انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حمل السيدة مريم بعيسى»

ط
سطر ١٧: سطر ١٧:


==حمل مريم(ع): الحدث والكيفية==
==حمل مريم(ع): الحدث والكيفية==
بحسب الآيات القرآنية، فإن مريم كانت قد اعتزلت الناس للعبادة في مكان معزول، في الجزء الشرقي من المسجد الأقصى.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص 34 ـ 35؛ سورة مريم، الآية 17.</ref> وهناك ظهر لها الملاك الذي ورد ذكره في سورة آل عمران باسم الملاك،<ref>سورة آل عمران، الآية 45.</ref> وفي سورة مريم باسم الروح.<ref>سورة مريم، الآية 17.</ref> وقد ذكر المفسرون أنَّه جبرئيل.<ref>مغنية، تفسير الكاشف، ج2، ص63.</ref> وفي سورة مريم تم التأكيد على أن الملك تمثل لمريم في صورة إنسان.<ref>سورة مريم، الآية 17.</ref> وبحسب المفسرين فإن هذا الحدث كان سبباً في خوف مريم.<ref>الزحيلي، تفسير الوسيط، ج2، ص1468.</ref> وذكر المفسرون كانت مريم تعوذ بالله من شر ذلك الشخص (الملاك).<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج4، ص424.</ref> وبحسب آيات سورة آل عمران ومريم وبعض تفاسير القرآن، فقد سمى الملاك نفسه بأنَّه رسول الله،<ref>سورة مريم، الآية 19.</ref> وجاء لكي يُبشر<ref>سورة آل عمران، الآية 45.</ref> مريم بميلاد المولود الجديد.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج2، ص498.</ref> ورد في سورة آل عمران أن اسم هذا المولود هو المسيح عيسى بن مريم، وأنَّه وجيها ومن المقربين إلى الله تعالى.<ref>سورة آل عمران، الآية 45.</ref> ورد في القرآن إنَّ مريم عند سماعها هذه البشرى، سألت الله تعالى أنَّه كيف يكون لها ولد ولم يمسسها بشر،<ref>سورة آل عمران، الآية 45 و47.</ref> ولم تكن بغية.<ref>سورة مريم، الآية 20.</ref> وبحسب ما ورد في آية سورة مريم، ذكر الملاك أن ولادة ولد من دون أب هو أمر هيّن على الله تعالى.<ref>سورة مريم، الآية 21.</ref>
بحسب [[الآيات القرآنية]]، فإنَّ مريم كانت قد اعتزلت الناس [[العبادة|للعبادة]] في مكان معزول، في الجزء الشرقي من [[المسجد الأقصى]].<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص 34 ـ 35؛ سورة مريم، الآية 17.</ref> وهناك ظهر لها [[الملائكة|الملاك]] الذي ورد ذكره في [[سورة آل عمران]] باسم الملاك،<ref>سورة آل عمران، الآية 45.</ref> وفي [[سورة مريم]] باسم الروح.<ref>سورة مريم، الآية 17.</ref> وقد ذكر [[المفسرون]] أنَّه [[جبرئيل]].<ref>مغنية، تفسير الكاشف، ج2، ص63.</ref> وفي سورة مريم تم التأكيد على أن الملك تمثل لمريم في صورة إنسان.<ref>سورة مريم، الآية 17.</ref> وبحسب المفسرين فإن هذا الحدث كان سبباً في خوف مريم،<ref>الزحيلي، تفسير الوسيط، ج2، ص1468.</ref> وأنها كانت تعوذ بالله تعالى من شر ذلك الشخص (الملاك).<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج4، ص424.</ref> وبحسب آيات سورة آل عمران ومريم وبعض تفاسير القرآن، فقد سمى الملاك نفسه بأنَّه رسول الله،<ref>سورة مريم، الآية 19.</ref> وجاء لكي يُبشر<ref>سورة آل عمران، الآية 45.</ref> مريم بميلاد المولود الجديد.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج2، ص498.</ref> ورد في سورة آل عمران أن اسم هذا المولود هو المسيح [[عيسى بن مريم]]{{اختصار/ع}}، وأنَّه وجيها ومن المقربين إلى الله تعالى.<ref>سورة آل عمران، الآية 45.</ref> ورد في القرآن إنَّ مريم عند سماعها هذه البشرى، سألت الله تعالى أنَّه كيف يكون لها ولد ولم يمسسها بشر،<ref>سورة آل عمران، الآية 45 و47.</ref> ولم تكن بغية.<ref>سورة مريم، الآية 20.</ref> وبحسب ما ورد في آية سورة مريم، ذكر الملاك أن ولادة ولد من دون أب هو أمر هيّن على الله تعالى.<ref>سورة مريم، الآية 21.</ref>


