مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة خراسان العلمية»
ط
←القرن التاسع
imported>Madani ط (←القرن السادس) |
imported>Madani ط (←القرن التاسع) |
||
سطر ٤٠: | سطر ٤٠: | ||
== القرن التاسع == | == القرن التاسع == | ||
في القرن التاسع وأوائل القرن العاشر الهجري وإبّان حكومة خلفاء تيمور عاد الهدوء النسبي إلى مدينة خراسان، حيث شهدت مدينة مشهد تشييد مجموعة من المدارس العلمية بدعم من السلاطين والأمراء والشخصيات التيمورية، عاشت المدينة على أثرها نشاطاً علمياً مزدهراً، فقد شهدت المدينة مضافاً إلى التوسّع في عماره الحرم والدور العائدة له وتوسّع أطراف المدينة، نشوء مجموعة من المدارس منها بريزاد والدودر والشاهرخية المعروفة باسم (بالاسر). إلا أنّ المصادر المتوفرة تحت أيدينا لم تذكر لنا شيئاً عن العلماء الشيعة الذين تصدّوا للنشاط العلمي في تلك المدارس في تلك البرهة الزمنية خاصّة؛ ومع ذلك يلمس المطالع في بعض الوثائق التاريخية بعضَ النتف والإشارات عن الحركة العلمية والمحافل الثقافية التي تدار في بيوتات جماعة من وجوه الشيعية وعلمائها كالذي حصل في أواخر القرن التاسع وبدايات هذه الحقبة في بيوت السّادة الرضوية الذين تصدّوا لنقابة السادة في المدينة. ومن أبرز وجوه تلك البيوتات العلمية التي لعبت دوراً مهمّاً في النشاط العلمي والعطاء الفكري: | في القرن التاسع وأوائل القرن العاشر الهجري وإبّان حكومة خلفاء تيمور عاد الهدوء النسبي إلى مدينة خراسان، حيث شهدت مدينة مشهد تشييد مجموعة من المدارس العلمية بدعم من السلاطين والأمراء والشخصيات التيمورية، عاشت المدينة على أثرها نشاطاً علمياً مزدهراً، فقد شهدت المدينة مضافاً إلى التوسّع في عماره الحرم والدور العائدة له وتوسّع أطراف المدينة، نشوء مجموعة من المدارس منها بريزاد والدودر والشاهرخية المعروفة باسم (بالاسر). | ||
إلا أنّ المصادر المتوفرة تحت أيدينا لم تذكر لنا شيئاً عن العلماء الشيعة الذين تصدّوا للنشاط العلمي في تلك المدارس في تلك البرهة الزمنية خاصّة؛ ومع ذلك يلمس المطالع في بعض الوثائق التاريخية بعضَ النتف والإشارات عن الحركة العلمية والمحافل الثقافية التي تدار في بيوتات جماعة من وجوه الشيعية وعلمائها كالذي حصل في أواخر القرن التاسع وبدايات هذه الحقبة في بيوت السّادة الرضوية الذين تصدّوا لنقابة السادة في المدينة. ومن أبرز وجوه تلك البيوتات العلمية التي لعبت دوراً مهمّاً في النشاط العلمي والعطاء الفكري: | |||
1. السيّد محمد بن بادشاه الرضوي، المتكلم والعارف والفقيه المشهور، وقد أثنى عليه ابن أبي جمهور الأحساني الذي ورث فقه المدرسة النجفية والمدرسة العرفانية للسيّد حيدر الآملي <ref>راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات: إحياء، ص 214 </ref>ناعتاً إياه بالعلم والتقوى والورع. <ref>راجع: المجلسي، بحار الانوار، ج 105، ص 4 </ref> | 1. السيّد محمد بن بادشاه الرضوي، المتكلم والعارف والفقيه المشهور، وقد أثنى عليه ابن أبي جمهور الأحساني الذي ورث فقه المدرسة النجفية والمدرسة العرفانية للسيّد حيدر الآملي <ref>راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات: إحياء، ص 214 </ref>ناعتاً إياه بالعلم والتقوى والورع. <ref>راجع: المجلسي، بحار الانوار، ج 105، ص 4 </ref> | ||
