انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «اللواط»

أُضيف ١٣٧ بايت ،  ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ٩: سطر ٩:


==اللّواط ذنب أكبر من الزنا==
==اللّواط ذنب أكبر من الزنا==
يعتبر اللواط من أعظم [[الذنوب الكبيرة]].<ref>العلامة الحلي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسو آل ‌البیت(ع)، ج2، ص224.</ref> وفي الحديث عن [[الإمام الصادق]] أن [[حرمة]] اللواط أعظم من حرمة [[الزنا]]. <ref>الکليني، الکافي، 1407ق، ج5 ؛ ص543.</ref> ووفقاً لحديث [[النبي]] فإن مرتكب اللواط يأتي يوم القيامة جنباً لا ينقيه ماء الدنيا ويغضب الله عليه و[[يلعنه]].<ref>الکلیني، الکافي، 1407ق، ج5 ؛ ص544.</ref>
يعتبر اللواط من أعظم [[الذنوب الكبيرة]].<ref>العلامة الحلي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسو آل ‌البیت(ع)، ج2، ص224.</ref> وفي الحديث عن [[الإمام الصادق]] أن [[حرمة]] اللواط أعظم من حرمة [[الزنا]]. <ref>الکليني، الکافي، 1407ق، ج5 ؛ ص543.</ref> ووفقاً لحديث [[النبي]] فإن مرتكب اللواط يأتي يوم القيامة جنباً لا ينقيه ماء الدنيا ويغضب الله عليه و[[اللعن|يلعنه]].<ref>الکلیني، الکافي، 1407ق، ج5 ؛ ص544.</ref>
في [[القرآن الكريم]] ذكر اللواط على أنه «مُنکَر» و«فاحشة»،<ref>سورة العنکبوت، الآیات 28 و 29؛ سورة الأعراف، الآیة 80.</ref>وقد وُبِّخَ [[قوم لوط]] مراراً وتكراراً لارتكابهم هذا الأمر، ويعزّى سبب عقابهم إلى هذا الذنب.<ref>فقیهي،التربية الجنسية، 1387ش، ص311.</ref> <ref>فیض الإسلام، ترجمة فارسي وتفسیر القرآن الکریم، 1378ش، ج2، ص443.</ref>
في [[القرآن الكريم]] ذكر اللواط على أنه «مُنکَر» و«فاحشة»،<ref>سورة العنکبوت، الآیات 28 و 29؛ سورة الأعراف، الآیة 80.</ref>وقد وُبِّخَ [[قوم لوط]] مراراً وتكراراً لارتكابهم هذا الأمر، ويعزّى سبب عقابهم إلى هذا الذنب.<ref>فقیهي،التربية الجنسية، 1387ش، ص311.</ref> <ref>فیض الإسلام، ترجمة فارسي وتفسیر القرآن الکریم، 1378ش، ج2، ص443.</ref>


==الحکم شرعي==
==الحکم شرعي==
يعتبر اللواط فعلاً [[محرماً]] وذنباً كبيراً،<ref>العلامة الحلي، تحریر الأحکام الشرعّیة، مؤسسة آل‌ البیت(ع)، ج2، ص224؛ السبزواري، مهذّب ‌الأحکام، 1413ق، ج27، ص303.</ref> وبالإضافة إلى [[الحد الشرعي]]، فإن له أحكاماً أخرى مثل التقييد على الزواج. .<ref>العلامة الحلي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسة آل ‌البیت(ع)، ج2، ص13؛ الخوئي، منهاج الصالحين، 1410ق، ج‌2، ص265.</ref>  
يعتبر اللواط فعلاً [[الحرام|محرماً]] و<nowiki/>[[الكبائر|ذنباً كبيراً]]،<ref>العلامة الحلي، تحریر الأحکام الشرعّیة، مؤسسة آل‌ البیت(ع)، ج2، ص224؛ السبزواري، مهذّب ‌الأحکام، 1413ق، ج27، ص303.</ref> وبالإضافة إلى [[الحد الشرعي]]، فإن له أحكاماً أخرى مثل التقييد على الزواج. .<ref>العلامة الحلي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسة آل ‌البیت(ع)، ج2، ص13؛ الخوئي، منهاج الصالحين، 1410ق، ج‌2، ص265.</ref>  
=== العقوبة ===
=== العقوبة ===
