الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لقمان الحكيم»
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''لُقْمان الحكيم''' هو من الشخصيات [[القرآن الكريم|القرآنية]]، حيث سمّيت [[سورة]] من [[القرآن]] باسمه. عاش لقمان الحكيم في عهد [[النبي داوود (ع)]]، كما أنه اشتهر بحِكَمه ومواعظه وقصصه الأخلاقية، ومن أشهر وصاياه الاجتناب عن [[الشرك]] بالله، و<nowiki/>[[التواضع]] للناس، والقصد في المشي، والغضّ من الصوت، و<nowiki/>[[الصبر]] على المصيبة. | '''لُقْمان الحكيم'''، هو من الشخصيات [[القرآن الكريم|القرآنية]]، حيث سمّيت [[سورة]] من [[القرآن]] باسمه. عاش لقمان الحكيم في عهد [[النبي داوود (ع)]]، كما أنه اشتهر بحِكَمه ومواعظه وقصصه الأخلاقية، ومن أشهر وصاياه الاجتناب عن [[الشرك]] بالله، و<nowiki/>[[التواضع]] للناس، والقصد في المشي، والغضّ من الصوت، و<nowiki/>[[الصبر]] على المصيبة. | ||
ذهب بعض المؤرخين، وبسبب وجود أوجه التشابه، إلى تطبيق لقمان على بعض الشخصيات التاريخية، إلا | ذهب بعض المؤرخين، وبسبب وجود أوجه التشابه، إلى تطبيق لقمان على بعض الشخصيات التاريخية، إلا أنه ورد التصريح في الروايات بعدم كونه [[النبوة|نبيّاً]]. | ||
==الشخصية== | ==الشخصية== | ||
لقد اعتبر المؤرخون لقمان من الشخصيات المعروفة بالعلم و<nowiki/>[[علم الأخلاق|الأخلاق]]،<ref>زرين كوب، «لقمان حكيم»، ص245؛ موحدي، «بررسي شخصيت تاريخي لقمان حكيم»، ص115</ref> لكن زعم البعض وبسبب وجود أوجه التشابه، | لقد اعتبر المؤرخون لقمان من الشخصيات المعروفة بالعلم و<nowiki/>[[علم الأخلاق|الأخلاق]]،<ref>زرين كوب، «لقمان حكيم»، ص245؛ موحدي، «بررسي شخصيت تاريخي لقمان حكيم»، ص115</ref> لكن زعم البعض وبسبب وجود أوجه التشابه، أنه أحد الشخصيات التاريخية أو الأسطورية، كلقمان بن عاد، أو أزوب، أو [[بلعم باعوراء]]، أو أحقيار<ref>موحدي، «بررسي شخصيت تاريخي لقمان حكيم»، ص117-142.</ref> ولقمان المعمر.<ref>زرين كوب، «لقمان حكيم»، ص245.</ref> | ||
يرى المفكّر الإسلامي [[مرتضى مطهري]] أنّ [[القرآن]] عندما يريد أن يقدّم شخصية كأسوة للناس لا يعتمد على شخصيته الدنيوية، بل يهمّه الشخصية الأخلاقية والإنسانية، ومن هنا يذكر عبداً أسود اسمه لقمان، والذي لم يكن من الملوك، ولا من [[الفلسفة|الفلاسفة]]، ولا من الأثرياء، بل كان عبداً ذو بصيرة، فيصفه القرآن بالحكيم.<ref>[https://lms.motahari.ir/book-page/47/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D9%87%20%D9%88%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%E2%80%8F?page=74 مطهري، جامعه و تاريخ، ص74.]</ref> | يرى المفكّر الإسلامي [[مرتضى مطهري]] أنّ [[القرآن]] عندما يريد أن يقدّم شخصية كأسوة للناس لا يعتمد على شخصيته الدنيوية، بل يهمّه الشخصية الأخلاقية والإنسانية، ومن هنا يذكر عبداً أسود اسمه لقمان، والذي لم يكن من الملوك، ولا من [[الفلسفة|الفلاسفة]]، ولا من الأثرياء، بل كان عبداً ذو بصيرة، فيصفه القرآن بالحكيم.<ref>[https://lms.motahari.ir/book-page/47/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D9%87%20%D9%88%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%E2%80%8F?page=74 مطهري، جامعه و تاريخ، ص74.]</ref> | ||
