انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شهادة السيدة فاطمة (ع)»

imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ٥٤: سطر ٥٤:


وقد جمع حسين غيب غلامي (ولادة 1338 ش) في كتاب ''إحراق بيت فاطمة في الكتب المعتبرة عند أهل السنة'' أكثر من 20 رواية من كتب ورواة أهل السنة، وكانت أول رواية له نقلها عن كتاب المصنف لابن أبي شيبة (وفاة 235 هـ)، وآخر رواية وردت في الكتاب نقلها عن كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (وفاة 977 هـ)، وقد سعت مثل هذ المصادر أن تذكر قضية أخذ البيعة من الإمام علي وتهديده بحرق بيته في يوم البيعة بشتى العبارات ومن مختلف الرواة.
وقد جمع حسين غيب غلامي (ولادة 1338 ش) في كتاب ''إحراق بيت فاطمة في الكتب المعتبرة عند أهل السنة'' أكثر من 20 رواية من كتب ورواة أهل السنة، وكانت أول رواية له نقلها عن كتاب المصنف لابن أبي شيبة (وفاة 235 هـ)، وآخر رواية وردت في الكتاب نقلها عن كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (وفاة 977 هـ)، وقد سعت مثل هذ المصادر أن تذكر قضية أخذ البيعة من الإمام علي وتهديده بحرق بيته في يوم البيعة بشتى العبارات ومن مختلف الرواة.
== بعض التسائلات حول الواقعة ==
هناك بعض الباحثين والكتاب يحاول أن يشوه صحة الروايات الواردة حول حرق بيت الإمام علي وفاطمة (ع)، وذلك بتوجيههم اشكالات تاريخي وتسائلات في هذا الشأن، منها: إن بيوت المدينة آنذالك ليست فيها أبواب، أو عدم حماية  علي (ع) وآخرين عن فاطمة (ع) عند الهجوم، أو يشككوا في إسقاط جنين فاطمة الزهراء، وقد أجاب الباحثون والمؤرخون منهم السيد جعفر مرتضى العاملي (وفاة 1441 هـ) على هذه الإشكالات والتسائلات والشبهات.
=== لم تكن بيوت المدينة آنذاك دون أبواب؟ ===
يقول البعض أن بيوت المدينة آنذاك ليست فيها أبواب، ويستنجتوا من هذه المعلومة أن إضرام النار في بيت فاطمة غير صحيح، في قبال ذلك، يذكر جعفر مرتضى في كتاب مأساة الزهراء مصادر، ويثبت من خلالها أن وجود الأبواب للبيوت آنذالك أمر متداول ورائج، وأن بيت فاطمة أيضا كان له باب.
=== لماذا لم يدافع علي وآخرون عنها؟ ===
من التسائلات المطروحة حول قضية الهجوم على بيت فاطمة (ع) واستشهادها، لماذا سكت الإمام علي (ع) في الدفاع عن فاطمة في حين أنه رجل معروف بالشجاعة، وكذلك لماذا سائر الصحابة لم يبادروا لحمايتها؟ وفضلا عن أهل السنة، فإن المرجع الديني في القرن الرابع عشر محمد حسين كاشف الغطاء يطرح مثل هذه التسائلات. وكان الرد الأساسي للشيعة على هذا أن علي (ع) كان مأمورا من النبي (ص) أن يصبر ويسكت من أجل مصالح الإسلام والحفاظ عليه، ومع ذلك فبناء على ما نقل عن سلمان الفارسي في كتاب سليم (والذي يذهب يوسفي الغروي أنه أقوى وأقدم ما روي عن تلك الأحداث) بعد أن هجم عمر على فاطمة عليها السلام وثب إليه علي (ع) فأخذ بتلابيبه وهزّه فصرعه ووجأ (أي: ضرب) رقبته كأنه همّ بقتله ولكنه قال له: يا ابن صهاك؛ والذي أكرم محمدا بالنبوة لو لا كتاب من اللّه سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي! ثم استغاث عمر بالناس ومن كان معه من أصحابه، فخلصوه منه، وأوثقوا عليا (ع) بالحبل.
