مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرب الجمل»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
عندما طرق سمع [[الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} مطالبة طلحة وزبير بدم [[عثمان بن عفان|عثمان]] وأنهما نهضا للآخذ بثأره قال: | عندما طرق سمع [[الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} مطالبة طلحة وزبير بدم [[عثمان بن عفان|عثمان]] وأنهما نهضا للآخذ بثأره قال: | ||
:::«واللَّه ما قتلهُ غيرهما».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 32، ص 121.</ref> كذلك ورد هذا المعنى في الخطبة (137) من [[نهج البلاغة]] حيث قال: «واللَّه ما أَنكروا عليَّ منكراً، ولا جعلوا بيني وبينهم نِصْفاً، وإِنَّهُمْ ليطلبونَ حقاً هُم تركوهُ ودماً هم سفكوه».<ref>نهج البلاغة، ص 194.</ref> | :::«واللَّه ما قتلهُ غيرهما».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 32، ص 121.</ref> كذلك ورد هذا المعنى في الخطبة (137) من [[نهج البلاغة]] حيث قال: «واللَّه ما أَنكروا عليَّ منكراً، ولا جعلوا بيني وبينهم نِصْفاً، وإِنَّهُمْ ليطلبونَ حقاً هُم تركوهُ ودماً هم سفكوه».<ref>نهج البلاغة، ص 194.</ref> | ||
وقال {{ع}}: مشيراً إلى ما يرومه طلحة من التغطية على موقفه من عثمان وأنه المحرض والساعي في قتله: «واللَّه ما اْستعجلَ– أي طلحة- مُتجرِّداً للطَّلبِ بدم عثمانَ إِلا خوفاً من أَن يُطالبَ بدمه؛ لأَنَّهُ مَظِنَّتُهُ، ولمْ يكن في القوم أَحرص عليه – أي على قتل عثمان- منه. فَأَراد أَنْ يُغالطَ بما أَجْلَبَ فيه؛ ليلْتَبِسَ الأَمْرُ، ويقعَ الشَّكُّ».<ref>نهج البلاغة، ص 250.</ref> وبالتأمل في تلك الفقرات يتضح أنه: | وقال {{ع}}: مشيراً إلى ما يرومه طلحة من التغطية على موقفه من عثمان وأنه المحرض والساعي في قتله: «واللَّه ما اْستعجلَ– أي طلحة- مُتجرِّداً للطَّلبِ بدم عثمانَ إِلا خوفاً من أَن يُطالبَ بدمه؛ لأَنَّهُ مَظِنَّتُهُ، ولمْ يكن في القوم أَحرص عليه – أي على قتل عثمان- منه. فَأَراد أَنْ يُغالطَ بما أَجْلَبَ فيه؛ ليلْتَبِسَ الأَمْرُ، ويقعَ الشَّكُّ».<ref>نهج البلاغة، ص 250.</ref> وبالتأمل في تلك الفقرات يتضح أنه: | ||
أولا: تركيز [[الإمام علي|أمير المؤمنين]](ع) على طلحة والزبير، وكأنه يرى فيهما المحرك الرئيسي لتلك الحرب، وأنّ عائشة تلعب دوراً هامشياً، وأنّهما استغلا موقعها من [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص)؛ لإضفاء الشرعية على تحركهما. | أولا: تركيز [[الإمام علي|أمير المؤمنين]](ع) على طلحة والزبير، وكأنه يرى فيهما المحرك الرئيسي لتلك الحرب، وأنّ عائشة تلعب دوراً هامشياً، وأنّهما استغلا موقعها من [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص)؛ لإضفاء الشرعية على تحركهما. | ||
سطر ٦٢: | سطر ٦٠: | ||
ولكي يرفعا الحرج عنهما، ويبررا خروجهما على [[الإمام علي|علي]] (ع)، أخذا بالتنصل عن [[البيعة]]، فكانا كلما لقيا شخصاً في طريقهما إلى [[مكة]] يقولان له: ليس لعلي (ع) في أعناقنا بيعة، وإنما بايعناه مكرهين.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 158؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 435.</ref> | ولكي يرفعا الحرج عنهما، ويبررا خروجهما على [[الإمام علي|علي]] (ع)، أخذا بالتنصل عن [[البيعة]]، فكانا كلما لقيا شخصاً في طريقهما إلى [[مكة]] يقولان له: ليس لعلي (ع) في أعناقنا بيعة، وإنما بايعناه مكرهين.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 158؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 435.</ref> | ||
{{الإمام علي عليه السلام ـ عمودي}} | |||
==اتحاد الناكثين== | ==اتحاد الناكثين== | ||
سطر ٧٧: | سطر ٧٥: | ||
في تلك الأثناء كتبت عائشة كتاباً إلى شيوخ البصرة أرسلته إليهم بيد عبد الله بن عامر، وطلبت منه أن يذهب إلى صنائعه – باعتباره كان واليا على البصرة في زمن [[عثمان بن عفان|عثمان]]- فاندس إلى البصرة، فأتى القوم. وكتبت عائشة إلى رجال من أهل البصرة، وكتبت إلى [[الأحنف بن قيس]] وصبرة بن شيمان وأمثالهم من الوجوه، ومضت حتى إذا كانت بالحفير أو حفر أبي موسى انتظرت الجواب بالخبر.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص160 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 461.</ref> | في تلك الأثناء كتبت عائشة كتاباً إلى شيوخ البصرة أرسلته إليهم بيد عبد الله بن عامر، وطلبت منه أن يذهب إلى صنائعه – باعتباره كان واليا على البصرة في زمن [[عثمان بن عفان|عثمان]]- فاندس إلى البصرة، فأتى القوم. وكتبت عائشة إلى رجال من أهل البصرة، وكتبت إلى [[الأحنف بن قيس]] وصبرة بن شيمان وأمثالهم من الوجوه، ومضت حتى إذا كانت بالحفير أو حفر أبي موسى انتظرت الجواب بالخبر.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص160 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 461.</ref> | ||
