مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحابة»
ط
←الترضّي على الصحابة
imported>Bassam |
imported>Bassam |
||
سطر ٤٣٥: | سطر ٤٣٥: | ||
== الترضّي على الصحابة == | == الترضّي على الصحابة == | ||
عند العودة للنّصوص [[القرآن الكريم|القرآنية]] و [[الحديث|الروائية]] المنقول عن [[الرسول الأكرم]] (ص)، لا نجد أي نصٍ يأمرُ أو يُرشِدُ إلى [[الترضي]] على [[الصحابة]] بعد ذكر أسماهم، وهذا الأمر تتفق عليه [[الشيعة]] و [[أهل السنة|السنّة]]، غير أنّ ما ورد في [[القرآن الكريم]] هو [[الواجب|وجوب]] و [[الواجب|لزوم]] [[الصلاة على النبي|الصلاة]] و التسليم على [[رسول الله(ص)|رسول الله محمد]] {{صل}} { إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) }<ref> | عند العودة للنّصوص [[القرآن الكريم|القرآنية]] و [[الحديث|الروائية]] المنقول عن [[الرسول الأكرم]] (ص)، لا نجد أي نصٍ يأمرُ أو يُرشِدُ إلى [[الترضي]] على [[الصحابة]] بعد ذكر أسماهم، وهذا الأمر تتفق عليه [[الشيعة]] و [[أهل السنة|السنّة]]، غير أنّ ما ورد في [[القرآن الكريم]] هو [[الواجب|وجوب]] و [[الواجب|لزوم]] [[الصلاة على النبي|الصلاة]] و التسليم على [[رسول الله(ص)|رسول الله محمد]] {{صل}} {{قرآن|إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}}،<ref>الأحزاب: 56</ref>أمّا ما ورد من [[الحديث|الروايات]] عن [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص) سواء مِن طُرُق [[الشيعة]] أو [[أهل السنة|أهل السنّة]]، فالقَدْرُ الثابت و [[الحديث المتواتر|المتواتر]] هو لزوم الصلاة على «[[أهل البيت|آل محمد]]» دون غيرهم تبعًا [[الصلاة على رسول الله|للصلاة على رسول الله]] (ص)،وفي ذالك نصوص كثيرة ومُتواترة. | ||
أخرج منها مسلم في [[صحيح مسلم (كتاب)|صحيحه]]<ref>صحيح مسلم، | أخرج منها مسلم في [[صحيح مسلم (كتاب)|صحيحه]]،<ref>النيشابوري، صحيح مسلم، ص 159، رقم الحديث، 405 -406-407</ref> والبخاري في [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحه]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 6، ص 151.</ref> وابن داود في [[سنن أبي داود (كتاب)|سننه]]،<ref>أبو داود، سنن ابي داود، ج 1، ص 257.</ref> والترمذي في [[سنن الترمذي (كتاب)|سننه]]،<ref>الترمذي، سنن الترمذي، ص 148، رقم الحديث 3220.</ref> وابن ماجه في [[سنن ابن ماجه (كتاب)|سننه]].<ref>ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ص 157، رقم الحديث 903-904</ref> | ||
ورغم عدم وجود أي نصٍّ في الترضي على الصحابة، وكذلك عدم وجود نصٍّ صريح في إدخال الصحابة ضِمن الصلاة على النبيّ (ص)، فقد وقع خلاف بين الشيعة والسنّة في مسألة الترضي على الصحابة، وكذلك إدخالهم ضمن الصلاة على النّبيّ الأكرم محمد {{صل}}. | ورغم عدم وجود أي نصٍّ في الترضي على الصحابة، وكذلك عدم وجود نصٍّ صريح في إدخال الصحابة ضِمن الصلاة على النبيّ (ص)، فقد وقع خلاف بين الشيعة والسنّة في مسألة الترضي على الصحابة، وكذلك إدخالهم ضمن الصلاة على النّبيّ الأكرم محمد {{صل}}.{{بحاجة لمصدر}} | ||
