imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
سطر ٢٩: |
سطر ٢٩: |
| *[[الحديث الصحيح|الحديث الصحيح]] المفيد لمعنى ، " '''أنّ أكبر [[الكبائر]] الشرك''' " <ref>الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 297، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، حديث رقم 2437 </ref>. | | *[[الحديث الصحيح|الحديث الصحيح]] المفيد لمعنى ، " '''أنّ أكبر [[الكبائر]] الشرك''' " <ref>الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 297، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، حديث رقم 2437 </ref>. |
| *وكذلك ما ورد عن [[الإمام الصادق(ع)|أبي عبد الله]]{{ع}} في [[الحديث الموثق|حديث موثّق]]: عن يونس، عن [[ابن بكير |ابن بكير]]، عن [[سليمان بن خالد |سليمان بن خالد]]، عن [[الإمام الصادق|أبي عبد الله]] {{عليه السلام }} قال: '''إنّ الله{{عز وجل}} لايغفر أن يشرك به و [[المغفرة |يغفر]] مادون ذالك لمن يشاء ، [وممّا يغفر ] <ref>هذه الإضافة من عندنا لتوضيح مفاد الحديث </ref>[[الكبائر |الكبائر]] فما سواها، قال: قلت دخلت [[الكبائر |الكبائر]] في الاستثناء، قال{{عليه السلام}}: نعم'''.<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 302 ، كتاب الإيمان و الكفر ، باب الكبائر ، حديث رقم 2451 </ref> | | *وكذلك ما ورد عن [[الإمام الصادق(ع)|أبي عبد الله]]{{ع}} في [[الحديث الموثق|حديث موثّق]]: عن يونس، عن [[ابن بكير |ابن بكير]]، عن [[سليمان بن خالد |سليمان بن خالد]]، عن [[الإمام الصادق|أبي عبد الله]] {{عليه السلام }} قال: '''إنّ الله{{عز وجل}} لايغفر أن يشرك به و [[المغفرة |يغفر]] مادون ذالك لمن يشاء ، [وممّا يغفر ] <ref>هذه الإضافة من عندنا لتوضيح مفاد الحديث </ref>[[الكبائر |الكبائر]] فما سواها، قال: قلت دخلت [[الكبائر |الكبائر]] في الاستثناء، قال{{عليه السلام}}: نعم'''.<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 302 ، كتاب الإيمان و الكفر ، باب الكبائر ، حديث رقم 2451 </ref> |
|
| |
| == مراتب الشرك عند الشيعة==
| |
| يرى علماء [[الشيعة]] أنّه وعند العودة [[آية|للآيات]] [[القرآن|القرآنية]] و [[الحديث|الروايات]] الواردة من [[الرسول الأعظم|الرسول الأكرم ]] {{صل}} من طريق [[أهل البيت]] {{عليهم السلام}} يُلحظ أنّ للشرك مراتب، كما أنّ له أقسام و مصاديق، فمصاديق الشرك تارة تلامس الجانب القلبي للفرد فيصبح الشرك مُعتَقَدًا له، وأخرى تلامس الجانب العملي للعبد فيتجلّى في عمله وسلوكه، وعليه فالشرك له مرتبتان، ولكلّ من هاتين المرتبتين مراتب أخرى كثيرة :
| |
| * الشرك القلبي : كالإعتقاد بأنّ [[الله|للمولى تعالى]] شريك في الوجود والخلق وتسيير الكون .
| |
| *الشرك العملي : كأن يأتي العبد [[العبادة|بعبادة]] لغير المولى تعالى، [[الصلاة|فيصلّي]] الفرد لمخلوقٍ من مخلوقات الله{{عز وجل}}، أو [[الصوم|يصوم]] له، وسواءًا كان معتقدا بألوهية من [[الصلاة|يصلي]] ويصوم له أم لم يعتقد .