فلما تناهى خبر وصولهم إلى البصرة إلى واليها [[عثمان بن حنيف]] أرسل [[عمران بن حصين|عِمران بن حُصَين]] و[[أبي الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدُؤَلي]]، فقال: انطلقا إلى هذه المرأة فأعلما علمها وعلم من معها، فخرجا فانتهيا إليها وإلى الناس، فاستأذنا فأذنت لهما، فسلّما وقالا: إنّ أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك، فهل أنت مخبرتنا؟ فقالت: | فلما تناهى خبر وصولهم إلى البصرة إلى واليها [[عثمان بن حنيف]] أرسل [[عمران بن حصين|عِمران بن حُصَين]] و[[أبي الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدُؤَلي]]، فقال: انطلقا إلى هذه المرأة فأعلما علمها وعلم من معها، فخرجا فانتهيا إليها وإلى الناس، فاستأذنا فأذنت لهما، فسلّما وقالا: إنّ أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك، فهل أنت مخبرتنا؟ فقالت: | ||
::«إنّ الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله (ص)، وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا تره ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض و الجلود.... فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به، و نحضكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه، ونحثكم على تغييره». | ::«إنّ الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله (ص)، وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا تره ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض و الجلود.... فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به، و نحضكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه، ونحثكم على تغييره». | ||
فقالا لها: «إن الله أمرك أنت وسائر زوجات النبي (ص) في قوله تعالى '''وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ''' <ref>الأحزاب: 33.</ref> | فقالا لها: «إن الله أمرك أنت وسائر زوجات النبي (ص) في قوله تعالى '''وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ''' <ref>الأحزاب: 33.</ref> | ||
سطر ١٢٨: | سطر ١٢٤: | ||
وكتب (ع) إلى عائشة: | وكتب (ع) إلى عائشة: | ||
:«أما بعد فإنك قد خرجت من بيتك عاصية للّه تعالى ولرسوله [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|محمد]] (ص) تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ثم تزعمين أنك تريدين الإصلاح بين المسلمين، فأخبريني ما للنساء وقود العساكر والإصلاح بين الناس فطلبت! زعمت بدم عثمان وعثمان رجل من [[بني أمية]] وأنت امرأة من [[بني تيم]] بن مرة، ولعمري أن الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان! وما غضبت حتى أغضبت ولا هجت حتى هيّجت، فاتقي الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك بسترك- والسلام-».{{بحاجة إلى مصدر}} | :«أما بعد فإنك قد خرجت من بيتك عاصية للّه تعالى ولرسوله [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|محمد]] (ص) تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ثم تزعمين أنك تريدين الإصلاح بين المسلمين، فأخبريني ما للنساء وقود العساكر والإصلاح بين الناس فطلبت! زعمت بدم عثمان وعثمان رجل من [[بني أمية]] وأنت امرأة من [[بني تيم]] بن مرة، ولعمري أن الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان! وما غضبت حتى أغضبت ولا هجت حتى هيّجت، فاتقي الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك بسترك- والسلام-».{{بحاجة إلى مصدر}} | ||
أما طلحة والزبير فإنّهم لم يجيبوا [[الإمام علي|عليا]] (ع) عن كتابه بشيء لكنهم بعثوا إليه برسالة أن يا أبا الحسن (ع)! قد سرت مسيراً له ما بعده، ولست براجع وفي نفسك منه حاجة، ولست راضياً دون أن ندخل في طاعتك، ونحن لا ندخل في طاعتك أبداً، واقض ما أنت قاض- والسلام.{{بحاجة إلى مصدر}} | أما طلحة والزبير فإنّهم لم يجيبوا [[الإمام علي|عليا]] (ع) عن كتابه بشيء لكنهم بعثوا إليه برسالة أن يا أبا الحسن (ع)! قد سرت مسيراً له ما بعده، ولست براجع وفي نفسك منه حاجة، ولست راضياً دون أن ندخل في طاعتك، ونحن لا ندخل في طاعتك أبداً، واقض ما أنت قاض- والسلام.{{بحاجة إلى مصدر}} | ||
