مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة أحد»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110 لا ملخص تعديل |
imported>Ali110110 لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢: | سطر ٢: | ||
| المعركة = غزوة أحد | | المعركة = غزوة أحد | ||
| جزء من =[[غزوات الرسول]] | | جزء من =[[غزوات الرسول]] | ||
| الصورة =غزوة أحد..jpg | | الصورة =غزوة أحد . .jpg | ||
| معلومات الصورة =مخطط يظهر احتشاد الجيشين للمعركة | | معلومات الصورة =مخطط يظهر احتشاد الجيشين للمعركة | ||
| التاريخ = [[7 شوال]] في [[السنة الثالثة للهجرة]] | | التاريخ = [[7 شوال]] في [[السنة الثالثة للهجرة]] | ||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
| معلومات عامة = | | معلومات عامة = | ||
}} | }} | ||
'''غزوة أحد'''، هي إحدى أهم [[غزوات الرسول]] والتي تعرض [[المسلمون]] فيها لخسارة كبيرة، حيث خسروا عدداً من [[الصحابة]] أمثال [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] عم [[رسول الله (ص)]]، وفرّ جماعة من الصحابة من المعركة، وتركوا رسول الله في خطر، وقد برز دور [[الإمام علي]] {{عليه السلام}}، للحيلولة دون وصول [[المشركين]] إلى الرسول (ص) ـ ولم يكن معه إلا ثلة قليلة. | '''غزوة أحد'''، هي إحدى أهم [[غزوات الرسول]] والتي تعرض [[المسلمون]] فيها لخسارة كبيرة، حيث خسروا عدداً من [[الصحابة]] أمثال [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] عم [[رسول الله (ص)]]، وفرّ جماعة من الصحابة من المعركة، وتركوا رسول الله في خطر، وقد برز دور [[الإمام علي]] {{عليه السلام}}، للحيلولة دون وصول [[المشركين]] إلى الرسول (ص) ـ ولم يكن معه إلا ثلة قليلة . | ||
وكان سبب هذا التدهور العسكري عدم التزام جماعة من جيش المسلمين بقرارات النبي (ص)، واستعجلوا لجمع الغنائم بعد الانتصار الأولي، حيث كان [[خالد بن الوليد]]، ينتظر خلف الجبل، وقام بحركة التفاف على جيش المسلمين من المؤخرة، وتغيرت كفة الحرب لصالح [[قريش]] حتى أنه جرح رسول اللّه (ص)، وشاع في المعركة أنه قد قُتل. | وكان سبب هذا التدهور العسكري عدم التزام جماعة من جيش المسلمين بقرارات النبي (ص)، واستعجلوا لجمع الغنائم بعد الانتصار الأولي، حيث كان [[خالد بن الوليد]]، ينتظر خلف الجبل، وقام بحركة التفاف على جيش المسلمين من المؤخرة، وتغيرت كفة الحرب لصالح [[قريش]] حتى أنه جرح رسول اللّه (ص)، وشاع في المعركة أنه قد قُتل . | ||
وتحمل المسلمون خسائر فادحة، واستشهد حوالي سبعين رجلا من جيش المسلمين أبرزهم [[حمزة عم النبي]]، وكسرت رباعية النبي (ص). | وتحمل المسلمون خسائر فادحة، واستشهد حوالي سبعين رجلا من جيش المسلمين أبرزهم [[حمزة عم النبي]]، وكسرت رباعية النبي (ص) . | ||
== الموقع الجغرافي == | == الموقع الجغرافي == | ||
{{مفصلة|جبل أحد}} | {{مفصلة|جبل أحد}} | ||
يقع [[جبل أحد]] شمال [[المدينة المنورة]] على مسافةٍ وقدرها ميل تقريباً. ويعرف هذا الجبل باحمرار تربته، ويعد من أكبر جبال [[المدينة]] وأعلاها، حيث يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1000 متر عن سطح البحر.<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 109.</ref> | يقع [[جبل أحد]] شمال [[المدينة المنورة]] على مسافةٍ وقدرها ميل تقريباً . ويعرف هذا الجبل باحمرار تربته، ويعد من أكبر جبال [[المدينة]] وأعلاها، حيث يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1000 متر عن سطح البحر .<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 109 .</ref> | ||
== تاريخ الغزوة == | == تاريخ الغزوة == | ||
وقعت غزوة أحد يوم السبت لسبع ليالٍ خلت من شهر [[شوال]]، وقيل لإحدى عشرة ليلة<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 165.</ref> مضت من شهر شوال في [[السنة الثالثة للهجرة]] النبوية الشريفة على رأي أكثر المؤرخين.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص75، ابن كثير، البداية والنهاية، ج 4، ص 9، البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 311، ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 18، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 148.</ref> | وقعت غزوة أحد يوم السبت لسبع ليالٍ خلت من شهر [[شوال]]، وقيل لإحدى عشرة ليلة<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 165 .</ref> مضت من شهر شوال في [[السنة الثالثة للهجرة]] النبوية الشريفة على رأي أكثر المؤرخين .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص75، ابن كثير، البداية والنهاية، ج 4، ص 9، البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 311، ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 18، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 148 .</ref> | ||
وقد شذّ من قال في [[السنة الرابعة للهجرة]] النبوية.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 2، ص 216.</ref> | وقد شذّ من قال في [[السنة الرابعة للهجرة]] النبوية .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج 2، ص 216 .</ref> | ||
<br/> | <br/> | ||
سطر ٤٧: | سطر ٤٧: | ||
{{تاريخ صدر الإسلام}} | {{تاريخ صدر الإسلام}} | ||
كانت [[مكة]] تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في [[معركة بدر]] من مأساة الهزيمة وقتل الصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في [[غزوة بدر الكبرى|بدر]]، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأسارى حتى لا يتفطن المسلمون مدى مأساتهم وحزنهم.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص79.</ref> | كانت [[مكة]] تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في [[معركة بدر]] من مأساة الهزيمة وقتل الصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في [[غزوة بدر الكبرى|بدر]]، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأسارى حتى لا يتفطن المسلمون مدى مأساتهم وحزنهم .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص79 .</ref> | ||
يذكر ابن إسحاق: أن أهم أسباب هذه الغزوة هي أخذ الثأر والقضاء على المسلمين،<ref>المالكي، إنارة الدجى في مغازي خير الورى ص: ص243.</ref> فاتفقت [[قريش]] على أن تقوم بحرب شاملة ضد [[المسلمين]] تشفي غيظها وتروي غلة حقدها، وأخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة. | يذكر ابن إسحاق: أن أهم أسباب هذه الغزوة هي أخذ الثأر والقضاء على المسلمين،<ref>المالكي، إنارة الدجى في مغازي خير الورى ص: ص243 .</ref> فاتفقت [[قريش]] على أن تقوم بحرب شاملة ضد [[المسلمين]] تشفي غيظها وتروي غلة حقدها، وأخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة . | ||
وأول ما فعلوه بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي كان قد نجا بها [[أبو سفيان]] والتي كانت سبباً لمعركة بدر، وقالوا للذين كانت فيها أموالهم: "'''يا معشر قريش، إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأراً'''". فأجابوا لذلك، فباعوها، وكانت ألف بعير، والمال خمسين ألف دينار،<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم: ص224.</ref> وفي ذلك أنزل الله تعالى: | وأول ما فعلوه بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي كان قد نجا بها [[أبو سفيان]] والتي كانت سبباً لمعركة بدر، وقالوا للذين كانت فيها أموالهم: "'''يا معشر قريش، إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأراً'''" . فأجابوا لذلك، فباعوها، وكانت ألف بعير، والمال خمسين ألف دينار،<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم: ص224 .</ref> وفي ذلك أنزل الله تعالى: | ||
