انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خديجة الكبرى عليها السلام»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
سطر ٣٩: سطر ٣٩:


==زواجها==
==زواجها==
وقعت مسألة زواجها (عليها السلام) قبل [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص) موضع نقاش وجدال بين الباحثين الاسلاميين فذهب أكثر المؤرخين والباحثين من العامّة إلى القول بأنها تزوجت قبل زواجها بالنبي (ص) مرتين وأنها انجبت من ذانك الزوجين، وهذا ما ينفيه فريق من الباحثين [[الشيعة]]، ومن تلك المصادر التاريخية التي تشير إلى زواجها السابق:
وقعت مسألة زواجها (عليها السلام) قبل [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص) موضع نقاش وجدال بين الباحثين الاسلاميين فذهب أكثر المؤرخين والباحثين من العامّة إلى القول بأنها تزوجت قبل زواجها بالنبي (ص) مرتين وأنها انجبت من ذانك الزوجين، وهذا ما ينفيه فريق من الباحثين [[الشيعة]]، ومن تلك المصادر التاريخية التي تشير إلى زواجها السابق:
#ذكر البلاذري في أنساب الأشراف أنّ خديجة (عليها السلام) كانت قبل [[رسول الله]] (ص) عند [[أبي هالة]] هند بن النباش بن زُرارة الأسيدي، من تميم، ولدت له هند بن أبي هالة، سمّي باسم أبيه.<ref>البلاذري، أنساب الاشراف ، ج 15، ص 65.</ref>
#ذكر البلاذري في أنساب الأشراف أنّ خديجة (عليها السلام) كانت قبل [[رسول الله]] (ص) عند [[أبي هالة]] هند بن النباش بن زُرارة الأسيدي، من تميم، ولدت له هند بن أبي هالة، سمّي باسم أبيه.<ref>البلاذري، أنساب الاشراف ، ج 15، ص 65.</ref>
#وقال البلاذري أيضا: ثم خلف عليها بعده – أي بعد أبي هالة- عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فطلقها، فتزوّجها النبي (ص)، وكانت خديجة {{عليه السلام}} ولدت لعتيق جارية، يقال لها هند تزوجها صيفي بن أمية بن عابد.<ref>ابن حبيب، المنمّق، ص 247.</ref>
#وقال البلاذري أيضا: ثم خلف عليها بعده – أي بعد أبي هالة- عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فطلقها، فتزوّجها النبي (ص)، وكانت خديجة {{عليه السلام}} ولدت لعتيق جارية، يقال لها هند تزوجها صيفي بن أمية بن عابد.<ref>ابن حبيب، المنمّق، ص 247.</ref>
#وقال ابن حبيب صاحب كتاب ''المنمّق'' في معرض حديثه عن [[النباش]]: النباش أبو هالة زوج خديحة بنت خويلد (عليها السلام) قبل رسول الله (ص) فولدت له هالة وهنداً وهما رجلان.<ref>ابن حبيب، المحبّر، ص 452.</ref>
#وقال ابن حبيب صاحب كتاب ''المنمّق'' في معرض حديثه عن [[النباش]]: النباش أبو هالة زوج خديحة بنت خويلد (عليها السلام) قبل رسول الله (ص) فولدت له هالة وهنداً وهما رجلان.<ref>ابن حبيب، المحبّر، ص 452.</ref>
#وقال ابن حبيب أيضا في كتابه ''المحبّر'' الذي ألفه بعد ''المنمّق'' في من تزوج ثلاث مرّات: كانت خديجة (عليها السلام) قبله (ص) عند أبي هالة هند بن النباش؛ ثم عند [[عتيق بن عائذ]] بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
#وقال ابن حبيب أيضا في كتابه ''المحبّر'' الذي ألفه بعد ''المنمّق'' في من تزوج ثلاث مرّات: كانت خديجة (عليها السلام) قبله (ص) عند أبي هالة هند بن النباش؛ ثم عند [[عتيق بن عائذ]] بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.


