انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشرك»

أُزيل ٨ بايت ،  ٥ أبريل ٢٠٢٢
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale
imported>Alkazale
لا ملخص تعديل
سطر ٥: سطر ٥:
|مستخدم=الخزعلي
|مستخدم=الخزعلي
}}
}}
{{معتقدات الشيعة}}
{{معتقدات الشيعة}}
'''الشرك'''، يُقابل [[التوحيد]]، وهو من [[الذنوب الكبيرة]]، ومعناه الإشراك ب[[الله]]. العلماء [[المسلمون]] قسّموا الشرك كأقسام التوحيد: الشرك بالذات، الشرك بالصفات، الشرك بالأفعال، كذلك يُقسّم الشرك إلى قسمين، الشرك الجلي، والشرك الخفي، فيبحث عن الشرك الجلي في [[علم الكلام|الاعتقادات]] وعن الشرك الخفي في [[علم الأخلاق|الأخلاق]].  
'''الشرك'''، يُقابل [[التوحيد]]، وهو من [[الذنوب الكبيرة]]، ومعناه الإشراك ب[[الله]]. العلماء [[المسلمون]] قسّموا الشرك كأقسام التوحيد: الشرك بالذات، الشرك بالصفات، الشرك بالأفعال، كذلك يُقسّم الشرك إلى قسمين، الشرك الجلي، والشرك الخفي، فيبحث عن الشرك الجلي في [[علم الكلام|الاعتقادات]] وعن الشرك الخفي في [[علم الأخلاق|الأخلاق]].  
سطر ١٢: سطر ١١:


[[ابن تيمية]] وبتبعه [[الوهابيون]] ينسبون الشرك إلى [[المسلمين]] وإلى علماء الدين الذين [[التوسل بالأموات|يتوسلون]] بالزعامات الدينية ك[[أهل البيت]] {{هم}} ويطلبون منهم [[الشفاعة]]. بينما يعتبر المسلمون وخاصة الشيعة أن التوسل بزعماء الدين نوعاً من التعظيم والتكريم للشعائر الدينية، ويعتقدون أن [[التوسل بالموتى]] هو الشرك  إذا قُصد به العبودية واُعتقد بإلوهيتهم. وفقاً [[الآيات القرآنية|لآيات القرآن]] إن نيل [[الشفاعة]] من رجال الدين بإذن الله أمرٌ ممكن.
[[ابن تيمية]] وبتبعه [[الوهابيون]] ينسبون الشرك إلى [[المسلمين]] وإلى علماء الدين الذين [[التوسل بالأموات|يتوسلون]] بالزعامات الدينية ك[[أهل البيت]] {{هم}} ويطلبون منهم [[الشفاعة]]. بينما يعتبر المسلمون وخاصة الشيعة أن التوسل بزعماء الدين نوعاً من التعظيم والتكريم للشعائر الدينية، ويعتقدون أن [[التوسل بالموتى]] هو الشرك  إذا قُصد به العبودية واُعتقد بإلوهيتهم. وفقاً [[الآيات القرآنية|لآيات القرآن]] إن نيل [[الشفاعة]] من رجال الدين بإذن الله أمرٌ ممكن.
== مفهوم الشرك==
== مفهوم الشرك==
الشرك بمعنى الشراكة ب[[الله]] في الأمور المختصة به، كواجب الوجود، والإلوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.</ref> والشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله).<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.</ref>  
الشرك بمعنى الشراكة ب[[الله]] في الأمور المختصة به، كواجب الوجود، والإلوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.</ref> والشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله).<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.</ref>  
سطر ١٩: سطر ١٧:


المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته تعالى، أو أن يوكل جزءاً من أمر الله إليهم، أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة،<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.</ref> أو للأمر والنهي.<ref>الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.</ref>
المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته تعالى، أو أن يوكل جزءاً من أمر الله إليهم، أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة،<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.</ref> أو للأمر والنهي.<ref>الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.</ref>
== مراتب الشرك==
== مراتب الشرك==
الشرك كالتوحيد له مراتب، هي:
الشرك كالتوحيد له مراتب، هي:
سطر ٣٨: سطر ٣٥:


