الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإحرام»

'''الإحرام''' يراد به في اصطلاح [[ الفقهاء]] [[الإهلال]] بالحج أو [[العمرة]] عمل مخصوص مع [[النية]] ولبس الثوبين و [[التلبية]]؛ لدخوله في حرمة اللَّه{{عز وجل}}التي لا تهتك. وقد يطلق على الدخول في [[الصلاة]] أيضاً، لكنهم يستعملون كلمة الإحرام مقرونة بالتكبيرة، فيقولون: [[تكبيرة الإحرام]]، ويسمونها بالتحريمة.

الإحرام مصدر أحرم الرجل يحرم إحراماً، أصله حَرّم بمعنى المنع والتشديد. <ref>بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، ج2، ص45.</ref> ومعناه: إمّا الدخول في شي‏ء له حرمة زماناً أو مكاناً كما يقال: أحرم الرجل، أي دخل في [[الشهر الحرام]] أو دخل في [[الحرم]]، وإمّا الدخول في عهد أو ميثاق أو ذمّة إذا دخل في حرمة لا تهتك. وقد يأتي بمعنى إيجاد الحرمة على نفسه، يقال: أحرمت الشي‏ء بمعنى حرّمته على نفسي. ومن معانيه أيضاً الإهلال [[بالحج]] أو [[العمرة]]؛ لأنّه يحرم عليه ما كان حلالًا له من قبل.<ref>الأزهري، تهذيب اللغة، ج5، ص44.</ref>.

يراد به في اصطلاح [[الفقيه|الفقهاء]] الإهلال [[الحج| بالحج]] أو [[العمرة]] بنسك مخصوص من [[النية]] ولبس الثوبين و [[التلبية]]؛ لدخوله في حرمة اللَّه التي لا تهتك.<ref>الخوئي، معتمد العروة الوثقى، ج2، ص377.</ref>وهناك خلاف في كلمات الفقهاء إلى حقيقة الإحرام وما ينعقد به، كما سيأتي. وقد يطلق على الدخول في [[الصلاة]] أيضاً، لكنّهم يستعملون مادّته مقرونة بالتكبيرة، فيقولون: [[تكبيرة الإحرام]]،<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج18، ص197.</ref>ويسمّونها بالتحريمة.

من يصح منه الإحرام، ويبحث فيه عن من يصح منه الإحرام، كالمسلم العاقل [[البلوغ|البالغ]] ومن لايصح منهو كالصبي و المجنون و المغمى عليه و [[الحيض|الحائض]] و العبد.

مقدمات الإحرام، ذكر بعض الفقهاء اموراً يأتي بها المحرم قبل الإحرام، وإن لم يكن بعضها دخيلًا في الإحرام، بل هو من مقدمات بعض أعمال الحج أو العمرة كتوفير شعر الرأس لغرض [[الحلق أو التقصير]]، لكنهم تعرضوا لها لمناسبتها بالمقام ولتقدّمها على الإحرام خارجاً، فالمشهور استحبابها جميعاً، وإن اختلف في بعضها.

يعتبر في الإحرام [[النية]] بلا خلاف،<ref>الطباطبائي، الرياض، ج6، ص235.</ref>بل [[الإجماع]]؛ لكونه من العبادات التي لا تصح بدون نية، مضافاً إلى دلالة بعض النصوص الواردة في كيفية النية و استحباب التلفظ بها، وأنّه لا ينعقد الإحرام إلّا بالنية.<ref>المحقق الكركي، جامع المقاصد، ج3، ص165.</ref>  

يشترط في إحرام الحج والعمرة وقوعه في ميقات خاص، والميقات من التوقيت وهو أن يجعل للشي‌ء وقت يختص به ثمّ اتسع فيه فاطلق على المكان، ويطلق على الحد والمقدار للشي‌ء أيضاً وفي اصطلاح الفقهاء اطلق على المواضع والأزمنة الخاصّة للإحرام الذي هو الشروع لمناسك الحجّ والعمرة. ومنه يعلم أنّ للإحرام نوعين من الميقات:

اشتراط التحلل، يستحب للمحرم اشتراط التحلل على اللَّه تعالى، فلو اشترط ذلك عند مرض أو جرح أو كسر ونحوها من العوارض الطارئة على البدن ارتفع وجوب إتمام [[المستحب|المندوب]] و [[الواجب]] في تلك السَنة من حج أو عمرة، كما أنّه يرفع استدامة الإحرام ويحل له المحرمات التي كانت عند إحرامه.

لا إشكال في بطلان الإحرام بمعنى عدم انعقاده من أول الأمر فيما إذا أخل بأحد الشروط المعتبرة في صحته، كما إذا أحرم قبل [[الميقات|المواقيت]] بلا [[النذر|نذر]] أو احرم بلا [[التلبية|تلبية]] أو غير ذلك، إلّا أنّه وقع البحث في بطلان الإحرام بعد انعقاده في بعض الموارد.<ref>موسوعة الفقه الإسلامي</ref>

*الأزهري، محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، دار القومية العربية للطباعة، القاهرة، 1964م.

*النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.

*الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، مؤسسة أل البيت لإحياء التراث، قم ـ إيران، 1410هـ.

*الطباطبائي، سيد علي، الرياض، مؤسسة النشر الإسلامي، قم ـ إيران، 1413هـ.

*المحقق الكركي، علي بن الحسين بن عبد العالي، جامع المقاصد، مؤسسة أل البيت لإحياء التراث، ط1، قم ـ إيران، 1408هـ.