في المقابل نجد الباحثين والمؤرخين [[الشيعة]] – وبعد دراسات معمقة لزوايا الموضوع-  يشككون في ذانك الزوجين السابقين على النبي (ص) ويؤكدون أنها (سلام الله عليها) لم تتزوج قبل رسول (ص) من أحد قط. ومن القرائن والأدلة التي تدعم ذلك:
في المقابل نجد الباحثين والمؤرخين [[الشيعة]] – وبعد دراسات معمقة لزوايا الموضوع-  يشككون في ذانك الزوجين السابقين على النبي (ص) ويؤكدون أنها (سلام الله عليها) لم تتزوج قبل رسول (ص) من أحد قط. ومن القرائن والأدلة التي تدعم ذلك:
#قال [[ابن شهر آشوب]] : وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، و[[السيد المرتضى|المرتضى]] في ''الشافي''، و[[الشيخ الطوسي|أبو جعفر الطوسي]] في ''التلخيص'': إن النبي   (ص)  تزوج بها وكانت عذراء. يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي [[هالة]] أخت خديجة (عليها السلام).<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ، ج 1، ص 159.</ref> ومن الواضح أن ذيل كلامه لا يخلو من اشكال فإنّ المصادر التأريخية تؤكد بأنّ رقية وزينب هن بنات الرسول (ص) من خديجة.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص 641.</ref>
#قال [[ابن شهر آشوب]] : وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، و[[السيد المرتضى|المرتضى]] في ''الشافي''، و[[الشيخ الطوسي|أبو جعفر الطوسي]] في ''التلخيص'': إن النبي (ص)  تزوج بها وكانت عذراء. يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي [[هالة]] أخت خديجة (عليها السلام).<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ، ج 1، ص 159.</ref> ومن الواضح أن ذيل كلامه لا يخلو من اشكال فإنّ المصادر التأريخية تؤكد بأنّ رقية وزينب هن بنات الرسول (ص) من خديجة.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص 641.</ref>
#قال أبو القاسم الكوفي: إن [[الإجماع]] من الخاص والعام، من أهل الآثار ونقلة الأخبار، على أنّه لم يبق من أشراف قريش، ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم، إلا من خطب خديجة، ورام تزويجها، فامتنعت على جميعهم من ذلك، فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة، يتزوجها أعرابي من تميم، وتمتنع من سادات [[قريش]]، وأشرافها على ما وصفناه؟! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر: أنّه من أبين المحال، وافظع المقال.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 209.</ref>
#قال أبو القاسم الكوفي: إن [[الإجماع]] من الخاص والعام، من أهل الآثار ونقلة الأخبار، على أنّه لم يبق من أشراف قريش، ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم، إلا من خطب خديجة، ورام تزويجها، فامتنعت على جميعهم من ذلك، فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة، يتزوجها أعرابي من تميم، وتمتنع من سادات [[قريش]]، وأشرافها على ما وصفناه؟! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر: أنّه من أبين المحال، وافظع المقال.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 209.</ref>


===زواجها  من النبي (ص) ===
===زواجها  من النبي (ص) ===
{{زوجات النبي (ص)}}
{{زوجات النبي (ص)}}
أجمعت المصادر التأريخية على أنّ السيدة خديجة (عليها السلام) هي أُولى [[زوجات النبي (ص)]] تزوجها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، هذا ما ذهب إليه ابن عبد البر في ''الاستيعاب''،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج‏ 1، ص 25.</ref> قائلا: وتزوج رسول الله (ص) خديجة بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يوماً في عقب [[صفر]] سنة ست وعشرين وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم [[عام الفيل|الفيل]].<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏1، ص 35.</ref> ولكنه نقل عن الزهري قوله: كانت سن [[رسول الله]] (ص) يوم تزوّج خديجة (ع) إحدى وعشرين سنة.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏1، ص 35.</ref> وذهب [[المسعودي]] أيضا إلى كون السيدة خديجة (عليها السلام) هي أولى زوجات النبي (ص).<ref>المسعودي، مروج‏ الذهب، ج ‏2، ص 282.</ref> وهذا ما أكده البسوي وغيره من المصادر.<ref>الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج‏ 3، ص 267.</ref> وقال ابن الأثير في معرض تأكيده لذلك: وأوّل امرأة تزوجها (ص) خديجة بنت خويلد قبل [[البعثة]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 5 ،ص 293.</ref> ونقل ابن الأثير الأقوال المختلفة في سنّه (ص) حين تزوجها والتي ترددت بين 21، 22، 25، 28، 30، 37.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 5 ،ص 293.</ref>
أجمعت المصادر التأريخية على أنّ السيدة خديجة (عليها السلام) هي أُولى [[زوجات النبي (ص)]] تزوجها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، هذا ما ذهب إليه ابن عبد البر في ''الاستيعاب''،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج‏ 1، ص 25.</ref> قائلا: وتزوج رسول الله (ص) خديجة بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يوماً في عقب [[صفر]] سنة ست وعشرين وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم [[عام الفيل|الفيل]].<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏1، ص 35.</ref> ولكنه نقل عن الزهري قوله: كانت سن [[رسول الله]] (ص) يوم تزوّج خديجة (ع) إحدى وعشرين سنة.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏1، ص 35.</ref> وذهب [[المسعودي]] أيضا إلى كون السيدة خديجة (عليها السلام) هي أولى زوجات النبي (ص).<ref>المسعودي، مروج‏ الذهب، ج ‏2، ص 282.</ref> وهذا ما أكده البسوي وغيره من المصادر.<ref>الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج‏ 3، ص 267.</ref> وقال ابن الأثير في معرض تأكيده لذلك: وأوّل امرأة تزوجها (ص) خديجة بنت خويلد قبل [[البعثة]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 5 ،ص 293.</ref> ونقل ابن الأثير الأقوال المختلفة في سنّه (ص) حين تزوجها والتي ترددت بين 21، 22، 25، 28، 30، 37.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 5 ،ص 293.</ref>


