انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وفاة النبي (ص)»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi
لا ملخص تعديل
imported>Nabavi
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{تطوير مقال}}
{{تطوير مقال}}
{{تاريخ صدر الإسلام}}'''وفاة النبي''' (ص) كانت في السنة 11ه يوم الإثنين كما هو متفق عليه، ولكن تضاربت الآراء في تحديد ساعته وشهره. يرى [[أهل السنة]] بأن [[الرسول]] توفي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، بينما [[الشيعة]] تعتقد أنها كانت في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر. إن فقدان الرسول يكون منعطفاٌ مصيرياً [[المسلمين|للمسلمين]] كافة، كما يُعد نقطة بداية إنقسام المسلمين إلي فريقين أساسيين، الأول؛ المؤيدون لمن تعيّن في إجتماع السقيفة، بالإضافة إلى المبايعين والخاضعين للأمر الواقع، من يطلق عليهم عنوان [[أهل السنة والجماعة]] وهم الأغلبية، والثاني؛ الموالون [[أهل بيت النبوة|لأهل بيت النبوة]]، من سُمّوا [[شيعة علي (ع)|بشيعة علي]] وفيما بعد [[الشيعة|بالشيعة]] وهم في الأقلية.
{{تاريخ صدر الإسلام}}'''وفاة النبي''' (ص) كانت في السنة 11ه يوم الإثنين كما هو متفق عليه، ولكن تضاربت الآراء في تحديد ساعته وشهره. يرى [[أهل السنة]] بأن [[الرسول]] توفي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، بينما [[الشيعة]] تعتقد أنها كانت في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر. إن فقدان الرسول يكون منعطفاٌ مصيرياً [[المسلمين|للمسلمين]] كافة، كما يُعد نقطة بداية لإنقسام المسلمين إلي فريقين أساسيين، الأول؛ المؤيدون لمن تعيّن في إجتماع السقيفة، وإلى جانبهم المبايعون والخاضعون للأمر الواقع، من يطلق عليهم عنوان [[أهل السنة والجماعة]] وهم الأغلبية، والثاني؛ الموالون [[أهل بيت النبوة|لأهل بيت النبوة]]، من سُمّوا [[شيعة علي (ع)|بشيعة علي]] وفيما بعد عرفوا [[الشيعة|بالشيعة]] وهم في الأقلية.
==مجريات ما قبل الوفاة==
==مجريات ما قبل الوفاة==


===جيش أسامة===
===جيش أسامة===
{{مفصلة|جيش أسامة}}
{{مفصلة|جيش أسامة}}
طبقاً للمصادر التاريخية أن النبي مرض بالتزامن مع تأميره [[أسامة بن زيد]] وبعثه على رأس جيش لمواجهة جيش الروم حيث قتل أبيه للتوّ في [[حرب مؤتة]] معهم. ولما مرض رسول الله (ص) مرض الموت، أوفد [[أسامة بن زيد بن حارثة]] إلى مقتل أبيه، فقال له: لقد وليتك على هذا الجيش، وإن أظفرك الله بالعدو، فاقلل اللبث، وانطلق أسامة، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وبن أبي وقاص وغيرهم،<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص160-161.</ref>لكن هذا الإنتداب لم يطل لذرائع مختلفة فتخلّفوا من الإلتحاق إلى الجيش والإنقياد لأوامر قائده المنصوب بأمر من رسول الله بالرغم من تأكيده على تجهيز الجيش و الإسراع في بعثه.
طبقاً للمصادر التاريخية أن النبي مرض بالتزامن مع تأميره [[أسامة بن زيد]] وبعثه على رأس جيش لمواجهة جيش الروم حيث قتل أبوه للتوّ في [[حرب مؤتة]] معهم. ولما مرض رسول الله (ص) مرض الموت، أوفد [[أسامة بن زيد بن حارثة]] إلى مقتل أبيه، فقال له: لقد وليتك على هذا الجيش، وإن أظفرك الله بالعدو، فاقلل اللبث، وانطلق أسامة، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وبن أبي وقاص و...<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص160-161.</ref>لكن حسب المصادر هذا الإنتداب لم يطل أمده لأسباب مختلفة فتخلّفوا من الإلتحاق إلى الجيش والإنقياد لأوامر قائده الشاب أسامة المنصوب بأمر من رسول الله بالرغم من تأكيده على تجهيز هذا الجيش و الإسراع في بعثه.


