مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو حنيفة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Odai78 ط (←مولده ونسبه) |
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٩: | سطر ٤٩: | ||
واجه أبو حنيفة نقداً علمياً قوياً أثناء مناظراته مع الإمامين [[الصادق]] {{و}}[[الكاظم]] {{عليهما السلام}}، وبعض الأعلام [[الشيعة]] ك[[صاحب الطاق|محمد بن علي صاحب الطاق]] وغيرهم، حول الأصول الاستنباطية المعتمدة لديه كالتمسك بالرأي {{و}}[[القياس الفقهي|القياس]]، وبعض النظريات التي طرحها حول بعض المسائل الفقهية. | واجه أبو حنيفة نقداً علمياً قوياً أثناء مناظراته مع الإمامين [[الصادق]] {{و}}[[الكاظم]] {{عليهما السلام}}، وبعض الأعلام [[الشيعة]] ك[[صاحب الطاق|محمد بن علي صاحب الطاق]] وغيرهم، حول الأصول الاستنباطية المعتمدة لديه كالتمسك بالرأي {{و}}[[القياس الفقهي|القياس]]، وبعض النظريات التي طرحها حول بعض المسائل الفقهية. | ||
رفض أن يعمل عند والي الكوفة [[يزيد بن عمر بن هبيرة]]، حتى هرب إلى [[مكة]] عام [[130 هـ | رفض أن يعمل عند والي الكوفة [[يزيد بن عمر بن هبيرة]]، حتى هرب إلى [[مكة]] عام [[130 هـ]]، وظل مُقيماً بها حتى صارت الخلافة [[العباسيين|للعباسيين]]، فرجع إلى الكوفة في زمن العباسي [[أبي جعفر المنصور]]. وعندما دعاه المنصور ليتولى [[القضاء]] امتنع، فطلب منه أن يكون قاضي القضاة فامتنع، فحبسه إلى أن توفي في [[بغداد]] سنة [[150 هـ]]، ودُفن في مقبرة الخيزران في بغداد. | ||
== مولده ونسبه == | == مولده ونسبه == | ||
سطر ٥٥: | سطر ٥٥: | ||
== نشأته العلمية == | == نشأته العلمية == | ||
تتلمذ أبو حنيفة على يد الكثير من فقهاء وعلماء عصره، وقد اتصل بحلقة حمّاد بن أبي سليمان، ما يقرب من ثمان عشرة سنة وبقي ملازماً له حتى وفاته سنة [[ | تتلمذ أبو حنيفة على يد الكثير من فقهاء وعلماء عصره، وقد اتصل بحلقة حمّاد بن أبي سليمان، ما يقرب من ثمان عشرة سنة وبقي ملازماً له حتى وفاته سنة [[120 هـ]].<ref>الخطيب، ج 13، ص 333.</ref> | ||
ومن جملة المشايخ الذين تتلمذ على أيديهم، هم: [[عامر الشعبي]]، [[أبو أسحاق السبيعي]]، [[عاصم بن أبي النجود]]، [[قيس بن مسلم]]، [[السماك بن حرب]]، [[علقمة بن مرثد]]، [[عطية بن سعد العوفي]]، و[[حكم بن عتبة]].<ref>أنظر: ابن ابي حاتم، ج 4، ص 449؛ الخطيب، ج 13، ص 324؛ المزي، ج 18، ص 127-128. </ref> كما تتلمذ أيضاً على يد بعض المشايخ البصريين، ك[[قتادة بن دعامة]]، و[[مالك بن دينار]].<ref>أنظر: مكي، ج 1، ص 59. </ref> | ومن جملة المشايخ الذين تتلمذ على أيديهم، هم: [[عامر الشعبي]]، [[أبو أسحاق السبيعي]]، [[عاصم بن أبي النجود]]، [[قيس بن مسلم]]، [[السماك بن حرب]]، [[علقمة بن مرثد]]، [[عطية بن سعد العوفي]]، و[[حكم بن عتبة]].<ref>أنظر: ابن ابي حاتم، ج 4، ص 449؛ الخطيب، ج 13، ص 324؛ المزي، ج 18، ص 127-128. </ref> كما تتلمذ أيضاً على يد بعض المشايخ البصريين، ك[[قتادة بن دعامة]]، و[[مالك بن دينار]].<ref>أنظر: مكي، ج 1، ص 59. </ref> | ||
سطر ٦١: | سطر ٦١: | ||