2. ولده السيّد محسن بن محمد الرضوي المشهدي، سمع من ابن أبي جمهور كتابه "غوالي اللإلي العزيزية في الاَحاديث الدينية"، فكتب له إجازة في سنة (897 هـ ق) أثنى فيها عليه كثيراً، وقال في حقّه: العالم بمعالم فقه آل طه وياسين، والقائم بمراضي ربّ العالمين، مكمّل علوم المتقدمين والمتأخرين، وإنسان عين الفضلاء والحكماء المحققين. <ref>راجع: المجلسي، بحار الانوار، ج 105، ص 4- 7 </ref> | 2. ولده السيّد محسن بن محمد الرضوي المشهدي، سمع من ابن أبي جمهور كتابه "غوالي اللإلي العزيزية في الاَحاديث الدينية"، فكتب له إجازة في سنة (897 هـ ق) أثنى فيها عليه كثيراً، وقال في حقّه: العالم بمعالم فقه آل طه وياسين، والقائم بمراضي ربّ العالمين، مكمّل علوم المتقدمين والمتأخرين، وإنسان عين الفضلاء والحكماء المحققين. <ref>راجع: المجلسي، بحار الانوار، ج 105، ص 4- 7 </ref> | ||
=== حضور ابن أبي جمهور في مدينة مشهد === | === حضور ابن أبي جمهور في مدينة مشهد === | ||
كان ابن أبي جمهور يديم السفر إلى مشهد المقدسة بين الفينة والأخري وكان يلقي رحاله في المدينة فترات طويلة يعقد خلالها محاضراته العلمية، وقام في إحدى رحلاته إلى المدينة بتدريس وإملاء كتابه الكلامي "كشف البراهين" الذي شرح فيه كتابه الآخر المسمّي ب- "زاد المسافرين" وذلك في منزل السيّد محسن بن محمد الرضوي وفرغ من إملائه عام 878 هـ ق. <ref>ابن ابي جمهور، كشف البراهين في شرح رسالة زاد المسافرين، ص 482 </ref>وكانت له في الفترة المذكورة مناظرة استمرت لثلاث مجالس عقدها مع العالم السنّي "الفاضل الهروي" في بيت السيّد محسن الرضوي تارة وفي إحدى المدارس تارة أخرى، تتمحور حول حقانية المذهب الإمامي. <ref>راجع: الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 7، ص 27- 28 </ref> وقد أشار ابن أبي جمهور في بداية المناظرة المذكورة إلى حضور السيّد محسن بن محمد الرضوي وكثير من الناس في مجالسه الفقهية والكلامية. <ref>راجع: الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 7، ص 27 </ref> ويظهر أن ابن أبي جهمور بقي في مدينة مشهد المقدسة الفترة الأخيرة من عمره مواصلا نشاطه العلمي والتدريسي في تلك الحاضرة الدينية؛ ومن الراجح أنّه كان لابن أبي جمهور وغيره من العلماء الدور الكبير في تنشيط الحركة العلمية كتابة وتحقيقاً ودرساً ومناظرة. | كان ابن أبي جمهور يديم السفر إلى مشهد المقدسة بين الفينة والأخري وكان يلقي رحاله في المدينة فترات طويلة يعقد خلالها محاضراته العلمية، وقام في إحدى رحلاته إلى المدينة بتدريس وإملاء كتابه الكلامي "كشف البراهين" الذي شرح فيه كتابه الآخر المسمّي ب- "زاد المسافرين" وذلك في منزل السيّد محسن بن محمد الرضوي وفرغ من إملائه عام 878 هـ ق. <ref>ابن ابي جمهور، كشف البراهين في شرح رسالة زاد المسافرين، ص 482 </ref>وكانت له في الفترة المذكورة مناظرة استمرت لثلاث مجالس عقدها مع العالم السنّي "الفاضل الهروي" في بيت السيّد محسن الرضوي تارة وفي إحدى المدارس تارة أخرى، تتمحور حول حقانية المذهب الإمامي. <ref>راجع: الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 7، ص 27- 28 </ref> | ||
وقد أشار ابن أبي جمهور في بداية المناظرة المذكورة إلى حضور السيّد محسن بن محمد الرضوي وكثير من الناس في مجالسه الفقهية والكلامية. <ref>راجع: الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 7، ص 27 </ref> ويظهر أن ابن أبي جهمور بقي في مدينة مشهد المقدسة الفترة الأخيرة من عمره مواصلا نشاطه العلمي والتدريسي في تلك الحاضرة الدينية؛ ومن الراجح أنّه كان لابن أبي جمهور وغيره من العلماء الدور الكبير في تنشيط الحركة العلمية كتابة وتحقيقاً ودرساً ومناظرة. | |||
== القرن العاشر == | == القرن العاشر == |