ثم ثقل رسول الله (ص) في مرضه، فكان يؤكد كراراً بتجهيز وإرسال [[جيش أسامة]]، فنزل أسامة يوم الأحد وكان المرض إشتد بالنبي، فورد عليه ولا يتكلم لكن جعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة كأنه يدعو له. ورجع أسامة إلى معسكره بالجرف خارج المدينة.
ثم ثقل رسول الله (ص) في مرضه، فكان يؤكد كراراً بتجهيز وإرسال [[جيش أسامة]]، فنزل أسامة يوم الأحد وكان المرض إشتد بالنبي، فورد عليه ولا يتكلم لكن جعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة كأنه يدعو له. ورجع أسامة إلى معسكره بالجرف خارج المدينة.
وذكروا بأنه (أسامة) دخل يوم الإثنين والرسول مفيقاً فلما جاءه أسامة قال له: "أغد على بركة الله" فودعه أسامة وخرج إلى المعسكر، إلا أنه فبل مغادرته أخبروه أن النبي يموت. فأقبل إلى رسول الله وهو يجود بنفسه فتوفي ذلك اليوم.<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج6،ص249.</ref> ودخل [[بريدة بن الحصيب]] باللواء فركزه عند باب رسول الله وهو مغلق، [[علي(ع)|وعلي]] وبعض [[بني هاشم]] قائمين بإعداد جهازه وغسله، فهنا قال العباس [[علي بن أبي طالب|لعلي بن أبي طالب]] وهما في الدار: أمدد يدك أبايعك، فيقول الناس: عمّ رسول الله بايع ابن عمّ رسول الله فلا يختلف عليك إثنان، إلا أنه لم يكترث بالأمر منشغلاً بجهاز النبي (ص).<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص161.</ref>
وذكروا بأنه (أسامة) دخل يوم الإثنين والرسول مفيقاً فلما جاءه أسامة قال له: "أغد على بركة الله" فودعه أسامة وخرج إلى المعسكر، إلا أنه فبل مغادرته أخبروه أن النبي يموت. فأقبل إلى رسول الله وهو يجود بنفسه فتوفي ذلك اليوم.<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج6،ص249.</ref> ودخل [[بريدة بن الحصيب]] باللواء فركزه عند باب رسول الله وهو مغلق، [[علي(ع)|وعلي]] وبعض [[بني هاشم]] قائمين بإعداد جهازه وغسله، فهنا قال العباس [[علي بن أبي طالب|لعلي بن أبي طالب]] وهما في الدار: أمدد يدك أبايعك، فيقول الناس: عمّ رسول الله بايع ابن عمّ رسول الله فلا يختلف عليك إثنان، إلا أن الظاهر لم يكترث علي بالأمر وهومنشغل بجهاز النبي (ص).<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص161.</ref>
===النبي طريح الفراش===
===النبي طريح الفراش===
لازم رسول الله الفراش حوالي أسبوعين إلى أن واراه الثرى. وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج4،ص26.</ref> عن إبن إسحاق قال: ...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلَى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج2، ص642.</ref>
لازم رسول الله الفراش مدة ذكروا أقصاه أسبوعين إلى أن واراه الثرى. وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج4،ص26.</ref> عن إبن إسحاق قال: ...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلَى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج2، ص642.</ref>


بدأ بعض التطاولات على مكانة الرسول في هذه المدة يبرز إلى العلن واحداً تلو الآخر، والأمر يوحي وكأنه كان موضع الترقّب من قبل بعض الشخصيات منذ زمن. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب وإما على الإجمال.
بدأ بعض التطاولات على مكانة الرسول في هذه المدة يبرز إلى العلن واحداً تلو الآخر، والأمر يوحي وكأنه كان موضع الترقّب من قبل بعض الشخصيات منذ زمن. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب وإما بالإجمال.


===مرض النبي وما أدّى إلى وفاته===
===مرض النبي وما أدّى إلى وفاته===
يرى الكثير من المؤرخين بأن العلة الرئيسية لمرض النبي المودي بحياته هو تسمّمه بالسمّ الذي دسّته إمرأة من [[اليهود]] في طعامه يوم فتح خيبر إنتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص677-678؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247 نقلاً عن الصحيح من السيرة للعاملي، ج32، ص213.</ref>
يرى الكثير من المؤرخين بأن العلة الرئيسية لمرض النبي المودي بحياته هو تسمّمه بالسمّ الذي دسّته إمرأة من [[اليهود]] في طعامه يوم فتح خيبر إنتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص677-678؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247 نقلاً عن الصحيح من السيرة للعاملي، ج32، ص213.</ref>


