مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة أحد»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110 |
imported>Ali110110 لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
| معلومات عامة = | | معلومات عامة = | ||
}} | }} | ||
'''غزوة أحد'''، هي إحدى أهم [[غزوات الرسول]] والتي تعرض [[المسلمون]] فيها لخسارة كبيرة، حيث خسروا عدداً من [[الصحابة]] أمثال [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] عم [[رسول الله(ص)]]، وفرّ جماعة من الصحابة من المعركة، وتركوا رسول الله في خطر، وقد برز دور [[الإمام علي]] {{عليه السلام}}، للحيلولة دون وصول [[المشركين]] إلى الرسول | '''غزوة أحد'''، هي إحدى أهم [[غزوات الرسول]] والتي تعرض [[المسلمون]] فيها لخسارة كبيرة، حيث خسروا عدداً من [[الصحابة]] أمثال [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] عم [[رسول الله (ص)]]، وفرّ جماعة من الصحابة من المعركة، وتركوا رسول الله في خطر، وقد برز دور [[الإمام علي]] {{عليه السلام}}، للحيلولة دون وصول [[المشركين]] إلى الرسول (ص) ـ ولم يكن معه إلا ثلة قليلة. | ||
وكان سبب هذا التدهور العسكري عدم التزام جماعة من جيش المسلمين بقرارات النبي (ص)، واستعجلوا لجمع الغنائم بعد الانتصار الأولي، حيث كان [[خالد بن الوليد]]، ينتظر خلف الجبل، وقام بحركة التفاف على جيش المسلمين من المؤخرة، وتغيرت كفة الحرب لصالح [[قريش]] حتى أنه جرح رسول اللّه | وكان سبب هذا التدهور العسكري عدم التزام جماعة من جيش المسلمين بقرارات النبي (ص)، واستعجلوا لجمع الغنائم بعد الانتصار الأولي، حيث كان [[خالد بن الوليد]]، ينتظر خلف الجبل، وقام بحركة التفاف على جيش المسلمين من المؤخرة، وتغيرت كفة الحرب لصالح [[قريش]] حتى أنه جرح رسول اللّه (ص)، وشاع في المعركة أنه قد قُتل. | ||
وتحمل المسلمون خسائر فادحة، واستشهد حوالي سبعين رجلا من جيش المسلمين أبرزهم [[حمزة عم النبي]]، وكسرت رباعية النبي (ص). | وتحمل المسلمون خسائر فادحة، واستشهد حوالي سبعين رجلا من جيش المسلمين أبرزهم [[حمزة عم النبي]]، وكسرت رباعية النبي (ص). | ||
سطر ٧٠: | سطر ٧٠: | ||
يوجد قولان في كيفية وصول الخبر إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] حول تجهيز [[قريش]] لمعركة جديدة: | يوجد قولان في كيفية وصول الخبر إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] حول تجهيز [[قريش]] لمعركة جديدة: | ||
'''الأول''': أن "[[العباس بن عبد المطلب]]" كتب إلى [[النبي الأكرم|النبي]] | '''الأول''': أن "[[العباس بن عبد المطلب]]" كتب إلى [[النبي الأكرم|النبي]] (ص) يخبره بمسير قريش، وبكيفية أحوالهم، وبعددهم، مع رجل غفاري، على أن يصل إلى المدينة في ثلاثة أيام، فقدم الغفاري المدينة، وسلم الكتاب إلى النبي (ص)، وهو على باب مسجد قباء فقرأه له "[[أبي بن كعب]]"، فأمره ص بالكتمان.<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص430، الواقدي، المغازي: ج1، ص204، البلاذري، أنساب الأشراف: ج1، ص314، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، 172، هيكل، حياة محمد: 255.</ref> كي لا يفسح المجل أمام الحرب النفسية، التي لابد وأن يمارسها [[اليهود]] و[[المنافقين]] من [[المسلمين]]، وليفوت الفرصة عليهم في إعلام قريش بالخطط التي سيتبعها جيش المسلمين في المواجهة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص84.</ref> | ||
'''الثاني''': وهو ما ذهب إليه الواقدي: أن نفراً من [[خزاعة]] فيهم "[[عمرو بن سالم]]" سَرَوا من [[مكة]] أربعاً، فوافوا قريشاً، وقد عسكروا [[ذي طوى|بذي طوى]]، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله | '''الثاني''': وهو ما ذهب إليه الواقدي: أن نفراً من [[خزاعة]] فيهم "[[عمرو بن سالم]]" سَرَوا من [[مكة]] أربعاً، فوافوا قريشاً، وقد عسكروا [[ذي طوى|بذي طوى]]، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله (ص) الخبر، ثم انصرفوا.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص205، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص218/219.</ref> | ||