=== رأي الشيعة === | === رأي الشيعة === | ||
فقالت [[الشيعة]] أنّ إدخال [[الصحابة]] في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص)، لا دليل صريح عليه من حيث المبدأ لا من طُرُق السنّة فضلا على طُرق الشيعة، وبالتالي أجمعت الشيعة على توقيف الصلاة النبوية على [[النبي الأعظم|النّبي]] (ص) و [[أهل البيت|آله الطاهرين]] (ع) في [[التشهد]] الذي هو جزء من [[الصلاة|الصلاة اليومية]] كما بيّن ذالك [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص) <ref>الحبل المتين في إحكام أحكام الدين، | فقالت [[الشيعة]] أنّ إدخال [[الصحابة]] في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص)، لا دليل صريح عليه من حيث المبدأ لا من طُرُق السنّة فضلا على طُرق الشيعة، وبالتالي أجمعت الشيعة على توقيف الصلاة النبوية على [[النبي الأعظم|النّبي]] (ص) و [[أهل البيت|آله الطاهرين]] (ع) في [[التشهد]] الذي هو جزء من [[الصلاة|الصلاة اليومية]] كما بيّن ذالك [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]] (ص)،<ref>البهائي، الحبل المتين في إحكام أحكام الدين، ج 2 ص 453.</ref> وقالوا: بعدم جواز إضافة غيرهم فيها، غير أنّ مشهورهم لم يحرّم ضمّ [[الصحابة]] في الصلاة التي هي في غير الصلاة اليومية، وإن كانت الشهرة العملية عندهم متوقّفة في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص) بذكر [[أهل البيت|الآل]] بعد [[النبي (ص)|النّبي]] (ص) وجوبًا، وعدم ذكر غيرهم لعدم وجود دليل.{{بحاجة لمصدر}} | ||
أمّا في ما يتعلّق بالترضي الذي هو دعاء لا غير، فيرون أنّه غير متعلّق [[الصحابة|بالصحابة]] لوحدهم لعدم وجود أي دليل [[القرآن الكريم|قرآني]] أو [[الحديث|روائي]] يخصّهم بذالك، وإنّما الأدلّة التي وردت جاءت في استحباب مطلق الدعاء للمؤمنين الصالحين، وعليه فتخصيص دعاء الترضي [[الصحابة|بالصحابة]] دون غيرهم لا دليل عليه، وكذلك قالوا: أنّ تعميم الدعاء بالترضي على كل [[الصحابة]] فيه إشكال، لأنّ أدلّة استحباب الدعاء التي وردت متعلّقة فقط بالمؤمنين الصالحين، والبعض ممّن يصدق عليهم أنّهم [[أصحاب النبي|أصحاب النّبي]] (ص)، أثبتت الأدلة [[الحديث|الروائية]] أنّهم قد ارتكبوا أفعال تُخرجهم من دائرة الصلاح، وعليه فالدعاء بالتّرضي لابدّ أن يكون فقط في [[أصحاب النبي|أصحاب النّبيّ]] (ص) الذين صاروا على طِبْقِ هُداهُ (ص) حتّى وافتهم المَنِيَّةُ. | أمّا في ما يتعلّق بالترضي الذي هو دعاء لا غير، فيرون أنّه غير متعلّق [[الصحابة|بالصحابة]] لوحدهم لعدم وجود أي دليل [[القرآن الكريم|قرآني]] أو [[الحديث|روائي]] يخصّهم بذالك، وإنّما الأدلّة التي وردت جاءت في استحباب مطلق الدعاء للمؤمنين الصالحين، وعليه فتخصيص دعاء الترضي [[الصحابة|بالصحابة]] دون غيرهم لا دليل عليه، وكذلك قالوا: أنّ تعميم الدعاء بالترضي على كل [[الصحابة]] فيه إشكال، لأنّ أدلّة استحباب الدعاء التي وردت متعلّقة فقط بالمؤمنين الصالحين، والبعض ممّن يصدق عليهم أنّهم [[أصحاب النبي|أصحاب النّبي]] (ص)، أثبتت الأدلة [[الحديث|الروائية]] أنّهم قد ارتكبوا أفعال تُخرجهم من دائرة الصلاح، وعليه فالدعاء بالتّرضي لابدّ أن يكون فقط في [[أصحاب النبي|أصحاب النّبيّ]] (ص) الذين صاروا على طِبْقِ هُداهُ (ص) حتّى وافتهم المَنِيَّةُ.