نبل (مدينة)

من ويكي شيعة
نبل (مدينة)
مدخل مدينة نبّل
المعلومات العامة
البلدسوريا
المحافظةحلب
عدد السكان45000 نسمة
الديانةالإسلام
المذهبالتشيع الاثني عشري
المعلومات التاريخية
تاريخ التشيعأيام الدولة الحمدانية
الأحداث التاريخيةحصار نبل والزهراء
الأماكن
الحوزات العلميةمركز أهل البيت (ع)


نبُّل هي مدينة تقطنها غالبية شيعية تقع إلى الشمال الغربي من مدينة حلب، ويفصلها عنها ما يقرب من 20 كيلومتراً، إلى الغرب من الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا، وتتمتع بأهمية تاريخية، وفيها العديد من المواقع الأثرية.

وقد تعرضت مع بلدة الزهراء المجاورة لها لحصار شديد منذ سنة 2012م من قبل المجموعات المسلحة التي استهدفت منازل المواطنين بآلاف قذائف الهاون، وحاولت عشرات المرات اقتحام البلدتين، لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل؛ نظراً لصمود الأهالي واللجان الشعبية فيهما، الأمر الذي حمّل المسلحين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في كل هجوم.

وأخيرا في الرابع من شباط/ فبراير سنة 2016 م، استطاعت قوات الجيش السوري أن تفك الحصار عن هذه المدينة.

الموقع الجغرافي والسكان

تقع مدينة نبّل إلى الشمال الغربي من مدينة حلب شمالي سوريا،[١] وتتبع إدارياً لمنطقة أعزاز، ويفصلها عن حلب ما يقرب من 20 كيلومتراً، إلى الغرب من الطريق الدولية حلب-تركيا، وتجاورها بلدة الزهراء بمسافة 5 كم فيما بينهما.[٢]

وتنتمي نبل إلى قرى قضاء جبل سمعان المعروف تاريخياً[٣] والذي يحتوي على الكثير من الخرب الرومانية والكلدانية والآشورية، ويُطلق على المنطقة المدن المنسية الأثرية، حيث تقع المدينة ضمن قوس من المدن الأثرية والتاريخية الهامة، ويمتد هذا القوس من شمال المدينة إلى غربها فجنوبها.[٤]

ويبلغ عدد سكان مدينة نبل 45 ألف نسمة تقريباً معظمهم من الطائفة الشيعية الاثني عشرية،[٥] ويعمل غالبية الأهالي بالزراعة أو التجارة. وتشتهر المنطقة بخصوبة تربتها وزراعة الزيتون فيها بكثرة.[٦]

خلفية الإسلام والتشيع

كانت مدينة حلب عموماً قبل الإسلام تقبع تحت حكم الروم البيزنطيين، حتى دخلها الإسلام في سنة 15 للهجرة.[٧] وأمّا التشيّع فيذكر المؤرخّون أنه بدأ بالانتشار في حلب ومناطقها منذ عصر الدولة الحمدانية.[٨] ويذكر صاحب كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب أنّ أوّل ظهور للتشيع هناك كان في أواخر أيام سيف الدولة (303 ـ 356هـ) على يد أبي إبراهيم محمد بن أحمد الحرّاني الحجازي الملقّب بمحمد الممدوح وهو جدّ أسرة بني الزهراء أو المعروفين ببني زهرة.[٩]

وبعد سقوط الدولة الحمدانية ومجيء الأيوبيين إلى سدّة الحكم في حلب وتضييق الخناق على الشيعة هناك بدأ الشيعة شيئاً فشيئاً يرتحلون إلى أطراف المدن،[١٠] ومن تلك البلدات التي استوطنها الشيعة كانت قرى نبّل، والزهراء التي تعرف تاريخياً بالنغاولة في ريف حلب، وكذلك الفوعة وكفريا في ريف إدلب القريبة منهما.[١١]

التشيع في العصر الحاضر

كشافة الإمام المهدي (عج) وجمع من أهالي نبل والزهراء يحيون ذكرى عاشوراء في حسينية الرسول الأعظم