وقد ذكر في كتب التاريخ أنه سافر إبان فترة تلقيه العلم قبل سنة [[114 هـ]] أكثر من مرّة إلى [[الحجاز]] وتتلمذ على مشايخها هناك. وحضر في [[المدينة]] عند [[ربيعة بن أبي عبد الرحمن]] من فقهاء أهل الرأي. <ref>أبو زرعة، ج 1، ص 428. </ref> وحضر في [[مكة]] مدّة في مجالس الفقيه الكبير [[عطاء بن أبي رباح]].<ref>أنظر: الترمذي، ج 5، ص 741. </ref> | وقد ذكر في كتب التاريخ أنه سافر إبان فترة تلقيه العلم قبل سنة [[114 هـ]] أكثر من مرّة إلى [[الحجاز]] وتتلمذ على مشايخها هناك. وحضر في [[المدينة]] عند [[ربيعة بن أبي عبد الرحمن]] من فقهاء أهل الرأي. <ref>أبو زرعة، ج 1، ص 428. </ref> وحضر في [[مكة]] مدّة في مجالس الفقيه الكبير [[عطاء بن أبي رباح]].<ref>أنظر: الترمذي، ج 5، ص 741. </ref> | ||
كذلك انتهل في المدينة من نمير [[الإمام محمد الباقر]] | كذلك انتهل في المدينة من نمير [[الإمام محمد الباقر]] {{ع}}، وحضر عند كل [[عبد الرحمن بن هرمز الأعرج]]، {{و}}[[نافع مولى ابن عمر]]، {{و}}[[محمد بن المأنظردر]]، {{و}}[[ابن شهاب الزهري]]؛ وأخذ في مكّة عن كل من [[عمرو بن دينار]]، {{و}}[[أبي الزبير المكي]].<ref>أنظر: المزي، ج 18، ص 127-128. </ref> | ||
==تصديه لأمر الافتاء == | ==تصديه لأمر الافتاء == | ||
سطر ٧٢: | سطر ٧٢: | ||
=== الإرجاء === | === الإرجاء === | ||
{{مفصلة|الإرجاء}} | {{مفصلة|الإرجاء}} | ||
ذهب الكثير من أهل الحديث و[[الإمامية]] و[[المعتزلة]] و[[الأشاعرة]] إلى القول بأنّ أبا حنيفة كان من الذاهبين مذهب [[المرجئة]]. بل يعدّ ذلك من المسلمات التاريخية عند الكثير من الباحثين. <ref>مثلاً أنظر: البخاري، ج 4، ص 81؛ العقيلي، ج 4، ص 283؛ الأشعري، سعد، ص 6؛ الكشّي، ص 190؛ الأشعري، أبو الحسن، مقالات، ص 138. </ref> | ذهب الكثير من أهل الحديث {{و}}[[الإمامية]] {{و}}[[المعتزلة]] {{و}}[[الأشاعرة]] إلى القول بأنّ أبا حنيفة كان من الذاهبين مذهب [[المرجئة]]. بل يعدّ ذلك من المسلمات التاريخية عند الكثير من الباحثين. <ref>مثلاً أنظر: البخاري، ج 4، ص 81؛ العقيلي، ج 4، ص 283؛ الأشعري، سعد، ص 6؛ الكشّي، ص 190؛ الأشعري، أبو الحسن، مقالات، ص 138. </ref> | ||
ويؤكد أبو حنيفة في كتابه العالم والمتعلم على أهمية العمل وقيمته، مصرحاً بأنه يعتقد أنه ليس من الضروري دخول [[المؤمنين]] [[الجنة]]، وأنّ المذنبين يعذبون ما لم يتوبوا أو يعفو الله عنهم. ويرى أيضاً أنّ الناس في الآخرة على ثلاث طوائف: أصحاب الجنة، وأصحاب [[النار]]، والموحدون وهؤلاء يتوقف في أمرهم ويوكل علمهم إلى [[الله]].<ref>أنظر: الشهرستاني، ج 1، ص 127 و 130. </ref> | ويؤكد أبو حنيفة في كتابه العالم والمتعلم على أهمية العمل وقيمته، مصرحاً بأنه يعتقد أنه ليس من الضروري دخول [[المؤمنين]] [[الجنة]]، وأنّ المذنبين يعذبون ما لم يتوبوا أو يعفو الله عنهم. ويرى أيضاً أنّ الناس في الآخرة على ثلاث طوائف: أصحاب الجنة، وأصحاب [[النار]]، والموحدون وهؤلاء يتوقف في أمرهم ويوكل علمهم إلى [[الله]].<ref>أنظر: الشهرستاني، ج 1، ص 127 و 130. </ref> | ||
سطر ٨٦: | سطر ٨٦: | ||
=== الإمامة === | === الإمامة === | ||
{{مفصلة| الإمامة}} | {{مفصلة| الإمامة}} | ||