=== مسير جيش المشركين باتجاه المدينة === | === مسير جيش المشركين باتجاه المدينة === | ||
لما انتهت قريش إلى [[الأبواء]]، اقترحت "هند بن عتبة" زوجة أبي سفيان أن ينبشوا قبر أم رسول الله | لما انتهت قريش إلى [[الأبواء]]، اقترحت "هند بن عتبة" زوجة أبي سفيان أن ينبشوا قبر أم رسول الله (ص)،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85.</ref> لكي يفدي رفات أمه بالمال الكثير.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص206.</ref> فقام أبا سفيان باستشارة أهل الرأي من قريش، فقالوا: "لا تذكر من هذا شيئاً، فلو فعلنا نبشت [[بنو بكر]] وخزاعة موتانا".<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85.</ref> | ||
وأكملت قريش المسير حتى نزلت [[ذي الحليفة|بذي الحليفة]]، وسرحوا إبلهم في زروع المدينة، التي كان المسلمون قد أخلوها من آلة الزرع قبل ذلك. وأرسل النبي ص بعض العيون لمراقبتهم، وأرسل أيضاً "[[الحباب بن المنذر]]" سراً لمعرفة عددهم وعدتهم، فرجع إلى رسول الله | وأكملت قريش المسير حتى نزلت [[ذي الحليفة|بذي الحليفة]]، وسرحوا إبلهم في زروع المدينة، التي كان المسلمون قد أخلوها من آلة الزرع قبل ذلك. وأرسل النبي ص بعض العيون لمراقبتهم، وأرسل أيضاً "[[الحباب بن المنذر]]" سراً لمعرفة عددهم وعدتهم، فرجع إلى رسول الله (ص) وأخبره، فأمره النبي (ص)بالكتمان.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص207.</ref> | ||
===استشارة النبي (ص) لأصحابه=== | ===استشارة النبي (ص) لأصحابه=== | ||
يقول المؤرخون: أنه لما اقترب [[المشركون]] من [[المدينة]]، وانتشر الحراس من [[المسلمين]] فيها، وخصوصاً حول [[المسجد النبوي|مسجد الرسول]] | يقول المؤرخون: أنه لما اقترب [[المشركون]] من [[المدينة]]، وانتشر الحراس من [[المسلمين]] فيها، وخصوصاً حول [[المسجد النبوي|مسجد الرسول]] (ص)، جمع رسول الله أصحابه للتشاور في أمر الجيش والذي لم يواجه المسلمون مثله من قبل عدةً وعتاداً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص86.</ref> | ||
ويُذكر أيضاً، أن رسول الله | ويُذكر أيضاً، أن رسول الله (ص) أخبر [[الصحابة|أصحابه]] أنه رأى في منامه الشريف، بقراً يذبح، وأن في سيفه ثلمة، وأنه في درع حصينة، فأول البقر: بناسٍ من أصحابه يقتلون. والثلمة: برجلٍ من [[أهل البيت|أهل بيته]] يقتل. والدرع: بالمدينة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص58، ابن كثير، البداية والنهاية: ج4، ص9، الشافعي، سيرة النبي المختار: ص277.</ref> | ||
اختلفت آراء أصحاب رسول الله | اختلفت آراء أصحاب رسول الله (ص) بين البقاء في المدينة والدفاع عنها،<ref>البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص201، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419.</ref> وبين الخروج من المدينة لملاقاة جيش المشركين، محتجين بذلك: "بأن إقامتهم في المدينة ستجعل عدوهم يظن فيهم الجبن". وكان رأي الأكثرية من أصحابه.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج4، ص5.</ref> | ||
فنزل رسول الله | فنزل رسول الله (ص) على رأي الأكثرية، ودخل إلى منزله ليلبس لامة الحرب. وفي هذه الأثناء أدركهم الندم على إصرارهم على النبي (ص) بالخروج، والذي كان رأيه صلى الله عليه وآله وسلم بالبقاء في المدينة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص88.</ref> فلما خرج النبي عليهم وهو لابس لامة الحرب وليتوجه مع أصحابه لحرب قريش، قالوا: "يا رسول الله، أمكث كما أمرتنا. فقال (ص): ما ينبغي [[النبي|لنبي]] أخذ لامة الحرب أن يرجع حتى يقاتل".<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام: ج2، ص165.</ref> | ||
ومما أثاره المؤرخون في هذا الصدد: هو هل أن رأي رسول الله | ومما أثاره المؤرخون في هذا الصدد: هو هل أن رأي رسول الله (ص) بالبقاء في المدينة، [[الوحي|وحياً]] أم رأياً خاصاً؟ | ||