'''{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}}'''<ref>سورة الأنفال، الآية 36.</ref> | '''{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}}'''<ref>سورة الأنفال، الآية 36 .</ref> | ||
ومن أهم الأسباب الاقتصادية، أن المسلمين كانوا قد سيطروا على الطرق التجارية المؤدية من مكة المكرمة إلى [[الشام]] وإلى [[العراق]] سيطرة تامة، ومنعوا قوافل قريش من سلوك هاتين الطريقين؛ فلم يبق أمام قريش إلا التجارة مع [[الحبشة]]، وهي تجارة غير رابحة بالنسبة إلى التجارة مع [[الشام]] ومع [[العراق]]، وبذلك حلّت بتجارة قريش- التي تعتمد عليها في حياتها كل الاعتماد- نكبة قاصمة قاضية.<ref>خطاب، الرسول القائد: ص171.</ref> | ومن أهم الأسباب الاقتصادية، أن المسلمين كانوا قد سيطروا على الطرق التجارية المؤدية من مكة المكرمة إلى [[الشام]] وإلى [[العراق]] سيطرة تامة، ومنعوا قوافل قريش من سلوك هاتين الطريقين؛ فلم يبق أمام قريش إلا التجارة مع [[الحبشة]]، وهي تجارة غير رابحة بالنسبة إلى التجارة مع [[الشام]] ومع [[العراق]]، وبذلك حلّت بتجارة قريش- التي تعتمد عليها في حياتها كل الاعتماد- نكبة قاصمة قاضية .<ref>خطاب، الرسول القائد: ص171 .</ref> | ||
== ماقبل المعركة == | == ماقبل المعركة == | ||
سطر ٦٠: | سطر ٦٠: | ||
=== تجهيز قريش للمعركة === | === تجهيز قريش للمعركة === | ||
بعثت قريش رسلها إلى قبائل [[كنانة]] و[[تهامة]] يستنصرونهم، وبرز أبو سفيان زعيماً لقريش بلا منازع، بعد أن قُتل منافساه "[[عتبة بن ربيعة الأموي]]" و"[[أبو جهل المخزومي]]".<ref>الكوراني، جواهر التاريخ السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام: ج2، ص169.</ref> | بعثت قريش رسلها إلى قبائل [[كنانة]] و[[تهامة]] يستنصرونهم، وبرز أبو سفيان زعيماً لقريش بلا منازع، بعد أن قُتل منافساه "[[عتبة بن ربيعة الأموي]]" و"[[أبو جهل المخزومي]]" .<ref>الكوراني، جواهر التاريخ السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام: ج2، ص169 .</ref> | ||
وخرجت قريش بحدّها وجدّها، وأحابيشها ومن تابعها، وأخرجوا معهم بالظعن خمس عشرة امرأة، فيهن "[[هند بنت عتبة]]" زوجة أبي سفيان لئلا يفروا، وليُذكّرنهم قتلى بدر.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص77.</ref> | وخرجت قريش بحدّها وجدّها، وأحابيشها ومن تابعها، وأخرجوا معهم بالظعن خمس عشرة امرأة، فيهن "[[هند بنت عتبة]]" زوجة أبي سفيان لئلا يفروا، وليُذكّرنهم قتلى بدر .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص77 .</ref> | ||
وبلغ تعداد جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل وقيل خمسة آلاف،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419/422، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص217، الواقدي، المغازي: ج1، ص200، ابن كثير، السيرة النبوية: ج3، ص20، ابن هشام، السيرة النبوية: ج3، ص64، البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص221.</ref> بينهم سبعمائة دارع، ومئتا فارس على المشهور. وقيل: مئة، ومئة رام، ومعهم ألف -وقيل ثلاثة آلاف- بعير.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص78.</ref> | وبلغ تعداد جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل وقيل خمسة آلاف،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419/422، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص217، الواقدي، المغازي: ج1، ص200، ابن كثير، السيرة النبوية: ج3، ص20، ابن هشام، السيرة النبوية: ج3، ص64، البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص221 .</ref> بينهم سبعمائة دارع، ومئتا فارس على المشهور . وقيل: مئة، ومئة رام، ومعهم ألف -وقيل ثلاثة آلاف- بعير .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص78 .</ref> | ||
=== وصول الخبر إلى المدينة === | === وصول الخبر إلى المدينة === | ||
سطر ٧٠: | سطر ٧٠: | ||
يوجد قولان في كيفية وصول الخبر إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] حول تجهيز [[قريش]] لمعركة جديدة: | يوجد قولان في كيفية وصول الخبر إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] حول تجهيز [[قريش]] لمعركة جديدة: | ||
'''الأول''': أن "[[العباس بن عبد المطلب]]" كتب إلى [[النبي الأكرم|النبي]] (ص) يخبره بمسير قريش، وبكيفية أحوالهم، وبعددهم، مع رجل غفاري، على أن يصل إلى المدينة في ثلاثة أيام، فقدم الغفاري المدينة، وسلم الكتاب إلى النبي (ص)، وهو على باب مسجد قباء فقرأه له "[[أبي بن كعب]]"، فأمره ص بالكتمان.<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص430، الواقدي، المغازي: ج1، ص204، البلاذري، أنساب الأشراف: ج1، ص314، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، 172، هيكل، حياة محمد: 255.</ref> كي لا يفسح المجل أمام الحرب النفسية، التي لابد وأن يمارسها [[اليهود]] و[[المنافقين]] من [[المسلمين]]، وليفوت الفرصة عليهم في إعلام قريش بالخطط التي سيتبعها جيش المسلمين في المواجهة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص84.</ref> | '''الأول''': أن "[[العباس بن عبد المطلب]]" كتب إلى [[النبي الأكرم|النبي]] (ص) يخبره بمسير قريش، وبكيفية أحوالهم، وبعددهم، مع رجل غفاري، على أن يصل إلى المدينة في ثلاثة أيام، فقدم الغفاري المدينة، وسلم الكتاب إلى النبي (ص)، وهو على باب مسجد قباء فقرأه له "[[أبي بن كعب]]"، فأمره ص بالكتمان .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص430، الواقدي، المغازي: ج1، ص204، البلاذري، أنساب الأشراف: ج1، ص314، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، 172، هيكل، حياة محمد: 255 .</ref> كي لا يفسح المجل أمام الحرب النفسية، التي لابد وأن يمارسها [[اليهود]] و[[المنافقين]] من [[المسلمين]]، وليفوت الفرصة عليهم في إعلام قريش بالخطط التي سيتبعها جيش المسلمين في المواجهة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص84 .</ref> | ||
'''الثاني''': وهو ما ذهب إليه الواقدي: أن نفراً من [[خزاعة]] فيهم "[[عمرو بن سالم]]" سَرَوا من [[مكة]] أربعاً، فوافوا قريشاً، وقد عسكروا [[ذي طوى|بذي طوى]]، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله (ص) الخبر، ثم انصرفوا.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص205، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص218/219.</ref> | '''الثاني''': وهو ما ذهب إليه الواقدي: أن نفراً من [[خزاعة]] فيهم "[[عمرو بن سالم]]" سَرَوا من [[مكة]] أربعاً، فوافوا قريشاً، وقد عسكروا [[ذي طوى|بذي طوى]]، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله (ص) الخبر، ثم انصرفوا .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص205، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص218/219 .</ref> | ||
=== مسير جيش المشركين باتجاه المدينة === | === مسير جيش المشركين باتجاه المدينة === | ||
