مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عثمان بن سعيد العمري»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110 ط (←وصلات خارجية) |
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{صندوق معلومات شخص | {{{{صندوق معلومات شخص | ||
|سابقة تشريفية = | |سابقة تشريفية = | ||
|الإسم = عثمان بن سعيد | |الإسم = عثمان بن سعيد | ||
سطر ١٠: | سطر ١٠: | ||
|عنوان صورة = مرقد عثمان بن سعيد | |عنوان صورة = مرقد عثمان بن سعيد | ||
|اسم ولادة = | |اسم ولادة = | ||
|تاريخ ولادة = <!-- {{تاريخ الميلاد والعمر|السنة|الشهر|اليوم}} --> بدايات القرن الثالث للهجرة | |تاريخ ولادة = <!--{{تاريخ الميلاد والعمر|السنة|الشهر|اليوم}} --> بدايات القرن الثالث للهجرة | ||
|مكان ولادة = | |مكان ولادة = | ||
|تاريخ اختفاء = | |تاريخ اختفاء = | ||
|مكان اختفاء = | |مكان اختفاء = | ||
|حالة اختفاء = | |حالة اختفاء = | ||
|تاريخ وفاة = <!-- {{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} --> نهايات القرن الثالث للهجرة | |تاريخ وفاة = <!--{{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} --> نهايات القرن الثالث للهجرة | ||
|مكان وفاة = | |مكان وفاة = | ||
|سبب وفاة = | |سبب وفاة = | ||
|اكتشاف جثة = | |اكتشاف جثة = | ||
|دفن = مدينة السلام ب[[بغداد]] - [[العراق]] | |دفن = مدينة السلام ب[[بغداد]] - [[العراق]] | ||
|إحداثيات دفن = <!-- غير الأرقام والجهات فقط في هذا القالب {{Coord|0|0|0|N|0|0|0|E|display=inline}} --> | |إحداثيات دفن = <!-- غير الأرقام والجهات فقط في هذا القالب{{Coord|0|0|0|N|0|0|0|E|display=inline}} --> | ||
|معالم = | |معالم = | ||
|وكيل = | |وكيل = | ||
سطر ٤١: | سطر ٤١: | ||
أبو عمرو «عثمان بن سعيد العمري» وكان «أسدياً» وإنّما سُمِّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري، كان أسدياً فنسب إلى جده فقيل العمري، ويقال له «العسكري» أيضا؛ لأنّه كان من عسكر سر من رأى، ويقال له «السمّان» لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 354.</ref> | أبو عمرو «عثمان بن سعيد العمري» وكان «أسدياً» وإنّما سُمِّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري، كان أسدياً فنسب إلى جده فقيل العمري، ويقال له «العسكري» أيضا؛ لأنّه كان من عسكر سر من رأى، ويقال له «السمّان» لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 354.</ref> | ||
وكان [[الشيعة]] إذا حملوا إلى أبي محمد{{ع}} ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد {{ع}} تقية وخوفاً.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 353.</ref> | وكان [[الشيعة]] إذا حملوا إلى أبي محمد{{ع}} ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد{{ع}} تقية وخوفاً.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 353.</ref> | ||
لم تذكر لنا المصادر التاريخية تفاصيل حياة السفيروخصوصياته كولادتهوشبابه. قال بعض العلماء عنه أنّه من أصحاب [[الإمام الجواد عليه السلام|الامام الجواد]] {{ع}} وأنّه خدم الامام الجواد {{ع}}وله إحدى عشرة سنة وله إليه عهد معروف، ولم يترك خدمته{{ع}} وحظي بثقة الإمام {{ع}} به فكان يعتمد عليه في أموره ويوكل إليه في مهامه.<ref>جاسم حسین، ص 142.</ref> | لم تذكر لنا المصادر التاريخية تفاصيل حياة السفيروخصوصياته كولادتهوشبابه. قال بعض العلماء عنه أنّه من أصحاب [[الإمام الجواد عليه السلام|الامام الجواد]]{{ع}} وأنّه خدم الامام الجواد{{ع}}وله إحدى عشرة سنة وله إليه عهد معروف، ولم يترك خدمته{{ع}} وحظي بثقة الإمام{{ع}} به فكان يعتمد عليه في أموره ويوكل إليه في مهامه.<ref>جاسم حسین، ص 142.</ref> | ||