| |
|
| |
|
| |
| بلحاظ علاقة التقابل الحاصلة بين الشرك و [[التوحيد]]، قَسَّمَ [[الإمامية|الشيعة الإمامية]] الشرك تِبَعًا لتقسيمات [[التوحيد]]، لأنّ كل مورد يصحّ أن يتعلّق به [[التوحيد]]، يصِحّ أيضا أن يتعلّق الشرك به، وعليه فقد قسّموا الشرك إلى ثلاثة أقسام رئيسية - الشرك في الذات، و الشرك في الصفات، و الشرك في العبادة -، ويندرج تحت بعضها أقسام أخرى .
| |
| === الشرك في الذات===
| |
| الشرك في الذات وهو على نحوين:
| |
| *'''الشرك الوَاحِدِي''': أن يعتقد الفرد أن هناك مِثْل وشبيه للّه{{عز وجل}} في الوجود، بحيث يتشارك هذا الشبيه والمِثل مقام الألوهية مع [[الله]] {{عز وجل}}، وهذا الاعتقاد يتنافى مع التوحيد الواحدي الذي أشار إليه المولى تعالى بقوله {{قرآن| وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }}.<ref>الإخلاص: 4.</ref>
| |
| *'''الشرك الأَحَدِي''': أن يعتقد العَبدُ أنّ المولى تعالى مركبٌ، وبالتالي يُثبت الجزئية له تعالى عن ذلك وينفي عنه البساطة، وهذا القول يتعارض ويتنافى مع التوحيد الأحدي، المشار إليه في قوله تعالى{{قرآن|قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَد }}.<ref>الإخلاص: 1.</ref>
| |
|
| |
| === الشرك في الصفات ===
| |
| الشرك في الصفات: وهو الإعتقاد بأنّ صفاته تعالى زائدة عن ذاته، بمعنى أن يعتقد العَبد أنّ صفات المولى {{عز وجل}} أمر خارج عن ذاته ومُغاير لها، وهذا مخالفٌ [[التوحيد|للتوحيد]] الصفاتي، الذي يَفْرِضُ على المكلّف الإعتقاد بكون صفات الله {{عز وجل}} عين ذاته، وبالتالي ينفي القول بالثنائية بين الذّات والصّفة، وهذا مأشار له [[علي بن أبي طالب|أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]] {{ع}} في خطبته الواردة في كتاب [[نهج البلاغة]]، حيث قال {{ع}}:
| |
| {{اقتباس مدرج مطوي |هيكل= |عنوان= |هيكل عنوان= |لون الهامش= |ارتفاع= |عرض=|هيكل القالب= |عنوان القسم= <small>شرح نهج البلاغة : الخطبة الأولى</small> |هيكل القسم= |هيكل النص= text-align:center; line-height:170%
| |
| |وَ'''كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَة، فَمَنْ وَصَفَ اللّهَ {{عز وجل}} فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ، وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ...'''
| |
| }}
| |
|
| |
| وما ذهب إليه [[الشيعة]] من قولٍ في هذا المقام، خلافُ ما ذهب إليه [[الأشاعرة]]، حينما أقرّوا أنّ الصّفة زائدة ومغايرة للذات، وبالتالي وقعوا في القول بثنائية الصّفة والذات، وفي ما يلي نص ما قاله أبو الحسن الأشعري:
| |
| *« وممّا يدُلُّ على أنّ اللّه تعالى، عَالم ٌ بعِلمٍ، أنّه لا يخلو أن يكون اللّه تعالى عالمًا بنفسه أو بعلم يستحيل أن يكون هو نفسه، فإن كان علمًا بنفسه كانت نفسه عِلْمًا، لأن قائِلاً لو قال: إنّ اللّه تعالى عالمٌ، بمعنى هو غيره لَوجَب عليه أن يكون ذالك المعنى عِلمًا، أو يكون اللّه تعالى بمعنى الصفات ...[ثم قال :]<ref>إضافة توضحية </ref> فلمّا اسْتَحَال أن يكون البَارِي تعالى عِلْمًا، اسْتَحَال أن يكون عَالِمًا بنفسه، فاذا اسْتَحَال ذالك، صَحَّ أنّه {{عز وجل}} عَالِمٌ بِعِلْمٍ، يَستَحِيل أن يكون هو نَفسُه».<ref>أبو الحسن الأشعري، اللُمَع في الرد على أهل الزّيغ والبدع، ص 30.</ref>
| |
|
| |
| === الشرك في الأفعال ===
| |
| الشرك في الأفعال يقصد به: أن يعتقد الفرد بنسبة فعل من الأفعال المختصة بالمولى تعالى لغير الله {{عز وجل}} بالإستقلال والذات، مثل نسبة [[صفة الخالقية|الخالقية]] لجهةٍ غير الله{{عز وجل}}- [[النبي عيسى |كنبي الله عيسى]] {{عليه السلام}} -، معتقدا بأنّ هذه الصفة ثابتة له بالإستقلال عن المولى تعالى الذي هو الخالق الوحيد بالاستقلال .