كذلك اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في سن خديجة (عليها السلام) حينما تزوجها الرسول (ص) والتي ترددت بين الخامسة والعشرين والسادسة والأربعين  إلا أّن الأكثرية ذكروا أنّها كانا في سن الأربعين.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 639؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ،ص 174؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98 وج 9، ص459؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 280.</ref> ونقل المسعودي غير تلك التحديدات.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 287.</ref> ومنهم من حدد ذلك بالخامسة والعشرين<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref> ومنهم من قال عمرها ثمانية وعشرين عاما<ref>البلاذري، أنساب الاشراف، ج 1، ص 98.</ref> و30 عاما<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، ج 2، ص 200؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 264.</ref> و35 عاما<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 1، ص 265.</ref> و44 و45 عاما.<ref>ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 2، ص 275؛ النووي، تهذيب الأسماء، ج 2، ص 342.</ref> و46 عاما.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref>
كذلك اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في سن خديجة (عليها السلام) حينما تزوجها الرسول (ص) والتي ترددت بين الخامسة والعشرين والسادسة والأربعين  إلا أّن الأكثرية ذكروا أنّها كانا في سن الأربعين.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 639؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ،ص 174؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98 وج 9، ص459؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 280.</ref> ونقل المسعودي غير تلك التحديدات.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 287.</ref> ومنهم من حدد ذلك بالخامسة والعشرين<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref> ومنهم من قال عمرها ثمانية وعشرين عاما<ref>البلاذري، أنساب الاشراف، ج 1، ص 98.</ref> و30 عاما<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، ج 2، ص 200؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 264.</ref> و35 عاما<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 1، ص 265.</ref> و44 و45 عاما.<ref>ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 2، ص 275؛ النووي، تهذيب الأسماء، ج 2، ص 342.</ref> و46 عاما.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref>


ويلاحظ هنا: مدى الاختلاف والتفاوت في عمر السيدة خديجة (عليها السلام) حين اقترانها بالرسول الأكرم (ص).
ويلاحظ هنا: مدى الاختلاف والتفاوت في عمر السيدة خديجة (عليها السلام) حين اقترانها بالرسول الأكرم (ص).


ومن الصعب الخروج بنتيجة جازمة في تحديد سنّها عند زواجها من النّبي (ص)، ولكن لو أخذنا بعين الاعتبار مدة معايشتها للنبي (ص) والتي بلغت خمساً وعشرين سنة، خمس عشرة سنة منها قبل [[البعثة]] والعشر الأخرى بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 72.</ref> هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنّ سن خديجة حين وفاتها كان 63 سنة أو 50 كما رجح ذلك البيهقي، حينئذ يتردد سن خديجة وفقا للقولين بين الأربعين والخامسة والعشرين. فإذا ذهبنا إلى ما رجّحه البيهقي وأنها توفيت في الخمسين من العمر يكون عمرها حين الزواج 25 سنة، وهذا ما رجحّه بعض الباحثين.<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 201 - 202.</ref> إلا أنّ المشكلة التي تواجه هذا الاحتمال هي خلو المصادر المعتبرة منه. من هنا من الصعب الجزم به. لكن يمكن الاستناد إلى قرينة أخرى وهي وفاة [[القاسم بن محمد|القاسم]] بن الرسول (ص) فإنه لما توفي بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> كشف ذلك عن كون ولادته كانت وعمر خديجة (عليها السلام)  55 سنة وهذا أمر بعيد جداً، فإذا ضممنا ذلك إلى ما ذهب إليه بعض أعلام [[الشيعة]] من أنّ النّبي تزوجها (س) وهي باكر<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 1، ص 159.</ref> من جهة ومن المستبعد أنّ امراة كخديجة {{عليه السلام}} تبقى بلا زواج إلى سن الأربعين، فمن ضم هذه القرائن نخرج بنتيجة مؤداها أنّ عمرها عند زواجها مردد بين الخامسة والعشرين والثامنة والعشرين.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 202.</ref>
ومن الصعب الخروج بنتيجة جازمة في تحديد سنّها عند زواجها من النّبي (ص)، ولكن لو أخذنا بعين الاعتبار مدة معايشتها للنبي (ص) والتي بلغت خمساً وعشرين سنة، خمس عشرة سنة منها قبل [[البعثة]] والعشر الأخرى بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 72.</ref> هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنّ سن خديجة حين وفاتها كان 63 سنة أو 50 كما رجح ذلك البيهقي، حينئذ يتردد سن خديجة وفقا للقولين بين الأربعين والخامسة والعشرين. فإذا ذهبنا إلى ما رجّحه البيهقي وأنها توفيت في الخمسين من العمر يكون عمرها حين الزواج 25 سنة، وهذا ما رجحّه بعض الباحثين.<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 201 - 202.</ref> إلا أنّ المشكلة التي تواجه هذا الاحتمال هي خلو المصادر المعتبرة منه. من هنا من الصعب الجزم به. لكن يمكن الاستناد إلى قرينة أخرى وهي وفاة [[القاسم بن محمد|القاسم]] بن الرسول (ص) فإنه لما توفي بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> كشف ذلك عن كون ولادته كانت وعمر خديجة (عليها السلام)  55 سنة وهذا أمر بعيد جداً، فإذا ضممنا ذلك إلى ما ذهب إليه بعض أعلام [[الشيعة]] من أنّ النّبي تزوجها (س) وهي باكر<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 1، ص 159.</ref> من جهة ومن المستبعد أنّ امراة كخديجة {{عليه السلام}} تبقى بلا زواج إلى سن الأربعين، فمن ضم هذه القرائن نخرج بنتيجة مؤداها أنّ عمرها عند زواجها مردد بين الخامسة والعشرين والثامنة والعشرين.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 202.</ref>


