انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التقية»

أُضيف ٢٨٢ بايت ،  ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣
ط
سطر ١٤: سطر ١٤:


==التقية في المذهب الشيعي==
==التقية في المذهب الشيعي==
ذُكر إنَّ التقية إحدى المعتقدات العقائدية والفقهية عند الشيعة، وأحد أهم العوامل التي تمكن الشيعة من خلالها الحفاظ على مذهبهم ومعتقداتهم عبر التاريخ.<ref>سلطاني رناني، «امام صادق(ع) و مسأله تقیه»، ص29.</ref> وفقًا للمصادر التاريخية، كان مذهب التشيع يتعرض للكثير من الضغوطات وعلى طول التاريخ، وفي مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ لذلك، أدى إظهار عقائدهم بين المخالفين إلى تعرضهم للقتل والأضرار المالية؛ ولذلك اعتبر أئمة الشيعة أن التقية ضرورية للحفاظ على حياتهم وحياة الشيعة، وتمنع من تفكك المجتمع الشيعي واضمحلاله.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج11، ص43 ـ 47؛ السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص24 ـ 44؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص407 ـ 408.</ref>
ذُكر إنَّ التقية إحدى المعتقدات [[علم الكلام|العقائدية]] والفقهية عند [[الشيعة]]، وأحد أهم العوامل التي تمكن الشيعة من خلالها الحفاظ على مذهبهم ومعتقداتهم عبر التاريخ.<ref>سلطاني رناني، «امام صادق(ع) و مسأله تقیه»، ص29.</ref> وفقًا للمصادر التاريخية، كان مذهب التشيع يتعرض للكثير من الضغوطات وعلى طول التاريخ، وفي مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ لذلك، أدى إظهار عقائدهم بين المخالفين إلى تعرضهم للقتل والأضرار المالية؛ ولذلك اعتبر [[أئمة الشيعة]] إنَّ التقية ضرورية للحفاظ على حياتهم وحياة الشيعة، وتمنع من تفكك المجتمع الشيعي واضمحلاله.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج11، ص43 ـ 47؛ السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص24 ـ 44؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص407 ـ 408.</ref>


وقد وردت في بعض المصادر الروائية الشيعية روايات ذات تعابير مختلة حول التقية مثل «لا دين لمن لا تقيّة له»،<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص204 ـ 206.</ref> وهو ما يعبر عن أهمية التقية عند الأئمة المعصومين وأتباعهم.<ref>السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص76.</ref>
وقد وردت في بعض المصادر الروائية الشيعية روايات ذات تعابير مختلة حول التقية مثل «لا دين لمن لا تقيّة له»،<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص204 ـ 206.</ref> وهو ما يعبر عن أهمية التقية عند الأئمة المعصومين وأتباعهم.<ref>السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص76.</ref>


وذكر آية الله مكارم الشيرازي من مراجع التقليد عن الشيعة، إنَّ التقية لا تختص في المذهب الشيعي.<ref>مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص388.</ref> ويرى أن التقية ديدن كل اقلية يسيطر عليهم‌ الأكثرون ولا يسمحون لهم بإظهار عقائدهم أو العمل على وفقها، فيخافون على أنفسهم أو مالهم من مخالفيهم المتعصبين، فهم بدافع الفطرة يلجئون إلى التقية فيما كان حفظ النفس أو ما يتعلق بها أهم عندهم من إظهار الحق.<ref>مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص388.</ref>
وذكر [[آية الله مكارم الشيرازي]] من [[مراجع التقليد]] عن [[الشيعة]]، إنَّ التقية لا تختص بالمذهب الشيعي.<ref>مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص388.</ref> ويرى أن التقية ديدن كل اقلية يسيطر عليهم‌ الأكثرون ولا يسمحون لهم بإظهار عقائدهم أو العمل على وفقها، فيخافون على أنفسهم أو مالهم من مخالفيهم المتعصبين، فهم بدافع [[الفطرة]] يلجئون إلى التقية فيما كان حفظ النفس أو ما يتعلق بها أهم عندهم من إظهار الحق.<ref>مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص388.</ref>


وفي بعض الروايات التي وردت عن أئمة الشيعة، نسبة فعل التقية لبعض الأنبياء الإلهيين قبل نبي الإسلام مثل النبي شيث،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص419.</ref> وإبراهيم،<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص208.</ref> ويوسف،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج11، ص238.</ref> وأيضاً أصحاب الكهف.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص429 وج14، ص425 ـ 426.</ref>
وفي بعض الروايات التي وردت عن [[أئمة الشيعة]]، نسبة فعل التقية لبعض [[الأنبياء|الأنبياء الإلهيين]] قبل [[نبي الإسلام]]{{اختصار/ص}} مثل [[النبي شيث]]{{اختصار/ع}}،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص419.</ref> و<nowiki/>[[النبي إبراهيم|إبراهيم]]{{اختصار/ع}}،<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص208.</ref> و[[النبي يوسف|يوسف]]{{اختصار/ع}}،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج11، ص238.</ref> وأيضاً [[أصحاب الكهف]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص429 وج14، ص425 ـ 426.</ref>
 
اعتبر [[الشهيد الأول]]، أحد فقهاء الشيعة في القرن الثامن [[الهجري]]، إنَّ أحاديث الأئمة المعصومين{{اختصار/عليهم}} مليئة بألفاظ التقية، وعدّ التقية من أهم عوامل اختلاف [[الأحاديث]].<ref>الشهيد الأول، القواعد والفوائد، ج2، ص157.</ref> ولذلك يُقال إنَّ فهم موارد التقية في الروايات يلعب دورا كبيرا في استخراج الأحكام و<nowiki/>[[الأحكام الشرعية|المسائل الشرعية]] بشكل أدق.<ref>طاهری اصفهانی، المحاضرات (تقریرات اصول آیت‌الله سیدمحمد محقق داماد)، 1382ش، ج2، ص119.</ref>


اعتبر الشهيد الأول، أحد فقهاء الشيعة في القرن الثامن الهجري، أنَّ أحاديث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مليئة بألفاظ التقية، وعدّ التقية من أهم عوامل اختلاف الأحاديث.<ref>الشهيد الأول، القواعد والفوائد، ج2، ص157.</ref> ولذلك يُقال إنَّ فهم موارد التقية في الروايات يلعب دورا كبيرا في استخراج الأحكام والمسائل الشرعية بشكل أدق.<ref>طاهری اصفهانی، المحاضرات (تقریرات اصول آیت‌الله سیدمحمد محقق داماد)، 1382ش، ج2، ص119.</ref>
==أقسام التقية==
==أقسام التقية==
وتنقسم التقية من حيث السبب والأهداف إلى قسمين:<ref>مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص410.</ref>
وتنقسم التقية من حيث السبب والأهداف إلى قسمين:<ref>مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص410.</ref>
confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٣٩٦

تعديل