=== التشكيك في سقط المحسن بن علي ===
وقد شكك جماعة من باحثي أهل السنة في قضية سقط المحسن بن  علي (ع) في أحداث يوم البيعة ويعتقدون أنه قد ولد من قبل، وتوفي في طفولته، لكن معظم الشيعة يذهبون أنه أُسقط أثناء وقائع الهجوم على بيت علي (ع) وإثر الضرب بالسياط، كما أن هناك عدد من مصادر أهل السنة أيضا تصرح أن محسنا قد سقط أو قد أسقط. ويستنتج مؤلف كتاب "المحسن السبط مولود أم سقط" [[محمد مهدي الخرسان]] في باب الثالث من الكتاب ومن خلال مقارنة النصوص التاريخية  أن المحسن بن علي أُسقط في أحداث يوم الهجوم على بيت علي، وعلى أثر ما أصيبت فاطمة عليه السلام من الضرب واللطم.
=== عدم الإشارة إلى إحراق البيت في المصادر التاريخية ===
من التسائلات والغموض في قضية شهادة السيدة الزهراء (ع) أن ما ورد في العديد من الكتب التاريخية والحديثية لأهل السنة هو مجرد تهديد بإحراق البيت ولم يصرح بأن هذه العملية تم تنفيذها، لكن مع كل هذا، فإن الباحثين ألفوا كتبا من المصادر التي تثبت أن أصل قضية الهجوم حدثت، منها: كتاب الهجوم على بيت فاطمة، وكتاب إحراق بيت فاطمة، وقد صرحت بعض المصادر بأن فاطمة (ع) ضربت، وهناك من دخل في بيتها وأسقط جنينها.
وجماعة من كتّاب وباحثي أهل السنة يشككون في صحة سند هذه الأخبار التاريخية، لكن في بعض الأحيان إجابتهم لا علاقة لها بالإشكالات من الناحية السندية، على سبيل المثال المديهش وهو كاتب سني في كتاب فاطمة بنت النبي في الرد على أحداث الهجوم وقضية السقط، يسقط كتاب تاريخ اليعقوبي من الاعتبار، وذلك بذريعة أن المؤلف رافضي وكتابه لا قيمة له من الناحية العلمية، ويصف ما يرويه ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد -الذي ليس فيه إشكال سندي- بالمنكر ويقول قد يكون شيعيا، ويجب تحقيق ما روي عن هذه الاحداث، كما يرفض ما ورد في كتاب الإمامة والسياسية بذريعة أن مؤلفه ابن قتيبة الدينوري، حتى أن المديهش ينكر انتساب كلمات الإمام علي (ع) في نهج البلاغة. ورغم جميع هذا، فإن مؤلفي أهل السنة وبسبب الروايات العديدة التي وردت حول التهديد، فإنهم لا ينكرون أصل التهديد والاجتماع أمام بيت فاطمة وعلي (ع).
=== التعبير بالوفاة في المصادر القديمة ===
ومن الدلائل التي يلتجؤوا إليها المخالفين لشهادة فاطمة الزهراء (ع) أنهم يقولون في المصادر القديمة للشيعة عبروا عن الوفاة ولم يعبروا عن الشهادة، وقد رد كتّاب الشيعة عليهم أن العتبير بالوفاة لها مفهوم وسيع في اللغة العربية، وهي تشمل الموت الطبيعي والموت بأسباب أخرى الدس السم على يد الآخرين، وقد استخدمت هذه التعابير في مقالة تحت عنوان "وفاة أو شهادة السيدة الزهراء سلام الله عليها" عدة مرات، كما أنه  المصادر التاريخية لأهل السنة استخدمت لفظ الوفاة لمقتل عمر وعثمان، في حين أنهما قد قتلا، وأورد الطبرسي أيضا في أحد تعابيره الوفاة لاستشهاد الإمام الحسين (ع).
=== العلاقة الحسنة للإمام علي (ع) مع الخلفاء ===
من القضايا التي يستدل بها أهل السنة لإنكار شهادة فاطمة الزهراء (ع) العلاقة الودية بين الخلفاء والإمام علي (ع) وأهل بيته، ففي كتاب "فاطمة بنت النبي" حاول المؤلف إظهار أن الخليفة الأول والثاني يحبّان السيدة فاطمة (ع) كثيرا، ورغم هذا، يصرح المؤلف أن فاطمة بعد قضية فدك قطعت علاقتها بأبي بكر، ولم تبايعه. ولمحمد النافع الكاتب السني كتاب باسم "رحماء بينهم"، حاول في كتابه أن يقول الخلفاء الثلاثة كانت لهم علاقة حسنة مع علي، كما أن في مقال نشرتها مجلة نداء الإسلام الفصلية ذكر مؤلف المقال عدة مواقف عن علاقة الخلفاء مع الإمام علي (ع)، وأيضا علاقة نساء وبناتهم مع فاطمة (ع)، وسعى من خلالها إثبات أن هذه العلاقات لا تتلائم مع الإساءة لفاطمة وضربها والتعدي عليها.