لما انتهت قريش إلى [[الأبواء]]، اقترحت "هند بن عتبة" زوجة أبي سفيان أن ينبشوا قبر أم رسول الله (ص)،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85.</ref> لكي يفدي رفات أمه بالمال الكثير.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص206.</ref> فقام أبا سفيان باستشارة أهل الرأي من قريش، فقالوا: "لا تذكر من هذا شيئاً، فلو فعلنا نبشت [[بنو بكر]] وخزاعة موتانا".<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85.</ref> | لما انتهت قريش إلى [[الأبواء]]، اقترحت "هند بن عتبة" زوجة أبي سفيان أن ينبشوا قبر أم رسول الله (ص)،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85 .</ref> لكي يفدي رفات أمه بالمال الكثير .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص206 .</ref> فقام أبا سفيان باستشارة أهل الرأي من قريش، فقالوا: "لا تذكر من هذا شيئاً، فلو فعلنا نبشت [[بنو بكر]] وخزاعة موتانا" .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85 .</ref> | ||
وأكملت قريش المسير حتى نزلت [[ذي الحليفة|بذي الحليفة]]، وسرحوا إبلهم في زروع المدينة، التي كان المسلمون قد أخلوها من آلة الزرع قبل ذلك. وأرسل النبي ص بعض العيون لمراقبتهم، وأرسل أيضاً "[[الحباب بن المنذر]]" سراً لمعرفة عددهم وعدتهم، فرجع إلى رسول الله (ص) وأخبره، فأمره النبي (ص)بالكتمان.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص207.</ref> | وأكملت قريش المسير حتى نزلت [[ذي الحليفة|بذي الحليفة]]، وسرحوا إبلهم في زروع المدينة، التي كان المسلمون قد أخلوها من آلة الزرع قبل ذلك . وأرسل النبي ص بعض العيون لمراقبتهم، وأرسل أيضاً "[[الحباب بن المنذر]]" سراً لمعرفة عددهم وعدتهم، فرجع إلى رسول الله (ص) وأخبره، فأمره النبي (ص) بالكتمان .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص207 .</ref> | ||
===استشارة النبي (ص) لأصحابه=== | ===استشارة النبي (ص) لأصحابه=== | ||
يقول المؤرخون: أنه لما اقترب [[المشركون]] من [[المدينة]]، وانتشر الحراس من [[المسلمين]] فيها، وخصوصاً حول [[المسجد النبوي|مسجد الرسول]] (ص)، جمع رسول الله أصحابه للتشاور في أمر الجيش والذي لم يواجه المسلمون مثله من قبل عدةً وعتاداً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص86.</ref> | يقول المؤرخون: أنه لما اقترب [[المشركون]] من [[المدينة]]، وانتشر الحراس من [[المسلمين]] فيها، وخصوصاً حول [[المسجد النبوي|مسجد الرسول]] (ص)، جمع رسول الله أصحابه للتشاور في أمر الجيش والذي لم يواجه المسلمون مثله من قبل عدةً وعتاداً .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص86 .</ref> | ||
ويُذكر أيضاً، أن رسول الله (ص) أخبر [[الصحابة|أصحابه]] أنه رأى في منامه الشريف، بقراً يذبح، وأن في سيفه ثلمة، وأنه في درع حصينة، فأول البقر: بناسٍ من أصحابه يقتلون. والثلمة: برجلٍ من [[أهل البيت|أهل بيته]] يقتل. والدرع: بالمدينة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص58، ابن كثير، البداية والنهاية: ج4، ص9، الشافعي، سيرة النبي المختار: ص277.</ref> | ويُذكر أيضاً، أن رسول الله (ص) أخبر [[الصحابة|أصحابه]] أنه رأى في منامه الشريف، بقراً يذبح، وأن في سيفه ثلمة، وأنه في درع حصينة، فأول البقر: بناسٍ من أصحابه يقتلون . والثلمة: برجلٍ من [[أهل البيت|أهل بيته]] يقتل . والدرع: بالمدينة .<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص58، ابن كثير، البداية والنهاية: ج4، ص9، الشافعي، سيرة النبي المختار: ص277 .</ref> | ||
اختلفت آراء أصحاب رسول الله (ص) بين البقاء في المدينة والدفاع عنها،<ref>البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص201، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419.</ref> وبين الخروج من المدينة لملاقاة جيش المشركين، محتجين بذلك: "بأن إقامتهم في المدينة ستجعل عدوهم يظن فيهم الجبن". وكان رأي الأكثرية من أصحابه.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج4، ص5.</ref> | اختلفت آراء أصحاب رسول الله (ص) بين البقاء في المدينة والدفاع عنها،<ref>البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص201، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419 .</ref> وبين الخروج من المدينة لملاقاة جيش المشركين، محتجين بذلك: "بأن إقامتهم في المدينة ستجعل عدوهم يظن فيهم الجبن" . وكان رأي الأكثرية من أصحابه .<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج4، ص5 .</ref> | ||
فنزل رسول الله (ص) على رأي الأكثرية، ودخل إلى منزله ليلبس لامة الحرب. وفي هذه الأثناء أدركهم الندم على إصرارهم على النبي (ص) بالخروج، والذي كان رأيه صلى الله عليه وآله وسلم بالبقاء في المدينة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص88.</ref> فلما خرج النبي عليهم وهو لابس لامة الحرب وليتوجه مع أصحابه لحرب قريش، قالوا: "يا رسول الله، أمكث كما أمرتنا. فقال (ص): ما ينبغي [[النبي|لنبي]] أخذ لامة الحرب أن يرجع حتى يقاتل".<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام: ج2، ص165.</ref> | فنزل رسول الله (ص) على رأي الأكثرية، ودخل إلى منزله ليلبس لامة الحرب . وفي هذه الأثناء أدركهم الندم على إصرارهم على النبي (ص) بالخروج، والذي كان رأيه صلى الله عليه وآله وسلم بالبقاء في المدينة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص88 .</ref> فلما خرج النبي عليهم وهو لابس لامة الحرب وليتوجه مع أصحابه لحرب قريش، قالوا: "يا رسول الله، أمكث كما أمرتنا . فقال (ص) : ما ينبغي [[النبي|لنبي]] أخذ لامة الحرب أن يرجع حتى يقاتل" .<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام: ج2، ص165 .</ref> | ||
ومما أثاره المؤرخون في هذا الصدد: هو هل أن رأي رسول الله (ص) بالبقاء في المدينة، [[الوحي|وحياً]] أم رأياً خاصاً؟ | ومما أثاره المؤرخون في هذا الصدد: هو هل أن رأي رسول الله (ص) بالبقاء في المدينة، [[الوحي|وحياً]] أم رأياً خاصاً؟ | ||
يجاب على هذا التساؤل بالقول: لو كان الحكم بالبقاء في المدينة حكماً إلهياً لثبت عليه رسول الله (ص)، أو على الأقل لظل فيها بعد رجوع أصحابه عن إصرارهم بالخروج لملاقاة الأعداء. فرأي النبي ص كان رأياً شخصياً وليس وحياً.<ref>جعفريان، سيرة سيد الأنبياء والمرسلين: ص656.</ref> | يجاب على هذا التساؤل بالقول: لو كان الحكم بالبقاء في المدينة حكماً إلهياً لثبت عليه رسول الله (ص)، أو على الأقل لظل فيها بعد رجوع أصحابه عن إصرارهم بالخروج لملاقاة الأعداء . فرأي النبي ص كان رأياً شخصياً وليس وحياً .<ref>جعفريان، سيرة سيد الأنبياء والمرسلين: ص656 .</ref> | ||
ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم.<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ.</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93.</ref> | ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم .<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ .</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93 .</ref> | ||
=== تجهيز المسلمين للمعركة === | === تجهيز المسلمين للمعركة === | ||
بعد استشارة النبي (ص) [[الصحابة|لأصحابه]] ولبسه لامة الحرب، استخلف على المدينة "[[ابن أم مكتوم]]" وعقد الألوية. فأعطى اللواء لأمير المؤمنين [[علي ابن أبي طالب]] {{عليه السلام}}.<ref>ابن حبان، الثقات: ج1، ص224، ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص112.</ref> | بعد استشارة النبي (ص) [[الصحابة|لأصحابه]] ولبسه لامة الحرب، استخلف على المدينة "[[ابن أم مكتوم]]" وعقد الألوية . فأعطى اللواء لأمير المؤمنين [[علي ابن أبي طالب]] {{عليه السلام}} .<ref>ابن حبان، الثقات: ج1، ص224، ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص112 .</ref> | ||
إلا أن البعض قال: عن لواء المهاجرين كان مع علي، وقيل: مع "مصعب بن عمير".<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص215، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص227، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص422.</ref> والصحيح أنه كان مع علي {{عليه السلام}} في أحد، [[معركة بدر|وبدر]]، وفي كل مشهد. وكان لواء [[الأوس]] مع "[[أسيد بن حضير]]"، ولواء [[الخزرج]] مع "[[حباب بن المنذر]]"، وقيل مع "[[سعد بن عبادة]]".<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص115.</ref> | إلا أن البعض قال: عن لواء المهاجرين كان مع علي، وقيل: مع "مصعب بن عمير" .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص215، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص227، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص422 .</ref> والصحيح أنه كان مع علي {{عليه السلام}} في أحد، [[معركة بدر|وبدر]]، وفي كل مشهد . وكان لواء [[الأوس]] مع "[[أسيد بن حضير]]"، ولواء [[الخزرج]] مع "[[حباب بن المنذر]]"، وقيل مع "[[سعد بن عبادة]]" .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص115 .</ref> | ||
ثم خرج رسول الله (ص) من المدينة ومعه: ألف رجل، ويقال: تسعمائة، وقال البعض الآخر: تسعمائة وخمسين، منهم مئة دارع. وليس معهم فرس.<ref>السمهودي، وفاء الوفاء: ج1، ص284، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص221.</ref> وقيل مع النبي ص فرسه، وفرس "[[أبي بردة بن نيار|لأبي بردة بن نيار]]"،<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص190.</ref> وقيل كان معهم فرس واحد.<ref>الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص117.</ref> | ثم خرج رسول الله (ص) من المدينة ومعه: ألف رجل، ويقال: تسعمائة، وقال البعض الآخر: تسعمائة وخمسين، منهم مئة دارع . وليس معهم فرس .<ref>السمهودي، وفاء الوفاء: ج1، ص284، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص221 .</ref> وقيل مع النبي ص فرسه، وفرس "[[أبي بردة بن نيار|لأبي بردة بن نيار]]"،<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص190 .</ref> وقيل كان معهم فرس واحد .<ref>الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص117 .</ref> | ||
بعد خروج جيش [[المسلمين]] من المدينة باتجاه أُحد، رجع "[[ابن أُبي]]" بمن معه من المنافقين وأهل الريب، وكانوا ثلاثمائة رجل،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122.</ref> وقيل: أن النبي أمرهم بالانصراف، لكفرهم.<ref>مغلطاي، سيرة مغلطاي: ص49.</ref> فبقي مع رسول الله (ص) سبعمائة من أصحابه، أو ستمائة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122.</ref> | بعد خروج جيش [[المسلمين]] من المدينة باتجاه أُحد، رجع "[[ابن أُبي]]" بمن معه من المنافقين وأهل الريب، وكانوا ثلاثمائة رجل،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122 .</ref> وقيل: أن النبي أمرهم بالانصراف، لكفرهم .<ref>مغلطاي، سيرة مغلطاي: ص49 .</ref> فبقي مع رسول الله (ص) سبعمائة من أصحابه، أو ستمائة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122 .</ref> | ||
== التعبئة للقتال == | == التعبئة للقتال == | ||
لما وصل النبي ص إلى منطقة القتال، اختار أن ينزل إلى جانب [[جبل أحد]]، بحيث يكون ظهرهم إلى الجبل. ثم عبأ أصحابه، وصار يسوي صفوفهم، وأمرهم أن لا يقاتلوا أحداً حتى يأمرهم. وكان على يسار المسلمين جبل اسمه "[[جبل عينين أو جبل الرماة|جبل عينين]]"، وهو جبل على شفير قناة،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص423.</ref> وكانت فيه ثغرة، فأقام عليها خمسين رجلاً من الرماة، عليهم "[[عبدالله بن جبير]]"، وأوصاه أن يردوا الخيل عنهم، وأن لا يبرحوا أمكنتهم في أي حال من الأحوال، سواء النصر أو الهزيمة حتى يرسل لهم.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص222.</ref> وكان شعار المسلمين يوم أحد: أمت، أمت.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص138.</ref> | لما وصل النبي ص إلى منطقة القتال، اختار أن ينزل إلى جانب [[جبل أحد]]، بحيث يكون ظهرهم إلى الجبل . ثم عبأ أصحابه، وصار يسوي صفوفهم، وأمرهم أن لا يقاتلوا أحداً حتى يأمرهم . وكان على يسار المسلمين جبل اسمه "[[جبل عينين أو جبل الرماة|جبل عينين]]"، وهو جبل على شفير قناة،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص423 .</ref> وكانت فيه ثغرة، فأقام عليها خمسين رجلاً من الرماة، عليهم "[[عبدالله بن جبير]]"، وأوصاه أن يردوا الخيل عنهم، وأن لا يبرحوا أمكنتهم في أي حال من الأحوال، سواء النصر أو الهزيمة حتى يرسل لهم .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص222 .</ref> وكان شعار المسلمين يوم أحد: أمت، أمت .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص138 .</ref> | ||
ومن جهة أخرى: فقد عبأ المشركون قواهم استعداداً للحرب، وأرسل أبو سفيان إلى [[الأنصار]]: "'''خلوا بيننا وبين ابن عمنا، فننصرف عنكم، فلا حاجة بنا إلى قتالكم'''"، فردوا عليه بما يكره.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج2، ص151.</ref> | ومن جهة أخرى: فقد عبأ المشركون قواهم استعداداً للحرب، وأرسل أبو سفيان إلى [[الأنصار]]: "'''خلوا بيننا وبين ابن عمنا، فننصرف عنكم، فلا حاجة بنا إلى قتالكم'''"، فردوا عليه بما يكره .<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج2، ص151 .</ref> | ||
== أحداث المعركة == | == أحداث المعركة == | ||
كان أول من رمى بسهم في صفوف المسلمين "[[أبو عامر الفاسق]]" في خمسين ممن معه، بعد أن حاول استمالة قومه من [[الأوس]]، فتراموا مع المسلمين ثم ولوا مدبرين.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص143.</ref> | كان أول من رمى بسهم في صفوف المسلمين "[[أبو عامر الفاسق]]" في خمسين ممن معه، بعد أن حاول استمالة قومه من [[الأوس]]، فتراموا مع المسلمين ثم ولوا مدبرين .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص143 .</ref> | ||
وحرض أبو سفيان [[بني عبد الدار]]، حاملي لواء المشركين على الحرب، وجعل النساء يضربنّ الدفوف، ويحرضنهم بالأشعار. وطلب "[[طلحة بن أبي طلحة]]"، حامل لواء المشركين البراز، فبرز إليه علي عليه السلام فقتله.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص226، ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص114.</ref> | وحرض أبو سفيان [[بني عبد الدار]]، حاملي لواء المشركين على الحرب، وجعل النساء يضربنّ الدفوف، ويحرضنهم بالأشعار . وطلب "[[طلحة بن أبي طلحة]]"، حامل لواء المشركين البراز، فبرز إليه علي عليه السلام فقتله .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص226، ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص114 .</ref> | ||
شنّ رماة المسلمين الذين كانوا في الشعب حملات عديدة لخيل المشركين، حيث رشقوا خيلهم بالنبل، حتى رُدّت على أعقابها.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص145.</ref> | شنّ رماة المسلمين الذين كانوا في الشعب حملات عديدة لخيل المشركين، حيث رشقوا خيلهم بالنبل، حتى رُدّت على أعقابها .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص145 .</ref> | ||