والجدير بالذكر هنا أنّ المعيار في الزواج الصحيح هو وحدة الفكر والهدف وسمو الأخلاق والعلاقات الزوجية الحميمة، لا العمر فإنّه يأتي بدرجة لاحقة لما مر، ولاريب أنّ هذا الزواج المقدس كان الغرض منه أمراً مقدسا، وكانت المثل الإلهية العليا هي التي تدفع لتحقيق ذلك الزواج، يقول ابن اسحاق: لما بلغ خديجة عن رسول الله (ص) ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجراً إلى [[الشام]] وتعطيه أفضل ما تعطى غيره من التجار. مع غلام لها يقال له [[ميسرة]]، فقبله رسول الله (ص) فخرج بذلك المال ثم أقبل قافلا إلى [[مكة]] ومعه ميسرة، فكان ميسرة يحدثها عما شاهده من كرامات النبي (ص) وأخلاقه في تلك الرحلة، وكانت خديجة (عليها السلام) امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد [[الله]] بها من كرامتها. فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله (ص)، وعرضت عليه الزواج.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 293.</ref>‏‏ وقال ابن سيد الناس: إن خديجة  (عليها السلام)  لما رأت من كرامات الرسول (ص) قالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك، ووسطتك في قومك وأمانتك، وحسن خلقك وصدق حديثك‏.<ref>ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.</ref> وقد أشار إلى هذه المثل العليا التي جرّت إلى الزواج المبارك ابن الاثير في أسد الغابة.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23.</ref>
والجدير بالذكر هنا أنّ المعيار في الزواج الصحيح هو وحدة الفكر والهدف وسمو الأخلاق والعلاقات الزوجية الحميمة، لا العمر فإنّه يأتي بدرجة لاحقة لما مر، ولاريب أنّ هذا الزواج المقدس كان الغرض منه أمراً مقدسا، وكانت المثل الإلهية العليا هي التي تدفع لتحقيق ذلك الزواج، يقول ابن اسحاق: لما بلغ خديجة عن رسول الله (ص) ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجراً إلى [[الشام]] وتعطيه أفضل ما تعطى غيره من التجار. مع غلام لها يقال له [[ميسرة]]، فقبله رسول الله (ص) فخرج بذلك المال ثم أقبل قافلا إلى [[مكة]] ومعه ميسرة، فكان ميسرة يحدثها عما شاهده من كرامات النبي (ص) وأخلاقه في تلك الرحلة، وكانت خديجة (عليها السلام) امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد [[الله]] بها من كرامتها. فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله (ص)، وعرضت عليه الزواج.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 293.</ref>‏‏ وقال ابن سيد الناس: إن خديجة  (عليها السلام)  لما رأت من كرامات الرسول (ص) قالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك، ووسطتك في قومك وأمانتك، وحسن خلقك وصدق حديثك‏.<ref>ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.</ref> وقد أشار إلى هذه المثل العليا التي جرّت إلى الزواج المبارك ابن الاثير في أسد الغابة.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23.</ref>


