انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صفوان بن مهران الأسدي»

سطر ٨٣: سطر ٨٣:
كان لصفوان إبل كثيرة يعيش على إيجارها، ولذلك لقب بـ "الجمّال". وفي أحد الأيام ذهب إلى [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]] {{ع}} لخدمته. فقال له الإمام: كل شيء فيك حسن،  إلا شياً واحداً. فسأل: جعلت فداك ما هو؟ فقال الإمام: إنك تؤجّر جِمالك لهذا الرجل (وهو هارون الخليفة آنذاك). فقال صفوان: إني لا أفعل هذا طمعاً؛ ولأنه ذاهب إلى [[الحج]] فإني أستأجر له جمالي.، كما أني لا أخدمه ولا أرافقه، بل أرسل غلامي معه. فقال الإمام: ألا تأخذ منه الأجرة؟ فقال: نعم. فقال الإمام: أتحب أن يبقى الرجل حتى يبلغك أجرك؟ فقال صفوان: نعم. فقال الإمام: من أحب بقائهم فهو منهم، ومن كان منهم فإن مأواه النار.
كان لصفوان إبل كثيرة يعيش على إيجارها، ولذلك لقب بـ "الجمّال". وفي أحد الأيام ذهب إلى [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]] {{ع}} لخدمته. فقال له الإمام: كل شيء فيك حسن،  إلا شياً واحداً. فسأل: جعلت فداك ما هو؟ فقال الإمام: إنك تؤجّر جِمالك لهذا الرجل (وهو هارون الخليفة آنذاك). فقال صفوان: إني لا أفعل هذا طمعاً؛ ولأنه ذاهب إلى [[الحج]] فإني أستأجر له جمالي.، كما أني لا أخدمه ولا أرافقه، بل أرسل غلامي معه. فقال الإمام: ألا تأخذ منه الأجرة؟ فقال: نعم. فقال الإمام: أتحب أن يبقى الرجل حتى يبلغك أجرك؟ فقال صفوان: نعم. فقال الإمام: من أحب بقائهم فهو منهم، ومن كان منهم فإن مأواه النار.
وبعد هذا الحديث مع الإمام الكاظم {{ع}} باع صفوان الجمال، جميع جِماله فجأةً.<ref>https://lms.motahari.ir/book-page/69/داستان%20راستان،%20ج%202?page=38</ref> فلما بلغ هذا الخبر هارون سأله وقال له: بلغني أنك بعت جِمالك، لماذا فعلت هذا؟ قال: لأني قد كبرت وضعفت وعبيدي لا يستطيعون القيام بهذا العمل. فقال هارون: لا أبداً ! وأنا أعلم أنك بعت جِمالك بناء على اقتراح موسى بن جعفر {{ع}}، فلو لم يكن لك حق في مصاحبتي لقتلتك.<ref>الطوسي، معرفة اختیار معرفة الرجال (رجال الکشي)، ج 2، ص 740.</ref>
وبعد هذا الحديث مع الإمام الكاظم {{ع}} باع صفوان الجمال، جميع جِماله فجأةً.<ref>https://lms.motahari.ir/book-page/69/داستان%20راستان،%20ج%202?page=38</ref> فلما بلغ هذا الخبر هارون سأله وقال له: بلغني أنك بعت جِمالك، لماذا فعلت هذا؟ قال: لأني قد كبرت وضعفت وعبيدي لا يستطيعون القيام بهذا العمل. فقال هارون: لا أبداً ! وأنا أعلم أنك بعت جِمالك بناء على اقتراح موسى بن جعفر {{ع}}، فلو لم يكن لك حق في مصاحبتي لقتلتك.<ref>الطوسي، معرفة اختیار معرفة الرجال (رجال الکشي)، ج 2، ص 740.</ref>
==طاعته للإمام (عليه السلام) ==
روى الكشي عنه قال: دخلت على [[الإمام الكاظم|أبي الحسن الأوّل]] {{عليه السلام}} فقال لي: «'''يا صفوان، كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً'''» .
قلت: جعلت فداك أيّ شيء؟
قال: «'''إكراؤك جمالك من هذا الرجل''' ـ يعني هارون ـ ».
قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا لصيد ولا للهو، ولكنّي أكريه لهذا الطريق، يعني طريق مكّة، ولا أتولّاه بنفسي ولكن أنصب غلماني.
فقال لي: «'''يا صفوان أيقع كراؤك عليهم'''؟» .
قلت: نعم جعلت فداك .
قال: فقال لي: «'''أتحبّ بقائهم حتّى يخرج كراؤك'''؟» .
قلت: نعم .
قال: «'''فمَن أحبّ بقائهم فهو منهم، ومَن كان منهم كان ورد النار'''» .
قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى [[هارون الرشيد|هارون]]، فدعاني فقال لي: يا صفوان، بلغني أنّك بعت جمالك؟
قلت: نعم .
فقال: لِم؟
قلت: أنا شيخ كبير وأنّ الغلمان لا يفون بالأعمال.
فقال: هيهات هيهات إنّي لأعلم مَن أشار عليك بهذا، [[الإمام الكاظم|موسى بن جعفر]] .
قلت: مالي و[[الإمام الكاظم|لموسى بن جعفر]] .
فقال: دع هذا عنك، فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك <ref>الكشي، رجال الكشّي ج 2 ص 740 ح 828 .</ref>.


==الهوامش==
==الهوامش==
confirmed، movedable
١٬٤٩٧

تعديل