واقتتل الناس، وحميت الحرب. وحارب المسلمون دفاعاً عن دينهم، وعن وطنهم، ومن ثم شدّ أصحاب رسول الله ص على كتائب المشركين، فجعلوا يضربون وجوههم، حتى انتقضت صفوفهم.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص144.</ref> | واقتتل الناس، وحميت الحرب . وحارب المسلمون دفاعاً عن دينهم، وعن وطنهم، ومن ثم شدّ أصحاب رسول الله ص على كتائب المشركين، فجعلوا يضربون وجوههم، حتى انتقضت صفوفهم .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص144 .</ref> | ||
=== قتل أصحاب اللواء === | === قتل أصحاب اللواء === | ||
بعد مقتل "طلحة بن أبي طلحة" قائد لواء المشركين، حمل اللواء أخوه "عثمان بن أبي طلحة"، فقُتل، ثم "أبو سعيد" أخوهما، ثم "مسافع"، ثم "كلاب بن طلحة بن أبي طلحة"، ثم أخوه "الجلاس"، ثم "أرطأة بن شرحبيل"، ثم "شريح بن قانط"، ثم "صواب"، فقتلوا جميعاً، وبقي لواؤهم مطروحاً على الأرض، وهُزموا، حتى أخذته إحدى نسائهم، وهي "عمرة بنت علقمة الحارثية"، فتراجعت قريش إلى لوائها، وقيل: إن أصحاب اللواء بلغوا أحد عشر رجلاً.<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص427.</ref> | بعد مقتل "طلحة بن أبي طلحة" قائد لواء المشركين، حمل اللواء أخوه "عثمان بن أبي طلحة"، فقُتل، ثم "أبو سعيد" أخوهما، ثم "مسافع"، ثم "كلاب بن طلحة بن أبي طلحة"، ثم أخوه "الجلاس"، ثم "أرطأة بن شرحبيل"، ثم "شريح بن قانط"، ثم "صواب"، فقتلوا جميعاً، وبقي لواؤهم مطروحاً على الأرض، وهُزموا، حتى أخذته إحدى نسائهم، وهي "عمرة بنت علقمة الحارثية"، فتراجعت قريش إلى لوائها، وقيل: إن أصحاب اللواء بلغوا أحد عشر رجلاً .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص427 .</ref> | ||
وفي روايةٍ عن الإمام "[[جعفر الصادق]]" عليه السلام، بعد ذكره قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام لأصحاب اللواء: "'''وانهزم القوم، وطارت مخزوم، فضحها علي عليه السلام يومئذٍ'''".<ref>المفيد، الإرشاد: ص52، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص87.</ref> | وفي روايةٍ عن الإمام "[[جعفر الصادق]]" عليه السلام، بعد ذكره قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام لأصحاب اللواء: "'''وانهزم القوم، وطارت مخزوم، فضحها علي عليه السلام يومئذٍ'''" .<ref>المفيد، الإرشاد: ص52، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص87 .</ref> | ||
=== نصر المسلمين === | === نصر المسلمين === | ||
تفرقت كتائب المشركين بعد مقتل أصحاب اللواء، وانتكست رايتهم، وصار أصحاب الثغرة يرمونهم بالنبال، واقتتل الناس قتالاً شديداً، وأنزل الله نصره على المسلمين وكانت الهزيمة للمشركين.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج1، ص153.</ref> | تفرقت كتائب المشركين بعد مقتل أصحاب اللواء، وانتكست رايتهم، وصار أصحاب الثغرة يرمونهم بالنبال، واقتتل الناس قتالاً شديداً، وأنزل الله نصره على المسلمين وكانت الهزيمة للمشركين .<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج1، ص153 .</ref> | ||
واتبعهم المسلمون، يضعون السيف منهم حيث شاؤوا، حتى أجهضوهم، ووقعوا ينتهبون العسكر، ويأخذون ما فيه من الغنائم. وشوهدت هند وصواحبها منهزمات، وما دون أخذهن شيء لمن أراده.<ref>الطبرسي، مجمع البيان: ج2، 513، الواقدي، المغازي: ج1، 229.</ref> | واتبعهم المسلمون، يضعون السيف منهم حيث شاؤوا، حتى أجهضوهم، ووقعوا ينتهبون العسكر، ويأخذون ما فيه من الغنائم . وشوهدت هند وصواحبها منهزمات، وما دون أخذهن شيء لمن أراده .<ref>الطبرسي، مجمع البيان: ج2، 513، الواقدي، المغازي: ج1، 229 .</ref> | ||
=== هزيمة المسلمين بعد نصرهم === | === هزيمة المسلمين بعد نصرهم === | ||
عندما رأى أصحاب الثغرة المشركين يهربون، وأن المسلمين يغتنمون، اختلفوا فيما بينهم، فترك بعضهم الثغرة ونزل لأجل الغنيمة خشية أن لا يحظوا بشيء منها.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص156.</ref> | عندما رأى أصحاب الثغرة المشركين يهربون، وأن المسلمين يغتنمون، اختلفوا فيما بينهم، فترك بعضهم الثغرة ونزل لأجل الغنيمة خشية أن لا يحظوا بشيء منها .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص156 .</ref> | ||
فلما رأى "[[خالد بن الوليد]]" قلة الجنود على الثغرة، وأن ظهورهم أصبحت خالية، وخلاء الجبل، صاح في خيله، فمر بهم، وتبعه عكرمة في جماعة، فحملوا على من بقي في الثغرة، فقتلوهم جميعاً، ثم حملوا على المسلمين من خلفهم. ورأت قريش المنهزمة عودة رجالها للحرب، ورفعت الحارثية لواءهم الذي كان ملقى على الأرض، فعادوا للحرب من جديد.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص157.</ref> | فلما رأى "[[خالد بن الوليد]]" قلة الجنود على الثغرة، وأن ظهورهم أصبحت خالية، وخلاء الجبل، صاح في خيله، فمر بهم، وتبعه عكرمة في جماعة، فحملوا على من بقي في الثغرة، فقتلوهم جميعاً، ثم حملوا على المسلمين من خلفهم . ورأت قريش المنهزمة عودة رجالها للحرب، ورفعت الحارثية لواءهم الذي كان ملقى على الأرض، فعادوا للحرب من جديد .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص157 .</ref> | ||
[[ملف:التفاف خالد بن الوليد بجيشه.jpeg|تصغير]] | [[ملف:التفاف خالد بن الوليد بجيشه .jpeg|تصغير]] | ||
لم يتمكن المسلمون من مقاومة هذه الحملة الضارية، خصوصاً بعد أن تفرقت صفوفهم، وهم في طلب المغانم، فضاعوا بين أعداءهم، وكان همُ كل واحدٍ منهم ان ينجو بنفسه. ووصل العدو إلى رسول الله ص، وقيل: أنه شُجّ في وجهه، وكُلٍمت شفته، ودُث بالحجارة حتى وقع.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص235، الواقدي، المغازي: ج1، ص247، المعتزلي شرح نهج البلاغة: ج15، ص33.</ref> | لم يتمكن المسلمون من مقاومة هذه الحملة الضارية، خصوصاً بعد أن تفرقت صفوفهم، وهم في طلب المغانم، فضاعوا بين أعداءهم، وكان همُ كل واحدٍ منهم ان ينجو بنفسه . ووصل العدو إلى رسول الله ص، وقيل: أنه شُجّ في وجهه، وكُلٍمت شفته، ودُث بالحجارة حتى وقع .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص235، الواقدي، المغازي: ج1، ص247، المعتزلي شرح نهج البلاغة: ج15، ص33 .</ref> | ||
وكان رسول الله ص يدعو أصحابه بأسمائهم، وهم يصعدون ولا يلوون، ولا يعرج عليه أحد، والنبل تأتيه من كل ناحية، واستمروا في هزيمتهم حتى الجبل، وبعضهم استمر في هزيمته لثلاثة أيام.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص159.</ref> | وكان رسول الله ص يدعو أصحابه بأسمائهم، وهم يصعدون ولا يلوون، ولا يعرج عليه أحد، والنبل تأتيه من كل ناحية، واستمروا في هزيمتهم حتى الجبل، وبعضهم استمر في هزيمته لثلاثة أيام .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص159 .</ref> | ||
ولا صحة لقول أن رسول الله ص قد ترك موضعه وتراجع حتى بلغ الغار الذي في جبل أُحد، والدليل على ذلك: ما نُقل عن الإمام الصادق عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، لم يتزحزح من موقفه، ولم يتراجع قيد شعرة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص96، الطبرسي، إعلام الورى: ص83.</ref> | ولا صحة لقول أن رسول الله ص قد ترك موضعه وتراجع حتى بلغ الغار الذي في جبل أُحد، والدليل على ذلك: ما نُقل عن الإمام الصادق عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، لم يتزحزح من موقفه، ولم يتراجع قيد شعرة .<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص96، الطبرسي، إعلام الورى: ص83 .</ref> | ||