وذكر المتكلم الشيعي السيد المرتضى (وفاة 436 هـ) بأن ما كان يقدمه الإمام علي (ع) للخلفاء من استشاره ونصح لم يستفاد منه أنه كان يتعاون معهم؛ إذ أن التنبيه على الصواب في الأحكام والدفاع عن المسلمين واجب على كل عالم. كما ناقش مؤلف موسوعة "روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفاء" (العلاقة السياسية للإمام علي (ع) مع الخلفاء) 107 موقف من استشارات الإمام علي (ع) للخلفاء، ثم يستنتج أن هذه الاستشارات لم تكشف عن موافقة الإمام علي (ع) للخلفاء وتعاطفه معهم؛ إذ أنها لم تكن استشاراتهم موجهة بصورة خاصة للإمام، بل كانت في ندواتهم ومجالسهم العامة وعند استفسارهم من عامة الناس، وليس أن الخلفاء قد عينوا عليا (ع) وزيراً ومستشاراً لهم، بل كان علي في عزلة سياسية يعمل في الزارعة وحفر الآبار، وإذا استشار الخلفاء الإمامَ عليا (ع) فكان ذلك لا محيص لهم ولحل العقد والمشكلات.
من القضايا التى يلجأ إليها لإثبات محبة عمر وولائه لأهل البيت زواجه من أم كلثوم بنت الإمام علي، الأمر الذي لا يتناسب مع استشهاد فاطمة (ع)، فهناك من الباحثين ينفون وقوع هذا الزواج. ويعتبر المتكلم الشيعي السيد المرتضى (وفاة 436 هـ) أنه تم هذا الزواج بالإكراه والتهديد، فإن هذا الزواج لم يبين العلاقة الودية بين الشخصين، وقد ورد رواية عن الإمام الصادق (ع) عبر فيها عن الغصب ما يؤيد الإكراة التي استخدم في هذا الزواج.
=== تسمية أولاد أهل البيت باسم الخلفاء ===
وهناك جماعة من أهل السنة يؤكدون أن الإمام علي (ع) سمّى بعض أولاده باسم الخلفاء؛ ولذا كان يحبهم، وهذا لا يتلائم مع ما يدعى من استشهاد السيدة الزهراء (ع)، وقد ورد هذه المعلومات في كراسة باسم "أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق".
وقدّم السيد علي الشهرستاني (ولادة 1337 ش) في كتاب باسم "التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي" دراسة مفصلة عن التسمية في صدر الإسلام والقرون اللاحقة، وبعد ذكر 29 نقطة أساسية يستنتج أن مثل هذه التسميات لم تكشف عن العلاقة الحسنة بين الأشخاص، كما أن عدم التسمية أيضا لم تكشف عن العداوة؛ إذ أن هذه الأسماء كانت رائجة قبل الخلفاء وبعدهم. ومن جهة أخرى وبناء على رواية ورد عن الخليفة الثاني أن الإمام علي (ع) اعتبره كاذبا وخائنا، أو أن أبا بكر أساسا لم يكن اسما لشخص خاص، بل كنية يكنى بها، ولم يسمي شخص ابنه بالكنية، فالكنية شيئ والاسم شيء آخر.
ويعتقد العالم الشهير السني ابن تيمية الحراني (وفاة 728 هـ) أن التسمية باسم أحد لا يدل على محبته، كما أن النبي (ص) والصحابة كانوا يستخدمون أسماء الكفار للتسمية، ويقول السيد علي الشهرستان أن هناك رسالتين أخريين كتبتا حول تسمية أولاد الأئمة باسم الخلفاء إحداها للوحيد البهبهاني (وفاة 1205 هـ)، والأخرى للتنكابني (وفاة 1302 هـ) مؤلف كتاب قصص العلماء.


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول