انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»

 
سطر ٢٦٩: سطر ٢٦٩:


وفي رواية [[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] توجد عبارة أخرى في كلام أبي بكر موجهة للناس وهي قوله: إن شئتم اجتهدت لكم رأيي... ثم بكى وبكى الناس، وقالوا: يا خليفة رسول الله! أنت خيرنا وأعلمنا...عندئذ دعا عمر، وأعطاه الكتاب ليقرأه على الناس. وهنا ورد أن رجلاً قال لعمر في الطريق: ما في الكتاب يا أبا حفص؟ قال لا أدري، ولكني أول من سمع وأطاع. قال الرجل: لكني واللهِ أدري ما فيه: أمّرته عامَ أول، وأمّرك العامّ.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19-20؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 199-200؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 428-430؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 425-427.</ref>
وفي رواية [[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] توجد عبارة أخرى في كلام أبي بكر موجهة للناس وهي قوله: إن شئتم اجتهدت لكم رأيي... ثم بكى وبكى الناس، وقالوا: يا خليفة رسول الله! أنت خيرنا وأعلمنا...عندئذ دعا عمر، وأعطاه الكتاب ليقرأه على الناس. وهنا ورد أن رجلاً قال لعمر في الطريق: ما في الكتاب يا أبا حفص؟ قال لا أدري، ولكني أول من سمع وأطاع. قال الرجل: لكني واللهِ أدري ما فيه: أمّرته عامَ أول، وأمّرك العامّ.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 19-20؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 199-200؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 428-430؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 425-427.</ref>
==ملامحه وشخصيته ونمط حياته==
كان أبو بكر رجلاً طويل القامة نحيفاً أبيض الوجه ناتئ الجبهة غائر العينين معروق الوجه ذا لحية خفيفة يخضبها بالحناء والكتم، ويخضبها أحياناً باللون الأحمر الكثير، كما ورد في بعض الروايات أنه كان أحدب لا يستمسك إزاره ويسترخي حقويه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 188-191، ابن قتيبة، المعارف، ص 170؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 424.</ref>
وكان رجلاً سمحاً محبباً سهلاً حسن التعامل.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 108-109؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 317؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 3، ص 284.</ref> واستناداً إلى ما ورد في [[الروايات]] فقد كان رقيق القلب جداً سريع الدمعة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 179 -180؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 13-15.</ref> وكتب بول أيضاً أنه باستثناء بعض الحالات لم يشاهد منه تصرف قاس، ويرى أن معاملته السلمية للمرتدين كانت السبب في إعادة الهدوء إلى الجزيرة العربية.<ref>EI1.</ref>
وفي مقابل هذه الصورة فإن لامنس واستناداً إلى المصادر السنية له رأي مختلف جداً في أبي بكر، فهو يقول:
:إن أبا بكر عرف في الروايات بوصفه مؤمناً بسيطاً  وإنساناً صالحاً ورقيقاً تنهمر دموعه بسرعة، إلاّ أنّه في الحقيقة رجل قوي حازم قاس أو غاضب إلى الحد الذي كان يضطر رجلاً عنيداً مثل عمر إلى التراجع، ويقول استناداً إلى رواية البلاذري<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 415.</ref> إن النبي (ص) أيضاً  كان له رأي كهذا في أبي بكر، ذلك أنه وصف عائشة بأنها حقاً ابنة أبيها في الشدة، ويعتقد لامنس أن أبا بكر لم يكن يسيطر على عمر بسبب كبر سنه فحسب، بل بفضل ظاهره الوقور اللين وبعد نظره وقدرته على ضبط النفس،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 138، الذي له رأي مختلف تماماً</ref> وقاده في يوم السقيفة كتلميذ ما يزال يتعلم، وأقدم على قمع المتمردين المرتدين بعزيمته الراسخة رغم آراء كبار الصحابة، ولم يدع إلى قلبه سبيلاً للخوف من هجوم المتمردين على المدينة<ref>ينظر: ص127-125.</ref> ويؤيد شدة أبي بكر رواية نقلها الواقدي عن ابنته أسماء وعن آل نَضلة.فاستناداً إلى هذه الرواية فإن أبابكر قام وهو مُحرم وبحضور النبي (ص) بضرب غلامه؛ لأنّه أضاع بعيراً وطعاماً وعدة السفر.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 1094.</ref>
