ينابيع المودة،‌ دار الاسوة، ج3، ص59.</ref>


===الرأي الثاني: العمرة المفردة===
===الرأي الثاني: العمرة المفردة===
وعلى خلاف الرائي الأول فقد ذكر البعض أنّ الإمام الحسين (ع) منذ البداية لم يحرم لعمرة التمتع، ولم يستبدل العمرة المفردة بحج التمتع، بل إن الإمام دخل مكة ناويا العمرة المفردة، وخرج من مكة بالطواف الوداع أو بالعمرة المفردة في شهر ذي الحجة دون أن يحوّل نيته، وقد وردت شواهد تاريخية وروائية لهذا الرأي:
وعلى خلاف الرأي الأول فقد ذكر البعض أنّ [[الإمام الحسين (ع)]] منذ البداية لم يحرم لـ<nowiki/>[[عمرة التمتع]]، ولم يستبدل [[العمرة المفردة]] بحج التمتع، بل إن الإمام دخل [[مكة]] ناويا العمرة المفردة، وخرج من مكة بالطواف الوداع أو بالعمرة المفردة في [[شهر ذي الحجة]] دون أن يحوّل نيته، وقد وردت شواهد تاريخية وروائية لهذا الرأي:


===الشواهد التاريخية على الرأي الأول===
===الشواهد التاريخية على الرأي الأول===
1.كان الإمام الحسين (ع) قد عزم على مغادرة مكة منذ بداية الأمر، وأنّه يعلم باشهادته في كربلاء؛ لأنّه قبل أن يتوجه من المدينة إلى مكة، قد رأى النبي (ص) في عالم المنام وقال له: "كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الامة، يرجون شفاعتي، مالهم عند الله من خلاق".<ref>الأمالي، الشيخ الصدوق ص 217.</ref>  
1.كان الإمام الحسين (ع) قد عزم على مغادرة مكة منذ بداية الأمر، وأنّه يعلم [[الشهادة|بشهادته]] في [[كربلاء]]؛ لأنّه قبل أن يتوجه من [[المدينة]] إلى مكة، قد رأى [[النبي (ص)]] في عالم المنام وقال له: "كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الأمة، يرجون شفاعتي، ما لهم عند [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|الله]] من خلاق".<ref>الأمالي، الشيخ الصدوق ص 217.</ref>  


2. إن خروج الإمام من المدينة إلى مكة كان في شهور العمرة المفردة، أي شهري رجب وشعبان، وليس في شهور الحج (شوال، وذي القعدة، وذي الحجة).<ref name=":2">أبو مخنف، مقتل الحسين(ع)، 1398ق، ص62-68.</ref>
2. إن خروج الإمام من المدينة إلى مكة كان في شهور العمرة المفردة، أي شهري [[رجب]] و<nowiki/>[[3 شعبان|شعبان]]، وليس في شهور الحج ([[شوال]]، و<nowiki/>[[ذي القعدة]]، و<nowiki/>[[ذي الحجة]]).<ref name=":2">أبو مخنف، مقتل الحسين(ع)، 1398ق، ص62-68.</ref>


3. إن الإمام الحسين (ع) قبل الذهاب بثلاثة أيام التقى بابن عباس ومحمد الحنفية، وتحدث معهم، وكانا مصرين على عدم توجه الإمام نحو العراق.<ref name=":3">الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ق، ص243-245.</ref>  ومما دار من حديث بين الإمام وابن عباس أنه أتى الإمام، فقال: "يابن عم انك قد ارجف الناس، انك سائر إلى العراق، فبين لي ما انت صانع ؟ قال: اني قد اجمعت المسير في احد يومي هذين ان شاء الله تعالى. اني قد اجمعت المسير في احد يومي هذين ان شاء الله تعالى".<ref name=":0">أبو مخنف، مقتل الحسين(ع)، 1398ق، ص64.</ref> فمن هذا حوار يفهم أن الإمام لم يقصد الحج بل كان يستعد للسفر إلى العراق.  
3. إن الإمام الحسين (ع) قبل الذهاب بثلاثة أيام التقى بـ<nowiki/>[[ابن عباس]] و<nowiki/>[[محمد الحنفية]]، وتحدث معهم، وكانا مصرين على عدم توجه الإمام نحو [[العراق]].<ref name=":3">الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ق، ص243-245.</ref>  ومما دار من حديث بين الإمام وابن عباس أنه أتى الإمام، فقال: "يابن عم إنّك قد ارجف الناس، إنّك سائر إلى العراق، فبين لي ما انت صانع؟ قال: اني قد اجمعت المسير في احد يومي هذين إن شاء الله تعالى. اني قد أجمعت المسير في أحد يومي هذين إن شاء الله تعالى".<ref name=":0">أبو مخنف، مقتل الحسين(ع)، 1398ق، ص64.</ref> فمن هذا حوار يفهم أن الإمام لم يقصد الحج، بل كان يستعد للسفر إلى العراق.  


