مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عثمان بن سعيد العمري»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110 طلا ملخص تعديل |
imported>Nabavi طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٨٣: | سطر ٨٣: | ||
==اسمه ولقبه== | ==اسمه ولقبه== | ||
أبو عمرو «عثمان بن سعيد العمري» وكان «أسدياً» وإنّما سُمِّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري، كان أسدياً فنسب إلى جده فقيل | أبو عمرو «عثمان بن سعيد العمري» وكان «أسدياً» وإنّما سُمِّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري، كان أسدياً فنسب إلى جده فقيل العمري،ويقال له «العسكري» أيضا لأنّه كان من عسكر سر من رأى،ويقال له «السمّان» لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 354.</ref> | ||
وكان [[الشيعة]] إذا حملوا إلى أبي محمد{{ع}} ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد {{ع}} تقية وخوفاً.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 353.</ref> | وكان [[الشيعة]] إذا حملوا إلى أبي محمد{{ع}} ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد {{ع}} تقية وخوفاً.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 353.</ref> | ||
==حياة عثمان بن سعيد== | ==حياة عثمان بن سعيد== | ||
لم تذكر لنا المصادر التاريخية تفاصيل حياة | لم تذكر لنا المصادر التاريخية تفاصيل حياة السفيروخصوصياته كولادتهوشبابه. قال بعض العلماء عنه أنّه من أصحاب [[الإمام الجواد عليه السلام|الامام الجواد]] {{ع}} وأنّه خدم الامام الجواد {{ع}}وله إحدى عشرة سنة وله إليه عهد معروف، ولم يترك خدمته{{ع}} وحظي بثقة الإمام {{ع}} به فكان يعتمد عليه في أموره ويوكل إليه في مهامه.<ref>جاسم حسین، ص 142.</ref> | ||
وعن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن ـ يعني عن [[الإمام الهادي عليه السلام|الامام الهادي]]{{ع}} ـ قال: سألته وقلت: من أعامل؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون»، وعن أحمد بن إسحاق أيضا، أنّه سأل أبا محمّد{{ع}} ـ يعني [[الامام الحسن العسكري عليه السلام|الامام العسكري]]{{ع}} ـ عن مثل ذلك؟ فقال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الكلیني، ج 1، ص 320.</ref> | وعن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن ـ يعني عن [[الإمام الهادي عليه السلام|الامام الهادي]]{{ع}} ـ قال: سألته وقلت: من أعامل؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون»، وعن أحمد بن إسحاق أيضا، أنّه سأل أبا محمّد{{ع}} ـ يعني [[الامام الحسن العسكري عليه السلام|الامام العسكري]]{{ع}} ـ عن مثل ذلك؟ فقال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الكلیني، ج 1، ص 320.</ref> | ||
بعد [[الشهادة|شهادة]] الإمام الهادي {{ع}} نال العمري ثقة الإمام الحسن العسكري {{ع}} به وأبقاه الى | بعد [[الشهادة|شهادة]] الإمام الهادي {{ع}} نال العمري ثقة الإمام الحسن العسكري {{ع}} به وأبقاه الى جانبهوأنزله نفس المنزلة التي كان والده عليه السلام ينزله بها. | ||
