تاريخ الطبري (کتاب)
اتجاه هذا المقال هو مناقشة علاقة موضوعه بمدرسة أهل البيت (ع)، وللمزيد من المعلومات يمكنكم متابعة ما يتعلق بهذا الموضوع من المصادر الأخرى. |
المؤلف | أبي جعفر محمد بن جرير الطبري |
---|---|
اللغة | عربية |
الموضوع | تاريخ |
الناشر | دار احياء التراث العربي |
تاريخ الإصدار | بيروت - لبنان 1429 هـ |
تاريخ الطبري، هو كتاب تاريخيٌ، لمؤلفه محمد بن جرير الطبري، المتوفى عام 310 هـ. كُتب باللغة العربية، حيث اشتهر الكتاب بتاريخ الطبري على الرغم من أن اسمه الأصلي هو تاريخ الأمم والرسل والملوك.
يبدأ تاريخ الطبري من بداية الخلق حتى عام 302 ه، حيث يتألف من قسمين، هما: تاريخ العاَلم وتاريخ الإسلام، أمّا القسم الأول وهو تاريخ العاَلم، فقد ذُكر فيه تاريخ الملوك وتاريخ الأنبياء، ولا يوجد فيه ترتيب للسنوات، وإنما رُتّب حسب الموضوعات، وذلك بخلاف القسم الثاني وهو تاريخ الإسلام الذي صُنّف وفق السنوات الهجرية وذكرت فيه الأحداث السياسية ووصف الحروب ابتداءاً من حياة الرسول الأكرم حتى عام 302 هـ.
كما اعتمد الطبري في سرده للأحداث والوقائع على المصادر المكتوبة، أي: سَرَد روايات مختلفة ومتنوعة عن كل واقعة، فاعتبر تاريخ الطبري نقليٌ فقط؛ لأنه لم يتدخل في مراجعه ومصادره، ولم يهتم بصحة الأمور أو عدم صحتها.
نهج المؤلف
قال الطبري: إنّ هدفه في هذا الكتاب هو ذُكر تاريخ الملوك، سواء كانوا عُصاة أم مطيعين، وكذلك ذُكر تاريخ الأنبياء.[١] كما أنه استند على عقائد الأديان والأمم المختلفة وإلى آراء الزردشتيين، كما اعتمد أيضاً على نقل |الأخبار المفصَّلة عن رواة الأخبار، كالأخبار التي تُنقل بالطريقة المعهودة في نقل الخبر، أي: على أساس ذكر سلسلة الرواة أولاً، ثم نقل الخبر.[٢]
زمن تأليف الكتاب
بدأ الطبري بتأليف كتابه هذا بعد أن انتهى من تأليف كتابه جامع البيان في تفسير القرآن.[٣] وكان الطبري يُملي تفسيره على تلاميذه من عام 283 هـ إلى عام 290 هـ، ثم أجاز لتلاميذه أن يرووا تاريخه لغاية أحداث عام 294 هـ، وقد انتهى تأليف تاريخ الطبري في عام 303 هـ.[٤]
محتوى الكتاب
يتألف تاريخ الطبري من قسمين:
الأول، تاريخ العالَم، ويشتمل على على مقدّمة حول زمانه وحدوثه، كما يشتمل أيضاً على قصص الأنبياء بدءاً من النبي آدم حتى السيد المسيح. وعلى تاريخ الإيرانيين من البدء حتى نهاية عصر الساسانيين، وقد أوضح الطبري سبب اختيار تاريخ ملوك إيران من بين جميع أقوام ومِلل الدنيا، حيث علل ذلك إنّ الأقوام الأخرى لم يكن لهم تاريخ واضح ومُلك متواصل يمكن من خلاله تأسيس التاريخ على أيام ملوكهم. وقد ضمِّن تاريخ اليمن في القسم المتعلّق بالعصر الإيراني القديم، وفي القسم المختص بالسيد المسيح وَرَدَ فهرسّ لملوك الروم، وفي القسم المختص بالساسانيين ورد ذكر أقوام الحيرة وملوكاها. كما أورد الطبري في تاريخه قصة الخلق وتاريخ بني إسرائيل وتفرّق أولاد آدم.[٥]
الثاني، تاريخ الإسلام، ويبدأ بحياة الرسول الأكرم ويستمر حتى نهاية عام 302 هـ. ومصدره الأساسي في تاريخ حياة الرسول الأكرم هو روايات ابن إسحاق (المتوفى بين 150 -153 هـ). وقد صُنف هذا القسم ( تاريخ الإسلام ) وفق السنوات الهجرية ويقتصر على الأحداث السياسية، ووصف الحروب.[٦]
مميزات الكتاب
لكتاب تاريخ الطبري مميزات كثيرة، منها:[٧]
- إنّ تاريخ الطبري يشتمل على عدد كبير من روايات ابن إسحاق، فيُعدّ مكملاً لسيرة ابن هشام.
- نُقل في تاريخ الطبري معلومات أقدم محدّثي السيرة والمغازي، ومن بين هؤلاء عُروة بن الزبير، ووهب بن مُنبّه، ومحمد بن أبي كعب القرطبي، وعاصم بن قتادة، ومحمد بن شهاب الزهري، وأبو عمرو الشعبي، وموسى بن عُقبة، وغيرهم.