===أبناؤها ===
===أبناؤها ===
{{أولاد النبي (ص)}}
{{أولاد النبي (ص)}}
{{مفصلة|أولاد النبي محمد (ص)}}
{{مفصلة|أولاد النبي محمد (ص)}}
نقل ابن كثير عن ابن إسحاق وابن هشام أسماء سبعة من أولاده من خديجة (عليها السلام)  وأنّ جميع ولده (ص) هم من خديجة إلا [[إبراهيم ابن النبي|إبراهيم]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 174؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> <br />
نقل ابن كثير عن ابن إسحاق وابن هشام أسماء سبعة من أولاده من خديجة (عليها السلام)  وأنّ جميع ولده (ص) هم من خديجة إلا [[إبراهيم ابن النبي|إبراهيم]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 174؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> <br />
ونقل عن يونس بن بكير أسماء ستة من أبناء خديجة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 174.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> وذكر الزبير بن بكار أنه ولد له (ص) الطيب وفاطمة بعد البعثة.<ref>ابن بكار، المنتخب من كتاب أزواج النبي (ص)، ص 29.</ref> وقد أكدت سائر المصادر التأريخية أنّه لم ينجب له (ص)  إلا من خديجة ومن [[مارية القبطية|مارية]] ولده [[إبراهيم بن النبي|إبراهيم]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 306.</ref>
ونقل عن يونس بن بكير أسماء ستة من أبناء خديجة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 174.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> وذكر الزبير بن بكار أنه ولد له (ص) الطيب وفاطمة بعد البعثة.<ref>ابن بكار، المنتخب من كتاب أزواج النبي (ص)، ص 29.</ref> وقد أكدت سائر المصادر التأريخية أنّه لم ينجب له (ص)  إلا من خديجة ومن [[مارية القبطية|مارية]] ولده [[إبراهيم بن النبي|إبراهيم]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 306.</ref>


ولعل اختلاف كلمة المؤرخين في عدد الأولاد يرجع إلى الخلط بين أسمائهم وألقابهم، ومن هنا قيل أن خديجة أنجبت ستة أولاد: اثنين من الذكور وأربعة من الإناث هما [[القاسم بن محمد|القاسم]] و[[عبد الله بن النبي|عبد الله]] (والطيب والطاهر من ألقاب عبد الله) ومن الإناث [[زينب بنت النبي|زينب]] و[[رقية بنت النبي|رقية]] و[[أم كلثوم بنت النبي|أم كلثوم]] و[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (عليها السلام).<ref>الزركلي، الأعلام، ج 2، ص 302.</ref>
ولعل اختلاف كلمة المؤرخين في عدد الأولاد يرجع إلى الخلط بين أسمائهم وألقابهم، ومن هنا قيل أن خديجة أنجبت ستة أولاد: اثنين من الذكور وأربعة من الإناث هما [[القاسم بن محمد|القاسم]] و[[عبد الله بن النبي|عبد الله]] (والطيب والطاهر من ألقاب عبد الله) ومن الإناث [[زينب بنت النبي|زينب]] و[[رقية بنت النبي|رقية]] و[[أم كلثوم بنت النبي|أم كلثوم]] و[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (عليها السلام).<ref>الزركلي، الأعلام، ج 2، ص 302.</ref>


ویرى [[السيد جعفر مرتضى]] الباحث في التاریخ الإسلامي أن فاطمة هي البنت الوحيدة لخديجة، حيث أنّه كانت لخديجة (ع) أخت اسمها هالة، تزوجها رجل مخزومي، فولدت له بنتاً اسمها هالة، ثم خلف عليها- أي على هالة الأولى- رجل تميمي يقال له: أبو هند، فأولدها ولدا اسمه هند، وكان لهذا التميمي امرأة أخرى قد ولدت له زينب ورقية، فماتت، ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه، وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأخرى؟ فضمتهم خديجة إليها، وبعد أن تزوجت بالرسول (ص) ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول (ص)، وكان العرب يزعمون: أن الربيبة بنت، ولأجل ذلك نسبتا إليه (ص)، مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أخت خديجة (عليها السلام).<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 212.</ref>
ویرى [[السيد جعفر مرتضى]] الباحث في التاریخ الإسلامي أن فاطمة هي البنت الوحيدة لخديجة، حيث أنّه كانت لخديجة (ع) أخت اسمها هالة، تزوجها رجل مخزومي، فولدت له بنتاً اسمها هالة، ثم خلف عليها- أي على هالة الأولى- رجل تميمي يقال له: أبو هند، فأولدها ولدا اسمه هند، وكان لهذا التميمي امرأة أخرى قد ولدت له زينب ورقية، فماتت، ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه، وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأخرى؟ فضمتهم خديجة إليها، وبعد أن تزوجت بالرسول (ص) ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول (ص)، وكان العرب يزعمون: أن الربيبة بنت، ولأجل ذلك نسبتا إليه (ص)، مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أخت خديجة (عليها السلام).<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 212.</ref>