وعندما جاء بعض [[الشيعة]] من [[اليمن]] بالأمول الشرعية إلى الامام الحسن العسكري {{ع}}، قال لخادمه امض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فلمّا دخل عثمان قال له الامام {{ع}}: امض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. فقال الحاضرون عند الامام {{ع}}: يا سيدنا والله إنّ عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى. قال: نعم، واشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأنّ ابنه محمداً وكيل ابني [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|مهديكم]].<ref>الطوسي، الغیبة، ص 31- 229.</ref> | وعندما جاء بعض [[الشيعة]] من [[اليمن]] بالأمول الشرعية إلى الامام الحسن العسكري {{ع}}، قال لخادمه امض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فلمّا دخل عثمان قال له الامام {{ع}}: امض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. فقال الحاضرون عند الامام {{ع}}: يا سيدنا والله إنّ عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى. قال: نعم، واشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأنّ ابنه محمداً وكيل ابني [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|مهديكم]].<ref>الطوسي، الغیبة، ص 31- 229.</ref> | ||
سطر ١٠١: | سطر ١٠١: | ||
==مرحلة السفارة== | ==مرحلة السفارة== | ||
مثّل عثمان بن سعيد إحدى الوجوه [[الإمامية]] البارزة وهو حلقة مهمة من حلقات [[شبكة الوكالة]] وكان لمكانته ونشاطه الفاعل في عصر الإمامين [[الإمام علي النقي|العاشر]] و [[الإمام الحسن العسكري|الحادي عشر]] (عليهما السلام) في ادارة شبكة الوكالة دور كبير في إجماع شبكة الوكالة – تقريبا- على التسليم له والأخذ بما يردهم عنه من دون أن يكلفوه الاتيان بمعجزة أو حجة.<ref>الصدوق، كمال الدين، ص 90.</ref> وقد ساعده في ترسيخ ذلك بعض أصحاب الامام العسكري {{ع}} ممن تشرف بلقاء ولده الامام المهدي {{عج}} ك[[أحمد بن إسحاق القمي]].<ref>الكلیني، ج 1، ص 8-517.</ref> | مثّل عثمان بن سعيد إحدى الوجوه [[الإمامية]] البارزة وهو حلقة مهمة من حلقات [[شبكة الوكالة]] وكان لمكانته ونشاطه الفاعل في عصر الإمامين [[الإمام علي النقي|العاشر]]و[[الإمام الحسن العسكري|الحادي عشر]] (عليهما السلام) في ادارة شبكة الوكالة دور كبير في إجماع شبكة الوكالة – تقريبا- على التسليم له والأخذ بما يردهم عنه من دون أن يكلفوه الاتيان بمعجزة أو حجة.<ref>الصدوق، كمال الدين، ص 90.</ref> وقد ساعده في ترسيخ ذلك بعض أصحاب الامام العسكري {{ع}} ممن تشرف بلقاء ولده الامام المهدي {{عج}} ك[[أحمد بن إسحاق القمي]].<ref>الكلیني، ج 1، ص 8-517.</ref> | ||
==أهم | ==أهم مسؤولياتومهام السفير== | ||
كان [[النواب الأربعة|السفراء الخاصون الأربعة]] ومنهم عثمان بن سعيد يمثلون من جهة خصوصيتهم الحلقة الأمينة بين الإمام {{عج}} وبين شيعته فهم يحملون الرسائل والأجوبة والمسائل مباشرة مع الإمام المهدي {{عج}} ويرونه ويسألونه ويبلغون عنه، ومن جهة أخرى تحمّلوا مسؤولية الحفاظ على عامة الشيعة وعقائدهم، بالاضافة الى الحفاظ على شبكة الوكلاء الخاصين التي شكلها الامامان العاشر والحادي عشر {{ع}} في جميع البلدان، ولاريب أن هذه من المهمام الكبيرة التي وقعت على كاهل السفراء الأربعة، ومن نماذج تلك المحافظة محاولتهم صرف نظر الحكام والظالمين عن الشيعة ونشاطاتهم؛<ref>الفصول العشرة، ص 13.</ref> لأنّ الدولة كانت شديدة الاهتمام بمعرفة مصير الإمام {{عج}} وطبيعة تحركاته ونوع العلاقة بينه وبين شيعته، حتى ان الدولة تدخلت في شؤون ميراث الامام العسكري {{ع}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 8- 157، الكلیني، ج. 1، 51 ص. 30.</ref> | كان [[النواب الأربعة|السفراء الخاصون الأربعة]] ومنهم عثمان بن سعيد يمثلون من جهة خصوصيتهم الحلقة الأمينة بين الإمام {{عج}} وبين شيعته فهم يحملون الرسائل والأجوبة والمسائل مباشرة مع الإمام المهدي {{عج}} ويرونه ويسألونه ويبلغون عنه، ومن جهة أخرى تحمّلوا مسؤولية الحفاظ على عامة الشيعة وعقائدهم، بالاضافة الى الحفاظ على شبكة الوكلاء الخاصين التي شكلها الامامان العاشر والحادي عشر {{ع}} في جميع البلدان، ولاريب أن هذه من المهمام الكبيرة التي وقعت على كاهل السفراء الأربعة، ومن نماذج تلك المحافظة محاولتهم صرف نظر الحكام والظالمين عن الشيعة ونشاطاتهم؛<ref>الفصول العشرة، ص 13.</ref> لأنّ الدولة كانت شديدة الاهتمام بمعرفة مصير الإمام {{عج}} وطبيعة تحركاته ونوع العلاقة بينه وبين شيعته، حتى ان الدولة تدخلت في شؤون ميراث الامام العسكري {{ع}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 8- 157، الكلیني، ج. 1، 51 ص. 30.</ref> | ||
