انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خليفة الله»

ط
سطر ٢١: سطر ٢١:
يرى [[الشيخ الطوسي]] - الذي يعتقد أنّ مقام الخلافة الإلهية منحصر بالإنسان الكامل - أنّ [[العصمة]] والعلم الواسع ضروريان لنيل هذا المقام، ومثاله [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|رسول الإسلام]] الذي لا شك ولا ريب في كونه خليفة الله.<ref name=":0">جوادي الآملي، تفسیر تسنیم، ج3، ص28؛ الطوسي، تجریدالاعتقاد، 1375ش، ص184-187.</ref> ومن هنا اعتبر البعض أنّ خليفة الله نفسه هو الوحيد القادر على تشخيص من يملك الصلاحية لهذا المقام، ولا يستطيع الآخرون الحكم بشكل صحيح على امتلاك أحد ما لملكة [[العصمة]] والعلم الواسع فيعيّنوه خليفة لله.<ref>جوادي الآملي، تفسیر تسنیم،‌ ج3، ص109-110.</ref> وبناءً على ذلك؛ بما أن وجود خليفة الله الدائم والمستمر لازم وضروري من وجهة نظرهم؛ وجب على النبي محمد{{اختصار/ص}} أن يعيّن خليفة من بعده، وبحسب اعتقادات [[الشيعة]] فإنه قد عيّن من بعده [[أئمة أهل البيت|الأئمة الاثني عشر]] الذين كانوا يملكون العصمة والعلم الواسع خلفاء لله.<ref>جوادي الآملي، تفسیر تسنیم،‌ ج3، ص109-110.</ref>
يرى [[الشيخ الطوسي]] - الذي يعتقد أنّ مقام الخلافة الإلهية منحصر بالإنسان الكامل - أنّ [[العصمة]] والعلم الواسع ضروريان لنيل هذا المقام، ومثاله [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|رسول الإسلام]] الذي لا شك ولا ريب في كونه خليفة الله.<ref name=":0">جوادي الآملي، تفسیر تسنیم، ج3، ص28؛ الطوسي، تجریدالاعتقاد، 1375ش، ص184-187.</ref> ومن هنا اعتبر البعض أنّ خليفة الله نفسه هو الوحيد القادر على تشخيص من يملك الصلاحية لهذا المقام، ولا يستطيع الآخرون الحكم بشكل صحيح على امتلاك أحد ما لملكة [[العصمة]] والعلم الواسع فيعيّنوه خليفة لله.<ref>جوادي الآملي، تفسیر تسنیم،‌ ج3، ص109-110.</ref> وبناءً على ذلك؛ بما أن وجود خليفة الله الدائم والمستمر لازم وضروري من وجهة نظرهم؛ وجب على النبي محمد{{اختصار/ص}} أن يعيّن خليفة من بعده، وبحسب اعتقادات [[الشيعة]] فإنه قد عيّن من بعده [[أئمة أهل البيت|الأئمة الاثني عشر]] الذين كانوا يملكون العصمة والعلم الواسع خلفاء لله.<ref>جوادي الآملي، تفسیر تسنیم،‌ ج3، ص109-110.</ref>


== سرّ استخلاف الإنسان ==
==سرّ استخلاف الإنسان==
وفقاً لما جاء في الآيتين 30 و 31 من [[سورة البقرة]] نصّ كثيرون أنّ سبب تعيين الإنسان خليفةً لله هو علمه بالأسماء الإلهية، وهو ما لم تمتلك [[الملائكة]] القابلية والحيثية اللازمتين لاكتسابه.<ref>الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج1، ص116-117؛ شریف لاهیجي، تفسیر شریف لاهیجي، 1373ش، ج1، ص28-30؛ شبر، تفسیر القرآن الکریم، 1412هـ، ج1، ص46؛ مغنیة، تفسیر الکاشف، 1424هـ، ج1، ص116-117؛ المراغي، تفسیر المراغي، بیروت، ج1، ص82؛ فضل‌الله، من وحي القرآن، 1419هـ، ص229-232.</ref> فبحسب هذه الآيات لمّا تعجّبت الملائكة من خلق [[النبي آدم (ع)|آدم]] كخليفة لله قال [[الله]] سبحانه لهم: "'''إني أعلم ما لا تعلمون'''"<ref>سورة البقرة، الآیة 30.</ref>، وعندما عرض الله الأسماء على الإنسان؛ تلقّاها بشكل تكويني وحضوري، أما حين عُرضت على الملائكة كالإنسان لم تكن تمتلك القدرة على تلقّيها مثله، ولهذا السبب صار الإنسان خيراً من الملائكة ووصل لمقام خلافة الله وسجدت له الملائكة.<ref>الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج1، ص116-11.</ref> هذا ويعتقد [[الملا صدرا]] أنّ خلافة الإنسان عن الله سبحانه من الأمور المعقّدة التي لا يستطيع الإنسان إدراكها إلا أن يبيّنها له سبحانه.<ref>ملاصدرا، تفسیر القرآن الکریم، 1366ش، ج2،‌ ص308.</ref>
وفقاً لما جاء في الآيتين 30 و31 من [[سورة البقرة]] نصّ كثيرون أنّ سبب تعيين الإنسان خليفةً لله هو علمه بالأسماء الإلهية، وهو ما لم تمتلك [[الملائكة]] القابلية والحيثية اللازمتين لاكتسابه.<ref>الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج1، ص116-117؛ شریف لاهیجي، تفسیر شریف لاهیجي، 1373ش، ج1، ص28-30؛ شبر، تفسیر القرآن الکریم، 1412هـ، ج1، ص46؛ مغنیة، تفسیر الکاشف، 1424هـ، ج1، ص116-117؛ المراغي، تفسیر المراغي، بیروت، ج1، ص82؛ فضل‌الله، من وحي القرآن، 1419هـ، ص229-232.</ref> فبحسب هذه [[الآيات]] لمّا تعجّبت الملائكة من خلق [[النبي آدم (ع)|آدم]] كخليفة لله قال [[الله]] سبحانه لهم: "'''إني أعلم ما لا تعلمون'''"<ref>سورة البقرة، الآیة 30.</ref>، وعندما عرض الله الأسماء على الإنسان؛ تلقّاها بشكل تكويني وحضوري، أما حين عُرضت على الملائكة كالإنسان لم تكن تمتلك القدرة على تلقّيها مثله، ولهذا السبب صار الإنسان خيراً من الملائكة ووصل لمقام خلافة الله وسجدت له الملائكة.<ref>الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج1، ص116-11.</ref> هذا ويعتقد [[الملا صدرا]] أنّ خلافة الإنسان عن الله سبحانه من الأمور المعقّدة التي لا يستطيع الإنسان إدراكها إلا أن يبيّنها له سبحانه.<ref>ملاصدرا، تفسیر القرآن الکریم، 1366ش، ج2،‌ ص308.</ref>
 