==فضائلها  وسماتها==
==فضائلها  وسماتها==
أجمعت المصادر التأريخية على التسليم بكونها (عليها السلام) أول الناس إسلاما بين النساء،<ref>ابن خلدون، تاريخ‏ ابن‏ خلدون، ج ‏2، ص 410؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج ‏3، ص 23؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.</ref> بل هناك من ادعى [[الإجماع]] على ذلك.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 6، ص 78.</ref> وقد أكد ابن عبد البر هذه الحقيقة بقوله: أوّل من آمن بالنبي (ص) بعد خديجة [[الإمام علي عليه السلام|علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}}.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.</ref> وهكذا سائر المصادر التي تعرض للحديث عن السابقين إلى الإسلام.<ref>المقريزي، امتاع الأسماء، ج 9، ص 88.</ref> وكذلك المصادر التي أكدت على كونها و[[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} أوّل من صلى مع النبي (ص).<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة ،ج‏ 6، ص 78؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1089.</ref>
أجمعت المصادر التأريخية على التسليم بكونها (عليها السلام) أول الناس إسلاما بين النساء،<ref>ابن خلدون، تاريخ‏ ابن‏ خلدون، ج ‏2، ص 410؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج ‏3، ص 23؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.</ref> بل هناك من ادعى [[الإجماع]] على ذلك.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 6، ص 78.</ref> وقد أكد ابن عبد البر هذه الحقيقة بقوله: أوّل من آمن بالنبي (ص) بعد خديجة [[الإمام علي عليه السلام|علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}}.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.</ref> وهكذا سائر المصادر التي تعرض للحديث عن السابقين إلى الإسلام.<ref>المقريزي، امتاع الأسماء، ج 9، ص 88.</ref> وكذلك المصادر التي أكدت على كونها و[[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} أوّل من صلى مع النبي (ص).<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة ،ج‏ 6، ص 78؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1089.</ref>


روي عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري]] أنه سمع [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) يقول: سيدات نساء أهل [[الجنة]] أربع: [[مريم بنت عمران]]، و[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة بنت رسول اللّه]] (ص)، و[[خديجة]] و[[آسية زوجة فرعون|آسية]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 2، ص 129.</ref> وهن أفضل النساء<ref>المقريزي، امتاع‏ الأسماع، ج ‏15، ص 60.؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج ‏1، ص 346.</ref> وقد لقبت بالطاهرة والزكية والمرضية والصديقة وسيدة نساء قريش<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 15.؛ البيهقي، دلائل النبوة، مقدمة الكتاب، ص 16.</ref> وخير النساء<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج ‏6، ص 83.</ref> والشريفة في قومها.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 100، ص 189.</ref>  
روي عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري]] أنه سمع [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) يقول: سيدات نساء أهل [[الجنة]] أربع: [[مريم بنت عمران]]، و[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة بنت رسول اللّه]] (ص)، و[[خديجة]] و[[آسية زوجة فرعون|آسية]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 2، ص 129.</ref> وهن أفضل النساء<ref>المقريزي، امتاع‏ الأسماع، ج ‏15، ص 60.؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج ‏1، ص 346.</ref> وقد لقبت بالطاهرة والزكية والمرضية والصديقة وسيدة نساء قريش<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 15.؛ البيهقي، دلائل النبوة، مقدمة الكتاب، ص 16.</ref> وخير النساء<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج ‏6، ص 83.</ref> والشريفة في قومها.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 100، ص 189.</ref>  


===مكانتها  عند النبي===
===مكانتها  عند النبي===
حظيت السيدة خديجة (عليها السلام) من بين [[زوجات النبي]] (ص) بمكانة خاصة ومنزلة رفيعة لديه (ص) وقد أكّدت الوثائق التأريخية هذه الحقيقة، بل بقي (ص) طيلة حياته يذكرها بخير، ويؤكد على مكانتها في قلبه الشريف، وكان يثني عليها، ولايرى من يوازيها في تلك المنزلة الرفعية، فعن [[عائشة]] قالت: كان رسول الله (ص) إذا ذكر خديجة (عليها السلام) لم يسأم من ثناء عليها و[[الإستغفار]] لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوّضك الله من كبيرة السنّ، قالت: فرأيت رسول الله (ص) غضب غضباً شديداً، ثم قال: والله لقد آمنت بي إذ كفر النّاس، وآوتني إذ رفضني النّاس وصدقتني إذ كذبني النّاس، ورزقت منّي حيث حرمتموه.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1824.</ref>
حظيت السيدة خديجة (عليها السلام) من بين [[زوجات النبي]] (ص) بمكانة خاصة ومنزلة رفيعة لديه (ص) وقد أكّدت الوثائق التأريخية هذه الحقيقة، بل بقي (ص) طيلة حياته يذكرها بخير، ويؤكد على مكانتها في قلبه الشريف، وكان يثني عليها، ولايرى من يوازيها في تلك المنزلة الرفعية، فعن [[عائشة]] قالت: كان رسول الله (ص) إذا ذكر خديجة (عليها السلام) لم يسأم من ثناء عليها و[[الإستغفار]] لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوّضك الله من كبيرة السنّ، قالت: فرأيت رسول الله (ص) غضب غضباً شديداً، ثم قال: والله لقد آمنت بي إذ كفر النّاس، وآوتني إذ رفضني النّاس وصدقتني إذ كذبني النّاس، ورزقت منّي حيث حرمتموه.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1824.</ref>