وفي ظل اشتداد القتال، وهروب أصحاب الرسول ص، كان "[[وحشي بن حرب]]" يراقب "[[حمزة بن عبد المطلب]]" عم رسول الله ص، من خلف شجرةٍ أو حجر، فأتاه من ورائه، فدفع عليه حربته، فأصابته،<ref>المقدسي، البدء والتاريخ: ج4، ص201.</ref> فأقبل حمزة نحوه، فغلب، فوقع، فلما استشهد، جاءه وحشي وأخذ حربته.<ref>المفيد، الإرشاد: ص50، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص84.</ref> | وفي ظل اشتداد القتال، وهروب أصحاب الرسول ص، كان "[[وحشي بن حرب]]" يراقب "[[حمزة بن عبد المطلب]]" عم رسول الله ص، من خلف شجرةٍ أو حجر، فأتاه من ورائه، فدفع عليه حربته، فأصابته،<ref>المقدسي، البدء والتاريخ: ج4، ص201 .</ref> فأقبل حمزة نحوه، فغلب، فوقع، فلما استشهد، جاءه وحشي وأخذ حربته .<ref>المفيد، الإرشاد: ص50، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص84 .</ref> | ||
وبعد استشهاده، أتت "هند بنت عتبة"، فمثلت به، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه ومذاكيره، ثم جعلت ذلك كالسوار في يدها، وقلائد في عنقها، وبقرت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تستغيثها.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص286، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص243، الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ج2، ص204.</ref> | وبعد استشهاده، أتت "هند بنت عتبة"، فمثلت به، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه ومذاكيره، ثم جعلت ذلك كالسوار في يدها، وقلائد في عنقها، وبقرت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تستغيثها .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص286، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص243، الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ج2، ص204 .</ref> | ||
=== دفاع علي (ع) عن الرسول (ص) === | === دفاع علي (ع) عن الرسول (ص) === | ||
حين انهزم وفرّ الناس، غضب رسول الله صلى الله عليه وآله، ونظر إلى جنبه، فإذا بأمير المؤمنين علي عليه السلام، فقال له: "ما لك لم تلحق ببني أبيك؟!. فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، أكفر بعد إيمان؟! إن لي بك أسوة".<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص95، الطبرسي، إعلام الورى: ص107.</ref> | حين انهزم وفرّ الناس، غضب رسول الله صلى الله عليه وآله، ونظر إلى جنبه، فإذا بأمير المؤمنين علي عليه السلام، فقال له: "ما لك لم تلحق ببني أبيك؟! . فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، أكفر بعد إيمان؟! إن لي بك أسوة" .<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص95، الطبرسي، إعلام الورى: ص107 .</ref> | ||
وأصبح أمير المؤمنين علي عليه السلام يذوب في الدفاع عن النبي ص، ويفرق كتائب المشركين التي كانت تقصدهم لكي تنال من رسول الله ص. حتى لم يعد من تلك الكتائب أي أحد.<ref>المفيد، الإرشاد: ص53.</ref> | وأصبح أمير المؤمنين علي عليه السلام يذوب في الدفاع عن النبي ص، ويفرق كتائب المشركين التي كانت تقصدهم لكي تنال من رسول الله ص . حتى لم يعد من تلك الكتائب أي أحد .<ref>المفيد، الإرشاد: ص53 .</ref> | ||
وقد أصيب عليه السلام بجراحٍ كثيرة، قيل أنها نيف وستون جراحة، من طعنة ورمية وضربة. فجعل رسول الله ص يمسحها وهي تلتئم كأن لم تكن.<ref>الطبرسي، مجمع البيان: ج2، ص509.</ref> | وقد أصيب عليه السلام بجراحٍ كثيرة، قيل أنها نيف وستون جراحة، من طعنة ورمية وضربة . فجعل رسول الله ص يمسحها وهي تلتئم كأن لم تكن .<ref>الطبرسي، مجمع البيان: ج2، ص509 .</ref> | ||
فنزل [[جبرائيل]] عليه السلام، فقال: "'''يا محمد، إن هذه المواساة، لقد عجبت [[الملائكة]] من مواساة هذا الفتى! فقال ص: وما يمنعه، وهو مني وأنا منه؟! فقال جبرائيل: وأنا منكما'''". ثم سمع منادٍ من السماء: | فنزل [[جبرائيل]] عليه السلام، فقال: "'''يا محمد، إن هذه المواساة، لقد عجبت [[الملائكة]] من مواساة هذا الفتى! فقال ص: وما يمنعه، وهو مني وأنا منه؟! فقال جبرائيل: وأنا منكما'''" . ثم سمع منادٍ من السماء: | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
سطر ١٦٥: | سطر ١٦٥: | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
فُسئل رسول الله ص عنه، فقال: هذا جبرائيل.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص197، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص114، الهندي، كنز العمال: ج15، ص126، ابن كثير، البداية والنهاية: ج6، ص5، ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص106، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص250.</ref> | فُسئل رسول الله ص عنه، فقال: هذا جبرائيل .<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص197، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص114، الهندي، كنز العمال: ج15، ص126، ابن كثير، البداية والنهاية: ج6، ص5، ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص106، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص250 .</ref> | ||
=== عودة المسلمين للقتال === | === عودة المسلمين للقتال === | ||
بلغ الناس الذين هربوا من المعركة واستقروا على الجبل، أن رسول الله ص قد قتل، فحاول بعض المنافقين التأثير عليهم للعودة إلى دين الكفر، وبعضهم حاول اقناعهم بالاستسلام وأخذ الأمان قريش.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص227، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص27.</ref> | بلغ الناس الذين هربوا من المعركة واستقروا على الجبل، أن رسول الله ص قد قتل، فحاول بعض المنافقين التأثير عليهم للعودة إلى دين الكفر، وبعضهم حاول اقناعهم بالاستسلام وأخذ الأمان قريش .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص227، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص27 .</ref> | ||
ثم أبشر "[[كعب بن مالك]]" المسلمين بأن النبي ص على قيد الحياة، فبدأوا يفيئونه زرافات، يذرهم ويحضّهم على القتال، وحرص أن يرجع بهم إلى مراكزهم الأولى، لأن ذلك سوف يجعل الجبل من خلفهم. فأبلوا على قلة عددهم بلاءً حسناً. وبقي بعض الذين كانوا على الجبل في أماكنهم لم يبرحوها ولم يتركوها.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص202.</ref> | ثم أبشر "[[كعب بن مالك]]" المسلمين بأن النبي ص على قيد الحياة، فبدأوا يفيئونه زرافات، يذرهم ويحضّهم على القتال، وحرص أن يرجع بهم إلى مراكزهم الأولى، لأن ذلك سوف يجعل الجبل من خلفهم . فأبلوا على قلة عددهم بلاءً حسناً . وبقي بعض الذين كانوا على الجبل في أماكنهم لم يبرحوها ولم يتركوها .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص202 .</ref> | ||
=== انتهاء المعركة === | === انتهاء المعركة === | ||
بعد أن استجمع ثلة من المسلمين قوتهم، والتفوا حول النبي ص، اتجهوا إلى جبل أحد، واستقروا في سفحه، ولم يجاوزوه، فأرعب ذلك المشركين، لما رأوه من عودة المسلمين إلى مراكزهم الأولى، وتجميع صفوفهم، وارتفاع معنوياتهم من جديد. وإن كان لا يزال البعض منهم فوق الجبل، فخاف المشركون أن ينال المسلمون منهم من جديد، ويفعلوا بهم كما فعلوا في بداية الحرب، ففضلوا إنهاء الحرب، والانسحاب بسلام، وهكذا كان. وحينئذٍ أعلن أبو سفيان انتهاء المعركة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص224.</ref> | بعد أن استجمع ثلة من المسلمين قوتهم، والتفوا حول النبي ص، اتجهوا إلى جبل أحد، واستقروا في سفحه، ولم يجاوزوه، فأرعب ذلك المشركين، لما رأوه من عودة المسلمين إلى مراكزهم الأولى، وتجميع صفوفهم، وارتفاع معنوياتهم من جديد . وإن كان لا يزال البعض منهم فوق الجبل، فخاف المشركون أن ينال المسلمون منهم من جديد، ويفعلوا بهم كما فعلوا في بداية الحرب، ففضلوا إنهاء الحرب، والانسحاب بسلام، وهكذا كان . وحينئذٍ أعلن أبو سفيان انتهاء المعركة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص224 .</ref> | ||