4. بناء على رواية عن الإمام الصادق (ع) التي ستذكر لاحقا إن الإمام لم يقصد عمرة التمتع؛ لأنّه كان يجب عليه أن يذهب إلى إحدى المواقيت الخمسة، ويحرم منها وليس يحرم من أدنى الحل.<ref name=":1">مواقيت مكة، وأيضا ميقات العمرة المفردة، وهي: التنعيم، والحديبية، وجعرانة.</ref> إنّ توجه الإمام إلى المواقيت الخمسة التي تبعد بكثير عن مكة لم تسجل لا في الأخبار التاريخية ولا في المصادر الحديثية.
4. بناء على رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] التي ستذكر لاحقا إن الإمام لم يقصد عمرة التمتع؛ لأنّه كان يجب عليه أن يذهب إلى إحدى [[المواقيت الخمس]]، ويحرم منها وليس يحرم من [[أدنى الحل]].<ref name=":1">مواقيت مكة، وأيضا ميقات العمرة المفردة، وهي: التنعيم، والحديبية، وجعرانة.</ref> إنّ توجه الإمام إلى المواقيت الخمسة التي تبعد بكثير عن مكة لم تسجل لا في الأخبار التاريخية، ولا في المصادر الحديثية.


5. إن الحاج الذي يمنعه العدو أو نحوه من الوصول لأداء مناسك الحج يسمى مصدود، وبحسب الأحكام الواردة في الشرعية يمكن لهذا الشخص في المكان الذي مُنع فيه أن ينحر بعيرا أو يذبح بقرة أو شاة وبعد التقصير يحل إحرامه،<ref name=":4">ينظر: الخميني، تحرير الوسيلة، 1369هـ، ج1، ص458. وأيضا، مناسک حج با حواشی مراجع معاصر، 1382ش، مسائل 1370 و 1372.</ref> لكن بالنسبة إلى حج الإمام الحسين (ع) ليس هناك أي إشارة إلى الذبح حتى توجد قرينة على أنّه مصدودا.
5. إن الحاج الذي يمنعه العدو أو نحوه من الوصول لأداء مناسك الحج يسمى مصدود، وبحسب الأحكام الواردة في الشريعة يمكن لهذا الشخص في المكان الذي مُنع فيه أن ينحر بعيرا أو يذبح بقرة أو شاة وبعد التقصير يحل [[الإحرام|إحرامه]]،<ref name=":4">ينظر: الخميني، تحرير الوسيلة، 1369هـ، ج1، ص458. وأيضا، مناسک حج با حواشی مراجع معاصر، 1382ش، مسائل 1370 و 1372.</ref> لكن بالنسبة إلى حج [[الإمام الحسين (ع)]] ليس هناك أي إشارة إلى [[الهدي|الذبح]] حتى توجد قرينة على أنّه مصدودا.


6. وقد ورد في رواية أبي مخنف: "فطاف الحسين بالبيت وبين الصفا والمروة وقص من شعره، وحل من عمرته، ثم توجه نحو الكوفة، وتوجهنا مع الناس إلى منى"،<ref name=":5">أبو مخنف، مقتل الحسين(ع)، 1398ق، ص66.</ref> وفي هذا الخبر لم يرد ما يشير إلى أن الإمام غيّر حجه إلى عمرة مفردة.
6. وقد ورد في رواية أبي مخنف: "فطاف الحسين بـ<nowiki/>[[بيت الله|البيت]] وبين الصفا والمروة وقص من شعره، وحل من عمرته، ثم توجه نحو الكوفة، وتوجهنا مع الناس إلى منى"،<ref name=":5">أبو مخنف، مقتل الحسين(ع)، 1398ق، ص66.</ref> وفي هذا الخبر لم يرد ما يشير إلى أن الإمام غيّر حجه إلى عمرة مفردة.


===الشواهد الروائية على الرأي الأول===
===الشواهد الروائية على الرأي الأول===
مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، movedable، إداريون، templateeditor
٨٬٥٥٣

تعديل