١٢٬٦٠٤
تعديل
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤: | سطر ٤: | ||
ذهب بعض المؤرخين، وبسبب وجود أوجه التشابه، إلى تطبيق لقمان على بعض الشخصيات التاريخية، إلا أنّه ورد التصريح في الروايات بعدم كونه [[النبوة|نبيّا]]. | ذهب بعض المؤرخين، وبسبب وجود أوجه التشابه، إلى تطبيق لقمان على بعض الشخصيات التاريخية، إلا أنّه ورد التصريح في الروايات بعدم كونه [[النبوة|نبيّا]]. | ||
== الشخصية == | == الشخصية == | ||
لقمان من الشخصيات المعروفة في العلم | لقمان من الشخصيات المعروفة في العلم والأخلاق، واعترف به المؤرخون،<ref>زرينكوب، «لقمان حكيم»، 1329ش، ص245؛ موحدي، «بررسي شخصيت تاريخي لقمان حكيم»، 1380ش، ص115</ref> لكن زعم البعض وبسبب وجود أوجه التشابه، تطبيقه على بعض الشخصيات التاريخية أو الأسطورية، كلقمان بن عاد، أو أزوب، أو [[بلعم باعوراء]]، أو أحقيار<ref>موحدي، «بررسي شخصيت تاريخي لقمان حكيم»، 1380ش، ص117-142.</ref> ولقمان المعمر.<ref>زرين كوب، «لقمان حكيم»، 1329ش، ص245.</ref> | ||
يرى المفكّر الإسلامي مرتضى مطهري أنّ القرآن عندما يريد أن يقدّم شخصية كأسوة للناس لا يعتمد على شخصيته الدنيوية، بل يهمّه الشخصية الأخلاقية والإنسانية، ومن هنا يذكر | يرى المفكّر الإسلامي [[مرتضى مطهري]] أنّ [[القرآن]] عندما يريد أن يقدّم شخصية كأسوة للناس لا يعتمد على شخصيته الدنيوية، بل يهمّه الشخصية الأخلاقية والإنسانية، ومن هنا يذكر عبداً أسود اسمه لقمان، والذي لم يكن من الملوك، ولا من الفلاسفة، ولا من الأثرياء، بل كان عبداً ذو بصيرة، فيصفه القرآن بالحكيم.<ref>https://lms.motahari.ir/book-page/47/جامعه%20و%20تاريخ?page=74؛ جامعه و تاريخ، ص84.</ref> | ||
اختلفوا في أصوله وقومه، فقال البعض كان من قوم | اختلفوا في أصوله وقومه، فقال البعض كان من [[قوم عاد]]، ونسبه بعض آخر ل[[بني إسرائيل]].<ref>مسعودي، مروج الذهب، 1409ق، ص70.</ref> فيما ذهب آخرون إلى أنه كان عبداً حبشياً أو نوبياً عاش في عهد [[النبي داوود (ع)]].<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، 1407ق، ج2، ص123 - 124؛ سيوطي، الدرالمنثور،1404ق، ج5، ص160.</ref> وقد أعتقه مولاه بسبب علمه وحكمته.<ref>ابن قتيبه، المعارف، 1992م، ص55.</ref> | ||
كان لقمان مشهورا بين العرب قبل | كان لقمان مشهورا بين العرب قبل [[الإسلام]]، وكان عند بعضهم صحيفة فيها حكمة لقمان.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص427.</ref> | ||
وعندما ظهر الإسلام قام سويد بن صامت بمقابلة النبي بالاعتماد على كلمات من لقمان، مدعياً «لعلّ الذي معك مثل الذي معي.»<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص427.</ref> | وعندما ظهر الإسلام قام سويد بن صامت بمقابلة [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{اختصار/ص}} بالاعتماد على كلمات من لقمان، مدعياً «لعلّ الذي معك مثل الذي معي.»<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص427.</ref> | ||
{{جعبه نقل قول| عنوان =قيل للإمام الصادق(ع): ما كان في وصية لقمان؟| نقلقول = | {{جعبه نقل قول| عنوان =قيل [[الإمام الصادق(ع)|للإمام الصادق(ع)]]: ما كان في وصية لقمان؟| نقلقول = | ||
قَالَ: «كَانَ فِيهَا الأعَاجِيبُ، وَكَانَ أعجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أنْ قَالَ لِابْنِهِ: خَفِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ، وَارْجُ اللهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ.<br> | قَالَ: «كَانَ فِيهَا الأعَاجِيبُ، وَكَانَ أعجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أنْ قَالَ لِابْنِهِ: خَفِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ، وَارْجُ اللهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ.<br> | ||