وعن أحمد بن | وعن [[أحمد بن إسحاق الأشعري|أحمد بن إسحاق]]، عن أبي الحسن ـ يعني عن [[الإمام الهادي عليه السلام|الامام الهادي]]{{ع}} ـ قال: سألته وقلت: من أعامل؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون»، وعن أحمد بن إسحاق أيضا، أنّه سأل أبا محمّد{{ع}} ـ يعني [[الامام الحسن العسكري عليه السلام|الامام العسكري]]{{ع}} ـ عن مثل ذلك؟ فقال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الكلیني، ج 1، ص 320.</ref> | ||
بعد [[الشهادة|شهادة]] الإمام الهادي {{ع}} نال العمري ثقة الإمام الحسن العسكري {{ع}} به وأبقاه الى جانبهوأنزله نفس المنزلة التي كان والده عليه السلام ينزله بها. | بعد [[الشهادة|شهادة]] الإمام الهادي{{ع}} نال العمري ثقة الإمام الحسن العسكري{{ع}} به وأبقاه الى جانبهوأنزله نفس المنزلة التي كان والده عليه السلام ينزله بها. | ||
وعندما جاء بعض [[الشيعة]] من [[اليمن]] بالأمول الشرعية إلى الامام الحسن العسكري {{ع}}، قال لخادمه امض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فلمّا دخل عثمان قال له الامام {{ع}}: امض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. فقال الحاضرون عند الامام {{ع}}: يا سيدنا والله إنّ عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى. قال: نعم، واشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأنّ ابنه محمداً وكيل ابني [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|مهديكم]].<ref>الطوسي، الغیبة، ص 31- 229.</ref> | وعندما جاء بعض [[الشيعة]] من [[اليمن]] بالأمول الشرعية إلى الامام الحسن العسكري{{ع}}، قال لخادمه امض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فلمّا دخل عثمان قال له الامام{{ع}}: امض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. فقال الحاضرون عند الامام{{ع}}: يا سيدنا والله إنّ عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى. قال: نعم، واشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأنّ ابنه محمداً وكيل ابني [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|مهديكم]].<ref>الطوسي، الغیبة، ص 31- 229.</ref> | ||
وفي رواية أخرى، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح أنّهم أرادوا ان يسألوا الإمام الحسن بن علي العسكري {{ع}} عن الحجّة من بعده وفي مجلسه {{ع}} أربعون رجلا، فقال {{ع}}: أخبركم بما جئتم. قالوا: نعم، يا ابن رسول الله. قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي. قالوا: نعم. فإذا غلام كأنّه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد {{ع}} فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو [[الخليفة|خليفة]] [[الإمامة|إمامكم]] والأمر إليه.<ref>الطوسي،الغيبة، صص 2- 231، الصدوق، كمال الدين، ص. 435.</ref> وجاء خبر هؤلاء الأربعين مفصلاً في رجال [[النجاشي]] ص 41 و202 و323. | وفي رواية أخرى، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح أنّهم أرادوا ان يسألوا الإمام الحسن بن علي العسكري{{ع}} عن الحجّة من بعده وفي مجلسه{{ع}} أربعون رجلا، فقال{{ع}}: أخبركم بما جئتم. قالوا: نعم، يا ابن رسول الله. قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي. قالوا: نعم. فإذا غلام كأنّه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد{{ع}} فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو [[الخليفة|خليفة]] [[الإمامة|إمامكم]] والأمر إليه.<ref>الطوسي،الغيبة، صص 2- 231، الصدوق، كمال الدين، ص. 435.</ref> وجاء خبر هؤلاء الأربعين مفصلاً في رجال [[النجاشي]] ص 41 و202 و323. | ||
