انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سرداب الغيبة»

أُضيف ١٬٦٦١ بايت ،  ٢٢ يوليو ٢٠٢١
imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ٢٧: سطر ٢٧:
حيث ذكر ياقوت الحموي ([[626 هـ]]) مزاعم في كتابه معجم البلدان عند الكلام حول [[سامراء]]، والملاحظ أنه أول من قال بخروج [[الإمام المهدي (ع)|المهدي]] من السرداب، فنسب الاعتقاد بذلك إلى [[الشيعة]]، وقال: وبها (سامراء) [[سرداب الغيبة|السرداب]] المعروف في جامعها الذي تزعم [[الشيعة]] أنّ مهديّهم يخرج منه... ثم قال: وخربت - [[سامراء]] - فلم يبق منها إلاّ موضع المشهد الذي تزعم [[الشيعة]] أنّ به سرداب [[القائم|القائم المهدي]].<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 3، ص 173.</ref>  
حيث ذكر ياقوت الحموي ([[626 هـ]]) مزاعم في كتابه معجم البلدان عند الكلام حول [[سامراء]]، والملاحظ أنه أول من قال بخروج [[الإمام المهدي (ع)|المهدي]] من السرداب، فنسب الاعتقاد بذلك إلى [[الشيعة]]، وقال: وبها (سامراء) [[سرداب الغيبة|السرداب]] المعروف في جامعها الذي تزعم [[الشيعة]] أنّ مهديّهم يخرج منه... ثم قال: وخربت - [[سامراء]] - فلم يبق منها إلاّ موضع المشهد الذي تزعم [[الشيعة]] أنّ به سرداب [[القائم|القائم المهدي]].<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 3، ص 173.</ref>  


ثم جاء [[ابن تيمية]] ([[728 هـ]]) وأضاف: أنهم يجعلون ينتظرونه فيها، كالسرداب الذي [[سامراء|بسامراء]] الذي يزعمون أنه غائب فيه،... وقد يقيمون هناك دابّة، إمّا بغلة وإمّا فَرَساً وإمّا غير ذلك ليركبها إذا خرج، ويُقيمون هنــاك إما في طـــرفي النهار وإما في أوقات أُخر مَن ينــادي عليه بالخروج: يا مولانا اخرج يامولانا اخرج. ويُشهرون السلاح ولا أحد هناك يقاتلهم. وفيهم من يقوم في أوقات الصلاة دائماً لا يصلّي خشية أن يخرج وهو في الصلاة فيشتغل بها عن خروجه وخدمته.<ref>ابن تيمية، ''منهاج السنة النبوية''، ج 1، ص 44 - 45.</ref>
ثم جاء [[ابن تيمية]] ([[728 هـ]]) وأضاف: أنهم يقيمون هناك دابّة، إمّا بغلة وإمّا فَرَساً وإمّا غير ذلك ليركبها إذا خرج، ويُقيمون هنــاك إما في طـــرفي النهار وإما في أوقات أُخر مَن ينــادي عليه بالخروج: يا مولانا اخرج يامولانا اخرج.<ref>ابن تيمية، ''منهاج السنة النبوية''، ج 1، ص 44 - 45.</ref>


بقيت التهمة تنتقل من كاتب إلى آخر على مر القرون، وهي تتطور في الأذهان، حتى بلغ ببعضهم [[ابن خلدون|كابن خلدون]] ([[808 هـ]]) أن يذكر أنَّ السرداب في [[مدينة الحلة|مدينة الحلَّة]] [[العراق|بالعراق]]،<ref>ابن خلدون، ''مقدمة ابن خلدون''، ج 1، ص 199؛ ابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ج 2، ص 198؛ الفزاري، ''صبح الأعشى في كتابة الإنشا''، ج 13، ص 232.</ref> بينما قال آخر أنّ السرداب في [[الري]].<ref>الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، ج‌ 2، ص 75.</ref>
بقيت التهمة تنتقل من كاتب إلى آخر على مر القرون، وهي تتطور في الأذهان، حتى بلغ ببعضهم [[ابن خلدون|كابن خلدون]] ([[808 هـ]]) أن يذكر أنَّ السرداب في [[مدينة الحلة|مدينة الحلَّة]] [[العراق|بالعراق]]،<ref>ابن خلدون، ''مقدمة ابن خلدون''، ج 1، ص 199؛ ابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ج 2، ص 198؛ الفزاري، ''صبح الأعشى في كتابة الإنشا''، ج 13، ص 232.</ref> بينما قال آخر أنّ السرداب في [[الري]].<ref>الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، ج‌ 2، ص 75.</ref>
لكن الشيعة اتفقوا بكل علمائهم وكتّابهم بأن هذا الادعاء غير صحيح؛ لأن الإمام يظهر في مكة المكرمة، وأن السرداب هو مبيت الثلاثة من [[الأئمة]]{{هم}} ومعبدهم طوال مدة إقامتهم فيه، و كذلك لأنّه حظي فيه عدة من الصلحاء بلقائه{{عج}}.<ref>المحلاتي، ''مآثر الكبراء''، ج 1، ص 288؛ النوري، ''كشف الأستار''، ص 221.</ref>
يقول [[العلامة الأميني]] ([[1390 هـ]]) في رده على [[ابن تيمية]]: وفرية السرداب أشنع، وإن سبقه إليها غيره من مؤلفي [[أهل السنة]]، لكنه زاد في الطنبور نغمات بضم الحمير إلى الخيول وادعائه اطّراد العادة في كل ليلة واتصالها منذ أكثر من ألف عام، و[[الشيعة]] لا ترى أن [[الغيبة (عقيدة)|غيبة]] الإمام في السرداب، ولاهم غيبوه فيه، ولا إنه يظهر منه، وإنما اعتقادهم المدعوم بأحاديثهم أنه يظهر ب[[مكة|مكة المعظمة]] تجاه [[الكعبة|البيت]]، ولم يقل أحد في السرداب: إنه مغيب ذلك النور، وإنما هو سرداب دار الأئمة بسامراء، وإن من المطرد إيجاد السراديب في الدور وقاية من قايظ الحر، وإنما اكتسب هذا السرداب بخصوصه الشرف الباذخ لانتسابه إلى أئمة الدين، وإنه كان مبوء لثلاثة منهم كبقية مساكن هذه الدار المباركة، وهذا هو الشأن في بيوت الأئمة عليهم السلام ومشرفهم النبي الأعظم في أي حاضرة كانت، فقد أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.<ref> الأميني، ''الغدير في الكتاب والسنة والأدب''، ج 3، ص 308. </ref>


==عمارة السرداب==
==عمارة السرداب==
مستخدم مجهول