اختلفوا في أصوله وقومه، فقال البعض كان من [[قوم عاد]]، ونسبه بعض آخر ل[[بني إسرائيل]].<ref>المسعودي، مروج الذهب، ص70.</ref> فيما ذهب آخرون إلى أنه كان عبداً حبشياً أو نوبياً عاش في عهد [[النبي داوود (ع)]].<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج2، ص123 - 124؛ السيوطي، الدر المنثور، ج5، ص160.</ref> وقد أعتقه مولاه بسبب علمه وحكمته.<ref>ابن قتيبه، المعارف، 1992م، ص55.</ref> | اختلفوا في أصوله وقومه، فقال البعض كان من [[قوم عاد]]، ونسبه بعض آخر ل[[بني إسرائيل]].<ref>المسعودي، مروج الذهب، ص70.</ref> فيما ذهب آخرون إلى أنه كان عبداً حبشياً أو نوبياً عاش في عهد [[النبي داوود (ع)]].<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج2، ص123 - 124؛ السيوطي، الدر المنثور، ج5، ص160.</ref> وقد أعتقه مولاه بسبب علمه وحكمته.<ref>ابن قتيبه، المعارف، 1992م، ص55.</ref> | ||
كان لقمان | كان لقمان مشهوراً بين العرب قبل [[الإسلام]]، وكان البعض منهم عنده صحيفة فيها حكمة لقمان.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص427.</ref> | ||
وعندما ظهر الإسلام قام سويد بن صامت بمقابلة [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{اختصار/ص}} بالاعتماد على كلمات من لقمان، مدعياً «لعلّ الذي معك مثل الذي | وعندما ظهر الإسلام قام سويد بن صامت بمقابلة [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{اختصار/ص}} بالاعتماد على كلمات من لقمان، مدعياً «لعلّ الذي معك مثل الذي معي».<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص427.</ref> | ||
{{جعبه نقل قول| عنوان =قيل [[الإمام الصادق(ع)|للإمام الصادق(ع)]]: ما كان في وصية لقمان؟| نقلقول = | {{جعبه نقل قول| عنوان =قيل [[الإمام الصادق(ع)|للإمام الصادق(ع)]]: ما كان في وصية لقمان؟| نقلقول = | ||
سطر ١٦: | سطر ١٦: | ||
'''المصدر:''' الكليني، الكافي، ج2، ص67| تراز = چپ| عرض = 250px|رنگ حاشیه= #667788|حاشیه= 5px|اندازه خط = 15px|رنگ پسزمینه =#F4FFF4| گیومه نقلقول =| تراز منبع = چپ}} | '''المصدر:''' الكليني، الكافي، ج2، ص67| تراز = چپ| عرض = 250px|رنگ حاشیه= #667788|حاشیه= 5px|اندازه خط = 15px|رنگ پسزمینه =#F4FFF4| گیومه نقلقول =| تراز منبع = چپ}} | ||
وقد ورد في القرآن [[سورة لقمان|سورة باسمه]]، تحتوي على عشر من حكم ومواعظ لقمان لابنه.<ref>سورة لقمان، الآيات 12-19. </ref> كما وردت حكمه ومواعظه في الكثير من [[الروايات]] التي ذكرتها مصادر [[الشيعة]]<ref>الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص282؛ الشيخ المفيد، الأمالي، ص292؛ الفيض الكاشاني، الوافي، ص301؛ المجلسي، بحار الأنوار، ص201. </ref> وقد تطرقت بعض هذه الروايات إلى شخصية لقمان.<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص16؛ السيوطي، الدر المنثور، ج5، ص160-165.</ref> | وقد ورد في القرآن [[سورة لقمان|سورة باسمه]]، تحتوي على عشر من حكم ومواعظ لقمان لابنه.<ref>سورة لقمان، الآيات 12-19. </ref> كما وردت حكمه ومواعظه في الكثير من [[الروايات]] التي ذكرتها مصادر [[الشيعة]]<ref>الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص282؛ الشيخ المفيد، الأمالي، ص292؛ الفيض الكاشاني، الوافي، ص301؛ المجلسي، بحار الأنوار، ص201. </ref> وقد تطرقت بعض هذه الروايات إلى شخصية لقمان.<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص16؛ السيوطي، الدر المنثور، ج5، ص160-165.</ref> مشيراً إلى بعض أوصافه وخصائصه، مثل أنه كان كثير التفكر، عميق النظر، حسن اليقين، متورعا في [[الله تعالى]]، ساكتاً، مستكيناً، كما صرّحت بعض الروايات أنه لم يكن [[النبوة|نبيّاً]]، لكنه كان يؤازر [[النبي داود(ع)]].<ref> الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص494؛ الطباطبائي، الميزان، ج16، ص222.</ref> | ||
==الحِكَم والمواعظ== | ==الحِكَم والمواعظ== |