في النصف الأوّل من القرن الثاني شاع في وسط [[المسلمين]] من غير [[الشيعة]] و[[الخوارج]] تفضيل [[الشيخين]] (أبو بكر وعمر)، أما بالنسبة إلى الخَتَنين (علي {{عليه السلام}} وعثمان) فذهب البعض إلى التوقف، واختلفت كلمة البعض الآخر في التفضيل، فمنهم من فضّل [[علي عليه السلام|علياً | في النصف الأوّل من القرن الثاني شاع في وسط [[المسلمين]] من غير [[الشيعة]] {{و}}[[الخوارج]] تفضيل [[الشيخين]] (أبو بكر وعمر)، أما بالنسبة إلى الخَتَنين (علي {{عليه السلام}} وعثمان) فذهب البعض إلى التوقف، واختلفت كلمة البعض الآخر في التفضيل، فمنهم من فضّل [[علي عليه السلام|علياً]] {{ع}} ومنهم من فضّل [[عثمان بن عفان]]، فيما ذهبت طائفة عرفت بالمرجئة الأوّلى لا إلى التوقف في أمر التفضيل، بل ذهبت إلى التوقف في أصل إيمانهما، قال ابن سعد: ومنهم محارب بن دثار (شيخ أبي حنيفة) كان من المرجئة الأولى الذين كانوا يرجون علياً وعثمان ولا يشهدون بإيمان ولا كفر. <ref>ج 6 ، ص 214 وابن سعد، ج 6 ، ص 214. </ref> | ||
وقال | وقال أبي حنيفة في كتابه الفقه الأكبر: نترك أمر عثمان وعلي إلى الله. ونقل ابن شهر آشوب في المثالب عبارة الفقه الأكبر بالنحو التالي: نرجع حكم ما جرى بين علي وعثمان إلى الله. <ref>الورقة 59 ب. </ref> | ||
== الإقرار بحقانية علي(ع) == | == الإقرار بحقانية علي(ع) == | ||
{{مفصلة|الإمام علي}} | {{مفصلة|الإمام علي}} | ||
ذهب أبو حنيفة إلى القول بأنّ [[علي(ع)|علياً]]{{ | ذهب أبو حنيفة إلى القول بأنّ [[علي(ع)|علياً]] {{ع }}كان هو المحق في كافة حروبه وأن خصومه الذين خرجوا عليه باغون.<ref>أنظر: المكي، ج 2، ص 83-84. </ref> وذهب إلى القول أيضاً بأنّ الخليفة الحق والشرعي بعد علي {{ع}} ولده [[الإمام الحسن]] {{ع}}.<ref>الطوسي، الخلاف، ج 3، ص 104. </ref> | ||
== موقفه من الشيعة == | == موقفه من الشيعة == | ||
لمعرفة علاقة أبي حنيفة ب[[الشيعة]] لابد من الرجوع إلى [[الروايات]] الكثيرة التي أشارت إلى مناظراته مع كل من الإمامين [[الصادق]] و[[الكاظم]]{{عليهما السلام}}، ومع بعض علماء [[الكوفة]] ك[[صاحب الطاق|محمد بن علي صاحب الطاق]]، و[[الفضل بن حسن]]، و[[هيثم بن حسن الصيرفي]]. ولاشك أن قبول وتصديق تلك الروايات بحاجة إلى دراسة تستقصي كل واحدة منها متناً وسنداً، حيث طرحت فيها الكثير من القضايا العقائدية ك[[الإمامة]] و[[الإيمان]] و[[القضاء والقدر|القدر]] و.... <ref>أنظر: ابن بابويه، التوحيد، ص 96؛ المفيد، الأمالي، ص 22 و 26؛ الكراجي، ص 171، 196؛ الطبرسي، ج 2، ص 381، 382. </ref> | لمعرفة علاقة أبي حنيفة ب[[الشيعة]] لابد من الرجوع إلى [[الروايات]] الكثيرة التي أشارت إلى مناظراته مع كل من الإمامين [[الصادق]] {{و}}[[الكاظم]] {{عليهما السلام}}، ومع بعض علماء [[الكوفة]] ك[[صاحب الطاق|محمد بن علي صاحب الطاق]]، {{و}}[[الفضل بن حسن]]، {{و}}[[هيثم بن حسن الصيرفي]]. ولاشك أن قبول وتصديق تلك الروايات بحاجة إلى دراسة تستقصي كل واحدة منها متناً وسنداً، حيث طرحت فيها الكثير من القضايا العقائدية ك[[الإمامة]] {{و}}[[الإيمان]] {{و}}[[القضاء والقدر|القدر]] و.... <ref>أنظر: ابن بابويه، التوحيد، ص 96؛ المفيد، الأمالي، ص 22 و 26؛ الكراجي، ص 171، 196؛ الطبرسي، ج 2، ص 381، 382. </ref> | ||