سطر ١٣٤: | سطر ١٢٩: | ||
ثم وثب [[عبد الله بن الزبير]] فقال: | ثم وثب [[عبد الله بن الزبير]] فقال: | ||
«أيها الناس! إنّ عليا بن أبي طالب هو الذي قتل [[الخليفة]] [[عثمان بن عفان]]، ثم إنّه الآن قد جاءكم ليبين لكم أمركم، فاغضبوا لخليفتكم، وامنعوا حريمكم، وقاتلوا على أحسابكم...».{{بحاجة إلى مصدر}} | «أيها الناس! إنّ عليا بن أبي طالب هو الذي قتل [[الخليفة]] [[عثمان بن عفان]]، ثم إنّه الآن قد جاءكم ليبين لكم أمركم، فاغضبوا لخليفتكم، وامنعوا حريمكم، وقاتلوا على أحسابكم...».{{بحاجة إلى مصدر}} | ||
فوثب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: | فوثب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: | ||
:«أيها الناس! إنه قد بلغنا مقالة عبد الله بن الزبير، فأما زعمه أن عليا قتل عثمان فقد علم المهاجرون والأنصار بأن أباه [[الزبير بن العوام]] لم يزل يجتني عليه الذنوب، ويرميه بفضيحات العيوب، و[[طلحة بن عبيد الله]] راكز رايته على باب بيت ماله وهو حيّ، وأما شتيمته لعلي فهذا ما لا يضيق به الحلقوم لمن أراده، ولو أردنا أن نقول لفعلنا، وأما قوله إن علياً أبتر الناس أمورهم، فإن أعظم حجة أبيه الزبير أنه زعم أنه بايعه بيده دون قلبه، فهذا إقرار بالبيعة، وأما تورّد أهل [[الكوفة]] على أهل [[البصرة]] فما يعجب من أهل حق وردوا على أهل باطل، ولعمري ما نقاتل أنصار عثمان، ولعلي (ع) أن يقاتل أتباع الجمل- والسلام».<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 70 - 71 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص 465 - 467 .</ref> | :«أيها الناس! إنه قد بلغنا مقالة عبد الله بن الزبير، فأما زعمه أن عليا قتل عثمان فقد علم المهاجرون والأنصار بأن أباه [[الزبير بن العوام]] لم يزل يجتني عليه الذنوب، ويرميه بفضيحات العيوب، و[[طلحة بن عبيد الله]] راكز رايته على باب بيت ماله وهو حيّ، وأما شتيمته لعلي فهذا ما لا يضيق به الحلقوم لمن أراده، ولو أردنا أن نقول لفعلنا، وأما قوله إن علياً أبتر الناس أمورهم، فإن أعظم حجة أبيه الزبير أنه زعم أنه بايعه بيده دون قلبه، فهذا إقرار بالبيعة، وأما تورّد أهل [[الكوفة]] على أهل [[البصرة]] فما يعجب من أهل حق وردوا على أهل باطل، ولعمري ما نقاتل أنصار عثمان، ولعلي (ع) أن يقاتل أتباع الجمل- والسلام».<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 70 - 71 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص 465 - 467 .</ref> | ||
ثم أرسل أمير المؤمنين (ع) [[صعصعة بن صوحان|صَعْصَعة بن صوحان]] ومن بعده [[عبد الله عباس]]، فقدم صعصعة بن صوحان إلى طلحة والزبير وعائشة يعظم عليهم حرمة الإسلام ويخوفهم فيما صنعوه ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه مِن قتل مَن قتلوا من المسلمين..... قال صعصعة: | ثم أرسل أمير المؤمنين (ع) [[صعصعة بن صوحان|صَعْصَعة بن صوحان]] ومن بعده [[عبد الله عباس]]، فقدم صعصعة بن صوحان إلى طلحة والزبير وعائشة يعظم عليهم حرمة الإسلام ويخوفهم فيما صنعوه ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه مِن قتل مَن قتلوا من المسلمين..... قال صعصعة: | ||
:«فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب: وأديت إليه الرسالة. فقال: الآن حين عضت ابن أبي طالب (ع) الحرب يرفق لنا. ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة. ثم جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ، فقالت: نعم، قد خرجت للطلب بدم عثمان والله لأفعلن وأفعلن».<ref>المفيد، الجمل، ج 1 ، ص 313 ـ 317 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص467 .</ref> | :«فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب: وأديت إليه الرسالة. فقال: الآن حين عضت ابن أبي طالب (ع) الحرب يرفق لنا. ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة. ثم جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ، فقالت: نعم، قد خرجت للطلب بدم عثمان والله لأفعلن وأفعلن».<ref>المفيد، الجمل، ج 1 ، ص 313 ـ 317 ؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 2 ، ص467 .</ref> | ||