| |
|
| |
| وقد ذهب علماء [[الشيعة]] إلى القول بأنّ الحكم بالشرك متوقف في بعض الصفات المختصة بالمولى تعالى - كالإحياء والإماتة والشفاء والضر - على تحقّق قيد الإستقلالية، بمعنى أنّه لا يمكن الحكم بالشرك على شخصٍ لمجرد اعتقاده بأنّ النبي عيسى {{ع}} هو الذي أحيا الموتى بإذن وإرادة من اللّه {{عز وجل}}، بل للحكم عليه بالشرك لا بدّ أن يكون معتقده متضمنًا لمفهوم الإستقلال، أي يكون معتقدًا أنّ عيسى {{ع}} أحيا الموتى بذاته ومستقلاّ عن قدرة وإرادة وإذْن اللّه {{عز وجل}} .
| |
|
| |
| ومُسْتندهم في ذالك ، ماجاء في [[القرآن الكريم |كتاب الله]] {{عز وجل}}، عندما نسب على لسان نبيّه عيسى {{ع}} إحيائه للموتى وعلمه بالغيب وشفائه للأكمه<ref>وهو الذي كان أعمى من ولادته، لا أنه ولد ثم عرض عليه العمى </ref> بإذن الله، فيَرَوْن أنّ المولى تعالى أثبت مثل هذه اانسب لنبيّه عيسى بن مريم {{ع}} في قوله تعالى {{قرآن| وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}} <ref>آل عمران: 49.</ref>
| |
|
| |
| وبناءًا على ما تقدّم فقد قسّموا الشرك في الأفعال إلى ثلاثة أقسام، هي:
| |
| ==== الشرك في الخالقية ====
| |
| الشرك في الخالقية، وهو: أن يعتقد العبد بوجود من يخلق في هذا الكون على وجه الاستقلال وبالذات غير الله {{عز وجل}}، لأنّ هذا يتنافى مع [[التوحيد في الخالقية]] الدالة عليه عديد [[آية|الآيات]] منها قوله تعالى:{{قرآن| يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّـهِ }}،<ref>فاطر: 3.</ref> وقوله تعالى: {{قرآن|اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }}.<ref>الزمر: 62.</ref>
| |
|
| |
| ==== الشرك في الربوبية ====
| |
| لفظة الربوبية متأتية من لفظة " الرب " التي تعني في لغة العرب المُدبِّر والمُتصرِّف، وعلية فالقول بأن هناك مدبّر ومتصرف بالاستقلال عن المولى تعالى فهو عينه الشرك في الربوبية، الذي يتنافى مع [[التوحيد في الربوبية]] المشار إليه في قوله تعالى{{قرآن| إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ يُدَبِّرُ الأَمرَ ما مِن شَفيعٍ إِلّا مِن بَعدِ إِذنِهِ ذلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُم فَاعبُدوهُ أَفَلا تَذَكَّرونَ}}،<ref>يونس: 3.</ref> ومظاهر الشرك في الربوبية تُتَصَوَّر على أنحاء ثلاثة، الحاكمية والطاعة والتشريع:
| |
| #'''الشرك في الحاكمية''': وهو أن ينسب العبد الحاكمية الواقعية على الكون والموجودات لغير الله عزّ وجل، وهذا يتنافى مع [[التوحيد في الحاكمية]] الدال عليه قوله تعالى: {{قرآن|إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيرُ الفاصِلينَ}}.<ref>الأنعام: 57.</ref>
| |
