confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٣٩٦
تعديل
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التقية»
ط
←المكانة
طلا ملخص تعديل |
ط (←المكانة) |
||
| سطر ٩: | سطر ٩: | ||
التقية، هي كتمان الحق وإخفاء الاعتقاد به أمام المخالفين، لدفع ضرر ديني أو دنيوي.<ref>المفيد، تصحيح اعتقادات الإمامية، ص، 137.</ref> بمعنى آخر، هي حماية النفس أو الآخرين من ضرر وأذى شخص آخر، من خلال التوافق معه في قول أو فعل.<ref>الأنصاري، رسائل فقهية، 1414هـ، ص71.</ref> التقية في اللغة مشتقة من كلمة «وَقَي» وهي بمعنى الاختفاء والحفظ والابتعاد من أجل البقاء في أمان من الضرر.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص401 - 402.</ref> | التقية، هي كتمان الحق وإخفاء الاعتقاد به أمام المخالفين، لدفع ضرر ديني أو دنيوي.<ref>المفيد، تصحيح اعتقادات الإمامية، ص، 137.</ref> بمعنى آخر، هي حماية النفس أو الآخرين من ضرر وأذى شخص آخر، من خلال التوافق معه في قول أو فعل.<ref>الأنصاري، رسائل فقهية، 1414هـ، ص71.</ref> التقية في اللغة مشتقة من كلمة «وَقَي» وهي بمعنى الاختفاء والحفظ والابتعاد من أجل البقاء في أمان من الضرر.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص401 - 402.</ref> | ||
==المكانة== | ==المكانة== | ||
التقية من المسائل التي بُحثت في علم | التقية من المسائل التي بُحثت في [[الفقه الإسلامي|علم الفقه]]، وقد تم ذكرها في جملة من [[الأبواب الفقهية]] ك[[الطهارة]]، و<nowiki/>[[الصلاة]]، و<nowiki/>[[الصيام]]، و<nowiki/>[[الحج]]، و<nowiki/>[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]].<ref>دایرة المعارف فقه فارسی، فرهنگ فقه فارسی، 1387ش، ج2، ص585.</ref> وردت في الكتب التي ترتبط بالقواعد الفقهية بعنوان قاعدة، وقد ألف فيها بعض [[الفقهاء]] رسائل مستقلة.<ref> البجنوردي، القواعد الفقهية، 1377ش، ج5، ص49؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص386؛ الصدر، ما وراء الفقه، 1406هـ، ج1، ص108.</ref> | ||
وعلى الرغم من أن كلمة التقية لم ترد في القرآن؛ إلا أن علماء المسلمين يعتقدون أن بعض الآيات<ref>سورة النحل، الآية 106؛ سورة غافر، الآية 28.</ref> تُشير إلى مضمونها ويستدلون بها لإثبات مشروعية التقية.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1415هـ، ج6، ص203؛ الطباطبائي، الميزان، ج3، ص153.</ref> وفي المصادر الروائية الشيعة روايات كثيرة حول التقية عن الأئمة المعصومين.<ref>الكافي، الكليني، 1430هـ، ج3، ص548 ـ 560؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص203 ـ 254.</ref> حيث خصص الكليني المحدث الشيعي (توفى: 329هـ) في كتاب الكافي باب بعنوان «باب التقية» لأحاديث التقية وذكر فيه 23 حديث.<ref>الكافي، الكليني، 1430هـ، ج3، ص548 ـ 560.</ref> وقد جمع الحر العاملي أيضًا في وسائل الشيعة 146 رواية تتعلق بمختلف أحكام التقية في اثني عشر باباً<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص203 ـ 254.</ref> كما ورد في بعض المصادر الروائية عند أهل السنة أحاديث متفرقة في التقية.<ref>البخاري، صحيح البخاري، 1422هـ، ج9، ص19؛ الهيثمي، كشف الأستار، 1399هـ، ج4، ص113؛ الطبري، المعجم الكبير، 1415هـ، ج20، ص94؛ حبيب العميدي، واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية، ص72 ـ 77.</ref> | وعلى الرغم من أن كلمة التقية لم ترد في القرآن؛ إلا أن علماء المسلمين يعتقدون أن بعض الآيات<ref>سورة النحل، الآية 106؛ سورة غافر، الآية 28.</ref> تُشير إلى مضمونها ويستدلون بها لإثبات مشروعية التقية.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1415هـ، ج6، ص203؛ الطباطبائي، الميزان، ج3، ص153.</ref> وفي المصادر الروائية الشيعة روايات كثيرة حول التقية عن الأئمة المعصومين.<ref>الكافي، الكليني، 1430هـ، ج3، ص548 ـ 560؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص203 ـ 254.</ref> حيث خصص الكليني المحدث الشيعي (توفى: 329هـ) في كتاب الكافي باب بعنوان «باب التقية» لأحاديث التقية وذكر فيه 23 حديث.<ref>الكافي، الكليني، 1430هـ، ج3، ص548 ـ 560.</ref> وقد جمع الحر العاملي أيضًا في وسائل الشيعة 146 رواية تتعلق بمختلف أحكام التقية في اثني عشر باباً<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1413هـ، ج16، ص203 ـ 254.</ref> كما ورد في بعض المصادر الروائية عند أهل السنة أحاديث متفرقة في التقية.<ref>البخاري، صحيح البخاري، 1422هـ، ج9، ص19؛ الهيثمي، كشف الأستار، 1399هـ، ج4، ص113؛ الطبري، المعجم الكبير، 1415هـ، ج20، ص94؛ حبيب العميدي، واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية، ص72 ـ 77.</ref> | ||
==التقية في المذهب الشيعي== | ==التقية في المذهب الشيعي== | ||
ذُكر إنَّ التقية إحدى المعتقدات العقائدية والفقهية عند الشيعة، وأحد أهم العوامل التي تمكن الشيعة من خلالها الحفاظ على مذهبهم ومعتقداتهم عبر التاريخ.<ref>سلطاني رناني، «امام صادق(ع) و مسأله تقیه»، ص29.</ref> وفقًا للمصادر التاريخية، كان مذهب التشيع يتعرض للكثير من الضغوطات وعلى طول التاريخ، وفي مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ لذلك، أدى إظهار عقائدهم بين المخالفين إلى تعرضهم للقتل والأضرار المالية؛ ولذلك اعتبر أئمة الشيعة أن التقية ضرورية للحفاظ على حياتهم وحياة الشيعة، وتمنع من تفكك المجتمع الشيعي واضمحلاله.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج11، ص43 ـ 47؛ السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص24 ـ 44؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص407 ـ 408.</ref> | ذُكر إنَّ التقية إحدى المعتقدات العقائدية والفقهية عند الشيعة، وأحد أهم العوامل التي تمكن الشيعة من خلالها الحفاظ على مذهبهم ومعتقداتهم عبر التاريخ.<ref>سلطاني رناني، «امام صادق(ع) و مسأله تقیه»، ص29.</ref> وفقًا للمصادر التاريخية، كان مذهب التشيع يتعرض للكثير من الضغوطات وعلى طول التاريخ، وفي مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ لذلك، أدى إظهار عقائدهم بين المخالفين إلى تعرضهم للقتل والأضرار المالية؛ ولذلك اعتبر أئمة الشيعة أن التقية ضرورية للحفاظ على حياتهم وحياة الشيعة، وتمنع من تفكك المجتمع الشيعي واضمحلاله.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج11، ص43 ـ 47؛ السبحاني، التقيّة مفهومها، حدّها، دليلها، 1430هـ، ص24 ـ 44؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، 1416هـ، ج1، ص407 ـ 408.</ref> | ||