وفقا ل[[فتوى]] الفقهاء ، فإن عقوبة اللوئط والملوط به هي [[الإعدام]] إذا كانا [[بالغين]]، <ref>للمثال أنظر: المحقق الحلّي، شرائع الإسلام، 1408ق، ج4، ص147؛ العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسة آل ‌البیت(ع)، ج2، ص224؛ الشهيد الثاني، مسالك ‌الأفهام، 1413ق، ج14، ص402؛ النجفي، جواهر الکلام، 1404ق، ج41، ص379-380؛ الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص469، م4.</ref> أما غير البالغ منهما فيإنه يؤدّب؛<ref>للمثال أنظر: العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشّرعیة، مؤسسة آل البیت(ع)، ج2، ص224؛ الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، 1413ق، ج14، ص403؛ الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص469، م4.</ref> والتأديب هو العقوبة التي يجريها الحاكم الشرعي على غير البالغ وتكون أقل من الحد الشرعي.<ref>الترحيني العاملي، الزبدة الفقهیة، 1427ق، ج9، ص305</ref>
وفقا ل[[فتوى]] الفقهاء ، فإن عقوبة اللوئط والملوط به هي [[الإعدام]] إذا كانا [[البلوغ|بالغين]]، <ref>للمثال أنظر: المحقق الحلّي، شرائع الإسلام، 1408ق، ج4، ص147؛ العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسة آل ‌البیت(ع)، ج2، ص224؛ الشهيد الثاني، مسالك ‌الأفهام، 1413ق، ج14، ص402؛ النجفي، جواهر الکلام، 1404ق، ج41، ص379-380؛ الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص469، م4.</ref> أما غير البالغ منهما فيإنه يؤدّب؛<ref>للمثال أنظر: العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشّرعیة، مؤسسة آل البیت(ع)، ج2، ص224؛ الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، 1413ق، ج14، ص403؛ الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص469، م4.</ref> والتأديب هو العقوبة التي يجريها الحاكم الشرعي على غير البالغ وتكون أقل من الحد الشرعي.<ref>الترحيني العاملي، الزبدة الفقهیة، 1427ق، ج9، ص305</ref>
طبعاً بعض الفقهاء مثل [[السيد أبو القاسم الخوئي]] لديهم رأي غير مشهور، بحيث أنهم يحكمون بالإعدام على الملوط به، بينما يحكمون بعقوبة الإعدام على اللّائط فيما لو كان [[محصناً]]، بمعنى أن له زوجة وقادر على نكاحها، أما إن لم يكن محصناً فعقوبته 100 جلدة،<ref>خویی، تکملة المنهاج، 1410ق، ج2، ص38-39.</ref><br> كذلك وفقا لبعض الفقهاء، إذا لم يكن هناك إدخال للآلة في الدبر أثناء هذا اللّواط، فإن [[حدّه]] 100 جلدة،<ref>للمثال أنظر: محقق الحلّي، شرائع الإسلام، 1408ق، ج4، ص147؛ العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسة آل البیت(ع)، ج2، ص224.</ref> وعلى أي حال، إذا [[تاب]] مرتكب اللّواط قبل إثبات جريمته فإن الحكم يسقط عنه. <ref>الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص470، م8.</ref>
طبعاً بعض الفقهاء مثل [[السيد أبو القاسم الخوئي]] لديهم رأي غير مشهور، بحيث أنهم يحكمون بالإعدام على الملوط به، بينما يحكمون بعقوبة الإعدام على اللّائط فيما لو كان [[محصناً]]، بمعنى أن له زوجة وقادر على نكاحها، أما إن لم يكن محصناً فعقوبته 100 جلدة،<ref>خویی، تکملة المنهاج، 1410ق، ج2، ص38-39.</ref><br> كذلك وفقا لبعض الفقهاء، إذا لم يكن هناك إدخال للآلة في الدبر أثناء هذا اللّواط، فإن [[حدّه]] 100 جلدة،<ref>للمثال أنظر: محقق الحلّي، شرائع الإسلام، 1408ق، ج4، ص147؛ العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشرعیة، مؤسسة آل البیت(ع)، ج2، ص224.</ref> وعلى أي حال، إذا [[التوبة|تاب]] مرتكب اللّواط قبل إثبات جريمته فإن الحكم يسقط عنه. <ref>الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص470، م8.</ref>