لكن ينقسم هذا الشرك إلى نظري وعملي، فالشرك المرتبط بالأمور الاعتقادية، كالشرك في ذات الله وصفاته، والشرك بالربوبية والخالقية هو الشرك النظري. والشرك في العبادة يتعلق بالأمور العملية.<ref>جوادي آملي، التوحيد في القرآن، صص 581-595.</ref>
لكن ينقسم هذا الشرك إلى نظري وعملي، فالشرك المرتبط بالأمور الاعتقادية، كالشرك في ذات الله وصفاته، والشرك بالربوبية والخالقية هو الشرك النظري. والشرك في العبادة يتعلق بالأمور العملية.<ref>جوادي آملي، التوحيد في القرآن، صص 581-595.</ref>
==الأهمية والمكانة==
==الأهمية والمكانة==
هناك [[آيات قرآنية]] متعددة مرتبطة بالشرك والنهي عنه. وقد ورد في بعض آيات [[القرآن]] أن المشركين ليس لديهم دليل وبرهان على شركهم،{{ملاحظة| على سبيل المثال قوله تعالى: {{قرآن|وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون}}(المؤمنون - 117)}}<ref>مکارم الشیرازي، رسالة القرآن، ج 3، صص 209 - 210.</ref> بل يعتمدون على التخمين أو على هوى النفس.<ref>مکارم الشیرازي، رسالة القرآن، ج 3، صص 211 - 215، تفسير الأمثل، سورة النجم: 23، وسورة النساء: 24.</ref> {{ملاحظة|{{قرآن|وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}}(يونس - 66)}}
هناك [[آيات قرآنية]] متعددة مرتبطة بالشرك والنهي عنه. وقد ورد في بعض آيات [[القرآن]] أن المشركين ليس لديهم دليل وبرهان على شركهم،{{ملاحظة| على سبيل المثال قوله تعالى: {{قرآن|وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون}}(المؤمنون - 117)}}<ref>مکارم الشیرازي، رسالة القرآن، ج 3، صص 209 - 210.</ref> بل يعتمدون على التخمين أو على هوى النفس.<ref>مکارم الشیرازي، رسالة القرآن، ج 3، صص 211 - 215، تفسير الأمثل، سورة النجم: 23، وسورة النساء: 24.</ref> {{ملاحظة|{{قرآن|وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}}(يونس - 66)}}
سطر ٤٦: سطر ٤٢:


ولإثبات الشرك العملي اُستدل بهذه الآية: {{قرآن|وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ}}<ref>سورة يوسف: 106. </ref> و{{قرآن|ٱتَّخَذُوٓاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَٰنَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّه}}.<ref>سورة التوبة: 31. </ref> ولإثبات شرك الزنا اُستدل بالآية: {{قرآن|وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ}}<ref>سورة الإسراء: 64. </ref> ولإثبات شرك الرياء اُستدل بالآية: {{قرآن|فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَٰلِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا}}<ref>سورة الكهف: 110. </ref><ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 90، صص 61 - 62.</ref>
ولإثبات الشرك العملي اُستدل بهذه الآية: {{قرآن|وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ}}<ref>سورة يوسف: 106. </ref> و{{قرآن|ٱتَّخَذُوٓاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَٰنَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّه}}.<ref>سورة التوبة: 31. </ref> ولإثبات شرك الزنا اُستدل بالآية: {{قرآن|وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ}}<ref>سورة الإسراء: 64. </ref> ولإثبات شرك الرياء اُستدل بالآية: {{قرآن|فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَٰلِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا}}<ref>سورة الكهف: 110. </ref><ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 90، صص 61 - 62.</ref>
==أنواع الشرك==
==أنواع الشرك==
ينقسم الشرك من جهة الظهور والخفاء إلى قسمين، هما:  
ينقسم الشرك من جهة الظهور والخفاء إلى قسمين، هما:  
سطر ٥٣: سطر ٤٨:


ذكر [[الإمام الصادق]] {{ع}} في [[التفسير|تفسير]] الآية 106 من [[سورة يوسف]]،{{ملاحظة| على سبيل المثال قوله تعالى: {{قرآن|وَمَا يؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ لاِلا وَهُمْ مَشْرِكُون؛ ومعظم الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله هم مشركون" (سورة يوسف ، الآية 106)}}} عبارات مثل: "لو لم يكن هذا الشخص لهلكت، أو لولا هذا الشخص لكنتُ قد ابتليتُ".<ref> المجلسي، بحار الأنوار، ج 5، ص 148.</ref> كما اعتبر [[نبي الإسلام]] {{ص}} الشرك أكثر خفاء من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.<ref> ابن شعبة الحراني، تحف العقول، ص 478.</ref> وأكثر ما بحث الشرك الخفي في علم الأخلاق.
ذكر [[الإمام الصادق]] {{ع}} في [[التفسير|تفسير]] الآية 106 من [[سورة يوسف]]،{{ملاحظة| على سبيل المثال قوله تعالى: {{قرآن|وَمَا يؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ لاِلا وَهُمْ مَشْرِكُون؛ ومعظم الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله هم مشركون" (سورة يوسف ، الآية 106)}}} عبارات مثل: "لو لم يكن هذا الشخص لهلكت، أو لولا هذا الشخص لكنتُ قد ابتليتُ".<ref> المجلسي، بحار الأنوار، ج 5، ص 148.</ref> كما اعتبر [[نبي الإسلام]] {{ص}} الشرك أكثر خفاء من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.<ref> ابن شعبة الحراني، تحف العقول، ص 478.</ref> وأكثر ما بحث الشرك الخفي في علم الأخلاق.
==العوامل والجذور==
==العوامل والجذور==
للشرك عوامل وجذور، منها:  
للشرك عوامل وجذور، منها:  
سطر ٦٤: سطر ٥٨:


كما يذكر القرآن حب الدنيا، وهوى النفس، ونسيان الله، والغلو بالشخصيات الدينية، والتعصب، والحكومات الفاسدة، جميعها من عوامل الشرك.<ref> جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 635-680.</ref>
كما يذكر القرآن حب الدنيا، وهوى النفس، ونسيان الله، والغلو بالشخصيات الدينية، والتعصب، والحكومات الفاسدة، جميعها من عوامل الشرك.<ref> جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 635-680.</ref>
== الآثار==
== الآثار==
للشرك آثار قد وردت في [[آيات القرآن]]،<ref>جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 681-691.</ref> ومنها:
للشرك آثار قد وردت في [[آيات القرآن]]،<ref>جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 681-691.</ref> ومنها:
سطر ٧٢: سطر ٦٥:
*'''الدخول إلى الجحيم'''؛ وبحسب الآية 72 من [[سورة المائدة]]، فهو مشرك [[جهنم]].<ref>سورة المائدة: 72.</ref>
*'''الدخول إلى الجحيم'''؛ وبحسب الآية 72 من [[سورة المائدة]]، فهو مشرك [[جهنم]].<ref>سورة المائدة: 72.</ref>
*'''حبط الأعمال'''؛ فإن الشرك يحبط أعمال الإنسان الصالحة، كما في الآية 65 من [[سورة الزمر]].<ref> سورة الزمر: 65.</ref>{{ملاحظة| قوله تعالى: {{قرآن|وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}}}
*'''حبط الأعمال'''؛ فإن الشرك يحبط أعمال الإنسان الصالحة، كما في الآية 65 من [[سورة الزمر]].<ref> سورة الزمر: 65.</ref>{{ملاحظة| قوله تعالى: {{قرآن|وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}}}}
== الحكم الفقهي للشرك==
== الحكم الفقهي للشرك==
للشرك أحكامًا ونتائج كثيرة، تُقرّ بها الشيعة الإمامية، ومن أبرزها :
للشرك أحكامًا ونتائج كثيرة، تُقرّ بها الشيعة الإمامية، ومن أبرزها :
مستخدم مجهول