في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان [[علي بن أبي طالب]] يتولى أموره خاصة وأن الفترة تزامنت إرسال [[جيش أسامة]] لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهم.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص159.</ref>
في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان [[علي بن أبي طالب]] يتولى أموره خاصة وأن الفترة تزامنت إرسال [[جيش أسامة]] لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة الجراح وغيرهم.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص159.</ref>


===وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب ===
===وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب ===
إضافة إلى المرات التي سبقت وأن أوصى وأكد على كثير من الأمور في مناسبات متعددة، أوصى الرسول ببعض منها وحثّ عليها بوجه خاص في فترة مرضه المؤدي إلى وفاته.
إضافة إلى المرات التي سبقت وأن أوصى وأكد على كثير من الأمور في مناسبات متعددة، أوصى الرسول هذه المرة -في فترة مرضه المؤدي إلى وفاته- ببعض مما سبق بوجه خاص وحثّ على أخر مستحدثات أيضاً.
====ما أمر به أو حثّ عليه ليقضى في حياته====  
====ما أمر به أو حثّ عليه ليقضى في حياته====  
*تجهيز جيش أسامة وبعثه
*تجهيز جيش أسامة وبعثه
سطر ٣٣: سطر ٣٣:


=====حديث الكتاب=====
=====حديث الكتاب=====
فيما يتعلق بالوصية التي أراد النبي أن يكتبها كي تبقى كسند للأمة ولا تبقي مجالاً للتأويلات والقراءات المختلفة لدى أحد أو فريق من المسلمين بعده تفادياً للإستئثار بالحكم أو المقام، يوافينا التاريخ بمعلومات وفيرة، منها:
فيما يتعلق بالوصية التي أراد النبي أن يكتبها لتبقى سنداٌ وثیقاٌ للأمة ولا تبقي مجالاً لتأويلات وقراءات مختلفة لدى أحد أو فريق من المسلمين بعده تفادياً للإستئثار بالحكم أو المكانة، ولكنها لم ترى النور كما هو مشهور لدى الجميع، يوافينا التاريخ بمعلومات وفيرة، منها:


كان إبن عباس كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من [[قلم وقرطاس]] (أو كَتِفٍ) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إنّ [[الرزية]] كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.<ref>إبن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص451.</ref>
ما رواه ابن كثير بأن: كان إبن عباس كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من [[قلم وقرطاس]] (أو كَتِفٍ) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إنّ [[الرزية]] كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.<ref>إبن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص451.</ref>


يعرف هذا اليوم [[يوم الرزية|بيوم الرزية]] أيضاً، وتعتقد [[الإمامية]] أن مبتغى الرسول من الكتاب، ما كان إلا التصريح بمن تكون ولاية المسلمين على عهدته وهو [[علي بن أبي طالب]]، الذي أثبتت له [[الولاية]] قبل ذلك في مواقف أخرى بحسب [[النصّ]] القرآني والنبوي<></>إلا أن هناك جمع لم يقتنع بذلك فتضاربت الأقوال وتعارضت النصوص بل تطاولت الأعناق وبأنواع الأساليب إلى المقام هذا واستأثروا به على غرار "الحكم لمن غلب".
يعرف هذا اليوم [[يوم الرزية|بيوم الرزية]] أيضاً عند الشيعة الإمامية كما تعتقد أن مبتغى الرسول من الكتاب، ما كان إلا التصريح بمن تكون على عهدته ولاية المسلمين ألا وهو [[علي بن أبي طالب]]، الذي أثبتت له [[الولاية]] قبل ذلك في مواقف أخرى بحسبهم وذلك من خلال [[النصّ]] القرآني والنبوي على حد سواء<></>إلا أن هناك من لم يقتنع بذلك فتضاربت الأقوال وتعارضت النصوص بل يعدّون أكثر من دليل على تطاول الأعناق وبأنواع الأساليب إلى المقام المزمع هذا والإستئثار به على غرار "الحكم لمن غلب".