فأشرف على الجبل، ونادى بأعلى صوته: '''"أعل هبل'''". فأجابه النبي ص،<ref>ابن حبان، الثقات: ج1، ص231، الطبرسي، مجمع البيان: ج2، ص509.</ref> وقيل أنه صلى الله عليه وآله علّم علي عليه السلام فأجابه: "'''الله أعلى وأجل'''".<ref>ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص117، المجلسي، بحار الأنوار: ج56، ص97.</ref> | فأشرف على الجبل، ونادى بأعلى صوته: '''"أعل هبل'''" . فأجابه النبي ص،<ref>ابن حبان، الثقات: ج1، ص231، الطبرسي، مجمع البيان: ج2، ص509 .</ref> وقيل أنه صلى الله عليه وآله علّم علي عليه السلام فأجابه: "'''الله أعلى وأجل'''" .<ref>ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص117، المجلسي، بحار الأنوار: ج56، ص97 .</ref> | ||
بعد ذلك أرسل رسول الله ص علياً عليه السلام في آثار جيش قريش، لينظر، فإن كانوا قد ركبوا الإبل وجنبوا الخيل، فهم يريدون مكة، وإن كان العكس، فهم يريدون المدينة، فذهب عليه السلام وعاد، فأخبره بأنهم امتطوا الإبل.<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص440، الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص205.</ref> | بعد ذلك أرسل رسول الله ص علياً عليه السلام في آثار جيش قريش، لينظر، فإن كانوا قد ركبوا الإبل وجنبوا الخيل، فهم يريدون مكة، وإن كان العكس، فهم يريدون المدينة، فذهب عليه السلام وعاد، فأخبره بأنهم امتطوا الإبل .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص440، الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص205 .</ref> | ||
== الصلاة على الشهداء ودفنهم == | == الصلاة على الشهداء ودفنهم == | ||
[[ملف:شهداء غزوة أحد.jpg|تصغير|مكان دفن شهداء أحد]] | [[ملف:شهداء غزوة أحد .jpg|تصغير|مكان دفن شهداء أحد]] | ||
روى البعض أن النبي ص لم يصلّ على شهداء أحد، بخلاف ما يروي بعض أئمة الحديث.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442.</ref> والثابت والصحيح عن أئمة [[أهل البيت]] عليهم السلام أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد صلى عليهم ولم يغسلهم.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248.</ref> | روى البعض أن النبي ص لم يصلّ على شهداء أحد، بخلاف ما يروي بعض أئمة الحديث .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442 .</ref> والثابت والصحيح عن أئمة [[أهل البيت]] عليهم السلام أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد صلى عليهم ولم يغسلهم .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248 .</ref> | ||
وقد كبّر رسول الله ص على حمزة سبعاً أو سبعين تكبيرة،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص277.</ref> وبعد ذلك كفنه وحنّطه، لأنه كان قد جُرد من ثيابه، وباقي الشهداء لم يكفنوا باعتبار أن الشهيد لا يكفن في الإسلام.<ref>العاملي، الدر المنثور: ج1، ص135.</ref> | وقد كبّر رسول الله ص على حمزة سبعاً أو سبعين تكبيرة،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص277 .</ref> وبعد ذلك كفنه وحنّطه، لأنه كان قد جُرد من ثيابه، وباقي الشهداء لم يكفنوا باعتبار أن الشهيد لا يكفن في الإسلام .<ref>العاملي، الدر المنثور: ج1، ص135 .</ref> | ||
وأمرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدفن الشهداء في الأماكن التي استشهدوا بها.<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص541، الواقدي، المغازي: ج1، ص310.</ref> | وأمرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدفن الشهداء في الأماكن التي استشهدوا بها .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص541، الواقدي، المغازي: ج1، ص310 .</ref> | ||
== عدد شهداء أحد == | == عدد شهداء أحد == | ||
بلغ عدد شهداء غزوة أحد من المسلمين سبعين شهيداً، أربعة من [[المهاجرين]]، والباقي من الأنصار.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص300.</ref> ويلاحظ من هذا أن أكثر الشهداء كانوا من الأنصار. | بلغ عدد شهداء غزوة أحد من المسلمين سبعين شهيداً، أربعة من [[المهاجرين]]، والباقي من الأنصار .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص300 .</ref> ويلاحظ من هذا أن أكثر الشهداء كانوا من الأنصار . | ||
== عدد قتلى المشركين == | == عدد قتلى المشركين == | ||
يقال أن عدد قتلى المشركين في معركة أحد بلغ ثمانية عشر رجلاً،<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص22.</ref> وقيل: اثنان أو ثلاثة وعشرون،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص447.</ref> وقيل: ثمانية وعشرون.<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج15، ص54.</ref> وقيل أكثر من ذلك، لأن [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة ]] قد قتل لوحده منهم واحداً وثلاثين رجلاً.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص226.</ref> | يقال أن عدد قتلى المشركين في معركة أحد بلغ ثمانية عشر رجلاً،<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص22 .</ref> وقيل: اثنان أو ثلاثة وعشرون،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص447 .</ref> وقيل: ثمانية وعشرون .<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج15، ص54 .</ref> وقيل أكثر من ذلك، لأن [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة ]] قد قتل لوحده منهم واحداً وثلاثين رجلاً .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص226 .</ref> | ||
== غزوة أحد في القرآن الكريم == | == غزوة أحد في القرآن الكريم == | ||
لقد أشار [[القرآن الكريم]]، في [[سورة آل عمران]] إلى العديد من [[الآيات]] التي نزلت في "غزوة أحد". منها في أحداث المعركة، ومنها ما بعد المعركة. | لقد أشار [[القرآن الكريم]]، في [[سورة آل عمران]] إلى العديد من [[الآيات]] التي نزلت في "غزوة أحد" . منها في أحداث المعركة، ومنها ما بعد المعركة . | ||
وهذه الآيات تبدأ من الآية "121"، وتنتهي بالآية "179". | وهذه الآيات تبدأ من الآية "121"، وتنتهي بالآية "179" . | ||
== الهوامش == | == الهوامش == | ||
سطر ٢٠٦: | سطر ٢٠٦: | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
*'''القرآن الكريم'''. | *'''القرآن الكريم''' . | ||
*ابن الأثير، عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي، '''الكامل في التاريخ'''، بيروت، دار صادر، 1385 هـ. | *ابن الأثير، عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي، '''الكامل في التاريخ'''، بيروت، دار صادر، 1385 هـ . | ||
*ابن حبان البُستي، '''الثقات'''، الهند، د.ن، 1397 هـ. | *ابن حبان البُستي، '''الثقات'''، الهند، د .ن، 1397 هـ . | ||
*ابن كثير، إسماعيل بن عمر، '''البداية والنهاية'''، مكتبة المعارف، بيروت، 1966 م. | *ابن كثير، إسماعيل بن عمر، '''البداية والنهاية'''، مكتبة المعارف، بيروت، 1966 م . | ||
*ابن كثير، إسماعيل بن عمر، '''السيرة النبوية'''، دار المعرفة، بيروت، 1396 هـ. | *ابن كثير، إسماعيل بن عمر، '''السيرة النبوية'''، دار المعرفة، بيروت، 1396 هـ . | ||
*ابن هشام، أبو محمد بن عبد الملك، '''سيرة ابن هشام'''، د ن، مصر، 1355 هـ. | *ابن هشام، أبو محمد بن عبد الملك، '''سيرة ابن هشام'''، د ن، مصر، 1355 هـ . | ||
