الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أم الدرداء»

'''أم الدرداء'''، من [[الصحابة|صحابة النبي]] و[[الحديث|رواة الحديث]]،<ref>النيسابوري، المنفردات و الوحدان، 1408هـ، ص88.</ref> كانت من فضليات النساء وأعقلهن وأكثرهن عبادة،<ref>ابن‌ عبد البر، الاستيعاب، 1412هـ، ج4، ص1935.</ref> روت أم الدرداء عدة أحاديث عن [[النبي محمد|النبي]]، بعضها سمعته مباشرة من النبي، وبعضها الآخر بواسطة زوجها [[أبو الدرداء|عويمر الأنصاري]].<ref>ابن‌ عبد البر، الاستيعاب، 1412هـ، ج4، ص1935.</ref> وروى مجموعة من التابعين الأحاديث<ref>النيسابوري، المنفردات و الوحدان، 1408هـ، ص88.</ref> عنها أمثال عبد الله بن باباه، ومعاذ بن أنس، و<nowiki/>[[طلحة بن عبيد الله]]،<ref>ابن‌ عساكر، تاريخ دمشق، 1415هـ، ج69، ص114.</ref> وصفوان بن عبد الله بن صفوان، وميمون بن مهران، وزيد بن أسلم وأم الدرداء الصغرى (زوجة أبو الدرداء الثانية).<ref>ابن‌ عبد البر، الاستيعاب، 1412هـ، ج4، ص1935.</ref> تعتبر الأحاديث المروية عن أم الدرداء متنوعة من جهة الموضوع، ومن أبرز موضوعاتها الآثار السلبية [[شرب الخمر|لشرب الخمر]]، ومكانة الأخلاق الحميدة في ميزان الأعمال،<ref>ابن‌ عساكر، تاريخ دمشق، 1415هـ، ج69، ص114.</ref> وأهمية [[الدعاء]] وآثاره.<ref>ابن‌ الأثير، اسد الغابة، 1424هـ، ج7، ص316.</ref>

قيل أن اسمها خيرة بنت أبو حدرد الأسلمي،<ref>أحمد بن حنبل، الأسامي والكنى، 1406هـ، ص36؛ ابن‌ حبان، الثقات، 1393هـ، ج3، 116.</ref> ومن الأسماء التي ذكرت لها كريمة<ref>ابن‌ حبان، الثقات، 1393هـ، ج3، 116.</ref> وسلامة،<ref>زركلي، الأعلام، 2002م، ج2، ص328.</ref> وأما [[الكنية|كنيتها]] فهي أم الدرداء الكبرى،<ref>أحمد بن حنبل، الأسامي و الكنى، 1406هـ، ص36؛ ابن‌ حبان، الثقات، 1393هـ، ج3، 116.</ref> كما أشير إليها بأم رومان<ref>ابن‌ كثير، التكميل، 1432هـ، ج4، ص338.</ref> وأم محمد،<ref>ابو نعيم اصفهاني، معرفة الصحابة، 1419هـ، ج4، ص2102.</ref> وذكر بأنها والدة الدرداء وبلال ابنا عويمر الأنصاري.<ref>ابو نعيم اصفهاني، معرفة الصحابة، 1419هـ، ج4، ص2102.</ref>

روي أن [[سلمان الفارسي]] زار أبو الدرداء بعد أن آخى النبي بينهما، فرأى سلمان أم الدرداء مغضبة فسألها عن ما بها، فأخبرت سلمان عن ما يصنعه زوجها من عزوفه عن الدنيا وانطوائه على العبادة، فلقي سلمان أبو الدرداء وكان صائماً فجعله يفطر، وفي الليل لم يدعه يقم الليل بطوله بل أمره بالنوم، وقال له: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه،<ref>البخاري، صحيح البخاري، 1414هـ، ج2، ص693؛ ابن أبي شيبة، المصنف، 1436هـ، ج19، ص377.</ref> وعندما سمع [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|رسول الله]] مقالة سلمان قال: صدق سلمان.<ref>البخاري، صحيح البخاري، 1414هـ، ج2، ص693.</ref>

كانت أم الدرداء وزوجها يسكنان [[المدينة المنورة]]،<ref>زركلي، الأعلام، 2002م، ج2، ص328.</ref> وذهبا فيما بعد إلى [[الشام]] وعاشا هناك بقية حياتهما،<ref>ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، 1421هـ، ج9، ص396.</ref> وقيل إن أم الدرداء ماتت قبل أبي الدرداء بسنتين في الشام أثناء خلافة [[عثمان بن عفان]]،<ref>ابن‌ عبد البر، الاستيعاب، 1412هـ، ج4، ص1935.</ref> وسنة وفاة أبو الدرداء [[سنة 32 للهجرة|32هـ]]<ref>ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، 1421ق، ج4، ص357.</ref> أو [[33هـ]].<ref>ابو نعيم الأصفهاني، معرفة الصحابة، 1419هـ، ج4، ص2102.</ref> وفقاً للمؤرخين دفنت أم الدرداء الكبرى في [[مقبرة باب الصغير]] في [[دمشق]]،<ref>ابن‌ عساكر، تاريخ دمشق، 1415هـ، ج2، ص418.</ref> في حين يعتبر البعض أن القبر المنسوب إلى أم الدرداء كبرى هو في الحقيقة [[أم الدرداء الصغرى|لأم الدرداء الصغرى]].<ref>النووي، تهذيب الأسماء و اللغات، دار الكتب العلمية، ج2، ص228.</ref>