علماً أن بعض الروايات الشيعية المروية عن [[الإمام الصادق]]{{ع}} جاءت ذامة لأبي حنيفة.<ref>الكشي، ص 145،146،149. </ref> فيما جاء في البعض الآخر منها وصفه بالمريد لعلي{{ع}}.<ref>أنظر:ابن رستم، ص 23؛ المفيد، الأمالي، ص 26-28؛ منتخب الدين، ص 51. </ref> لكن يظهر من كلام الشيخ في [[كتاب الأمالي للشيخ المفيد|الأمالي]] ما يدل على خلاف ذلك حيث جاء فيه: دار بيننا كلام في [[غدير خم]] فقال أبو حنيفة: قد قلت لأصحابنا لا تقروا لهم بحديث غدير خم فيخصموكم فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي وقال له لم لا | علماً أن بعض الروايات الشيعية المروية عن [[الإمام الصادق]] {{ع}} جاءت ذامة لأبي حنيفة.<ref>الكشي، ص 145،146،149. </ref> فيما جاء في البعض الآخر منها وصفه بالمريد لعلي {{ع}}.<ref>أنظر:ابن رستم، ص 23؛ المفيد، الأمالي، ص 26-28؛ منتخب الدين، ص 51. </ref> لكن يظهر من كلام الشيخ في [[كتاب الأمالي للشيخ المفيد|الأمالي]] ما يدل على خلاف ذلك حيث جاء فيه: دار بيننا كلام في [[غدير خم]] فقال أبو حنيفة: قد قلت لأصحابنا لا تقروا لهم بحديث غدير خم فيخصموكم فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي وقال له لم لا يقرّون به أما هو عندك يا نعمان؟ قال بلى هو عندي وقد رويته قال فلم لا يقرون به؟...<ref>الأمالي، المفيد، ص 26.</ref> | ||
== موقفه من الزيدية == | == موقفه من الزيدية == | ||
{{مفصلة| الزيدية}} | {{مفصلة| الزيدية}} | ||
كانت العلاقة بين أبي حنيفة و[[الزيدية]] حميمة جداً، ويشهد على تلك الرابطة الوثيقة ما كان بينه وبين كل من الشهيد [[زيد بن علي]] و[[إبراهيم بن عبد الله المحض]]، ومن هنا نرى [[محمد بن جعفر بن محمد|محمد بن جعفر]] المعروف بالديباج ابن [[الإمام الصادق]]{{ | كانت العلاقة بين أبي حنيفة {{و}}[[الزيدية]] حميمة جداً، ويشهد على تلك الرابطة الوثيقة ما كان بينه وبين كل من الشهيد [[زيد بن علي]] {{و}}[[إبراهيم بن عبد الله المحض]]، ومن هنا نرى [[محمد بن جعفر بن محمد|محمد بن جعفر]] المعروف بالديباج ابن [[الإمام الصادق]] {{ع}} وأحد أئمة الزيدية يترحم على أبي حنيفة في دار الإمارة ويقول: رحم الله أبا حنيفة، لقد تحققت مودته لنا في نصرته زيد بن علي. <ref>أنظر: أبو الفرج، مقاتل، ص 99.</ref> | ||
== أهم المصادر الفقهية لمذهبه == | == أهم المصادر الفقهية لمذهبه == | ||
نُقل في أنّ المصادر الفقهية عند أبي حنيفة، هي: [[القرآن الكريم]]، و[[السنة النبوية]]، و[[الإجماع]]، و[[القياس الفقهي|القياس]]، و[[الاستحسان]]، والعُرف والعادة. <ref>أبو حنيفة النعمان، وهبي سليمان غاوجي، ص132؛ الخطيب، ج 13، ص 340. </ref> ونذكر أبرز تلك المصادر: | نُقل في أنّ المصادر الفقهية عند أبي حنيفة، هي: [[القرآن الكريم]]، {{و}}[[السنة النبوية]]، {{و}}[[الإجماع]]، {{و}}[[القياس الفقهي|القياس]]، {{و}}[[الاستحسان]]، والعُرف والعادة. <ref>أبو حنيفة النعمان، وهبي سليمان غاوجي، ص132؛ الخطيب، ج 13، ص 340. </ref> ونذكر أبرز تلك المصادر: | ||
==== القياس ==== | ==== القياس ==== |