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وعليه فقالوا: أنّ عدم جواز الترضيّ على كل مَنْ صدق عليه أنّه صحابيّ [[رسول الله|لرسول اللّه]] (ص)، راجع لتضافر الآيات و [[الحديث|الروايات]] التي تكشف أنّ فيهم مَن هو مِنْ أهل النّار، لكونهم منافقين أو مرتدّين أو مارقين أو قاسطين أو ناكثين، وكذلك فيهم مَن هو شارب للخمر مثل «[[الوليد بن عقبة]]»، أو مرتكب لفاحشة الزّنى وقتل النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ مثل ما فعل «خالد بن الوليد» بــ «مالك بن النويرة» وزوجته، ويرون أنّ الحروب الدموية التي قامت بينهم بعد رحيل الرسول (ص) كافية لتوضيح هذه الحقيقة، أمّا الصحابة الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده، وأثبت لهم التاريخ أنّهم صاروا على الاستقامة حتى وافتهم المَنِيَّة، فيرون أنّ الدعاء لهم بالترضّي وغيره، فيه مِنَ الأجر الكثير. | وعليه فقالوا: أنّ عدم جواز الترضيّ على كل مَنْ صدق عليه أنّه صحابيّ [[رسول الله|لرسول اللّه]] (ص)، راجع لتضافر الآيات و [[الحديث|الروايات]] التي تكشف أنّ فيهم مَن هو مِنْ أهل النّار، لكونهم منافقين أو مرتدّين أو مارقين أو قاسطين أو ناكثين، وكذلك فيهم مَن هو شارب للخمر مثل «[[الوليد بن عقبة]]»، أو مرتكب لفاحشة الزّنى وقتل النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ مثل ما فعل «خالد بن الوليد» بــ «مالك بن النويرة» وزوجته، ويرون أنّ الحروب الدموية التي قامت بينهم بعد رحيل الرسول (ص) كافية لتوضيح هذه الحقيقة، أمّا الصحابة الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده، وأثبت لهم التاريخ أنّهم صاروا على الاستقامة حتى وافتهم المَنِيَّة، فيرون أنّ الدعاء لهم بالترضّي وغيره، فيه مِنَ الأجر الكثير.{{بحاجة لمصدر}} | ||
*'''بعض الصحابة الذين تُرَضِي عليهم الشيعة:''' | *'''بعض الصحابة الذين تُرَضِي عليهم الشيعة:''' | ||
لا يمكن حصر عدد [[الصحابة]] الذين تحترمهم [[الشيعة]] وترضي عنهم لكثرتهم و عدم ذكر أغلبهم في المصادر التارخية والرجالية، فمنهم الكثير الذين استشهدوا في الحروب التي خاضها [[النبي الأكرم (ص)|النّبيّ الأكرم]]{{صل}} في حياته، ومنهم من استشهد مع [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) في حروبه الثلاثة، وهم بالمئات والألوف. | لا يمكن حصر عدد [[الصحابة]] الذين تحترمهم [[الشيعة]] وترضي عنهم لكثرتهم و عدم ذكر أغلبهم في المصادر التارخية والرجالية، فمنهم الكثير الذين استشهدوا في الحروب التي خاضها [[النبي الأكرم (ص)|النّبيّ الأكرم]]{{صل}} في حياته، ومنهم من استشهد مع [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) في حروبه الثلاثة، وهم بالمئات والألوف.