سطر ١٠٩: | سطر ١٠٩: | ||
==العراق مركز السفارات== | ==العراق مركز السفارات== | ||
بعد رحيل [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحادي عشر]] {{ع}} لم يجد السفير الأول ضرورة للبقاء في [[سامراء]] (التي كانت تمثل عاصمة [[الدولة العباسية]] | بعد رحيل [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحادي عشر]] {{ع}} لم يجد السفير الأول ضرورة للبقاء في [[سامراء]] (التي كانت تمثل عاصمة [[الدولة العباسية]]ومعسكر الجيش العباسي)، ومن هنا شدّ الرحال الى [[بغداد]] لتبتعد حركة الشيعة والسفراء عن أعين السلطة، واتخذ من حيّ [[الكرخ]] (الذي تقطنه أغلبية شيعيّة) مقراً لهومركزاً لإدارة شؤون الشيعة [[الإمامية]].<ref>جاسم حسین ص. 157.</ref> | ||
وقد اعتمد السفير الأول مبدأ [[التقية]] ليكون في مأمن من الرقيبوالواشي؛ولذلك لم يدخل في صراع أو جدال مذهبي أو عقائدي أو سياسي، وكان يتّجر في السمن تغطية على الأمر فلقّب بالسمّان، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا بذلك إليه فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 229.</ref> | |||
وروى [[الكشي]] رسالة الامام {{عج}} الى اسحاق بقوله: فلا تخرجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه وتُسلّم عليه وتعرفه ويعرفك فإنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا فكل ما يحمل إلينا من شيء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا.<ref>الطوسي،رجال الكشي، ص. 580.</ref> | وروى [[الكشي]] رسالة الامام {{عج}} الى اسحاق بقوله: فلا تخرجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه وتُسلّم عليه وتعرفه ويعرفك فإنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا فكل ما يحمل إلينا من شيء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا.<ref>الطوسي،رجال الكشي، ص. 580.</ref> | ||
سطر ١٢٧: | سطر ١٢٧: | ||
يقع قبر عثمان بن سعيد في الجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في أول الموضع المعروف في [[الدرب]] المعروف بدرب جبلّة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، والقبر في نفس قبلة المسجد.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 232.</ref> | يقع قبر عثمان بن سعيد في الجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في أول الموضع المعروف في [[الدرب]] المعروف بدرب جبلّة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، والقبر في نفس قبلة المسجد.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 232.</ref> | ||
وقال الشيخ الطوسي: رأيت قبره في الموضع الذي ذكر وكان بُنِيَ في وجهه | وقال الشيخ الطوسي: رأيت قبره في الموضع الذي ذكر وكان بُنِيَ في وجهه حائطوبه محراب المسجدوإلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا ندخل إليهونزوره مشاهرةوكذلك من وقت دخولي إلى بغداد وهي سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة نيف وثلاثين وأربعمائة.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 3-232.</ref> | ||
==مواضيع ذات صلة== | ==مواضيع ذات صلة== |