| #'''الشرك في الطاعة''': وهو أن يعتقد الفرد بأنّ [[الطاعة]] بالذات - أي [[الطاعة]] المطلقة والمستقلة - متحقّقة لغير الله عزّ وجل، ولتّأكيد على [[التوحيد في الطاعة|التوحيد]] في هذا النحو أشار المولى تعالى إلى أنّ [[الطاعة|طاعة]] [[الرسول الأكرم]] {{صل}} الواجبة على العباد، متفرعة من طاعته هو {{عز وجل}} فقال تعالى:{{قرآن| وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ}}،<ref>النساء: 64.</ref> ولتوضيح هذا التفرّع قال تعالى {{قرآن|مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ }}.<ref>النساء: 80.</ref>
| |
| #'''الشرك في التشريع( التقنين) ''': وهو أن يقرّ ويعتقد الفرد بالحق في التشريع الاستقلالي لغير المولى تعالى، كما لو اعتقد بأن فلان له الحق أن يشرّع بالإستقلال عنه تعالى، وهذا يتنافى مع [[التوحيد في التشريع]] الذي يفهم من قوله تعالى: {{قرآن|وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}}،<ref>المائدة: 44.</ref> وقوله تعالى: {{قرآن|وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }}،<ref>المائدة: 45.</ref> وقوله تعالى: {{قرآن|وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}}، وعليه فإن كان الحكم بغير ما شرّعه المولى تعالى عدّ صاحبه من [[الفسق|الفاسقين]] و [[الظلم |الظالمين]] و[[الكفر |الكافرين]]، فمن باب أولى وصف كل من يعتقد بأحقيّة التشريع لمن لا يحكم بما أنزل الله، أنّه أشرك مع الله من يشاركه في التشريع والتقنين .
| |
|
| |
| ==== الشرك في العبوديّة====
| |
| [[العبادة |العبادة]] في لغة [[العرب |العرب]] تعني الخضوع والتذلّل، وعليه فالشرك في العبودية يتصور على نحوين:
| |
| #'''الشرك اللفظي في العبودية''': كأن يخضع ويتذلّل الفرد لغير الله من خلال القول، مع الإعتقاد بأنّ المخضوع له إلها و ربّا، وكما لو قال أحد الأفراد كلاما أو وصفا في حق غير الله{{عز وجل}} يدلّ على التذلّل والخضوع له، وكان القائل معتقدا بألوهية المقُولُ له أو كان معتقدًا بتحقّق صفة خاصة بالمولى تعالى فيه بالاستقلال.
| |
| #'''الشرك العملي في العبودية''': كأنّ يأتي العبدُ بأفعال تدلّل على الخضوع والتذلّل لغير الله{{عز وجل}}، مع الإعتقاد بأنّه إلهٌ وربٌ في مقابل المولى تعالى، وكما لو سجد عبدٌ لغير الله {{عز وجل}} وهو معتقدًا بكون المسجود له ربًا في مقابل الإله الواحد القهّار، أو أنّ له صفة من الصفات الخاصة بالمولى تعالى.
| |
|
| |
| وهذان النحوان يتنافيان مع [[التوحيد في العبادة |التوحيد في العبودية]] التي أشار لها المولى تعالى في آيات كثيرة منها قوله{{قرآن| إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }}،<ref>الفاتحة: 5.</ref> حيث أنّ الآية حصرت [[العبادة]] في المخاطب وهو المولى تعالى.
| |
|
| |
|
| == الشرك عند المذاهب والفرق الأخرى == | | == الشرك عند المذاهب والفرق الأخرى == |