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وهؤلاء بعض من [[الصحابة]] المشهورين المعروفين، الذين تُجلّهم [[الشيعة]] وتحترمهم وترضي عليهم، وهم: | وهؤلاء بعض من [[الصحابة]] المشهورين المعروفين، الذين تُجلّهم [[الشيعة]] وتحترمهم وترضي عليهم، وهم: | ||
سطر ٤٧٠: | سطر ٤٧٠: | ||
#[[المقداد بن الأسود]] | #[[المقداد بن الأسود]] | ||
#[[محمد بن أبي بكر]] | #[[محمد بن أبي بكر]] | ||
#[[زيد بن صوحان العبدي]] | #[[زيد بن صوحان العبدي]]{{بحاجة لمصدر}} | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
=== رأي السنّة === | === رأي السنّة === | ||
أمّا أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] فقالوا: باستحباب [[الترضي|التَرضّي]] على كل مَن صَدَقَ عليه أنّه [[الصحابة|صحابيٌّ]]، بدون البحث عن حاله وسيرته، لأنّ [[عدالة الصحابة|العدالة]] قد ثبتت لهم مسبقًا، غير أنّهم اختلفوا في جواز الترضي على غير [[الصحابة]]، فمنهم من قال: أنّ الترضي يتعدى لغير الصحابي، ومنهم من أوقف الترضي عند الصحابة فقط <ref>الفتوحات الربانية، | أمّا أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] فقالوا: باستحباب [[الترضي|التَرضّي]] على كل مَن صَدَقَ عليه أنّه [[الصحابة|صحابيٌّ]]، بدون البحث عن حاله وسيرته، لأنّ [[عدالة الصحابة|العدالة]] قد ثبتت لهم مسبقًا، غير أنّهم اختلفوا في جواز الترضي على غير [[الصحابة]]، فمنهم من قال: أنّ الترضي يتعدى لغير الصحابي، ومنهم من أوقف الترضي عند الصحابة فقط.<ref>النّووي، الفتوحات الربانية، ج 3، ص 342 - 343.</ref> | ||
كما أجمعوا على لزوم [[الصلاة على النبي وآله|الصلاة على النّبي (ص) وآله]]، واختلفوا في الصلاة على باقي الأنبياء بالاستقلال، وكذلك اختلفوا في غيرهم [[الصحابة|كالصحابة]] فمنهم من [[الحرام|حرّم]] الصلاة عليهم بالاستقلال، ومنهم مَن [[المكروه|كرِهَها]] تنزيها، والبعض الآخر ذهب إلى كون ذالك خلاف الأولى ولا كراهة فيه، أمّا إلحاق [[الصحابة]] في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص) فقد ذهب المشهور من أهل السنّة [[المباح|لتجويزه]] <ref>الفتوحات | كما أجمعوا على لزوم [[الصلاة على النبي وآله|الصلاة على النّبي (ص) وآله]]، واختلفوا في الصلاة على باقي الأنبياء بالاستقلال، وكذلك اختلفوا في غيرهم [[الصحابة|كالصحابة]] فمنهم من [[الحرام|حرّم]] الصلاة عليهم بالاستقلال، ومنهم مَن [[المكروه|كرِهَها]] تنزيها، والبعض الآخر ذهب إلى كون ذالك خلاف الأولى ولا كراهة فيه، أمّا إلحاق [[الصحابة]] في [[الصلاة على النبي|الصلاة على النّبيّ]] (ص) فقد ذهب المشهور من أهل السنّة [[المباح|لتجويزه]].<ref>النّووي، الفتوحات الربانية،ج 3، ص 337 - 341.</ref> | ||
== الشيعة وتهمة سبّ الصحابة == | == الشيعة وتهمة سبّ الصحابة == |