تضم مدينة نبل عدّة مراكز دينية وتعليمية وثقافية هامة، ومنها مركز وحوزة أهل البيت (ع) التابع لجامعة المصطفى العالمية،[١٢] والذي يدرّس العلوم الحوزوية، إضافة إلى الأنشطة الثقافية والتربوية الأخرى.[١٣] حيث يحيي الشيعة هناك مناسبات أهل البيت عليهم السلام باستمرار، ويمارسون مختلف النشاطات الاجتماعية والثقافية. وفي نبل مجموعة من رجال الدين الذين تخرجّوا من الحوزات العلمية في مدينة النجف أو في مدينة قم.[١٤] إضافة إلى وجود فرع لكشافة الإمام المهدي (عج) في المدينة يهتمّ بنشاطات الأطفال واليافعين الثقافية.[١٥]

حصار نبل والزهراء

المناطق المظلّلة باللون الأحمر كانت مناطق محاصرة من قبل التكفيريين

في 8 نيسان/أبريل 2012م، اختطفت جماعة متطرفة تسمى (فصيل نور الشهداء) 17 شاباً من سكان بلدتي نبل والزهراء، فرد عليها بعض أهالي البلدتين بالقبض على بعض عناصر هذه الجماعة لإجراء مقايضة بينهم. وبعد نحو شهرين من الاختطاف، في 17 أيار/مايو، حاصرت الجماعات المتطرفة المنتمية للقاعدة وجبهة النصرة البلدتين تماماً، ومنعت دخول أي مساعدات غذائية أو طبية إليهما.[١٦] وخلال فترة الحصار، عاش الأهالي في ظروف قاسية نتيجة لنقص مستلزمات الحياة الأساسية. وحاولت القوات السورية إيصال بعض الإمدادات إليهم عبر الطائرات المروحية، لكن الجماعات المتطرفة استهدفتها، وحاولت إجبار البلدتين على الاستسلام بقصفهما بالهاون والرصاص طوال فترة الحصار الذي استمر لمدة ثلاث سنوات.[١٧] وكذلك كانت هناك عدّة محاولات لاقتحام البلدتين من قبل الفصائل التكفيرية، والتي فشلت بسبب تصدي قوات اللجان الشعبية المدافعة هناك.[١٨]

واستطاعت أخيراً قوات الحكومة السورية بالتعاون مع بقية القوات الحليفة من خلال عمليات متعدّدة السيطرة على العديد من البلدات والمدن في المنطقة، وتمّ فك الحصار عن هاتين البلدتين من خلال عملية مباغتة في الثالث من شباط عام 2016م.[١٩]

ذات صلة

الهوامش

  1. مدينة نبل، موقع محافظة حلب.
  2. بلدة الزهراء، موقع محافظة حلب.
  3. البالي الحلبي، نهر الذهب في تاريخ حلب، ج1، ص156.
  4. مدينة "نبل".. أيقونة الريف الشمالي، سوريا مدونة وطن.
  5. لمحة عن الوحدة الإدارية، مدينة نبل، موقع محافظة حلب.
  6. مناطق ريف حلب تحت الحصار منذ عامين، روسيا اليوم.
  7. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص325.
  8. محمد راغب، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، ج5، ص373.
  9. البالي الحلبي، نهر الذهب في تاريخ حلب، ج1، ص154.
  10. السبحاني، الشيخ جعفر، تذكرة الأعيان، ج1، ص156.
  11. البالي الحلبي، نهر الذهب في تاريخ حلب، ج1، ص156.
  12. رحلة إدارية وزيارة إلى سوريا، الموقع الرسمي لجامعة المصطفى العالمية.
  13. المسابقة العلمية الثالثة، الموقع الرسمي لجامعة المصطفى العالمية.
  14. التشيع والدولة الحمدانية، موقع الأبحاث العقائدية.
  15. أهالي بلدتي "نبل والزهراء" المحاصرتان بريف حلب يحيون ذكرى عاشوراء رغم الحصار وتهديدات التكفيريين، وكالة تسنيم للأنباء.
  16. تسلسل زمني-معركة حلب السورية، وكالة رويترز للأنباء؛ «شکست محاصرة نبل والزهرا بعداز1277 روز»، وكالة إيرنا للأنباء.
  17. إرهابيو حلب يقصفون بلدتي "نبل والزهراء" بصواريخ الغراد، وكالة تسنيم للأنباء؛ فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء، وكالة مهر للأنباء.
  18. "جبهة النصرة" تفشل في اقتحام نبل والزهراء، روسيا اليوم.
  19. الجيش السوري واللجان يكسرون حصاراً ارهابياً ظالماً عن بلدتي "نبل" و"الزهراء" دام 4 سنوات، وكالة تسنيم للأنباء.

المصادر والمراجع