انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شورى الخلافة بعد عمر»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Odai78
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ١٦: سطر ١٦:
استدلّ هؤلاء على أنّ أمر الخلافة هو متروك لعامة الناس وهم من يدلي برأيه لتعيينه؛ لكنّ أبا بكر في أواخر حياته اتخذ إجراءاً مغايراً للطريقة المذكورة، ودون أن يرجع إلى رأي الناس، عيّن عمر بنفسه خلفاً له.
استدلّ هؤلاء على أنّ أمر الخلافة هو متروك لعامة الناس وهم من يدلي برأيه لتعيينه؛ لكنّ أبا بكر في أواخر حياته اتخذ إجراءاً مغايراً للطريقة المذكورة، ودون أن يرجع إلى رأي الناس، عيّن عمر بنفسه خلفاً له.


إنّ [[عمر بن الخطاب]] تحاشى الطريقتين الماضيتين واتخذ أسلوباً آخراً، وقد اعترف عمر أنّ تعيين ابا بكر كان بعيداً عن رأي عموم المسلمين ومن الآن فصاعداً يجب تعيين الخليفة بحسب رأيهم ومشورتهم،<ref>المصنف، ج5، ص 445</ref> فاختار شورى من ستة نفرات حتى يعيّنوا من بينهم أحداً لتولي الخلافة على المسلمين. أعضاء الشورى الستة هم؛ [[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب (ع)]] و[[عثمان بن عفان]] و[[طلحة بن عبيد الله]]، [[الزبير بن العوام|الزبير بن العوام]]، [[سعد بن أبي وقاص]] و [[عبد الرحمن بن عوف]].<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص129.</ref>
إنّ [[عمر بن الخطاب]] تحاشى الطريقتين الماضيتين واتخذ أسلوباً آخراً، وقد اعترف عمر أنّ تعيين ابا بكر كان بعيداً عن رأي عموم المسلمين ومن الآن فصاعداً يجب تعيين الخليفة بحسب رأيهم ومشورتهم،<ref>المصنف، ج5، ص 445؛ البدء والتاريخ، ابن مطهّر، ج5، ص 192</ref> فاختار شورى من ستة نفرات حتى يعيّنوا من بينهم أحداً لتولي الخلافة على المسلمين. أعضاء الشورى الستة هم؛ [[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب (ع)]] و[[عثمان بن عفان]] و[[طلحة بن عبيد الله]]، [[الزبير بن العوام|الزبير بن العوام]]، [[سعد بن أبي وقاص]] و [[عبد الرحمن بن عوف]].<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص129.</ref>


رأى عمر أنّ اختيار الخليفة من بين أعضاء الشورى يجب أن يكون على أساس الغالبية، لكن وبحسب رغبته حدّد طريقة التعيين، بحيث إذا صار الأعضاء فريقين واختلفوا على واحد منهم، يقدّم رأي الفريق الذي فيه عبد الرحمن بن عوف.
رأى عمر أنّ اختيار الخليفة من بين أعضاء الشورى يجب أن يكون على أساس الغالبية، لكن وبحسب رغبته حدّد طريقة التعيين، بحيث إذا صار الأعضاء فريقين واختلفوا على واحد منهم، يقدّم رأي الفريق الذي فيه عبد الرحمن بن عوف.
سطر ٢٩: سطر ٢٩:
بداية وقبل أن يجري محادثات مع عامة الناس وعلى رأسهم الأشراف والأمراء، اشترط عبد الرحمن بن عوف على الإمام علي (ع) أن يتعهد بالعمل بكتاب الله وسيرة النبي (ص) وسيرة أبو بكر وعمر إذا ما تعيّن للخلافة، فرّد الإمام علي (ع) عليه قائلاً: آمل أن أعمل بحسب علمي ومقدرتي واجتهادي ب[[القرآن |كتاب الله]] و[[سنة النبي (ص)|سنة نبيه (ص)]]. ثم توجّه عبد الرحمن إلى عثمان وعرض شرطه عليه وقبل عثمان بذلك دون ما تأمل. بناءً على ذلك بايع بن عوف عثمان خليفة.
بداية وقبل أن يجري محادثات مع عامة الناس وعلى رأسهم الأشراف والأمراء، اشترط عبد الرحمن بن عوف على الإمام علي (ع) أن يتعهد بالعمل بكتاب الله وسيرة النبي (ص) وسيرة أبو بكر وعمر إذا ما تعيّن للخلافة، فرّد الإمام علي (ع) عليه قائلاً: آمل أن أعمل بحسب علمي ومقدرتي واجتهادي ب[[القرآن |كتاب الله]] و[[سنة النبي (ص)|سنة نبيه (ص)]]. ثم توجّه عبد الرحمن إلى عثمان وعرض شرطه عليه وقبل عثمان بذلك دون ما تأمل. بناءً على ذلك بايع بن عوف عثمان خليفة.


ذكرت بعض المصادر أنّ علياً (ع) علم  أنّ شرط بن عوف هو نوع مكيدة له فالتفت إليه قائلاً: أنّك اخترت عثمان ليعيد إليك الخلافة من بعده. هذه هي ليست المرة الأولى أن تعارضونا باجتماعكم علينا وسلبكم حقّنا. جلعتم معارضتنا سنة علينا.<ref>تاريخ اليعقوبي، ج2، ص162؛ تاريخ الامم والملوك، ج3، ص296و 302؛ المصنف، ج5، ص447؛ التّنبيه والاشراف، ص 252و 253؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص194؛ البدء والتاريخ، ابن مطهّر، ج5، ص 192؛ السقيفة وفدك، ص 87.</ref>
ذكرت بعض المصادر أنّ علياً (ع) علم  أنّ شرط بن عوف هو نوع مكيدة له فالتفت إليه قائلاً: أنّك اخترت عثمان ليعيد إليك الخلافة من بعده. هذه هي ليست المرة الأولى أن تعارضونا باجتماعكم علينا وسلبكم حقّنا. جلعتم معارضتنا سنة علينا.<ref>تاريخ اليعقوبي، ج2، ص162؛ تاريخ الامم والملوك، ج3، ص296و 302؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص194؛ السقيفة وفدك، ص 85.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ٣٨: سطر ٣٨:
*مروج الذهب ومعادن الجواهر، أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1421ه/2000م.
*مروج الذهب ومعادن الجواهر، أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1421ه/2000م.
*الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء، أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، تحقيق طه محمد زيني، القاهرة، مؤسسة الحلبي، 1387ه/1967 م.
*الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء، أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، تحقيق طه محمد زيني، القاهرة، مؤسسة الحلبي، 1387ه/1967 م.
*تاريخ الخلافة، جلال الدين اليسوطي، تحقيق لجنة من الأدباء، مطابع معتوق أخوان، بيروت،  
*تاريخ الخلافة، جلال الدين اليسوطي، تحقيق لجنة من الأدباء، مطابع معتوق أخوان، بيروت،
*كتاب جمل من أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، تحقيق سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، الطبعة الاولى ، 1417هـ/1996م.
*كتاب جمل من أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، تحقيق سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، الطبعة الاولى ، 1417هـ/1996م.
*البدء والتاريخ، مطهر بن طاهر المقدسي، بور سعيد، مكتبة الثقافة الدينية، بي تا.
*البدء والتاريخ، مطهر بن طاهر المقدسي، بور سعيد، مكتبة الثقافة الدينية، بي تا.
مستخدم مجهول