الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لبس السواد»

وبحسب النقول التاريخية، فإن ثقافة لبس اللون الأسود كانت شائعة بين الشيعة بعد الأئمة وأثناء الغيبة الكبرى، وفي عهد البويهيين جرت العادة على إقامة مراسيم عزاء أهل البيت بالملابس السوداء،<ref>المقدسي، أحسن التقاسيم، ج2، ص545؛ كبير، آل بويه در بغداد، ص312.</ref> وجاء في الكامل في التاريخ أن أول عزاء رسمي للشيعة على الإمام الحسين، كان بأمر معز الدولة في سنة 352هـ، وأمر أن يخرج النساء منشرات الشعور مسودات الوجوه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص549.</ref> وورد في كتاب أدب الطف قصيدة ـ لشاعر من القرن الخامس الهجري ـ أشار فيها إلى لبس السواد حدادًا على الإمام الحسين.<ref>شبر، أدب الطف، ج3، ص268.</ref>

ويُذكر إن الخواجة علي سياه بوش (أي لابسَ السَّوادِ) (توفي: 830هـ) وهو من أحفاد صفي الدين الأردبيلي ومن أجداد الملوك الصفويين، اشتهر بهذا اللقب لأنَّه كان يلبس الثياب السود دائمًا في مراسيم عزاء الإمام الحسين.<ref>مظاهري، فرهنگ سوگ شیعی، ص291.</ref> وقد ذكر الرحالة الإيطالي بيترو ديلا فاليه خلال زيارته إلى إيران عام 1207هـ، أن الناس يخرجون للعزاء في أيام محرم وهم يلبسون السواد.<ref>ديلا فاليه، سفرنامه، ص123؛ محمدي الري شهري، موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الكتاب والسّنّة والتّاريخ، ج6، ص294.</ref>

يصف الكاتب الفرنسي دو كنت غوبينو الملابس السوداء والداكنة التي كان يلبسها الأمراء والوزراء والموظفين في العهد القاجاري خلال أيام العزاء<ref>دو كنت غوبينو، «شکوه تعزیه در ایران»، ص357.</ref> كما ذكر تشارلز جيمس ويلز، وهو طبيب إنجليزي أن لباس العزاء الرسمي في محرم وصفر في العهد القاجاري في إيران هو الأسود، بحيث كان معظم الناس يرتدون الأسود منذ بداية محرم.<ref>ويلز، تاریخ اجتماعی ایران در عهد قاجاریه، ص265.</ref>