- القسم الأكثر تفصيلاً في تاريخ الطبري هو سيرة الرسول الأكرم وعصر الخلفاء الأوائل. حيث اعتمد الطبري في تدوين تاريخ الخلفاء على مصادر المؤرخين، ولم يذكر أسماء كتبهم واكتفى بنقل رواياتهم وذِكر الرواة ذكراً كاملاً.
- إنّ أكثر الروايات من عام 11 هـ إلى عام 127 هـ مأخوذة عن أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي (المتوفى عام 167 هـ) بما يتعلّق بعصر الخلفاء، وأمّا في عصر الفتوحات فأخذها عن سيف بن عمر (المتوفى عام 170 - 193 هـ)، أي: في زمن خلافة هارون الرشيد.
- اغلب ما تكون روايات الفتوحات في تاريخ الطبري طويلةً، ويعكس أسلوب البيان والموضوعات المتنوعة أنها تقارير لرواة مختلفين.
- ما أورده الطبري من شرح لحروب المسلمين الداخلية بعد مقتل عثمان بن عفان حتى نهاية خلافة الإمام علي وأحداث ما بعد معاوية وحروب الخوارج، مفصّل ومنسجم؛ لأنه أخذ الروايات ممن كانوا يعيشون في القَرنين الثاني والثالث للهجرة.
- كان نهج روايات الطبري عن الخلفاء الأمويين والعباسيين نهج حياديّ.
- إنّ منهج تدوين الأحداث (وضع الروايات المتفاوتة وأحياناً المتناقضة عن واقعة ما إلى جانب بعضها بعضاً) رفع من قيمة الكتاب كثيراً في الزمن المعاصر. وهيأ إمكانية نقده وتقويمه.
- إنّ تاريخ الطبري منذ زمن تأليفه، كان مصدراً ومرجعاً لجميع من يكتب في تاريخ الإسلام، حتى القرن السابع للهجرة، إذ كتب ابن الأثير (المتوفى عام 630 هـ) كتابه الكامل على أساسه.
ما يتعلق بالكتاب
لتاريخ الطبري عدّة تراجم، كما كُتب له بعض الحواشي، وطبع عدّة مرّات، ومنها:[٨]
- كتب الطبري حاشيةً على تاريخه، ومن ثم كتب بعدها ذيول أخرى على كتابه، ومنها: صلة تاريخ الطبري لعَريب بن سعد القرطبي، حيث يشمل أحداث 290 هـ حتى 320 هـ، وتكملة تاريخ الطبري لمحمد بن عبد الملك الهمداني، ويشمل حوادث 295 هـ حتى 512 هـ.
- طبع دخويه بالاشتراك مع مجموعة من المستشرقين النص الكامل لتاريخ الطبري في ثلاثة عشر مجلداً محققاً تحقيقاً نقدياً، مرفقاً بثلاثة مجلدات ملاحق له بين سنوات 1296 - 1319 هـ في ليدن. وأنّ ملاحق هذه الطبعة هي المنتخب من كتاب ذيل المذيَّل للطبري. كذلك طبع محمد أبو الفضل إبراهيم في عام 1386 هـ تاريخ الطبري مرفقاً بـــ صلة تاريخ الطبري للقرطبي، وتكملة تاريخ الطبري لمحمد بن عبد الملك الهمداني، والمنتخب من كتاب ذيل المذيَّل للطبري في أحد عشر مجلداً مع فهارس مستقلة لكل كتاب في القاهرة، وطبعت في ستة عشر مجلداً.
- تُرجم تاريخ الطبري أكثر من مرة، فقد تُرجم إلى اللغة الفارسية بعد تهذيبه من قبل أبو علي البلعمي، كما ترجمت مجموعة من المستشرقين، منهم بازورث وروزنتال ومونتغومري، بإشراف إحسان يارشاطر إلى اللغة الإنكليزية وطبعوها في (38) جزءاً.
وصلات خارجية
أُقتبست هذه المقالة من دائرة معارف العالم الإسلامي.
الهوامش
- ↑ محمد بن جرير، تاريخ الطبري، ج 1، ص 78.
- ↑ محمد بن جرير، تاريخ الطبري، ج 1، ص 6 - 7.
- ↑ محمد بن جرير، تاريخ الطبري، ج 1، ص 22.
- ↑ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، ج 18، ص 44.
- ↑ محمد بن جرير، تاريخ الطبري، ج 1، ص 148.
- ↑ دائرة معارف العالم الإسلامي، ج 7، ص 178.
- ↑ دائرة معارف العالم الإسلامي، ج 7، ص 179 - 180.
- ↑ دائرة معارف العالم الإسلامي، ج 7، ص 179 - 180.
المصادر والمراجع
- جواد علي، مجلة المجمع العلمي العراقي، موارد تاريخ الطبري، 1369 - 1371 - 1380 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط 1، 1329 هـ.
- الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ط. أوفست، بيروت-لبنان، 1357 هـ.
- دائرة معارف العالم الإسلامي، بيروت - لبنان،ط 1، 2015 م.