انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «متعة الحج»

تصحيح المقال
لا ملخص تعديل
(تصحيح المقال)
سطر ١: سطر ١:
'''متعة الحج''' هي الفترة بين إحرام [[عمرة التمتع]] و<nowiki/>[[حج التمتع]]، والتي يجوز [[الحاج|للحاج]] خلالها القيام بالأفعال التي حرمت عليه لكونه [[الإحرام|محرماً]]. متعة الحج هي أن يخرج الإنسان من إحرامه بعد أن أحرم [[الميقات|بالميقات]] وأدى [[العمرة]]. وخلال هذه الفترة يبقى الحاج في [[مكة]] كالشخص العادي (غير المحرم) حتى يأتي وقت [[الحج]] فيحرم في مكة ويبدأ ممارسة [[مناسك الحج|شعائر حج التمتع]]. "المتعة" تعني الاستمتاع، وهذه الفترة بين الإحرامين تسمى متعة الحج لجواز الاستمتاع فيها.
'''متعة الحج''' هي الفترة بين إحرام [[عمرة التمتع]] و<nowiki/>[[حج التمتع]]، والتي يجوز [[الحاج|للحاج]] خلالها القيام بالأفعال التي حرمت عليه لكونه [[الإحرام|محرماً]]. متعة الحج هي أن يخرج الإنسان من إحرامه بعد أن أحرم [[الميقات|بالميقات]] وأدى [[العمرة]]. وخلال هذه الفترة يبقى الحاج في [[مكة]] كالشخص العادي (غير المحرم) حتى يأتي وقت [[الحج]]، فيحرم في مكة، ويبدأ ممارسة [[مناسك الحج|شعائر حج التمتع]]. "المتعة" تعني الاستمتاع، وهذه الفترة بين الإحرامين تسمى متعة الحج لجواز الاستمتاع فيها.


وتشير [[الآيات القرآنية]] و<nowiki/>[[الروايات]] الشيعية والسنية إلى [[المباح|جواز]] متعة الحج. غير أنّ الخليفة الثاني [[عمر بن الخطاب]] رغم اعترافه بأن متعة الحج كانت من [[سنة النبي (ص)|سنن النبي]] إلا أنه منعها. وقال إن سبب قراره هو أنه لا يحب أن يعاشر حجاج [[بيت الله]] أزواجهم بعد العمرة، ثم يذهبوا إلى الحج وقد [[غسل الجنابة|اغتسلوا]].
وتشير [[الآيات القرآنية]] و<nowiki/>[[الروايات]] الشيعية والسنية إلى [[المباح|جواز]] متعة الحج. غير أنّ الخليفة الثاني [[عمر بن الخطاب]] رغم اعترافه بأن متعة الحج كانت من [[سنة النبي (ص)|سنن النبي]] إلا أنه منعها؛ وقال إن سبب قراره هو أنه لا يحب أن يعاشر حجاج [[بيت الله]] أزواجهم بعد العمرة، ثم يذهبوا إلى الحج وقد [[غسل الجنابة|اغتسلوا]].


وقد عدّوا نهي عمر بن الخطاب عن متعة الحج من المطاعن عليه لأن ذلك مخالف [[القرآن الكريم|للقرآن]] و<nowiki/>[[السنة النبوية]]. وكانت روايات [[الشيعة]] و<nowiki/>[[أهل السنة والجماعة|السنة]] مخالفة لرأي الخليفة الثاني. وقد عارض كثير من [[الصحابة]] ومنهم [[الإمام علي]] {{اختصار/ع}} تصرفات عمر. وقد اعتبر أهل السنة أن رأي الخليفة الثاني بمعنى [[الكراهة]] لا [[الحرام|التحريم]].
وقد عدّوا نهي عمر بن الخطاب عن متعة الحج من المطاعن عليه؛ لأن ذلك مخالف [[القرآن الكريم|للقرآن]] و<nowiki/>[[السنة النبوية]]. وكانت روايات [[الشيعة]] و<nowiki/>[[أهل السنة والجماعة|السنة]] مخالفة لرأي الخليفة الثاني. وقد عارض كثير من [[الصحابة]] ومنهم [[الإمام علي]] {{اختصار/ع}} تصرفات عمر، وقد اعتبر أهل السنة أن رأي الخليفة الثاني بمعنى [[الكراهة]] لا [[الحرام|التحريم]].


== المفهوم ==
==المفهوم==
التمتع في اللغة بمعنى الاستفادة والتلذذ.<ref>المشکيني، مصطلحات الفقه، ص468.</ref> فمن لبس [[لباس الإحرام|ملابس الإحرام]] في [[أشهر الحج]] بنية حج التمتع من [[الميقات]]؛ ثم ذهب إلى [[مكة]] وأدى [[عمرة التمتع]]، فإنه يخرج من [[إحرام|إحرامه]] ب<nowiki/>[[التقصير]].<ref>معرفة، «شبهة ورد: الزواج المؤقت (متعة النساء ومتعة الحج)»، ص132.</ref> وعند بدء أعمال [[حج التمتع]]؛ يحرم بمكة ويبدأ بأداء [[مناسك الحج|مناسك حج التمتع]].<ref>فضل‌ الله، تفسير من وحي القرآن، ج4، ص96.</ref>  وتسمى هذه الفترة الزمنية بين [[الإحرام|الإحرامين]] عندما يكون الشخص قد خرج من إحرام العمرة ولم يُحرم بعد للحج بمتعة الحج.<ref>[http://al-milani.com/farsi/library/lib-pg.php?booid=30&mid=154&pgid=1440 «متعه حج چیست؟»] موقع آية الله السيد علي الحسيني الميلاني.</ref> وفي هذه الفترة يستطيع الإنسان أن يستمتع بالملذات المحرّمة على [[الإحرام|المحرم]].<ref>معرفة، «شبهة ورد: الزواج المؤقت (متعة النساء ومتعة الحج)»، ص132.</ref> وتسمى هذه الفترة الفاصلة بين الإحرامين بمتعة الحج [[المباح|لجواز]] الانتفاع ببعض المُتَع.<ref>المشکيني، مصطلحات الفقه، ص468.</ref>
التمتع في اللغة بمعنى الاستفادة والتلذذ.<ref>المشکيني، مصطلحات الفقه، ص468.</ref> فمن لبس [[لباس الإحرام|ملابس الإحرام]] في [[أشهر الحج]] بنية حج التمتع من [[الميقات]]؛ ثم ذهب إلى [[مكة]] وأدى [[عمرة التمتع]]، فإنه يخرج من [[إحرام|إحرامه]] ب<nowiki/>[[التقصير]].<ref>معرفة، «شبهة ورد: الزواج المؤقت (متعة النساء ومتعة الحج)»، ص132.</ref> وعند بدء أعمال [[حج التمتع]]؛ يحرم بمكة ويبدأ بأداء [[مناسك الحج|مناسك حج التمتع]].<ref>فضل‌ الله، تفسير من وحي القرآن، ج4، ص96.</ref>  وتسمى هذه الفترة الزمنية بين [[الإحرام|الإحرامين]] عندما يكون الشخص قد خرج من إحرام العمرة ولم يُحرم بعد للحج بمتعة الحج.<ref>[http://al-milani.com/farsi/library/lib-pg.php?booid=30&mid=154&pgid=1440 «متعه حج چیست؟»] موقع آية الله السيد علي الحسيني الميلاني.</ref> وفي هذه الفترة يستطيع الإنسان أن يستمتع بالملذات المحرّمة على [[الإحرام|المحرم]].<ref>معرفة، «شبهة ورد: الزواج المؤقت (متعة النساء ومتعة الحج)»، ص132.</ref> وتسمى هذه الفترة الفاصلة بين الإحرامين بمتعة الحج [[المباح|لجواز]] الانتفاع ببعض المُتَع.<ref>المشکيني، مصطلحات الفقه، ص468.</ref>
== الحكم الشرعي وأدلته ==
==الحكم الشرعي وأدلته==
تعتبر آية {{قرآن|فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَی الْحَجِّ...}}<ref>سورة البقرة، الآية 196.</ref> دليل متعة الحج.<ref>الميلاني، شرح منهاج الكرامة، ج‏1، ص35.</ref> ويرى البعض أنه لا خلاف بين [[المسلمين]] في أن هذه [[الآية]] نزلت في متعة الحج.<ref>شرف‌ الدين، الفصول المهمة في تأليف الأمة، ص101.</ref> وكانت [[السنة|سنة نبي الإسلام]] أيضاً على جوازها.<ref>الحر العاملي، هداية الأمة، ج5، ص56.</ref> كما أن روايات الشيعة [[الحديث المتواتر|المتواترة]]<ref>الکاظمي، مسالك الأفهام، ج3، ص202.</ref> و<nowiki/>[[الحديث الصحيح|الصحيحة]]<ref>السبحاني، سلسلة المسائل الفقهية، ج10، ص29.</ref> تدل على جواز متعة الحج، واتفقت [[الشيعة]] على عدم [[الناسخ والمنسوخ|نسخ]] هذا الحكم.<ref>الكاظمي، مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام، ج3، ص202.</ref>
تعتبر آية {{قرآن|فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَی الْحَجِّ...}}<ref>سورة البقرة، الآية 196.</ref> دليل متعة الحج.<ref>الميلاني، شرح منهاج الكرامة، ج‏1، ص35.</ref> ويرى البعض أنه لا خلاف بين [[المسلمين]] في أن هذه [[الآية]] نزلت في متعة الحج.<ref>شرف‌ الدين، الفصول المهمة في تأليف الأمة، ص101.</ref> وكانت [[السنة|سنة نبي الإسلام]] أيضاً على جوازها.<ref>الحر العاملي، هداية الأمة، ج5، ص56.</ref> كما أن روايات الشيعة [[الحديث المتواتر|المتواترة]]<ref>الکاظمي، مسالك الأفهام، ج3، ص202.</ref> و<nowiki/>[[الحديث الصحيح|الصحيحة]]<ref>السبحاني، سلسلة المسائل الفقهية، ج10، ص29.</ref> تدل على جواز متعة الحج، واتفقت [[الشيعة]] على عدم [[الناسخ والمنسوخ|نسخ]] هذا الحكم.<ref>الكاظمي، مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام، ج3، ص202.</ref>