لقد كانت خديجة شريكة النبيِّ (ص) في كلّ آلامه وآماله، والمسلّية له بما أصابه من أذىِ، بل كانت المعينة له على مكاره قريش؛ ومن هنا لم يتزوج (ص) في حياتها غيرها،<ref>ابن العمراني، الأنباء في تاريخ الخلفاء، ص 46.</ref> بل وصفت بعض الوثائق تلك العلاقة الحميمة بين الرسول (ص) وبينها بالقول: وكانت خديجة (عليها السلام) له (ص) وزير صدق بنفسها ومالها (رضى الله عنها وأرضاها).<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 61؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج ‏1، ص 26.</ref>
لقد كانت خديجة شريكة النبيِّ (ص) في كلّ آلامه وآماله، والمسلّية له بما أصابه من أذىِ، بل كانت المعينة له على مكاره قريش؛ ومن هنا لم يتزوج (ص) في حياتها غيرها،<ref>ابن العمراني، الأنباء في تاريخ الخلفاء، ص 46.</ref> بل وصفت بعض الوثائق تلك العلاقة الحميمة بين الرسول (ص) وبينها بالقول: وكانت خديجة (عليها السلام) له (ص) وزير صدق بنفسها ومالها (رضى الله عنها وأرضاها).<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 61؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج ‏1، ص 26.</ref>


==دورها في نجاح الدعوة الإسلامية==
==دورها في نجاح الدعوة الإسلامية==


مزجت السيدة خديجة (عليها السلام) بين [[الإيمان]] والعمل، فكانت المصداق البارز للحديث الشريف "الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان؛"<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 27.</ref> ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الالهي وآيات [[القرآن|الذكر الحكيم]] بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة، فلم يبق من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف الرسول (ص) وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بأنها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لا يدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبّاً وحناناً لمحمد (ص) في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.{{بحاجة لمصدر}}
مزجت السيدة خديجة (عليها السلام) بين [[الإيمان]] والعمل، فكانت المصداق البارز للحديث الشريف "الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان؛"<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 27.</ref> ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الالهي وآيات [[القرآن|الذكر الحكيم]] بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة، فلم يبق من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف الرسول (ص) وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بأنها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لا يدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبّاً وحناناً لمحمد (ص) في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.{{بحاجة لمصدر}}


وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول (ص) والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عُدّ ذلك من النعم التي أنعمها [[الله]] تعالى عليه (ص): {{قرآن|وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}}<ref>الضحى: 8.</ref> وكان (ص) يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلا: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 63.</ref> وكان (ص) يعتق بمالها الرقيق ويؤدي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في [[شعب أبي طالب]] وعند المحاصرة مال خديجة (عليها السلام)  ومال [[أبو طالب|أبي طالب]] حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما»<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 16.</ref> ومن الشواهد على ذلك أن [[أبا جهل]] بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي [[حكيم بن حزام]] بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله   (ص) ، ومعه في الشّعب، فتعلّق به وقال: أتذهب بالطعام إلى [[بني هاشم]]؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك ب[[مكة]]. فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري: طعام كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثت إليه فيه، أ فتمنعه أن يأتيها بطعامها!.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 354.</ref>
وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول (ص) والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عُدّ ذلك من النعم التي أنعمها [[الله]] تعالى عليه (ص): {{قرآن|وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}}<ref>الضحى: 8.</ref> وكان (ص) يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلا: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 63.</ref> وكان (ص) يعتق بمالها الرقيق ويؤدي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في [[شعب أبي طالب]] وعند المحاصرة مال خديجة (عليها السلام)  ومال [[أبو طالب|أبي طالب]] حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما»<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 16.</ref> ومن الشواهد على ذلك أن [[أبا جهل]] بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي [[حكيم بن حزام]] بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله (ص) ، ومعه في الشّعب، فتعلّق به وقال: أتذهب بالطعام إلى [[بني هاشم]]؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك ب[[مكة]]. فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري: طعام كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثت إليه فيه، أ فتمنعه أن يأتيها بطعامها!.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 354.</ref>


لقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الأخلاق الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول (ص) ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم [[محمد بن عبد الله]]   (ص).<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 320.</ref> وكان الرسول   (ص)  لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏4، ص 1817.</ref>
لقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الأخلاق الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول (ص) ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم [[محمد بن عبد الله]] (ص).<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 320.</ref> وكان الرسول (ص)  لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏4، ص 1817.</ref>