بقي عثمان بن سعيد ملازماً [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|للإمام الحادي عشر]] {{ع}} (الحسن العسكري {{ع}}) وهو الذي – كما يقول [[الشيخ الطوسي]]: أنه لما مات الحسن بن علي {{ع}} حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره مأمورا بذلك- أي من قبل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الامام الحجة (عج)]]- للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 231.</ref> | بقي عثمان بن سعيد ملازماً [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|للإمام الحادي عشر]]{{ع}} (الحسن العسكري{{ع}}) وهو الذي – كما يقول [[الشيخ الطوسي]]: أنه لما مات الحسن بن علي{{ع}} حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره مأمورا بذلك- أي من قبل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الامام الحجة (عج)]]- للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 231.</ref> | ||
==مرحلة السفارة== | ==مرحلة السفارة== | ||
مثّل عثمان بن سعيد إحدى الوجوه [[الإمامية]] البارزة وهو حلقة مهمة من حلقات [[شبكة الوكالة]] وكان لمكانته ونشاطه الفاعل في عصر الإمامين [[الإمام علي النقي|العاشر]]و[[الإمام الحسن العسكري|الحادي عشر]] (عليهما السلام) في ادارة شبكة الوكالة دور كبير في إجماع شبكة الوكالة – تقريبا- على التسليم له والأخذ بما يردهم عنه من دون أن يكلفوه الاتيان بمعجزة أو حجة.<ref>الصدوق، كمال الدين، ص 90.</ref> وقد ساعده في ترسيخ ذلك بعض أصحاب الامام العسكري {{ع}} ممن تشرف بلقاء ولده الامام المهدي {{عج}} ك[[أحمد بن إسحاق القمي]].<ref>الكلیني، ج 1، ص 8-517.</ref> | مثّل عثمان بن سعيد إحدى الوجوه [[الإمامية]] البارزة وهو حلقة مهمة من حلقات [[شبكة الوكالة]] وكان لمكانته ونشاطه الفاعل في عصر الإمامين [[الإمام علي النقي|العاشر]]و[[الإمام الحسن العسكري|الحادي عشر]] (عليهما السلام) في ادارة شبكة الوكالة دور كبير في إجماع شبكة الوكالة – تقريبا- على التسليم له والأخذ بما يردهم عنه من دون أن يكلفوه الاتيان بمعجزة أو حجة.<ref>الصدوق، كمال الدين، ص 90.</ref> وقد ساعده في ترسيخ ذلك بعض أصحاب الامام العسكري{{ع}} ممن تشرف بلقاء ولده الامام المهدي{{عج}} ك[[أحمد بن إسحاق القمي]].<ref>الكلیني، ج 1، ص 8-517.</ref> | ||
==أهم مسؤوليات ومهام السفير== | ==أهم مسؤوليات ومهام السفير== | ||
كان [[النواب الأربعة|السفراء الخاصون الأربعة]] ومنهم عثمان بن سعيد يمثلون من جهة خصوصيتهم الحلقة الأمينة بين الإمام {{عج}} وبين شيعته فهم يحملون الرسائل والأجوبة والمسائل مباشرة مع الإمام المهدي {{عج}} ويرونه ويسألونه ويبلغون عنه، ومن جهة أخرى تحمّلوا مسؤولية الحفاظ على عامة الشيعة وعقائدهم، بالاضافة الى الحفاظ على شبكة الوكلاء الخاصين التي شكلها الامامان العاشر والحادي عشر {{ع}} في جميع البلدان، ولاريب أن هذه من المهمام الكبيرة التي وقعت على كاهل السفراء الأربعة، ومن نماذج تلك المحافظة محاولتهم صرف نظر الحكام والظالمين عن الشيعة ونشاطاتهم؛<ref>الفصول العشرة، ص 13.</ref> لأنّ الدولة كانت شديدة الاهتمام بمعرفة مصير الإمام {{عج}} وطبيعة تحركاته ونوع العلاقة بينه وبين شيعته، حتى ان الدولة تدخلت في شؤون ميراث الامام العسكري {{ع}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 8- 157، الكلیني، ج. 1، 51 ص. 30.