روى أبو يعلى بسند صحيح عن جابر أن رسول الله دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلّون بعده وفي رواية: «يكتب فيهما كتابا لأمّته لا يَظلمون ولا يُظلَمون» وكان في البيت لغط فنكل عمر فرفضها رسول الله (ص).<ref>الصاحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص248.</ref>
روى أبو يعلى بسند صحيح عن جابر أن رسول الله دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلّون بعده وفي رواية: «يكتب فيهما كتابا لأمّته لا يَظلمون ولا يُظلَمون» وكان في البيت لغط فنكل عمر فرفضها رسول الله (ص).<ref>الصاحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص248.</ref>


روى الشيخان عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى، سئل يا ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: أن رسول الله مدّ عليه الوجع وعندكم [[القرآن]] حسبنا [[كتاب الله]]،<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247.</ref> وعلى بعض الروايات ومنها المروية عن أهل السنة أيضاً كالخفاجي، بأن عمر هو الذي قال: "إن الرجل ليهجر".<ref>الخفاجي في شرح الشفاء، ج4، ص278، نقلاً عن الصحيح للعاملي، ج32، ص220.</ref>فاختلف من حضر في البيت فحصل نقاش بين الحاضرين.
روى الشيخان عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى، سئل يا ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس؟ قال: إشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: أن رسول الله مدّ عليه الوجع وعندكم [[القرآن]] حسبنا [[كتاب الله]]،<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247.</ref> وعلى بعض الروايات ومنها المروية عن أهل السنة أيضاً كالخفاجي، بأن عمر هو صاحب القالة الشهيرة: "إن الرجل ليهجر".<ref>الخفاجي في شرح الشفاء، ج4، ص278، نقلاً عن الصحيح للعاملي، ج32، ص220.</ref>فاختلف من حضر في البيت فحصل نقاش بين الحاضرين.
يقول ابن عباس: فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم ومنهم من يقول ما قال عمر. فتنازعوا ولا ينبغي عند النبي التنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه! فذهبوا يعيدون عليه فقال رسول الله: «قوموا» لما أكثروا اللّغو والاختلاف عنده، دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه. فقال: وأوصاهم عند موته بثلاث فقال: «أخرجوا [[المشركين]] من [[جزيرة العرب]]، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم قال: وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيها فقال ابن عباس إن الرّزيئة سحل الرّزيئة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم هذا الكتاب لاختلافهم ولغطهم».<ref>الصاحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص248.</ref>
يقول ابن عباس: فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم ومنهم من يقول ما قال عمر. فتنازعوا ولا ينبغي عند النبي التنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه! فذهبوا يعيدون عليه فقال رسول الله: «قوموا» لما أكثروا اللّغو والاختلاف عنده، دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه. فقال: وأوصاهم عند موته بثلاث فقال: «أخرجوا [[المشركين]] من [[جزيرة العرب]]، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم قال: وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيها فقال ابن عباس إن الرّزيئة سحل الرّزيئة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم هذا الكتاب لاختلافهم ولغطهم».<ref>الصاحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص248.</ref>