== خليفة الله عند العرفاء ==
== خليفة الله عند العرفاء ==
أخذ موضوع خليفة الله حيّزه في [[العرفان]] و<nowiki/>[[التصوف|التصوّف]] الإسلاميين من الروايات التي وردت في هذا الباب،<ref name=":2" /> وارتبط عنوان خليفة الله في العرفان بمسألة الإنسان الكامل،<ref name=":2" /> فالإنسان الكامل عند العرفاء هو نفسه خليفة الله الذي من وجهة نظرهم هو الربّ بالنسبة إلى العالَم؛ وهو العبد المربوب بالنسبة إلى الله جلّ جلاله.<ref>ابن عربي، فصوص الحکم،‌ 2009م، ص49؛ قیصري، رسائل قیصري، طهران، ص38.</ref> ويعتقد بعض العرفاء أنّ خليفة الله هو روح هذا العالَم، ومسؤولية تدبير العالم تقع على عاتق هذه الروح،<ref>ابن عربي، فصوص الحکم،‌ 2009م، ص49؛ قیصري، رسائل قیصري، طهران، ص38. </ref> فهو واسطة الفيض بين الخالق والمخلوقات، وجميع الفيوض الإلهية إلى العالَم تمرّ من خلال خليفة الله تعالى.<ref name=":2">راجع: ابن عربي، فصوص الحکم،‌ 2009م، ص49؛ قیصري، رسائل قیصري، طهران، ص38؛ یزدان پناه، مبانی و اصول عرفان نظری،‌ 1388ش، ص609، الجندي، شرح فصوص‌ الحکم، 1361ش، ص146.</ref>
أخذ موضوع خليفة الله حيّزه في [[العرفان]] و<nowiki/>[[التصوف|التصوّف]] الإسلاميين من الروايات التي وردت في هذا الباب،<ref name=":2" /> وارتبط عنوان خليفة الله في العرفان بمسألة الإنسان الكامل،<ref name=":2" /> فالإنسان الكامل عند العرفاء هو نفسه خليفة الله الذي من وجهة نظرهم هو الربّ بالنسبة إلى العالَم؛ وهو العبد المربوب بالنسبة إلى الله جلّ جلاله.<ref>ابن عربي، فصوص الحکم،‌ 2009م، ص49؛ قیصري، رسائل قیصري، طهران، ص38.</ref> ويعتقد بعض العرفاء أنّ خليفة الله هو روح هذا العالَم، ومسؤولية تدبير العالم تقع على عاتق هذه الروح،<ref>ابن عربي، فصوص الحکم،‌ 2009م، ص49؛ قیصري، رسائل قیصري، طهران، ص38. </ref> فهو واسطة الفيض بين الخالق والمخلوقات، وجميع الفيوض الإلهية إلى العالَم تمرّ من خلال خليفة الله تعالى.<ref name=":2">راجع: ابن عربي، فصوص الحکم،‌ 2009م، ص49؛ قیصري، رسائل قیصري، طهران، ص38؛ یزدان پناه، مبانی و اصول عرفان نظری،‌ 1388ش، ص609، الجندي، شرح فصوص‌ الحکم، 1361ش، ص146.</ref>
confirmed، movedable، templateeditor
٩٬٢٧٦

تعديل