=== طريقة  عقوبة الإعدام ===
=== طريقة  عقوبة الإعدام ===
ذكرت في [[الروايات]]<ref>الکيني، الکافي، 1407ق، ج7، ص200.</ref> والمصادر الفقهية<ref>المحقق الحلّي، شرائع الإسلام، 1408ق، ج4، ص147؛ العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشرعیّة، مؤسسة آل البیت(ع)، ج2، ص224.</ref> طرق لإعدام مرتكب اللواط، مثل: ضرب العنق والإحراق والرمي من شاهق و[[الرجم]] وهدم الجدار على المذنب، وبناءً على مصلحة المجتمع الإسلامي، يأمر [[الحاكم الشرعي]] بتنفيذ أحد هذه الطرق.<ref>الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص470، م5.</ref> ومع ذلك، ففي بعض الموارد إذا تسبب تنفيذ بعض الحدود إلى ضعف أو ضرب لأصل الدين، فإن الحاكم الإسلامي لديه السلطة لإيقاف تنفيذ الحدود مؤقتاً من أجل حفظ المصالح الأهم للإسلام،<ref> الإمام الخميني، صحیفة الإمام، 1389ش، ج20، ص452.</ref> أو يأمر بتنفيذ بعض الأساليب والأشكال الأخرى لإجراء الحد مثل الشنق أو الرصاص. <ref>مکارم الشيرازي، ناصر، الإستفتاءات الجدید، 1427ق، ج3، ص369، س948.</ref>
ذكرت في [[الروايات]]<ref>الکيني، الکافي، 1407ق، ج7، ص200.</ref> والمصادر الفقهية<ref>المحقق الحلّي، شرائع الإسلام، 1408ق، ج4، ص147؛ العلامة الحلّي، تحریر الأحکام الشرعیّة، مؤسسة آل البیت(ع)، ج2، ص224.</ref> طرق لإعدام مرتكب اللواط، مثل: ضرب العنق والإحراق والرمي من شاهق و[[الرجم]] وهدم الجدار على المذنب، وبناءً على مصلحة المجتمع الإسلامي، يأمر [[الحاكم الشرعي]] بتنفيذ أحد هذه الطرق.<ref>الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، مؤسسة دار العلم، ج2، ص470، م5.</ref> ومع ذلك، ففي بعض الموارد إذا تسبب تنفيذ بعض الحدود إلى ضعف أو ضرب لأصل الدين، فإن الحاكم الإسلامي لديه السلطة لإيقاف تنفيذ الحدود مؤقتاً من أجل حفظ المصالح الأهم للإسلام،<ref> الإمام الخميني، صحیفة الإمام، 1389ش، ج20، ص452.</ref> أو يأمر بتنفيذ بعض الأساليب والأشكال الأخرى لإجراء الحد مثل الشنق أو الرصاص. <ref>مکارم الشيرازي، ناصر، الإستفتاءات الجدید، 1427ق، ج3، ص369، س948.</ref>
=== التقييد في الزواج ===
=== التقييد في الزواج ===
تقييد زواج مرتكب اللّواط ببعض النساء هو من الآثار الشرعية للّواط. وفقاً لفتاوى [[مراجع التقليد]] فإنه يحرم على اللّائط الزواج من أم وأخت وبنت من لاط به<ref>الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424ق، ج2، ص473.</ref> [[حرمةً أبدية]]،<ref>الشبیري الزنجاني، کتاب النکاح، 1419ق، ج7، ص2109؛ فرهنگ فقه، 1426ق، ج2، ص365.</ref> وورد هذا الحكم في المادة 1056 من القانون المدني في [[الجمهورية الإسلامية في إيران]].<ref>الإمامي، سید حسن، الحقوق المدنية، انتشارات إسلامیة، ج4، ص328.</ref> ولكن يعتقد بعض الفقهاء بأن هذا الحكم مختص بما لو كان اللّائط [[بالغاً]]،<ref>امام خمینی، توضیح المسائل (محشّی)، 1424ق، ج2، ص473.</ref> وكذلك إذا ارتكب اللّواط بعد زواجه من أم أو أخت أو بنت الملوط به فإنها لا تحرم عليه ولا يبطل زواجهما. <ref>الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424ق، ج2، ص473.</ref>
