مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الغلو»
←تنبيه الأئمّة عليه السلام إلى عدم التقصير
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia |
||
سطر ١٣٤: | سطر ١٣٤: | ||
لا شك أن أئمة أهل البيت عليهم السلام يتمتعون بمراتب ومقامات عالية من العلم والإيمان لا يسع عامة الناس إدراكها، ولذلك نجد بعض كبار الأصحاب في عهد الأئمة كثيراً ما يُتهمون بالغلو بسبب القول بتلك المراتب والدرجات للأئمة عليهم السلام. | لا شك أن أئمة أهل البيت عليهم السلام يتمتعون بمراتب ومقامات عالية من العلم والإيمان لا يسع عامة الناس إدراكها، ولذلك نجد بعض كبار الأصحاب في عهد الأئمة كثيراً ما يُتهمون بالغلو بسبب القول بتلك المراتب والدرجات للأئمة عليهم السلام. | ||
يقول السيد البروجوردي رحمه الله في كتابه البدر الزاهر: (كان السبب في ذلك يعود للقصور الفكري والعقائدي لبعض الشيعة فكانوا لذلك ينسبون ذوي المعرفة الكاملة والعقائد الصحيحة من الشيعة إلى الغلو والإفراط).<ref>البدر الزاهر: ص291.</ref> | يقول السيد [[البروجوردي]] رحمه الله في كتابه البدر الزاهر: (كان السبب في ذلك يعود للقصور الفكري والعقائدي لبعض الشيعة فكانوا لذلك ينسبون ذوي المعرفة الكاملة والعقائد الصحيحة من الشيعة إلى الغلو والإفراط).<ref>البدر الزاهر: ص291.</ref> | ||
ونلاحظ في بيانات أئمّة أهل البيت عليه السلام، الرافضة للغلوّ، الحذر من الاسترسال في نفي الكمالات بما يؤدّي إلى التقصير في معرفتهم، وبيان كمالاتهم، من هنا ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: (يا أبا حمزة، لا تضعوا عليًّا دون ما وضعه الله، ولا ترفعوه فوق ما رفعه الله).<ref>بحار الأنوار، ج25، ص 283.</ref> | ونلاحظ في بيانات أئمّة أهل البيت عليه السلام، الرافضة للغلوّ، الحذر من الاسترسال في نفي الكمالات بما يؤدّي إلى [[التقصير]] في معرفتهم، وبيان كمالاتهم، من هنا ورد عن [[الإمام الباقر]] عليه السلام: (يا أبا حمزة، لا تضعوا عليًّا دون ما وضعه الله، ولا ترفعوه فوق ما رفعه الله).<ref>بحار الأنوار، ج25، ص 283.</ref> | ||
وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام يحذّر فيها من الغلوّ والتقصير معًا، فعنه عليه السلام: (قال إبراهيم بن أبي محمود: فقلت للرضا: يا بن رسول الله إنّ عندنا أخبارًا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم، ولا نعرف مثلها عندكم، أفندين بها ؟ فقال: يا ابن أبي محمود، لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده عليه السلام أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله عزّ وجلّ، فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس، ثمّ قال الرضا عليه السلام: يا ابن أبي محمود، إنّ مخالفينا وضعوا أخبارًا في فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا، ونسبوهم إلى القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾ (الأنعام: 108). يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينًا وشمالاً فالزم طريقتنا، فإنّه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه).<ref>عيون أخبار الرضا، ج2، ص 272.</ref> | وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام يحذّر فيها من الغلوّ والتقصير معًا، فعنه عليه السلام: (قال إبراهيم بن أبي محمود: فقلت للرضا: يا بن رسول الله إنّ عندنا أخبارًا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم، ولا نعرف مثلها عندكم، أفندين بها ؟ فقال: يا ابن أبي محمود، لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده عليه السلام أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله عزّ وجلّ، فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس، ثمّ قال الرضا عليه السلام: يا ابن أبي محمود، إنّ مخالفينا وضعوا أخبارًا في فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا، ونسبوهم إلى القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾ (الأنعام: 108). يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينًا وشمالاً فالزم طريقتنا، فإنّه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه).<ref>عيون أخبار الرضا، ج2، ص 272.</ref> | ||
سطر ١٤٢: | سطر ١٤٢: | ||
بسبب ما مرَّ كثرت الروايات المعقِّبة بعد النهي عن الغلو بفتح المجال للحديث عن فضائلهم، وذلك بعبارات عديدة منها: | بسبب ما مرَّ كثرت الروايات المعقِّبة بعد النهي عن الغلو بفتح المجال للحديث عن فضائلهم، وذلك بعبارات عديدة منها: | ||
عن أمير المؤمنين عليه السلام: (إيّاكم والغلوّ فينا، قولوا: إنّا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم).<ref>بحار الأنوار، ج25، ص 270.</ref> | عن [[أمير المؤمنين]] عليه السلام: (إيّاكم والغلوّ فينا، قولوا: إنّا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم).<ref>بحار الأنوار، ج25، ص 270.</ref> | ||
وعنه عليه السلام: (اعلم يا أبا ذر، أنّا عبيد الله عزّ وجل، وخليفته على عباده، لا تجعلونا أربابًا، وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنّكم لا تبلغون كنه ما فينا، ولا نهايته، فإنّ الله عزّ وجل قد أعطانا أكبر وأعظم ممّا يصفه واصفكم، أو يخطر على قلب أحدكم، فإذا عرفتمونا هكذا، فأنتم المؤمنون).<ref>بحار الأنوار، ج26، ص 2.</ref> | وعنه عليه السلام: (اعلم يا أبا ذر، أنّا عبيد الله عزّ وجل، وخليفته على عباده، لا تجعلونا أربابًا، وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنّكم لا تبلغون كنه ما فينا، ولا نهايته، فإنّ الله عزّ وجل قد أعطانا أكبر وأعظم ممّا يصفه واصفكم، أو يخطر على قلب أحدكم، فإذا عرفتمونا هكذا، فأنتم المؤمنون).<ref>بحار الأنوار، ج26، ص 2.</ref> | ||
سطر ١٤٨: | سطر ١٤٨: | ||
وعنه عليه السلام: (أنا أمير كلّ مؤمن ومؤمنة ممّن مضى ومن بقي، وأُيِّدت بروح العظمة، وإنّما أنا عبد من عبيد الله، لا تسمّونا أربابًا، وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنّكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا، ولا معشار العشر).<ref>بحار الأنوار، ص 6.</ref> | وعنه عليه السلام: (أنا أمير كلّ مؤمن ومؤمنة ممّن مضى ومن بقي، وأُيِّدت بروح العظمة، وإنّما أنا عبد من عبيد الله، لا تسمّونا أربابًا، وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنّكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا، ولا معشار العشر).<ref>بحار الأنوار، ص 6.</ref> | ||
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال لصاحبه: (لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم، اجعلونا مخلوقين، وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا).<ref>بحار الأنوار، ج25، ص 279.</ref> | وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال لصاحبه: (لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم، اجعلونا مخلوقين، وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا).<ref>بحار الأنوار، ج25، ص 279.</ref> | ||
== ضابطة ردّ الحديث == | == ضابطة ردّ الحديث == |