مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التوسل»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{معتقدات الشيعة}} | {{معتقدات الشيعة}} | ||
'''التوسّل'''، يعني التقرّب إلى [[الله]] تعالى بشيء يقدّره ويريده، بل قد يكون هو الذي أمر به عباده أن يطلبوا منه الأشياء من خلال طرق معينة. ويعتقد | '''التوسّل'''، يعني التقرّب إلى [[الله]] تعالى بشخص أو بشيء يقدّره ويريده، بل قد يكون هو الذي أمر به عباده أن يطلبوا منه الأشياء من خلال طرق معينة. ويعتقد كثير من [[المسلمين]] بهذا المعنى ويرون مشروعيته، وهو من الاعتقادات البارزة عند [[الشيعة]]. | ||
وتوجد صلة وثيقة بين مفهوم التوسل {{و}}[[الشفاعة]]. | |||
تنشأ أهمية التوسل من أمر [[القرآن]] به كما ورد التأكيد عليه في روايات [[أهل البيت]] {{هم}}، وفي [[الدعاء|الأدعية]] {{و}}[[الزيارة|الزيارات]]، ومن أشهرها [[دعاء التوسل]]. | |||
وفي العقود الأخيرة طرح [[الوهابيون]] تبعا ل[[ابن تيمية]] بعض الإشكالات على التوسل، إلا أنّ علماء الشيعة وكثير من علماء [[أهل السنة]] ردّوا عليها. | |||
==معنى التوسل== | ==معنى التوسل== | ||
التوسل هو أن يجعل الإنسان واسطة | التوسل هو أن يجعل الإنسان واسطة ووسيلة بينه وبين الله؛ ويلجأ الإنسان إلى هذا الشيْ لأنّ الله هو الذي أمره أن يأتيه من هذا الطريق، أي: إنّ الله هو الذي أمرنا بالتوسّل، ومما يُتوسّل به إلى الله: [[النبي (ص)]]، بل كل [[الأنبياء]]، {{و}}[[القرآن الكريم|القرآن]]، {{و}}[[أهل البيت(ع)|أهل بيت النبي (ص)]]. | ||
==مشروعية التوسل== | ==مشروعية التوسل== | ||
سطر ٢٥: | سطر ٢٨: | ||
من الأدلة على صحة التوسّل سيرة المسلمين من صدر الإسلام وإلى يومنا هذا، فإنهم يتوسّلون بالصالحين، كما أن [[الصحابة]] كانوا يتوسلون إلى الله بغيره وقد سجل لنا التاريخ مجموعة من هذه التوسلات: | من الأدلة على صحة التوسّل سيرة المسلمين من صدر الإسلام وإلى يومنا هذا، فإنهم يتوسّلون بالصالحين، كما أن [[الصحابة]] كانوا يتوسلون إلى الله بغيره وقد سجل لنا التاريخ مجموعة من هذه التوسلات: | ||
* توسل [[ عمر بن الخطاب|عمر بن الخطاب]] [[العباس بن عبد المطلب|بالعباس بن عبد المطلب]] عند الاستسقاء وطلب هطول المطر من الله تعالى.<ref>ابن الأثير، الكامل في تاريخ، ج 3، ص 166؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج 2، ص 411 -412.</ref> | * توسل [[ عمر بن الخطاب|عمر بن الخطاب]] [[العباس بن عبد المطلب|بالعباس بن عبد المطلب]] عند الاستسقاء وطلب هطول المطر من الله تعالى.<ref>ابن الأثير، الكامل في تاريخ، ج 3، ص 166؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج 2، ص 411 -412.</ref> | ||
*توسّل [[صفية بنت عبد المطلب|صفية]] عمّة النبي بالنبي {{صل}}.<ref>ابن حجر الهيتمي، مجمع الزائد، ج 9، ص 39.</ref> | *توسّل [[صفية بنت عبد المطلب|صفية]] (عمّة النبي) بالنبي {{صل}} وإنشاد شعر في رثائه.<ref>الطبري، ذخائر العقبى، ص 252؛ ابن حجر الهيتمي، مجمع الزائد، ج 9، ص 39.</ref> | ||
*توسل رجل بالنبي (ص) في عهد خلافة [[عثمان]]، وأرشده إلى ذلك [[عثمان بن حنيف]].<ref>الطبراني، المعجم الكبير، ج 9، ص 30.</ref> | |||
*توسل بلال بن الحارث بالنبي (ص) للإستسقاء وطلب المطر.<ref>الدحلان، الدرر السنية، ص 18.</ref> | |||
*قال أحمد زيني دحلان في كتابه الدرر السنية في الردّ على [[الوهابية]] إنّ من تتبّع في [[الأدعية]] والأذكار التي وردت عن طريق السلف يجد أنّهم كثيرا ما كانوا يتوسّلون،<ref>دحلان، الدرر السنية، ص 31.</ref> كما أن ابن حجر الهيتمي نقل أشعاراً عن [[محمد الشافعي|الشافعي]] صرّح فيها بأن [[آل النبي]] هم وسيلة للتقرب إلى الله.<ref>دحلان، الدرر السنية، ص 180.</ref> وقد ورد في رواية أن [[مالك بن أنس]] علّم [[منصور العباسي]] كيفية [[زيارة]] النبي والتوسل به.<ref>السمهودي، وفاء الوفا، ج 4، ص 1376.</ref> | |||
==شبهات الوهابية في التوسل== | ==شبهات الوهابية في التوسل== | ||
سطر ٤٠: | سطر ٤٦: | ||
{{مفصلة|التوسل بالموتى}} | {{مفصلة|التوسل بالموتى}} | ||
يذهب [[ابن تيمية]] إلى أنّ التوسل ب[[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} والصالحين لا يجوز بعد مماتهم إنّما التوسّل الجائز يكون في حياتهم فقط، وبعد موتهم لا ينفع التوسّل بهم، وهو ليس صحيحاً شرعاً. | يذهب [[ابن تيمية]] إلى أنّ التوسل ب[[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} والصالحين لا يجوز بعد مماتهم إنّما التوسّل الجائز يكون في حياتهم فقط، وبعد موتهم لا ينفع التوسّل بهم، وهو ليس صحيحاً شرعاً. | ||
ولكن أكثر المسلمين يذهبون إلى أن من يمت في هذا العالم فهو حي في [[عالم البرزخ]] بعد موته؛ لأن [[الموت]] ليس فناء للإنسان إنّما هو انتقال من عالم إلى عالم آخر وهذا ما يؤكده [[القرآن الكريم]] و[[الروايات]] حيث يقول: {{قرآن|وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}}<ref>آل عمران : 160 ـــ 171.</ref> و[[الأنبياء]] أعلى درجة من الصالحين. | ولكن أكثر المسلمين يذهبون إلى أن من يمت في هذا العالم فهو حي في [[عالم البرزخ]] بعد موته؛ لأن [[الموت]] ليس فناء للإنسان إنّما هو انتقال من عالم إلى عالم آخر وهذا ما يؤكده [[القرآن الكريم]] {{و}}[[الروايات]] حيث يقول: {{قرآن|وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}}<ref>آل عمران : 160 ـــ 171.</ref> {{و}}[[الأنبياء]] أعلى درجة من الصالحين. | ||
===التوسل والبدعة=== | ===التوسل والبدعة=== |