لقد عاضدت السيدة خديجة  (عليها السلام)  رسول الإنسانية في حركته منذ الساعات الأولى [[البعثة|للبعثة]] وحتى رحيلها عن هذه الدنيا، وكان لمساندتها الدور البارز في تقوية واستحكام الجبهة الداخلية للجماعة المؤمنة فكانت المثل الأعلى للمؤمن الرسالي الثابت القدم الراسخ العقيدة، ومن هنا نالت وبجدارة كبيرة لقب الطاهرة والصديقة وسيدة نساء قريش وخير النساء و[[أم المؤمنين|أمّ المؤمنين]]، وغير ذلك من الألقاب الكبيرة.{{بحاجة لمصدر}}
لقد عاضدت السيدة خديجة  (عليها السلام)  رسول الإنسانية في حركته منذ الساعات الأولى [[البعثة|للبعثة]] وحتى رحيلها عن هذه الدنيا، وكان لمساندتها الدور البارز في تقوية واستحكام الجبهة الداخلية للجماعة المؤمنة فكانت المثل الأعلى للمؤمن الرسالي الثابت القدم الراسخ العقيدة، ومن هنا نالت وبجدارة كبيرة لقب الطاهرة والصديقة وسيدة نساء قريش وخير النساء و[[أم المؤمنين|أمّ المؤمنين]]، وغير ذلك من الألقاب الكبيرة.{{بحاجة لمصدر}}
سطر ٩٥: سطر ٩٥:


{{مفصلة|عام الحزن}}
{{مفصلة|عام الحزن}}
ذكرت المصادر أن السيدة خديجة توفيت في [[السنة العاشرة للبعثة]] وقبل [[الهجرة]] من [[مكة]] إلى [[المدينة]] بثلاث سنين.<ref>المسعودي، مروج‏ الذهب، ج 2، ص 282؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 151؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 14.</ref> عن عمر – حسب أكثر المصادر- ناهز الخامسة والستين.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493.</ref> وقال ابن عبد البر: إنها ماتت وعمرها 64 سنة وستة أشهر.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1818.</ref> وبعضهم قال: إنها توفيّت بعد [[أبي طالب]] بعدّة شهور.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493؛ ابن سيّد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 151.</ref> وعن ابن سعد أنها توفيت بعد أبي طالب بخمسة وثلاثين يوما.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج‏ 1، ص 96.</ref> وقال ابن سعد نفسه وغيره من الباحثين: إنها توفيت في شهر [[رمضان]] من السنة العاشرة.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج 8 ، ص 14.</ref> فنزل (ص)  عند دفنها في حفرتها، وأدخلها القبر بيده، في [[مقبرة المعلى]]  من [[جبل الحجون]]، وكان قد كفنها برداء له ثم برداء من الجنة.<ref>السيلاوي، الأنوار الساطعة من الغرّاء الطاهرة، ص 377.</ref>
ذكرت المصادر أن السيدة خديجة توفيت في [[السنة العاشرة للبعثة]] وقبل [[الهجرة]] من [[مكة]] إلى [[المدينة]] بثلاث سنين.<ref>المسعودي، مروج‏ الذهب، ج 2، ص 282؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 151؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 14.</ref> عن عمر – حسب أكثر المصادر- ناهز الخامسة والستين.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493.</ref> وقال ابن عبد البر: إنها ماتت وعمرها 64 سنة وستة أشهر.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1818.</ref> وبعضهم قال: إنها توفيّت بعد [[أبي طالب]] بعدّة شهور.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 493؛ ابن سيّد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 151.</ref> وعن ابن سعد أنها توفيت بعد أبي طالب بخمسة وثلاثين يوما.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج‏ 1، ص 96.</ref> وقال ابن سعد نفسه وغيره من الباحثين: إنها توفيت في شهر [[رمضان]] من السنة العاشرة.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج 8 ، ص 14.</ref> فنزل (ص)  عند دفنها في حفرتها، وأدخلها القبر بيده، في [[مقبرة المعلى]]  من [[جبل الحجون]]، وكان قد كفنها برداء له ثم برداء من الجنة.<ref>السيلاوي، الأنوار الساطعة من الغرّاء الطاهرة، ص 377.</ref>


و مدفنها الآن في مقبرة [[بني هاشم]] في [[مكة المكرمة]].
و مدفنها الآن في مقبرة [[بني هاشم]] في [[مكة المكرمة]].
سطر ١٠١: سطر ١٠١:
==مواضيع ذات صلة==
==مواضيع ذات صلة==
{{Div col|4}}
{{Div col|4}}
*[[النبي محمد]] (ص)
*[[النبي محمد]] (ص)
*[[أمهات المؤمنين]]
*[[أمهات المؤمنين]]
*[[فاطمة الزهراء]]{{ها}}
*[[فاطمة الزهراء]]{{ها}}
سطر ١٥٤: سطر ١٥٤:
{{فاطمة الزهراء (عليها السلام)}}
{{فاطمة الزهراء (عليها السلام)}}
{{قالب:النساء من أهل البيت (ع)}}
{{قالب:النساء من أهل البيت (ع)}}
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]
[[Category:نساء صدر الإسلام]]
[[Category:زوجات الرسول]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مدفونات في حجون]]
[[Category:أمهات أهل البيت]]
[[Category:نساء قريشيات]]


[[تصنيف:نساء صدر الإسلام]]
[[تصنيف:نساء صدر الإسلام]]
مستخدم مجهول