الآية 46 من سورة سبأ
رقم الآية | 46 |
---|---|
في سورة | سبأ |
في جزء | 22 |
مكان النزول | مكة |
الموضوع | المعتقد |
الآية 46 من سورة سبأ تأمر بالوقوف في سبيل الله فرداً وجماعة، وتنصح أيضا بالتفكر في النبي أن لا يوصف بالجنون؛ لأن تحذيراته ووعوده مبنية على العقل والمعرفة.
وبحسب التفسيرات والروايات فإن وصية الله الوحيدة في هذه الآية هي التمسك بـالتوحيد أو بولاية علي. وقد فسر الإمام الصادق القیام الزوجي (مثنى) بمتابعة النبي والإمام علي معا، والقيام الفردي (فرادى) بمتابعة الأئمة واحدا تلو الآخر، وقد عرّف معنى الوعظ بالنصح المصاحب بالخير والمصلحة العائدة للإنسان.
ومضات في تفسير الآية
ويقول بعض المفسرين إن موضوع هذه الآية هو دعوة الناس إلى طريق الحق والنهضة في سبيل الله[١]، وكذلك التفكير في مدى صحة سلوك النبي حتى يدركوا أنه لا يوجد فيه أدنى قدر من إضطراب نفسي أو إختلال عقلي. وقد عاش بينهم سنوات طويلة، ويعرفه الجميع بحكمته وعقله، وموقف الجنون تجاهه يرجع إلى عدم التفكير.«تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ»[٢]
ويرى بعض المفسرين أن ذكر كلمة "تتفكروا" دون أي قيود هو الدليل على أنّ القرآن يعتبر التفكير في جميع جوانب الحياة الإنسانية أمرا .[٣] ويعتقد البعض الآخر أن مفردة "تَتَفَكَّرُوا" تتعلق بالجملة التي بعدها (ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ) أي إذا فكرتم قليلاً ستفهمون جيداً أن النبي بريء من اتهامكم الباطل بالجنون.[٤]
يقول الفخر الرازي إنّ هذه الآية تعبّر عن الأصول المبدئية الثلاثة:
- أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ، تعبر عن مبدء التوحيد
- ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ، تعبر عن النبوة
- بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ، تشير بالمعاد.[٥]
ويرى الرازي أنّ الحصر في الآية المعبّر عنها ب"إنّما" المرتبطة بالله ومن ثمّ ذكر عدة مسائل حول المعاد والنبوة يكشف عن الارتباط الوثيق بين التوحيد والمعاد ومسألة النبوة.[٦] وقد فسّر كثير من المفسرين معنى كلمة "واحدة" على أنها مسألة التوحيد[٧] و [٨] وقد ذكر في تفسير بيان السعادة معنى "واحدة" هي ولاية علي بن أبي طالب.[٩]
الموعظة في القرآن الكريم
ويعتبر البعض أن كلمة "الموعظة" تعني "التذكير بالخيرات والأشياء التي يرقّ لها القلب". لكن على العموم يبدو أن هناك إشارة لطيفة في الموعظة إلى الحث على الخير والنهي عن المنكر، مما يؤدي بالتالي إلى إزالة قسوة القلب وحقده تجاه الآخرين، وردع الغضب والشهوة، وضبط الميول النفسانية، بهذا التذكير والتنبّه يحيى القلب و يسلك المرء طريق الإنسانية والقرب إلى الله [١٠] وردت في القرآن 24 كلمة من مادّة "وعظ"، وثمانية منها، أي ثلثها، قرنت الوعظ بالمؤمنين والمتقين. ويستشعر من هذا التأكيد أن الاتعاظ الحقيقي يتحقق بعد الإيمان. [١١] يذكر العلامة الطباطبائي في الميزان أن معنى "الموعظة" هو الدعوة والنصيحة، وهو تعبير رمزي وتلميحي، يتضمن معنى الأمر كذلك. [١٢] جملة" أعظكم" في الواقع تعبّر عن أنني أعتبر خيرك وصلاحك في هذا الكلام وليس أي مسألة أخرى..[١٣]
الهوامش
- ↑ قرائتی، تفسیر نور، ج۷،ص۴۰۷.
- ↑ قرائتي، تفسير نور، ج7،ص407
- ↑ مكارم شيرازي، تفسير نمونه، 1372ش، ج18، ص136
- ↑ ترجمه تفسير الميزان، ج16، ص: 586
- ↑ رازي، الكبير، ج25 ص 214
- ↑ رازي، الكبير، ج25 ص 214
- ↑ طبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8 ص 619
- ↑ رازي، الكبير، ج25 ص 214
- ↑ سلطان علي گنابادي، بيان السعادة في شرح مقامات العبادة، ج3 ص 276
- ↑ پژوهشنامه معارف قرآني، مقاله 3، دوره 5، شماره 16، ارديبهشت 1393، صفحه 57-75
- ↑ پژوهشنامه معارف قرآني، مقاله 3، دوره 5، شماره 16، ارديبهشت 1393، صفحه 57-75
- ↑ الميزان، ج 16 ص585
- ↑ مكارم شيرازي، تفسير نمونه، 1372ش، ج18، ص136
المصادر والمراجع
- حسن باقري، روش تربيتي موعظه؛ چالشها و آسيبها با تأكيد بر آموزههاي قرآني، پژوهشنامه معارف قرآني، مقاله 3، دوره 5، شماره 16، ارديبهشت 1393
- فولادوند، محمد مهدي، ترجمه قرآن( فولادوند)، محقق: الهيئة العلمية لدار القرآن الكريم( مكتب الدراسات التاريخية والمعارف الإسلامية)، الناشر: مكتب الدراسات التاريخية والمعارف الإسلامية
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم المقدسة، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب( عليه السلام)، 1421 ه. ق
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير( مفاتيح الغيب)، مكتب تحقيق دار إحياء التراث العربي، تهران، دار إحياء التراث العربي، 1420 ه. ق
- قرائتي، محسن، تفسير نور، طهران، مركز دروس من القرآن الثقافي، 1430ق.
- المجلسي، محمدباقر، بحارالانوار، بيروت، دارالاحياء التراث، 1403ق.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، المصحح: اليزدي الطباطبائي، فضل الله، تهران، ناصر خسرو، 8/ 7/ 1413 ه. ق، الطبعة: الثالثة
- السلطان علي شاه، السلطان محمد بن حيدر، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، تاريخ الطبع: 1408 ه. ق