مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشهيد الأول»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad |
imported>Foad لا ملخص تعديل |
||
سطر ٩٠: | سطر ٩٠: | ||
==أسرته== | ==أسرته== | ||
ينتمي الشهيد الأول إلى أسرة معروفة بالعلم والفضل وبلغوا مكانة تجعلهم من كبار عصرهم. وللشهيد ثلاثة أبناء وهم الشيخ رضي الدين، والشيخ ضياء الدين، والشيخ جمال الدين، وكلهم كانوا علماء وفقهاء.<ref>الحر العاملي، أمل الآمل، ج 1، ص 134 و 179.</ref> وكانت زوجة الشهيد الأول (أم علي) فقيهة ومن النساء اللواتي عملن على ترويج علوم [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]](ع).<ref>الحر العاملي، أمل الآمل، ج 1، ص 193.</ref> وكذا ابنته أم حسين واسمها فاطمة فقد كانت من علماء [[جبل عامل]]، وقد أطلق عليها لقب «ستّ المشايخ».<ref>الشهيد الأول، الدروس الشرعية، ج 1، ص 40.</ref> | ينتمي الشهيد الأول إلى أسرة معروفة بالعلم والفضل وبلغوا مكانة تجعلهم من كبار عصرهم. وللشهيد ثلاثة أبناء وهم الشيخ رضي الدين، والشيخ ضياء الدين، والشيخ جمال الدين، وكلهم كانوا علماء وفقهاء.<ref>الحر العاملي، أمل الآمل، ج 1، ص 134 و 179.</ref> وكانت زوجة الشهيد الأول (أم علي) فقيهة ومن النساء اللواتي عملن على ترويج علوم [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]](ع).<ref>الحر العاملي، أمل الآمل، ج 1، ص 193.</ref> وكذا ابنته أم حسين واسمها فاطمة فقد كانت من علماء [[جبل عامل]]، وقد أطلق عليها لقب «ستّ المشايخ».<ref>الشهيد الأول، الدروس الشرعية، ج 1، ص 40.</ref> | ||
==رحلاته ودراسته== | |||
لم يكتفِ الشهيد الأوّل بثقافته التي تلقَّاها في جِزِّين، بل راح يتطلَّع إلى آفاق أُخرى في مراكز إسلامية لِتَلَقِّي المعارف الجديدة، فرحل إلى الحلّة وكربلاء المقدّسة وبغداد، ومكّة المكرّمة، والمدينة المنوّرة، والشام، والقدس. | |||
ولم يمنعه انتماؤه المذهبي إلى أهل البيت{{عليهم السلام}} من أن يتعرّف على الثقافة السُنية، بعد أن بلغ شأواً في المعارف، فاطَّلع وناظر وحاجج في أجواءٍ علمية رحبة، ونظر في ألوان مختلفة من الفكر، وارتاد مختلف مراكز الحركة العقلية في البلاد الإسلامية، وجالس العلماء والأساتذة، فاستفاد وأفاد، ويكفي في ذلك قول أُستاذه فخر المحققّين فيه: لقد استفدتُ من تلميذي محمّد بن مكّي أكثر ممّا استفاد منّي. | |||
==مكانته الاجتماعية== | |||
كان بيت الشهيد الأوّل ندوةً عامرة لأصحاب الفضل والأدب، وطلاّب المعرفة، وعلماء دمشق، والأقطار المجاورة، الذين كانوا يتردّدون على دمشق، فكان بيته لا يخلو من الزائرين، وأصحاب الحاجات، إذ أصبح ملجأهم ، كما أصبح ملجأ العلماء في التدريس. | |||
ولِمَكانته الاجتماعية أصبح الشهيد الأوّل موضع حفاوة الطبقات المختلفة، مكتسباً شعبيةً واسعة، حتّى استطاع أن يتجاوز بنفوذه الروحي حدود الشام، فانشدَّ إليه الملوك والحُكَّام من الأطراف، منهم علي بن مؤيّد ملك مدينة خراسا ، وكان الشيخ على اتصال بهم ، مستغلاًّ ذلك لغاياته الإصلاحية. | |||
==مواقفه وخدماته== | |||
سعى من خلال علاقاته الواسعة ومكانته في الأوساط العلمية لأن ينجز مهَام كبيرة في مجال الإصلاح والتوجيه، وتوحيد الكلمة، والضرب على أيدي العابثين المغرضين ، فأخمد فتنة اليالوش الذي ادَّعى النبوّة ، وقلَّص الخلافات الطائفية، فوافقه أناس وعارضه آخرون، فكان أن استدعاه حاكم خراسان، فيما اعتقله حاكم دمشق، واغتاله فيما بعد، لأنّ حكومة بيدمر بدمشق كانت تخشاه، وتحسب له حسابه، إذ هي حكومة ضعيفة، فحاولت أن تتخلَّص من الشهيد الأوّل وتقضيَ عليه، حيث ترى فيه مذهباً مُندِّداً بالانحراف والضلال. وكان الشهيد الأوّل يَلقى أذىً متواصلاً مريراً خلال أعماله، ولكن الذي كان يعانيه لم يُثنهِ عن أن يُحدِث نهضةً في عالم الفقه وغيره من العلوم، وأن يفتح في جبل عامل أوَّل مدرسة فقهية هي ( مدرسة جزِّين )، فأصبحت طليعة النشاط الثقافي الشيعي هناك، وقد قُدِّر لهذه المدرسة أن تُخرِّج عدداً كبيراً من الفقهاء والمفكِّرين الإسلاميِّين فيما بعد . فقد كانت حياته حلقاتٍ متصلةً من الجهاد العلمي والاجتماعي، لم يهدأ حتّى ختَمَها بالشهادة خاتمةً مشرِّفة، أدرجته في سِجِلِّ الشامخين . | |||
==أقوال العلماء فيه== | ==أقوال العلماء فيه== |