</ref> | كان [[النواب الأربعة|السفراء الخاصون الأربعة]] ومنهم عثمان بن سعيد يمثلون من جهة خصوصيتهم الحلقة الأمينة بين الإمام{{عج}} وبين شيعته فهم يحملون الرسائل والأجوبة والمسائل مباشرة مع الإمام المهدي{{عج}} ويرونه ويسألونه ويبلغون عنه، ومن جهة أخرى تحمّلوا مسؤولية الحفاظ على عامة الشيعة وعقائدهم، بالاضافة الى الحفاظ على شبكة الوكلاء الخاصين التي شكلها الامامان العاشر والحادي عشر{{ع}} في جميع البلدان، ولاريب أن هذه من المهمام الكبيرة التي وقعت على كاهل السفراء الأربعة، ومن نماذج تلك المحافظة محاولتهم صرف نظر الحكام والظالمين عن الشيعة ونشاطاتهم؛<ref>الفصول العشرة، ص 13.</ref> لأنّ الدولة كانت شديدة الاهتمام بمعرفة مصير الإمام{{عج}} وطبيعة تحركاته ونوع العلاقة بينه وبين شيعته، حتى ان الدولة تدخلت في شؤون ميراث الامام العسكري{{ع}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 8- 157، الكلیني، ج. 1، 51 ص. 30.</ref> | ||
==العراق مركز السفارات== | ==العراق مركز السفارات== | ||
بعد رحيل [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحادي عشر]] {{ع}} لم يجد السفير الأول ضرورة للبقاء في [[سامراء]] (التي كانت تمثل عاصمة [[الدولة العباسية]]ومعسكر الجيش العباسي)، ومن هنا شدّ الرحال الى [[بغداد]] لتبتعد حركة الشيعة والسفراء عن أعين السلطة، واتخذ من حيّ [[الكرخ]] (الذي تقطنه أغلبية شيعيّة) مقراً لهومركزاً لإدارة شؤون الشيعة [[الإمامية]].<ref>جاسم حسین ص. 157.</ref> | بعد رحيل [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحادي عشر]]{{ع}} لم يجد السفير الأول ضرورة للبقاء في [[سامراء]] (التي كانت تمثل عاصمة [[الدولة العباسية]]ومعسكر الجيش العباسي)، ومن هنا شدّ الرحال الى [[بغداد]] لتبتعد حركة الشيعة والسفراء عن أعين السلطة، واتخذ من حيّ [[الكرخ]] (الذي تقطنه أغلبية شيعيّة) مقراً لهومركزاً لإدارة شؤون الشيعة [[الإمامية]].<ref>جاسم حسین ص. 157.</ref> | ||
وقد اعتمد السفير الأول مبدأ [[التقية]] ليكون في مأمن من الرقيبوالواشي؛ولذلك لم يدخل في صراع أو جدال مذهبي أو عقائدي أو سياسي، وكان يتّجر في السمن تغطية على الأمر فلقّب بالسمّان، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا بذلك إليه فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 229.</ref> | وقد اعتمد السفير الأول مبدأ [[التقية]] ليكون في مأمن من الرقيبوالواشي؛ولذلك لم يدخل في صراع أو جدال مذهبي أو عقائدي أو سياسي، وكان يتّجر في السمن تغطية على الأمر فلقّب بالسمّان، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا بذلك إليه فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 229.</ref> | ||
وروى [[الكشي]] رسالة الامام {{عج}} الى اسحاق بقوله: فلا تخرجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه وتُسلّم عليه وتعرفه ويعرفك فإنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا فكل ما يحمل إلينا من شيء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا.<ref>الطوسي،رجال الكشي، ص. 580.</ref> | وروى [[الكشي]] رسالة الامام{{عج}} الى اسحاق بقوله: فلا تخرجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه وتُسلّم عليه وتعرفه ويعرفك فإنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا فكل ما يحمل إلينا من شيء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا.<ref>الطوسي،رجال الكشي، ص. 580.</ref> | ||