يجاب على هذا التساؤل بالقول: لو كان الحكم بالبقاء في المدينة حكماً إلهياً لثبت عليه رسول الله | يجاب على هذا التساؤل بالقول: لو كان الحكم بالبقاء في المدينة حكماً إلهياً لثبت عليه رسول الله (ص)، أو على الأقل لظل فيها بعد رجوع أصحابه عن إصرارهم بالخروج لملاقاة الأعداء. فرأي النبي ص كان رأياً شخصياً وليس وحياً.<ref>جعفريان، سيرة سيد الأنبياء والمرسلين: ص656.</ref> | ||
ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم.<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ.</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93.</ref> | ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم.<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ.</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93.</ref> | ||
سطر ٩٧: | سطر ٩٧: | ||
=== تجهيز المسلمين للمعركة === | === تجهيز المسلمين للمعركة === | ||
بعد استشارة النبي | بعد استشارة النبي (ص) [[الصحابة|لأصحابه]] ولبسه لامة الحرب، استخلف على المدينة "[[ابن أم مكتوم]]" وعقد الألوية. فأعطى اللواء لأمير المؤمنين [[علي ابن أبي طالب]] {{عليه السلام}}.<ref>ابن حبان، الثقات: ج1، ص224، ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص112.</ref> | ||
إلا أن البعض قال: عن لواء المهاجرين كان مع علي، وقيل: مع "مصعب بن عمير".<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص215، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص227، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص422.</ref> والصحيح أنه كان مع علي {{عليه السلام}} في أحد، [[معركة بدر|وبدر]]، وفي كل مشهد. وكان لواء [[الأوس]] مع "[[أسيد بن حضير]]"، ولواء [[الخزرج]] مع "[[حباب بن المنذر]]"، وقيل مع "[[سعد بن عبادة]]".<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص115.</ref> | إلا أن البعض قال: عن لواء المهاجرين كان مع علي، وقيل: مع "مصعب بن عمير".<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص215، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص227، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص422.</ref> والصحيح أنه كان مع علي {{عليه السلام}} في أحد، [[معركة بدر|وبدر]]، وفي كل مشهد. وكان لواء [[الأوس]] مع "[[أسيد بن حضير]]"، ولواء [[الخزرج]] مع "[[حباب بن المنذر]]"، وقيل مع "[[سعد بن عبادة]]".<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص115.</ref> | ||
ثم خرج رسول الله | ثم خرج رسول الله (ص) من المدينة ومعه: ألف رجل، ويقال: تسعمائة، وقال البعض الآخر: تسعمائة وخمسين، منهم مئة دارع. وليس معهم فرس.<ref>السمهودي، وفاء الوفاء: ج1، ص284، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص221.</ref> وقيل مع النبي ص فرسه، وفرس "[[أبي بردة بن نيار|لأبي بردة بن نيار]]"،<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص190.</ref> وقيل كان معهم فرس واحد.<ref>الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص117.</ref> | ||
بعد خروج جيش [[المسلمين]] من المدينة باتجاه أُحد، رجع "[[ابن أُبي]]" بمن معه من المنافقين وأهل الريب، وكانوا ثلاثمائة رجل،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122.</ref> وقيل: أن النبي أمرهم بالانصراف، لكفرهم.<ref>مغلطاي، سيرة مغلطاي: ص49.</ref> فبقي مع رسول الله | بعد خروج جيش [[المسلمين]] من المدينة باتجاه أُحد، رجع "[[ابن أُبي]]" بمن معه من المنافقين وأهل الريب، وكانوا ثلاثمائة رجل،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122.</ref> وقيل: أن النبي أمرهم بالانصراف، لكفرهم.<ref>مغلطاي، سيرة مغلطاي: ص49.</ref> فبقي مع رسول الله (ص) سبعمائة من أصحابه، أو ستمائة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122.</ref> | ||
== التعبئة للقتال == | == التعبئة للقتال == |