وقد روي عن [[الإمام الباقر]] {{اختصار/ع}} أنه لم يكن يجيز [[التقية]] في متعة الحج.<ref>الكليني، الكافي، ج6، ص415.</ref>
وقد روي عن [[الإمام الباقر]] {{اختصار/ع}} أنه لم يكن يجيز [[التقية]] في متعة الحج.<ref>الكليني، الكافي، ج6، ص415.</ref>
== منع الخليفة الثاني لمتعة الحج ==
==منع الخليفة الثاني لمتعة الحج==
كان الخليفة الثاني [[عمر بن الخطاب]] أول من منع متعة الحج.<ref>الكاظمي، مسالك الأفهام، ج3، ص202.</ref> كما اختلف عمر مع [[النبي محمد|النبي]] {{اختصار/ص}} حول هذا الأمر في عهد النبي.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص174.</ref> وجاء في [[صحيح مسلم]] الذي يعدّ أحد [[الصحاح الستة]] عند [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] أن الخليفة الثاني أقر بأن النبي و[[الصحابة]] كانوا يقومون بها، لكنه لا يحب أن يكون [[الحاج|حجاج بيت الله]] مع نسائهم بعد العمرة ثم يذهبوا إلى الحج "وماء الغسل يقطر من رؤوسهم".<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref>  
كان الخليفة الثاني [[عمر بن الخطاب]] أول من منع متعة الحج.<ref>الكاظمي، مسالك الأفهام، ج3، ص202.</ref> كما اختلف عمر مع [[النبي محمد|النبي]] {{اختصار/ص}} حول هذا الأمر في عهد النبي.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص174.</ref> وجاء في [[صحيح مسلم]] الذي يعدّ أحد [[الصحاح الستة]] عند [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] أن الخليفة الثاني أقر بأن النبي و[[الصحابة]] كانوا يقومون بها، لكنه لا يحب أن يكون [[الحاج|حجاج بيت الله]] مع نسائهم بعد العمرة ثم يذهبوا إلى الحج "وماء الغسل يقطر من رؤوسهم".<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref>  