ولما عاد رسل أمير المؤمنين (ع) من طلحة والزبير وعائشة بإصرارهم على خلافه وإقامتهم على [[الناكثين|نكث]] بيعته والمباينة له والعمل على حربه واستحلال دماء شيعته، وأنّهم لا يتعظون بوعظ، ولا ينتهون عن الفساد بوعيد صفّ الكتائب ورتب العساكر. وهكذا فعل أصحاب الجمل حيث عبّؤا قواهم أيضا.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 169 ؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 76 ؛ المفيد، الجمل، ص 319 ـ 325 .</ref> وقد امتطت عائشة جملها وتقدمت الصفوف.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 170 ؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1، ص 149 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 507 .</ref> | ولما عاد رسل أمير المؤمنين (ع) من طلحة والزبير وعائشة بإصرارهم على خلافه وإقامتهم على [[الناكثين|نكث]] بيعته والمباينة له والعمل على حربه واستحلال دماء شيعته، وأنّهم لا يتعظون بوعظ، ولا ينتهون عن الفساد بوعيد صفّ الكتائب ورتب العساكر. وهكذا فعل أصحاب الجمل حيث عبّؤا قواهم أيضا.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 169 ؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 76 ؛ المفيد، الجمل، ص 319 ـ 325 .</ref> وقد امتطت عائشة جملها وتقدمت الصفوف.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 170 ؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ج 1، ص 149 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 507 .</ref> | ||
سطر ١٦٥: | سطر ١٥٧: | ||
اختلفت كلمة المؤرخين في تاريخ وقوع الحرب فذهب البعض إلى القول بأنها وقعت يوم الخميس الموافق للنصف من [[جمادى الآخرة]] سنة 36ه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 5۰1.</ref> وهناك من قال إنها وقعت في العاشر من [[جمادى الآخرة]] من سنة 36هـ.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 113.</ref> وبعضهم قال إنها وقعت في العاشر من [[جمادى الأولى]] سنة 36ه.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 182 .</ref> في منطقة [[الخريبة|الخُرَيبَة]] من نواحي البصرة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 174 ؛ الحموي، معجم البلدان، ذيل كلمة خُرَيبَة.</ref> | اختلفت كلمة المؤرخين في تاريخ وقوع الحرب فذهب البعض إلى القول بأنها وقعت يوم الخميس الموافق للنصف من [[جمادى الآخرة]] سنة 36ه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 5۰1.</ref> وهناك من قال إنها وقعت في العاشر من [[جمادى الآخرة]] من سنة 36هـ.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 113.</ref> وبعضهم قال إنها وقعت في العاشر من [[جمادى الأولى]] سنة 36ه.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 182 .</ref> في منطقة [[الخريبة|الخُرَيبَة]] من نواحي البصرة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 174 ؛ الحموي، معجم البلدان، ذيل كلمة خُرَيبَة.</ref> | ||
وكان على ميمنة جيش الإمام [[مالك الأشتر]] وعلى الميسرة [[عمار بن ياسر]]، وكانت الراية عند ولده [[محمد بن الحنفية]].<ref>المفيد، الجمل، قم: مكتبة الداوري، بلا تا، ص 179 (النسخة المتوفرة في القرص المدمج، مكتبة أهل البيت (ع)، النسخة الثانية، 1391هـ ش).</ref> وكان [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] (ع) في الميمنة و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع) في الميسرة.<ref>المفيد، الجمل، قم: مكتبة الداوري، بلا تا، ص 186(النسخة المتوفرة في القرص المدمج، مكتبة أهل البيت (ع)، النسخة الثانية، 1391هـ ش).</ref> | وكان على ميمنة جيش الإمام [[مالك الأشتر]] وعلى الميسرة [[عمار بن ياسر]]، وكانت الراية عند ولده [[محمد بن الحنفية]].<ref>المفيد، الجمل، قم: مكتبة الداوري، بلا تا، ص 179 (النسخة المتوفرة في القرص المدمج، مكتبة أهل البيت (ع)، النسخة الثانية، 1391هـ ش).</ref> وكان [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] (ع) في الميمنة و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع) في الميسرة.<ref>المفيد، الجمل، قم: مكتبة الداوري، بلا تا، ص 186(النسخة المتوفرة في القرص المدمج، مكتبة أهل البيت (ع)، النسخة الثانية، 1391هـ ش).</ref> |