وبحسب  قول لامنس فإنّ الصورة التي قُدمت عن طريق هذه المصادر على كتابة التاريخ الإسلامي وكذلك على بحوث المستشرقين، لا تمثل بأي شكل شخصية أبي بكر الحقيقية. ويقول:
:من حيث المبادئ العقائدية فإنه ينبغي لأبي بكر أن يكون أفضل المسلمين وأكملهم، ولذا فإن مدرسة المدينة المقتدرة والكتّاب الفاعلين من أسرة الزبيريين (من أقارب أبي بكر) خطوا خطوات في سبيل خلق صورة كهذه، نجحوا أخيراً في أن يقرنوا اسم أبي بكر بالفضائل والميزات.<ref>ص115-114.</ref>
:وقد خصصت في المصادر السنية من كتب التاريخ وتراجم وسير فصول وأقسام لفضائل أبي بكر ومناقبه، واستشهد فيها بآيات من القرآن مما نزل في شأن أبي بكر – على حد قولهم – وبأحاديث قالها النبي (ص) في فضله – بحسب اعتقادهم – ومنها هذه الآيات: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. (التوبة/111)؛ فأمّا من أعطى واتقى"(الليل/5)؛ ثاني اثنين...فأنزل الله سكينته عليه (التوبة/40) وغيرها.<ref>ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة، ص 98-102.</ref>
:وهذه الأحاديث: لو كانت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي، <ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 191.</ref> مثل أبي بكر كمثل ميكائيل ينزل برضاء الله... <ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 109.</ref>
:وأحاديث كثيرة أخرى <ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 189-198؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 175-178؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 38-67.</ref> وقد خصص الأميني أحد علماء الشيعة القسم الأعظم من الجزء السابع من كتابه الغدير لنقد الروايات المتعلقة بهذه الفضائل.<ref>الأميني، الغدير، ج 7، ص 87-312.</ref>
توجد عدة روايات تدل على أن أبا بكر كان له باع في تفسير الأحلام، وقد فسر أحلام أشخاص ومن بينهم النبي (ص).<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص507، 543، 544، ج2، ص 747، 936؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 177.</ref> وأشار الواقدي في خبر إلى معرفته بالشعر أيضاً.<ref>الواقدي، المغازي، ج 1، ص 807.</ref> وعد ابن الأثير بعض الصحابة مثل عمر وعثمان وعلي (ع) وعبد الرحمان بن عوف وابن مسعود وغيرهم من الرواة عن أبي بكر.<ref>أسد الغابة، ج3، ص205.</ref> إلا أنه رغم كونه من القلة الذين صاحبوا النبي (ص) أكثر من غيرهم، فقد روي عنه 142حديثاً فقط.
كان أبو بكر يعيش في السنح مع زوجته حبيبة بنت خارجة في غرفة من سعف النخيل، فما زاد على ذلك حتى تحول إلى منزله بالمدينة بعد 6 أو 7 أشهر من البيعة ، يغدو على رجليه إلى المدينة وربما ركب على فرس له، ويعود إلى أهله بعد صلاة العشاء. وفي السنح كان يحلب للحي أغنامهم ويرعى غنمه. وقد استمر على هذا العمل لفترة بعد البيعة أيضاً <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 432؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 119.</ref>
كما يستشف من نفس الروايات أنه كان وإلى فترة بعد توليه الخلافة يغدو إلى السوق وعليه إزار ورداء ممشّق فيبيع ويبتاع، واستمر هذا الوضع إلى أن عيّن له أبو  عبيدة من بيت المال راتباً. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 184، 185.</ref> وقد اختلف في مقدار راتبه: قيل إنه عين له مبلغ يعادل ما هو مخصص للمهاجرين، أي النصف، أو في رواية قطعة من خروف وثوبان واحد للصيف وآخر للشتاء. كما ورد الحديث عن 2500 و3000 و6000 درهم سنوياً.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 184، 185.</ref>


==وفاته==
==وفاته==
١١٬٩٨٠

تعديل