مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «واقعة المباهلة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Sayedisphahani طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٤: | سطر ٤: | ||
==المباهلة لغة== | ==المباهلة لغة== | ||
«المُباهَلة» في الأصل من مادة «بَهْل» (على وزن اَهل) بمعنى إطلاق | «المُباهَلة» في الأصل من مادة «بَهْل» (على وزن اَهل) بمعنى إطلاق وفكّ القيد عن الشيء وبذلك يقال للحيوان الطلق حيث لا توضع محالبها في كيس كي يستطيع وليدها أن يرضع بسهولة، يقال له: «باهِلٌ». و تستعمل بمعنی اللعن أيضا؛ قال أهل اللغة: المُباهَلة المُلاعَنة، مفاعَلةٌ من البُهْلة وهي اللَعنة، <ref>الجوهري، الصحاح، ص 1407. مادة بهل.</ref> و«بهله الله» لعنه وأبعده من رحمته.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص، 368.</ref> | ||
==آية المباهلة== | ==آية المباهلة== | ||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
وقد أجمع المفسرون من الفريقين على أن [[الآيات]] نزلت في وفد نجران العاقب والسيد ومن معهما حينما قالوا لرسول الله{{صل}}: هل رأيت ولداً من غير ذكر غير [[النبي عيسى عليه السلام|عيسى]] (ع) فهو أحد الأقانيم الثلاثة، فنزلت: (إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم...) الآيات فقرأها عليهم ولمّا أصروا على عنادهم بأنّ عيسى (ع) أحد الأقانيم الثلاثة دعاهم رسول الله إلى المباهلة.<ref>القرآن الكريم، توضيحات ومصطلحات بهاء الدين خرمشاهي، 1376.في هامش آية المباهلة، ص 57.</ref> | وقد أجمع المفسرون من الفريقين على أن [[الآيات]] نزلت في وفد نجران العاقب والسيد ومن معهما حينما قالوا لرسول الله{{صل}}: هل رأيت ولداً من غير ذكر غير [[النبي عيسى عليه السلام|عيسى]] (ع) فهو أحد الأقانيم الثلاثة، فنزلت: (إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم...) الآيات فقرأها عليهم ولمّا أصروا على عنادهم بأنّ عيسى (ع) أحد الأقانيم الثلاثة دعاهم رسول الله إلى المباهلة.<ref>القرآن الكريم، توضيحات ومصطلحات بهاء الدين خرمشاهي، 1376.في هامش آية المباهلة، ص 57.</ref> | ||
وذهب كبار مفسري [[السنة|السنّة]] [[الزمخشري|كالزمخشري]] <ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، في هامش الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> و[[الفخر الرازي]] <ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، في هامش الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> والبيضاوي<ref>البيضاوي، تفسير أنوار التنزيل وأسرار التأويل، في هامش الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> وغيرهم إلى أن المراد من أبنائنا [[الإمام الحسن عليه السلام|الحسن]] و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع)ومن نسائنا [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (ع) ومن أنفسنا [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي بن أبي طالب]] (ع | وذهب كبار مفسري [[السنة|السنّة]] [[الزمخشري|كالزمخشري]] <ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، في هامش الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> و[[الفخر الرازي]] <ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، في هامش الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> والبيضاوي<ref>البيضاوي، تفسير أنوار التنزيل وأسرار التأويل، في هامش الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> وغيرهم إلى أن المراد من أبنائنا [[الإمام الحسن عليه السلام|الحسن]] و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع)ومن نسائنا [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (ع) ومن أنفسنا [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) وهم [[أصحاب الكساء]] أو [[أصحاب الكساء|آل العباء]] بالاضافة إلى شخص النبي الأكرم (ص). وذهب كل من الزمخشري والفخر الرازي إلى نزول الآية 33 من [[سورة الأحزاب]] والمعروفة ب[[آية التطهير]] عقيب ذلك وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء (ع). | ||