==وفاة السفير الأول== | ==وفاة السفير الأول== | ||
مع أهمية الدور الذي لعبه السفير الأول عثمان بن سعيد إلا أنّ المصادر التأريخية لم تسجل لنا تاريخ وفاته بالتحديد، ومن هنا حاول المؤرخون المتأخرون إعطاء تواريخ تقريبية لتاريخ وفاته، منهم هاشم معروف الحسني الذي قال: استمرت سفارة عثمان بن سعيد الى عام 265هجرية= 879 م ولم يبين لنا المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة.<ref>هاشم معروف الحسني، ج. 2، ص. 568.</ref> في المقابل ذهب المؤرخ جواد علي إلى القول: بأن وفاته كانت بعد عشرين عاما من الغيبة الصغرى وتحديداً في عام 280هجرية، مستندا إلى التوقيع الذي قالوا بأنّه صدر من الامام {{عج}} لابنه أبي جعفر بن عثمان يعزيه والشيعة بوفاة والده الذي اتسم بالورع والتقوى وينصبه فيه سفيراً عنه {{عج}} بعد رحيل أبيه.<ref>جاسم حسین، ص. 159.</ref> | مع أهمية الدور الذي لعبه السفير الأول عثمان بن سعيد إلا أنّ المصادر التأريخية لم تسجل لنا تاريخ وفاته بالتحديد، ومن هنا حاول المؤرخون المتأخرون إعطاء تواريخ تقريبية لتاريخ وفاته، منهم هاشم معروف الحسني الذي قال: استمرت سفارة عثمان بن سعيد الى عام 265هجرية= 879 م ولم يبين لنا المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة.<ref>هاشم معروف الحسني، ج. 2، ص. 568.</ref> في المقابل ذهب المؤرخ جواد علي إلى القول: بأن وفاته كانت بعد عشرين عاما من الغيبة الصغرى وتحديداً في عام 280هجرية، مستندا إلى التوقيع الذي قالوا بأنّه صدر من الامام{{عج}} لابنه أبي جعفر بن عثمان يعزيه والشيعة بوفاة والده الذي اتسم بالورع والتقوى وينصبه فيه سفيراً عنه{{عج}} بعد رحيل أبيه.<ref>جاسم حسین، ص. 159.</ref> | ||
إلا أنّ الشواهد التأريخية الأخرى تكشف عن قصر مدة سفارة الاول، ويشهد لذلك أنّ [[الشيخ الطوسي]] قال: تولى السفارة أبو محمد محمد بن عثمان بن سعيد في السنة التي توفي فيها أحمد بن هلال العبرتائي سنة 267 هجرية، <ref>النجاشي، ص. 65.</ref> وكان من المعارضين لسفارة أبي جعفر بعد أبيه عثمان بن سعيد ومنكراً لها.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 260.</ref> ومن هنا يمكن القول بأنّ وفاة السفير الاول كانت ما بين 260 هجرية تاريخ وفاة الامام العسكري {{ع}} وبين 267 هجرية. | إلا أنّ الشواهد التأريخية الأخرى تكشف عن قصر مدة سفارة الاول، ويشهد لذلك أنّ [[الشيخ الطوسي]] قال: تولى السفارة أبو محمد محمد بن عثمان بن سعيد في السنة التي توفي فيها أحمد بن هلال العبرتائي سنة 267 هجرية، <ref>النجاشي، ص. 65.</ref> وكان من المعارضين لسفارة أبي جعفر بعد أبيه عثمان بن سعيد ومنكراً لها.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 260.</ref> ومن هنا يمكن القول بأنّ وفاة السفير الاول كانت ما بين 260 هجرية تاريخ وفاة الامام العسكري{{ع}} وبين 267 هجرية. | ||
بعد رحيل عثمان بن سعيد أوكل أمر السفارة وبأمر من [[الامام المهدي]] {{عج}} الى ولده [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان بن سعيد]]، والذي كان الامام العسكري {{ع}} قد أشار إليه من قبل ذلك أيضا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 260.</ref> | بعد رحيل عثمان بن سعيد أوكل أمر السفارة وبأمر من [[الامام المهدي]]{{عج}} الى ولده [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان بن سعيد]]، والذي كان الامام العسكري{{ع}} قد أشار إليه من قبل ذلك أيضا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 260.</ref> | ||
==محل دفنه== | ==محل دفنه== |