تقييد زواج مرتكب اللّواط ببعض النساء هو من الآثار الشرعية للّواط. وفقاً لفتاوى [[مراجع التقليد]] فإنه يحرم على اللّائط الزواج من أم وأخت وبنت من لاط به<ref>الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424ق، ج2، ص473.</ref> [[الحرمة المؤبدة|حرمةً أبدية]]،<ref>الشبیري الزنجاني، کتاب النکاح، 1419ق، ج7، ص2109؛ فرهنگ فقه، 1426ق، ج2، ص365.</ref> وورد هذا الحكم في المادة 1056 من القانون المدني في [[الجمهورية الإسلامية في إيران]].<ref>الإمامي، سید حسن، الحقوق المدنية، انتشارات إسلامیة، ج4، ص328.</ref> ولكن يعتقد بعض الفقهاء بأن هذا الحكم مختص بما لو كان اللّائط [[البلوغ|بالغاً]]،<ref>امام خمینی، توضیح المسائل (محشّی)، 1424ق، ج2، ص473.</ref> وكذلك إذا ارتكب اللّواط بعد زواجه من أم أو أخت أو بنت الملوط به فإنها لا تحرم عليه ولا يبطل زواجهما. <ref>الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424ق، ج2، ص473.</ref>


==فلسفة التحریم==
==فلسفة التحریم==
ورد في حديث عن [[الإمام الرضا]] حول حكمة حرمة اللّواط بأن الله قد خلق النساء مناسبة لطبع الرجل وأن اللّواط سبب في إنقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا.<ref>ابن ‌بابویه، عیون أخبار الرضا(ع)، 1378ق، ج2، ص97؛ الصدوق، علل الشرائع، منشورات المكتبة الحيدرية، ج2، ص547</ref><br>
ورد في حديث عن [[الإمام الرضا]]{{اختصار/ع}} حول حكمة حرمة اللّواط بأن الله قد خلق النساء مناسبة لطبع الرجل وأن اللّواط سبب في إنقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا.<ref>ابن ‌بابویه، عیون أخبار الرضا(ع)، 1378ق، ج2، ص97؛ الصدوق، علل الشرائع، منشورات المكتبة الحيدرية، ج2، ص547</ref><br>
ذكر [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] في مقاسية اللّواط بالزنا أن القرآن عبر عن اللّواط بقوله: «تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ»<ref>سورة العنکبوت، الآیة 29.</ref><ref>الطباطبائي، المیزان، 1393ق، ج16، ص123.</ref> بينما عبّر عن الزنا بقوله: «سَاءَ سَبِيلًا»<ref>سورة الإسراء، الآیة 32؛‌ سورة النمل، الآیة 54.</ref> فتكون الآثار الوضعية للّواط أشد من آثار الزنا من وجهة نظر القرآن؛ لأنه موجب لتوقف النسل و[[الإنجاب]]. <ref>الطباطبائي، المیزان، منشورات إسماعیلیان، ج18، ص63، ج13، ص88.</ref>
ذكر [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] في مقاسية اللّواط بالزنا أن القرآن عبر عن اللّواط بقوله: «تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ»<ref>سورة العنکبوت، الآیة 29.</ref><ref>الطباطبائي، المیزان، 1393ق، ج16، ص123.</ref> بينما عبّر عن الزنا بقوله: «سَاءَ سَبِيلًا»<ref>سورة الإسراء، الآیة 32؛‌ سورة النمل، الآیة 54.</ref> فتكون الآثار الوضعية للّواط أشد من آثار الزنا من وجهة نظر القرآن؛ لأنه موجب لتوقف النسل و[[الإنجاب]]. <ref>الطباطبائي، المیزان، منشورات إسماعیلیان، ج18، ص63، ج13، ص88.</ref>


١١٬٩٧٨

تعديل