سطر ١٩: سطر ١٩:


وبالإضافة إلى عمر؛ منع [[عثمان بن عفان|الخليفة الثالث عثمان]] أيضاً هذه المتعة، وعارضه [[الإمام علي]] {{اختصار/ع}} في ذلك وحدث بينهما خلاف.<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref> كما كان لبعض الصحابة الآخرين خلافات ومنازعات حول هذه المسألة.<ref>ابن‌ كثير‏، البداية والنهاية، ج5، ص127.</ref>
وبالإضافة إلى عمر؛ منع [[عثمان بن عفان|الخليفة الثالث عثمان]] أيضاً هذه المتعة، وعارضه [[الإمام علي]] {{اختصار/ع}} في ذلك وحدث بينهما خلاف.<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref> كما كان لبعض الصحابة الآخرين خلافات ومنازعات حول هذه المسألة.<ref>ابن‌ كثير‏، البداية والنهاية، ج5، ص127.</ref>
=== معارضو الخليفة الثاني ===
===معارضو الخليفة الثاني===
اعتبر منع [[عمر بن الخطاب]] لمتعة الحج من المطاعن والمآخذ عليه.<ref>العلامة الحلي، كشف المراد، ص378.</ref> وقد خالفت [[روايات]] الشيعة<ref name=":0">السبحاني، سلسلة المسائل الفقهية، ج10، ص29.</ref> والسنة<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص914.</ref> حول [[سنة النبي]] رأي الخليفة الثاني. وعارض بعض [[الصحابة]]<ref>السبحاني، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، ج1، ص455.</ref> ومنهم [[الإمام علي]] {{اختصار/ع}}<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref> تصرف عمر. كما اعترف عمر نفسه بأن متعة الحج كانت سنة النبي، لكنه لم يكن معجباً بشيء من هذا القبيل.<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref> كما أباح [[عبد الله بن عمر]] ابن الخليفة الثاني المتعة، فلما احتجوا عليه بمنع أبيه لها قال: "إذا نهى أبي عن شيء وقد فعله رسول الله {{اختصار/ص}}؛ فأيهما تتبعون؟"<ref>ابن‌ القيم الجوزية، زاد المعاد في هدي خير العباد، ج2، ص131.</ref>
اعتبر منع [[عمر بن الخطاب]] لمتعة الحج من المطاعن والمآخذ عليه.<ref>العلامة الحلي، كشف المراد، ص378.</ref> وقد خالفت [[روايات]] الشيعة<ref name=":0">السبحاني، سلسلة المسائل الفقهية، ج10، ص29.</ref> والسنة<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص914.</ref> حول [[سنة النبي]] رأي الخليفة الثاني. وعارض بعض [[الصحابة]]<ref>السبحاني، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، ج1، ص455.</ref> ومنهم [[الإمام علي]] {{اختصار/ع}}<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref> تصرف عمر. كما اعترف عمر نفسه بأن متعة الحج كانت سنة النبي، لكنه لم يكن معجباً بشيء من هذا القبيل.<ref>مسلم، صحيح مسلم، ج2، ص896.</ref> كما أباح [[عبد الله بن عمر]] ابن الخليفة الثاني المتعة، فلما احتجوا عليه بمنع أبيه لها قال: "إذا نهى أبي عن شيء وقد فعله رسول الله {{اختصار/ص}}؛ فأيهما تتبعون؟"<ref>ابن‌ القيم الجوزية، زاد المعاد في هدي خير العباد، ج2، ص131.</ref>


مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، movedable، إداريون، templateeditor
٨٬٢١٥

تعديل