مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة أحد»
←استشارة النبي ص لأصحابه
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia |
||
سطر ٧٥: | سطر ٧٥: | ||
===استشارة النبي ص لأصحابه=== | ===استشارة النبي ص لأصحابه=== | ||
يقول المؤرخون: أنه لما اقترب [[المشركون]] من [[المدينة]]، وانتشر الحراس من [[المسلمين]] فيها، وخصوصاً حول [[المسجد النبوي|مسجد الرسول]] {{صل}}، جمع رسول الله أصحابه للتشاور في أمر الجيش والذي لم يواجه المسلمون مثله من قبل عدةً وعتاداً.<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص86.</ref> | يقول المؤرخون: أنه لما اقترب [[المشركون]] من [[المدينة]]، وانتشر الحراس من [[المسلمين]] فيها، وخصوصاً حول [[المسجد النبوي|مسجد الرسول]] {{صل}}، جمع رسول الله أصحابه للتشاور في أمر الجيش والذي لم يواجه المسلمون مثله من قبل عدةً وعتاداً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص86.</ref> | ||
ويُذكر أيضاً، أن رسول الله {{صل}} أخبر [[الصحابة|أصحابه]] أنه رأى في منامه الشريف، بقراً يذبح، وأن في سيفه ثلمة، وأنه في درع حصينة، فأول البقر: بناسٍ من أصحابه يقتلون. والثلمة: برجلٍ من [[أهل البيت|أهل بيته]] يقتل. والدرع: بالمدينة.<ref>تاريخ الطبري: ج2، ص58، البداية والنهاية: ج4، ص9، سيرة النبي المختار: ص277.</ref> | ويُذكر أيضاً، أن رسول الله {{صل}} أخبر [[الصحابة|أصحابه]] أنه رأى في منامه الشريف، بقراً يذبح، وأن في سيفه ثلمة، وأنه في درع حصينة، فأول البقر: بناسٍ من أصحابه يقتلون. والثلمة: برجلٍ من [[أهل البيت|أهل بيته]] يقتل. والدرع: بالمدينة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص58، ابن كثير، البداية والنهاية: ج4، ص9، الشافعي، سيرة النبي المختار: ص277.</ref> | ||
اختلفت آراء أصحاب رسول الله {{صل}} بين البقاء في المدينة والدفاع عنها،<ref>دلائل النبوة | اختلفت آراء أصحاب رسول الله {{صل}} بين البقاء في المدينة والدفاع عنها،<ref>البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص201، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419.</ref> وبين الخروج من المدينة لملاقاة جيش المشركين، محتجين بذلك: "بأن إقامتهم في المدينة ستجعل عدوهم يظن فيهم الجبن". وكان رأي الأكثرية من أصحابه.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج4، ص5.</ref> | ||
فنزل رسول الله {{صل}} على رأي الأكثرية، ودخل إلى منزله ليلبس لامة الحرب. وفي هذه الأثناء أدركهم الندم على إصرارهم على النبي {{صل}} بالخروج، والذي كان رأيه صلى الله عليه وآله وسلم بالبقاء في المدينة.<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص88.</ref> فلما خرج النبي عليهم وهو لابس لامة الحرب وليتوجه مع أصحابه لحرب قريش، قالوا: "يا رسول الله، أمكث كما أمرتنا. فقال {{صل}}: ما ينبغي [[النبي|لنبي]] أخذ لامة الحرب أن يرجع حتى يقاتل".<ref>تاريخ الإسلام | فنزل رسول الله {{صل}} على رأي الأكثرية، ودخل إلى منزله ليلبس لامة الحرب. وفي هذه الأثناء أدركهم الندم على إصرارهم على النبي {{صل}} بالخروج، والذي كان رأيه صلى الله عليه وآله وسلم بالبقاء في المدينة.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص88.</ref> فلما خرج النبي عليهم وهو لابس لامة الحرب وليتوجه مع أصحابه لحرب قريش، قالوا: "يا رسول الله، أمكث كما أمرتنا. فقال {{صل}}: ما ينبغي [[النبي|لنبي]] أخذ لامة الحرب أن يرجع حتى يقاتل".<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام: ج2، ص165.</ref> | ||
ومما أثاره المؤرخون في هذا الصدد: هو هل أن رأي رسول الله {{صل}} بالبقاء في المدينة، [[الوحي|وحياً]] أم رأياً خاصاً؟ | ومما أثاره المؤرخون في هذا الصدد: هو هل أن رأي رسول الله {{صل}} بالبقاء في المدينة، [[الوحي|وحياً]] أم رأياً خاصاً؟ | ||
يجاب على هذا التساؤل بالقول: لو كان الحكم بالبقاء في المدينة حكماً إلهياً لثبت عليه رسول الله {{صل}}، أو على الأقل لظل فيها بعد رجوع أصحابه عن إصرارهم بالخروج لملاقاة الأعداء. فرأي النبي ص كان رأياً شخصياً وليس وحياً.<ref>سيرة سيد الأنبياء والمرسلين: ص656.</ref> | يجاب على هذا التساؤل بالقول: لو كان الحكم بالبقاء في المدينة حكماً إلهياً لثبت عليه رسول الله {{صل}}، أو على الأقل لظل فيها بعد رجوع أصحابه عن إصرارهم بالخروج لملاقاة الأعداء. فرأي النبي ص كان رأياً شخصياً وليس وحياً.<ref>جعفريان، سيرة سيد الأنبياء والمرسلين: ص656.</ref> | ||
ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم.<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ.</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً.<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93.</ref> | ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم.<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ.</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93.</ref> | ||
=== تجهيز المسلمين للمعركة === | === تجهيز المسلمين للمعركة === |