وبحسب مكارم الشيرازي، فإنَّ القرآن لم يذكر شيئا عن مدة حمل السيدة مريم.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وقد اختلف المفسرون في هذه المدة:<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج5، ص196.</ref> من بضع ساعات،<ref>الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج3، ص277.</ref>  إلى 9 أشهر.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وقد اختلفت الروايات أيضًا في مدة الحمل.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وذكر ابن كثير مفسر أهل السنة أن القول المشهور هو 9 أشهر.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج5، ص196.</ref>
وذكر [[مكارم الشيرازي]]، إنَّ القرآن لم يذكر شيئا عن مدة حمل السيدة مريم.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وقد اختلف المفسرون في هذه المدة:<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج5، ص196.</ref> من بضع ساعات،<ref>الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج3، ص277.</ref>  إلى 9 أشهر.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وقد اختلفت [[الروايات]] أيضًا في مدة الحمل.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص428.</ref> وذكر ابن كثير مفسر [[أهل السنة]] أن القول المشهور هو 9 أشهر.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج5، ص196.</ref>
===كيفية الحمل===
===كيفية الحمل===
وبحسب مكارم الشيرازي، فإنَّ القرآن لم يتحدث وبشكل صريح عن كيفية نشوء وتكوّن هذا المولود وذكر عبارة «فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا» فقط.<ref>سورة الأنبياء، الآية 91؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> جاء في تفاسير الشيعة أن الحمل حصل عن طريق نفخ الملك فيها.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص789.</ref> وقد نقل مكارم الشيرازي أنَّ هناك آراء مختلفة حول كيفية الحمل،<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> ذكر بعض المفسرين أن حمل مريم كان نتيجة نفخ جبرئل في جيبها.<ref>مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان، ج4، ص380.</ref> وذكر إن هذا التعبير كنائي، وهو ثوب الرحم.<ref>الطوسي، التبيان، ج10، ص54.</ref> وقد ضعف هذا القول الشيخ الطوسي (توفي: 460هـ) أحد مفسري الشيعة.<ref>الطوسي، التبيان، ج7، ص276.</ref> وذكر العلامة الطباطبائي أن معنى النفخ فيها من الروح كناية عن عدم استناد ولادة عيسى إلى العادة الجارية ـ خلافاً لغيره من البشرـ حيث لم يطوي المراحل الطبيعية للحمل، فمثله مثل آدم كانت ولادته نتيجة إرادة الله المطلقة.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص316.</ref> ويرى محمد جواد مغنية (توفي: 1400هـ) المفسر الشيعي، أن حمل مريم وولادة عيسى من الأمور التي لا يمكن معرفتها تمامًا ولا يعلمها بشكل كامل إلا الله تعالى.<ref>مغنية، الكاشف، ج2، ص10.</ref>
وبحسب مكارم الشيرازي، فإنَّ القرآن لم يتحدث وبشكل صريح عن كيفية نشوء وتكوّن هذا المولود وذكر عبارة «فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا» فقط.<ref>سورة الأنبياء، الآية 91؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> جاء في تفاسير الشيعة أن الحمل حصل عن طريق نفخ الملك فيها.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص789.</ref> وقد نقل مكارم الشيرازي أنَّ هناك آراء مختلفة حول كيفية الحمل،<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص427.</ref> ذكر بعض المفسرين أن حمل مريم كان نتيجة نفخ جبرئل في جيبها.<ref>مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان، ج4، ص380.</ref> وذكر إن هذا التعبير كنائي، وهو ثوب الرحم.<ref>الطوسي، التبيان، ج10، ص54.</ref> وقد ضعف هذا القول الشيخ الطوسي (توفي: 460هـ) أحد مفسري الشيعة.<ref>الطوسي، التبيان، ج7، ص276.</ref> وذكر العلامة الطباطبائي أن معنى النفخ فيها من الروح كناية عن عدم استناد ولادة عيسى إلى العادة الجارية ـ خلافاً لغيره من البشرـ حيث لم يطوي المراحل الطبيعية للحمل، فمثله مثل آدم كانت ولادته نتيجة إرادة الله المطلقة.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج14، ص316.</ref> ويرى محمد جواد مغنية (توفي: 1400هـ) المفسر الشيعي، أن حمل مريم وولادة عيسى من الأمور التي لا يمكن معرفتها تمامًا ولا يعلمها بشكل كامل إلا الله تعالى.<ref>مغنية، الكاشف، ج2، ص10.</ref>
confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٨٧٦

تعديل