سطر ٥٩: سطر ٥٩:
*حسب روايات أخرى لم يكن أبو بكر حاضراً لا في المسجد ولا عند النبي ولم يذكر مكان تواجده بالتحديد حينذاك.<ref>الترمذي، الشمائل المحمدية، ج1، ص219؛</ref>
*حسب روايات أخرى لم يكن أبو بكر حاضراً لا في المسجد ولا عند النبي ولم يذكر مكان تواجده بالتحديد حينذاك.<ref>الترمذي، الشمائل المحمدية، ج1، ص219؛</ref>
*على القول المشهور كان أبو بكر في السُّنْح خارج المدينة،<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص442؛ الريشهري، موسوعة الإمام علي، ج2، ص15.</ref>فذهب سالم بن عبيد فأعلمه بوفاة رسول الله .<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص244.</ref>
*على القول المشهور كان أبو بكر في السُّنْح خارج المدينة،<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص442؛ الريشهري، موسوعة الإمام علي، ج2، ص15.</ref>فذهب سالم بن عبيد فأعلمه بوفاة رسول الله .<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص244.</ref>
بالنسبة إلى عمر بن الخطاب الظاهر أنه كان حاضراً عند البيت بعدما أخبروا أسامة وهو معه بأن النبي على وشك الموت قبل أن يغادروا المعسكر، ولم يكن يصدّق بأن النبي (ص) قد قبض، وكان يتوعد الناس بالقتل، حتى أنه قال: "إن رسول الله لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح [[موسى |موسى]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبري، ج2، ص266.</ref> ثم جاء أبوبكر وكان عمر يخاطب الناس فالأول أمره بالصمت بعبارة: "على رسلك يا عمر" فأنصت، أو "أسكت فسكت" عمر بن الخطاب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص267؛ الطبري، تاريخ، ج2، ص442</ref>ثم صعد أبو بكر فاستشهد بآي من [[القرآن الكريم]]،<ref>"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" (الزمر:30) أو "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ" (آل عمران: 144)</ref>حتى فرغ منها ثم أردف: من كان يعبد [[محمد (ص)|محمداً]] قد مات ومن كان يعبد [[الله]] حيّ لا يموت.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص267</ref>
بالنسبة إلى عمر بن الخطاب الظاهر أنه قد حضر عند البيت بمعية أسامة وأبوعبيدة الجراح بعدما وصلهم الخبر بأن النبي على وشك الموت قبیل أن يغادروا المعسكر، ولم يكن عمر يصدّق بأن النبي (ص) قد قبض، وكان يتوعد الناس بالقتل، حتى أنه قال: "إن رسول الله لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح [[موسى |موسى]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبري، ج2، ص266.</ref> ثم جاء أبوبكر وكان عمر يخاطب الناس فأمره بالصمت بعبارة: "على رسلك يا عمر" فأنصت، أو عبارة "أسكت فسكت" إبن الخطاب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص267؛ الطبري، تاريخ، ج2، ص442</ref>ثم صعد أبو بكر فاستشهد بآي من [[القرآن الكريم]]،<ref>"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" (الزمر:30) أو "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ" (آل عمران: 144)</ref>حتى فرغ منها ثم أردف: من كان يعبد [[محمد (ص)|محمداً]] قد مات ومن كان يعبد [[الله]] حيّ لا يموت.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص267</ref>
هناك روايات تدلّ على أن [[علي بن أبي طالب]] كان المصاحب الأخير للرسول  وفاضت نفس النبي واضعاً رأسه في حجر [[علي]]،  فهو آخر من عهد اليه النبي، ويتأكّد ذلك من خلال خطبه والروايات الدالة على مضجع النبي آنذاك وهو بيت إبنته [[فاطمة]].<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref>
هناك روايات تدلّ على أن [[علي بن أبي طالب]] كان المصاحب الأخير للرسول  وفاضت نفس النبي واضعاً رأسه في حجر [[علي]]،  فهو آخر من عهد اليه النبي، ويتأكّد ذلك من خلال خطبه والروايات الدالة على مضجع النبي آنذاك وهو بيت إبنته [[فاطمة]].<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref>


سطر ٦٦: سطر ٦٦:
*الرأي الذي يقول بتمريض الرسول في بيت (أو حجرة) عائشة وبالتالي توفيه ودفنه هناك.
*الرأي الذي يقول بتمريض الرسول في بيت (أو حجرة) عائشة وبالتالي توفيه ودفنه هناك.


إن هذا الرأي على العموم يستند إلى الروايات المنسوبة إلى عائشة، ومنها رواية عن الشيخين عن عائشة قالت: "إن من أنعم الله علي أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري (وفي رواية) بين حاقنتي وداقنتي وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت، فدخل عليّ عبد الرحمن وبيده سواك..."<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص261.</ref>إلا أن الجمع بينها والرواية المنسوبة إليها أيضاً يوجب رفع أحدهما حيث قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>   
إن هذا الرأي على العموم يستند إلى الروايات المنسوبة إلى عائشة، ومنها رواية عن الشيخين عن عائشة قالت: "إن من أنعم الله علي أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري (وفي رواية) بين حاقنتي وداقنتي وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت، فدخل عليّ عبد الرحمن وبيده سواك..."<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص261.</ref>إلا أن الجمع بينها والرواية المنسوبة إليها أيضاً يوجب رفع أحدهما حيث قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref>وذكره الآخرون نقلاً عن مصادر أخرى.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص342.</ref>   


*الروايات التي تقول بمبيت النبي في بيت إبنته فاطمة طيلة هذه المدة حتى اللحظة الأخيرة، ثم فوته ودفنه هناك، خلافاً لما هو منسوب إلى عائشة فتعتقد بأن نفس النبي قد فاضت وهو على صدر علي بناءاً على ما يلي:
*الروايات التي تقول بمبيت النبي في بيت إبنته فاطمة طيلة هذه المدة حتى اللحظة الأخيرة، ثم فوته ودفنه هناك، خلافاً لما هو منسوب إلى عائشة فتعتقد بأن نفس النبي قد فاضت وهو على صدر علي بناءاً على ما يلي:
مستخدم مجهول