'''المصدر:''' الكليني، الكافي، ج2، ص67| تراز = چپ| عرض = 250px|رنگ حاشیه= #667788|حاشیه= 5px|اندازه خط = 15px|رنگ پسزمینه =#F4FFF4| گیومه نقلقول =| تراز منبع = چپ}} | '''المصدر:''' الكليني، الكافي، ج2، ص67| تراز = چپ| عرض = 250px|رنگ حاشیه= #667788|حاشیه= 5px|اندازه خط = 15px|رنگ پسزمینه =#F4FFF4| گیومه نقلقول =| تراز منبع = چپ}} | ||
وقد ورد في القرآن سورة | وقد ورد في القرآن [[سورة لقمان|سورة باسمه]]، تحتوي على عشر من حكم ومواعظ لقمان لابنه.<ref>سوره لقمان، آيات 12-19. </ref> كما وردت حكمه ومواعظه في الكثير من [[الروايات]] التي ذكرتها مصادر [[الشيعة]]<ref>صدووق، من لا يحضره الفقيه، 1413ق، ج2، ص282؛ شيخ مفيد، الامالي، 1413ق، ص292؛ فيض كاشاني، وافي، 1406ق، ص301؛ مجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ص201. </ref> وقد تطرقت بعض هذه الروايات إلى شخصية لقمان.<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج1، ص16؛ سيوطي، الدرالمنثور، 1404ق، ج5، ص160-165.</ref> مشيرا إلى بعض أوصافه وخصائصه، مثل أنّه كان كثير التفكر، عميق النظر، حسن اليقين، متورعا في الله، ساكتا، مستكينا، كما صرّحت بعض الروايات أنه لم يكن [[النبوة|نبيّا]]، لكنه كان يؤازر [[النبي داود(ع)]].<ref> طبرسي، مجمع البيان، ج8، ص494؛ طباطبايي، الميزان، 1390ق، ج16، ص222.</ref> | ||
== الحِكَم والمواعظ == | |||
اشتهر لقمان بحكمه ومواعظه الأخلاقية، وقد ورد في [[القرآن الكريم|القرآن]] و<nowiki/>[[الحديث|الروايات]] بعض كلماته لابنه. فمما ذكره القرآن من مواعظه عدم [[الشرك]] بالله، وإقامة [[الصلاة]]، و[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]]، و<nowiki/>[[الصبر]] على المصيبة، والتواضع للناس، والقصد في المشي، والغضّ من الصوت.<ref>سوره لقمان، آيات 12-19.</ref> | |||
ومن مواعظه التي ذكرت في الروايات: | ومن مواعظه التي ذكرت في الروايات: | ||
*إِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً نَفَعَكَ عِلْمُكَ، وَ إِنْ تَكُنْ جَاهِلًا عَلَّمُوكَ.<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج1، ص39.</ref> | *إِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً نَفَعَكَ عِلْمُكَ، وَ إِنْ تَكُنْ جَاهِلًا عَلَّمُوكَ.<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج1، ص39.</ref> | ||
*إِنْ كُنْتَ زَعَمْتَ أَنَّ الْكَلَامَ مِنْ فِضَّةٍ فَإِنَّ السُّكُوتَ مِنْ ذَهَبٍ.<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج2، ص114.</ref> | *إِنْ كُنْتَ زَعَمْتَ أَنَّ الْكَلَامَ مِنْ فِضَّةٍ فَإِنَّ السُّكُوتَ مِنْ ذَهَبٍ.<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج2، ص114.</ref> | ||
* | *اتخِذْ ألف صديق، وألفٌ قليلٌ، ولا تَتخذْ عَدواً واحداً، والواحدُ كثيرٌ.<ref>صدوق، الامالي، 1376ش، ص669.</ref> | ||
*إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَكْثِرِ اسْتِشَارَتَهُمْ فِي أَمْرِكَ وَ أَمْرِهِمْ، وَأَكْثِرِ التَّبَسُّمَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَكُنْ كَرِيماً عَلَى زَادِكَ بَيْنَهُمْ، فَإِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْهُمْ، وَإِذَا اسْتَعَانُوا بِكَ فَأَعِنْهُمْ.<ref>برقي، المحاسن، 1371ق، ج2، ص374.</ref> | *إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَكْثِرِ اسْتِشَارَتَهُمْ فِي أَمْرِكَ وَ أَمْرِهِمْ، وَأَكْثِرِ التَّبَسُّمَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَكُنْ كَرِيماً عَلَى زَادِكَ بَيْنَهُمْ، فَإِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْهُمْ، وَإِذَا اسْتَعَانُوا بِكَ فَأَعِنْهُمْ.<ref>برقي، المحاسن، 1371ق، ج2، ص374.</ref> | ||
وقد خصّص العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار | وقد خصّص [[العلامة المجلسي]] في كتابه [[بحار الأنوار]] فصلاً لقصص لقمان وحِكمه.<ref>مجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ج13، ص408.</ref> | ||
==ذات صلة== | ==ذات صلة== |
تعديل