*البلاذري، أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر بن داوود، '''أنساب الأشراف'''، طبعة: ليدن، د م، د ت. | *البلاذري، أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر بن داوود، '''أنساب الأشراف'''، طبعة: ليدن، د م، د ت . | ||
*البيهقي، أحمد بن حسين بن علي بن موسى الخراساني، '''دلائل النبوة'''، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 هـ. | *البيهقي، أحمد بن حسين بن علي بن موسى الخراساني، '''دلائل النبوة'''، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 هـ . | ||
*الحلبي، إبراهيم بن محمد بن خليل برهان الدين، '''السيرة الحلبية'''، د ن، د م، 1320 هـ. | *الحلبي، إبراهيم بن محمد بن خليل برهان الدين، '''السيرة الحلبية'''، د ن، د م، 1320 هـ . | ||
*الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله، '''معجم البلدان'''، دار صادر، بيروت، الطبعة الثانية، 1995 م. | *الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله، '''معجم البلدان'''، دار صادر، بيروت، الطبعة الثانية، 1995 م . | ||
*الديار بكري، حسين بن محمد بن الحسن، '''تاريخ الخميس'''، د ن، مصر، 1383 هـ. | *الديار بكري، حسين بن محمد بن الحسن، '''تاريخ الخميس'''، د ن، مصر، 1383 هـ . | ||
*الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، '''تاريخ الإسلام'''، دار الكتاب العربي، بيروت، 1987 م. | *الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، '''تاريخ الإسلام'''، دار الكتاب العربي، بيروت، 1987 م . | ||
*السمهودي، نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن علي الحسني، '''وفاء الوفاء'''، د ن، بيروت، 1393 هـ. | *السمهودي، نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن علي الحسني، '''وفاء الوفاء'''، د ن، بيروت، 1393 هـ . | ||
*الشافعي، محمد بن عمر بحرق الحضرمي، '''حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار'''، تحقيق: محمد غسان نصوح عزقول، دار الحاوي، بيروت، 1998 م. | *الشافعي، محمد بن عمر بحرق الحضرمي، '''حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار'''، تحقيق: محمد غسان نصوح عزقول، دار الحاوي، بيروت، 1998 م . | ||
*الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، '''إعلام الورى'''، مطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، د ت. | *الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، '''إعلام الورى'''، مطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، د ت . | ||
*الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، '''مجمع البيان'''، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1379 هـ. | *الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، '''مجمع البيان'''، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1379 هـ . | ||
*الطبري، محمد بن جرير، '''تاريخ الأمم والملوك "تاريخ الطبري"'''، دار المعارف، مصر، د ت. | *الطبري، محمد بن جرير، '''تاريخ الأمم والملوك "تاريخ الطبري"'''، دار المعارف، مصر، د ت . | ||
*العاملي، جعفر المرتضى، '''الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)'''، دار الهادي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1995 م. | *العاملي، جعفر المرتضى، '''الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) '''، دار الهادي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1995 م . | ||
*العاملي، علي الكوراني، '''جواهر التاريخ "السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام"'''، الناشر: باقيات، المطبعة: وفا، الطبعة: الأولى، 1430هـ. | *العاملي، علي الكوراني، '''جواهر التاريخ "السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام"'''، الناشر: باقيات، المطبعة: وفا، الطبعة: الأولى، 1430هـ . | ||
*العاملي، علي بن حسن بن محمد بن زين الدين، '''الدر المنثور'''، مطبعة مهر استوار، قم، 1398 هـ. | *العاملي، علي بن حسن بن محمد بن زين الدين، '''الدر المنثور'''، مطبعة مهر استوار، قم، 1398 هـ . | ||
*القمي، علي بن إبراهيم بن هاشم، '''تفسير القمي'''، د ن، بيروت، 1387 هـ. | *القمي، علي بن إبراهيم بن هاشم، '''تفسير القمي'''، د ن، بيروت، 1387 هـ . | ||
*المالكي، حسن بن محمد المشاط، '''إنارة الدجى في مغازي خير الورى'''، دار المنهاج، جدة، الطبعة الثانية، 1426 هـ. | *المالكي، حسن بن محمد المشاط، '''إنارة الدجى في مغازي خير الورى'''، دار المنهاج، جدة، الطبعة الثانية، 1426 هـ . | ||
*المباركفوري، صفي الرحمن، '''الرحيق المختوم'''، دار الهلال، بيروت، الطبعة الأولى، د ت. | *المباركفوري، صفي الرحمن، '''الرحيق المختوم'''، دار الهلال، بيروت، الطبعة الأولى، د ت . | ||
*المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1403 هـ. | *المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1403 هـ . | ||
*المعتزلي، ابن أبي حديد، '''شرح نهج البلاغة'''، دار إحياء التراث العربي، مصر، 1385 هـ. | *المعتزلي، ابن أبي حديد، '''شرح نهج البلاغة'''، دار إحياء التراث العربي، مصر، 1385 هـ . | ||
*المفيد، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام المذحجي العكبري، '''الإرشاد'''، مطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، 1392 هـ. | *المفيد، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام المذحجي العكبري، '''الإرشاد'''، مطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، 1392 هـ . | ||
*المقدسي، محمد بن طاهر، '''البدء والتاريخ'''، د ن، د م، 1988 م. | *المقدسي، محمد بن طاهر، '''البدء والتاريخ'''، د ن، د م، 1988 م . | ||
*الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي، '''كنز العمال'''، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409 هـ. | *الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي، '''كنز العمال'''، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409 هـ . | ||
*الهيثمي، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان، '''مجمع الزوائد'''، د ن، د م، 1967 م. | *الهيثمي، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان، '''مجمع الزوائد'''، د ن، د م، 1967 م . | ||
*الواقدي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي، '''المغازي'''، انتشارات اسماعيليان، طهران، د ت. | *الواقدي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي، '''المغازي'''، انتشارات اسماعيليان، طهران، د ت . | ||
*جعفريان، رسول، '''سيرة سيد الأنبياء والمرسلين محمد ص'''، ترجمة: علي هاشم الأسدي، مشهد، الطبعة الأولى، 1427 هـ. | *جعفريان، رسول، '''سيرة سيد الأنبياء والمرسلين محمد ص'''، ترجمة: علي هاشم الأسدي، مشهد، الطبعة الأولى، 1427 هـ . | ||
*خطاب، محمد شيت، '''الرسول القائد'''، دار الفكر، بيروت، الطبعة السادسة، 1422 هـ. | *خطاب، محمد شيت، '''الرسول القائد'''، دار الفكر، بيروت، الطبعة السادسة، 1422 هـ . | ||
*مغلطاي، أبو عبد الله علاء الدين، '''سيرة مغلطاي'''، د ن، مصر، 1326 هـ. | *مغلطاي، أبو عبد الله علاء الدين، '''سيرة مغلطاي'''، د ن، مصر، 1326 هـ . | ||
*هيكل، محمد حسنين، '''حياة محمد'''، د ن، مصر، الطبعة الأولى، 1354 هـ. | *هيكل، محمد حسنين، '''حياة محمد'''، د ن، مصر، الطبعة الأولى، 1354 هـ . | ||
{{غزوات الرسول (ص)}} | {{غزوات الرسول (ص) }} | ||
[[fa:غزوه احد]] | [[fa:غزوه احد]] |