انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشهيد الأول»

أُزيل ١٬٢١١ بايت ،  ١٠ فبراير ٢٠١٨
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad
لا ملخص تعديل
imported>Foad
لا ملخص تعديل
سطر ٩٢: سطر ٩٢:


==رحلاته ودراسته==
==رحلاته ودراسته==
لم يكتفِ الشهيد الأوّل بثقافته التي تلقَّاها في جِزِّين، بل راح يتطلَّع إلى آفاق أُخرى في مراكز إسلامية لِتَلَقِّي المعارف الجديدة، فرحل إلى الحلّة وكربلاء المقدّسة وبغداد، ومكّة المكرّمة، والمدينة المنوّرة، والشام، والقدس.
لم يكتفِ الشهيد الأوّل بثقافته التي تلقَّاها في جِزِّين، بل راح يتطلَّع إلى آفاق، فرحل إلى [[الحلة]]، و[[كربلاء المقدسة]] و[[بغداد]]، و[[مكة المكرمة]]، و[[المدينة المنورة]]، و[[الشام]]، و[[القدس]].<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 62.</ref>


ولم يمنعه انتماؤه المذهبي إلى أهل البيت{{عليهم السلام}} من أن يتعرّف على الثقافة السُنية، بعد أن بلغ شأواً في المعارف، فاطَّلع وناظر وحاجج في أجواءٍ علمية رحبة، ونظر في ألوان مختلفة من الفكر، وارتاد مختلف مراكز الحركة العقلية في البلاد الإسلامية، وجالس العلماء والأساتذة، فاستفاد وأفاد، ويكفي في ذلك قول أُستاذه فخر المحققّين فيه: لقد استفدتُ من تلميذي محمّد بن مكّي أكثر ممّا استفاد منّي.
ولم يمنعه انتماؤه المذهبي إلى [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} من أن يتعرّف على الثقافة [[أهل السنة|السُنية]]، فاطَّلع وناظر وحاجج في أجواءٍ علمية رحبة، ونظر في ألوان مختلفة من الفكر، وارتاد مختلف مراكز الحركة العقلية في البلاد الإسلامية، وجالس العلماء والأساتذة، فاستفاد وأفاد، ويكفي في ذلك قول أُستاذه [[فخر المحققين]] فيه: ”لقد استفدتُ من تلميذي محمد بن مكي أكثر مما استفاد مني“.<ref>نجف، علماء في رضوان الله، ص 130.</ref>


==مكانته الاجتماعية==
==مواقفه وخدماته==
كان بيت الشهيد الأوّل ندوةً عامرة لأصحاب الفضل والأدب، وطلاّب المعرفة، وعلماء دمشق، والأقطار المجاورة، الذين كانوا يتردّدون على دمشق، فكان بيته لا يخلو من الزائرين، وأصحاب الحاجات، إذ أصبح ملجأهم ، كما أصبح ملجأ العلماء في التدريس.  
سعى من خلال علاقاته الواسعة ومكانته في الأوساط العلمية لأن ينجز مهَام كبيرة في مجال الإصلاح والتوجيه، فأخمد فتنة اليالوشي الذي ادَّعى [[النبوة]]، وقلَّص الخلافات الطائفية، فوافقه أناس وعارضه آخرون، فكان أن استدعاه حاكم خراسان فيما اعتقله حاكم دمشق، واغتاله فيما بعد.<ref>الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 5 ، ص 205 ــ 207.</ref>


ولِمَكانته الاجتماعية أصبح الشهيد الأوّل موضع حفاوة الطبقات المختلفة، مكتسباً شعبيةً واسعة، حتّى استطاع أن يتجاوز بنفوذه الروحي حدود الشام، فانشدَّ إليه الملوك والحُكَّام من الأطراف، منهم علي بن مؤيّد ملك مدينة خراسا ، وكان الشيخ على اتصال بهم ، مستغلاًّ ذلك لغاياته الإصلاحية.
كان{{قدس سره}} يَلقى أذىً متواصلاً خلال أعماله، ولكن الذي كان يعانيه لم يُثنه عن أن يُحدث نهضة في [[علم الفقه]] وغيره من العلوم، وأن يفتح في [[جبل عامل]] أوّل مدرسة فقهية هي: ([[مدرسة جزين]])، وقد تخرج منها عدداً كبيراً من [[الفقهاء]] والمفكّرين الإسلاميّين.<ref>نجف، علماء في رضوان الله، ص 130؛الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 59 ــ 62.</ref>
 
==مواقفه وخدماته==
سعى من خلال علاقاته الواسعة ومكانته في الأوساط العلمية لأن ينجز مهَام كبيرة في مجال الإصلاح والتوجيه، وتوحيد الكلمة، والضرب على أيدي العابثين المغرضين ، فأخمد فتنة اليالوش الذي ادَّعى النبوّة ، وقلَّص الخلافات الطائفية، فوافقه أناس وعارضه آخرون، فكان أن استدعاه حاكم خراسان، فيما اعتقله حاكم دمشق، واغتاله فيما بعد، لأنّ حكومة بيدمر بدمشق كانت تخشاه، وتحسب له حسابه، إذ هي حكومة ضعيفة، فحاولت أن تتخلَّص من الشهيد الأوّل وتقضيَ عليه، حيث ترى فيه مذهباً مُندِّداً بالانحراف والضلال. وكان الشهيد الأوّل يَلقى أذىً متواصلاً مريراً خلال أعماله، ولكن الذي كان يعانيه لم يُثنهِ عن أن يُحدِث نهضةً في عالم الفقه وغيره من العلوم، وأن يفتح في جبل عامل أوَّل مدرسة فقهية هي ( مدرسة جزِّين فأصبحت طليعة النشاط الثقافي الشيعي هناك، وقد قُدِّر لهذه المدرسة أن تُخرِّج عدداً كبيراً من الفقهاء والمفكِّرين الإسلاميِّين فيما بعد . فقد كانت حياته حلقاتٍ متصلةً من الجهاد العلمي والاجتماعي، لم يهدأ حتّى ختَمَها بالشهادة خاتمةً مشرِّفة، أدرجته في سِجِلِّ الشامخين .


==أقوال العلماء فيه==
==أقوال العلماء فيه==
سطر ١٨٥: سطر ١٨٢:
*الشهيد الأول، محمد بن مكي، '''اللمعة الدمشقية'''، قم، دار الفکر، 1411 هـ.
*الشهيد الأول، محمد بن مكي، '''اللمعة الدمشقية'''، قم، دار الفکر، 1411 هـ.
*الشهيد الثاني، زين الدين الجبعي العاملي، '''الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية'''، تحقيق: محمد كلانتر، النجف، جامعة النجف الدينية، ط 1، 1386 هـ.  
*الشهيد الثاني، زين الدين الجبعي العاملي، '''الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية'''، تحقيق: محمد كلانتر، النجف، جامعة النجف الدينية، ط 1، 1386 هـ.  
*الطهراني، محمد محسن، '''طبقات أعلام الشيعة'''، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1430 هـ.
*نجف، محمد أمين، '''علماء في رضوان الله'''، قم، انتشارات الإمام الحسين {{ع}}، 1430 هـ/ 2009 م.


{{مراجع الشيعة}}
{{مراجع الشيعة}}
مستخدم مجهول