فلمّا كان الغد جاء النّبي (ص) ومعه علي (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وفاطمة (ع)، وخرج النصارى يتقدمهم اسقفهم. فلمّا رأوا صدق النّبي (ص) وأنّه قد أقبل بخاصّة أهله أحجموا عن المباهلة، وقالوا: إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم.<ref>القرآن الكريم، توضيحات ومصطلحات بهاء الدين خرمشاهي، 1376.في هامش آية المباهلة، ص 57.</ref> | فلمّا كان الغد جاء النّبي (ص) ومعه علي (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وفاطمة (ع)، وخرج النصارى يتقدمهم اسقفهم. فلمّا رأوا صدق النّبي (ص) وأنّه قد أقبل بخاصّة أهله أحجموا عن المباهلة، وقالوا: إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم.<ref>القرآن الكريم، توضيحات ومصطلحات بهاء الدين خرمشاهي، 1376.في هامش آية المباهلة، ص 57.</ref> | ||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
==شخصيات المباهلة== | ==شخصيات المباهلة== | ||
من المسلّم به بين المؤرخين والمفسرين أن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) خرج للمباهلة يستصحب معه [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] (ع) و[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (ع) و[[الإمام الحسن عليه السلام|الحسن]] (ع) و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع)، وأمّا بالنسبة إلى تفاصيل الواقعة وما دار بين الطرفين ومن هم الحاضرون من [[النصارى]]، فقد اختلفت كلمة الباحثين، فيمكن الرجوع فيها إلى المصادر التي | من المسلّم به بين المؤرخين والمفسرين أن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) خرج للمباهلة يستصحب معه [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] (ع) و[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (ع) و[[الإمام الحسن عليه السلام|الحسن]] (ع) و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع)، وأمّا بالنسبة إلى تفاصيل الواقعة وما دار بين الطرفين ومن هم الحاضرون من [[النصارى]]، فقد اختلفت كلمة الباحثين، فيمكن الرجوع فيها إلى المصادر التي فصّلت البحث في هذه الواقعة، وكذلك الرجوع إلى ما يأتي من أبحاث. | ||
==واقعة المباهلة== | ==واقعة المباهلة== | ||
لمّا كان اليوم التالي للمحاورة التي وقعت بين النبي الأكرم وبين النصارى، جاء [[النبي|النّبي]] (ص) آخذاً | لمّا كان اليوم التالي للمحاورة التي وقعت بين النبي الأكرم وبين النصارى، جاء [[النبي|النّبي]] (ص) آخذاً بيد [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} و[[الحسن (ع)|الحسن]] {{ع}} و[[الحسين (ع)|الحسين]] {{ع}} بين يديه يمشيان و[[فاطمة (ع)|فاطمة]] {{ع}} تمشي خلفه، وخرج النصارى يتقدمهم أسقفهم، فلمّا رأى النّبيَّ (ص) قد أقبل بمَن معه سأل عنهم، فقيل له: | ||
هذا ابن عمّه وزوج ابنته، وأحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي، وهذه الجارية ابنته فاطمة وهي أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه، وتقدّم رسول الله (ص) فجثا على ركبتيه. | هذا ابن عمّه وزوج ابنته، وأحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي، وهذه الجارية ابنته فاطمة وهي أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه، وتقدّم رسول الله (ص) فجثا على ركبتيه. | ||
قال أبو حارثة الأسقف: جثا - والله - كما جثا الأنبياء للمباهلة. فرجع، ولم يقدم على المباهلة، فقال السيد: | قال أبو حارثة الأسقف: جثا - والله - كما جثا الأنبياء للمباهلة. فرجع، ولم يقدم على المباهلة، فقال السيد: ادنُ يا أبا حارثة للمباهلة! فقال: لا. إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقاً ولئن كان صادقاً لم يحل - والله - علينا حول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الأسقف: يا [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|أبا القاسم]]! إنا لا نباهلك، ولكن نصالحك، فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول الله (ص) على ألفي حلّة من حلل الأواقي قيمة كلّ حلة أربعون درهماً فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك، و على عارية ثلاثين درعاً وثلاثين رمحاً وثلاثين فرساً إن كان باليمن كيد (أي حرب)، ورسول الله ضامن حتّى يؤديها، وكتب لهم بذلك كتاباً. | ||
وروي أن الأسقف قال لهم: | وروي أن الأسقف قال لهم: |